أضواء على قراءة للأستاذ محمد ثلجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    أضواء على قراءة للأستاذ محمد ثلجي

    الأستاذ والناقد الجميل محمد ثلجي
    قدم قراءة لنص الأستاذ الشاعر خالد شوملي والذي عنونه الشاعر بـ(أحببت فيكِ صراحة الصبار)

    والذي أدرجه في مسابقة (ذهبيات ادبية"4")/شعر"المشاركة 29
    وقد أثير بعض الجدل حول قراءة الاستاذ محمد ثلجي لنص الشاعر خالد شوملي
    والتزاماًُ من نادي الأصالة بالنزاهة والشفافية التي وعدنا بها جميع رواد قسمنا سواء في المسابقة في الأقسام الفرعية,نقوم بعرض النص والقراءة معاً لنستجدي المزيد من القراءات من قبل الأخوة في قسم النقد الأدبي أو سواه في باقي أقسام الملتقى,ونتباحث فيما يخص قراءة الاستاذ محمد ثلجي.

    نادي الاصــالة للإبداع الأدبي.
    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    #2
    أحْبَبْتُ فيكِ صراحَةَ الصبّارِ ... خالد شوملي

    أحْبَبْتُ فيكِ صراحَةَ الصبّارِ




    خالد شوملي







    أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ


    وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ





    حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ


    فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ





    وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني


    نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ





    الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ


    وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري





    في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ


    وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ





    وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى


    حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ





    يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا


    مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ





    ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ


    هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ





    فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى


    بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ





    رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا


    فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ





    لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى


    ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ





    هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى


    مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري





    كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ


    بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ





    وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي


    يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري





    وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى


    كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري





    هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ


    أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري





    أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ


    في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري





    ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ!


    هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟





    وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً !


    ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ





    وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً


    فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري





    فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ


    فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري





    وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها


    وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ





    وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها


    قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ





    إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها


    وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ





    إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ


    يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ





    " إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا


    لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري





    خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري


    وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري





    بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي


    ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ





    فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها


    وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ





    " إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها


    فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري





    قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى


    إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري





    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]

    تعليق

    • سلام الكردي
      رئيس ملتقى نادي الأصالة
      • 30-09-2010
      • 1471

      #3
      قراءة الأستاذ محمد ثلجي

      السلام عليكم
      النص الأول : " أحببت فيك صراحة الصبار " للشاعر خالد شوملي


      بما أننا أمام منافسة لنيل لقب علينا أن نتحلى بالمصداقية والأمانة عند تناول المواضيع بغية تفنيدها نقدياً ولكي نتحلى بهذه الميزة يجب أن نخضع المواضيع للنقد بعيداً عن المجاملات والمزايدات .. ومن هنا سأعمل على تفنيد النص وتوضيح مكامن الجمال والإخفاق فيه ما أمكن .

      هذا النص الموسوم بــ " أحببت فيك صراحة الصبار " سنلاحظ أن العنوان مقتطع من أحد أبيات النص وهو البيت الأول . وهذه حقيقة مشكلة تواجه الكثير من الكتاب إذ أنهم لا يبذلون جهداً عندما يتعلق الأمر بعنوان النص ويعتبرونه خارج نطاق الأهمية .. مع أن الحداثة في الشعر تركز تركيزاً مهماً على طبيعة العناوين . ويمكن أن نشبه العنوان بشاخصة مرورية ترشد المارّة إلى الأماكن الصحيحة حيث يريدون الذهاب . من هنا كان لا بد من الاهتمام بالعنوان من قبل الشاعر مصاحباً ذلك الاهتمام بإحداث تغيرات ما عليه كــَ أن يكون مشفراً أو غارقاً في تجليه ورمزيته .

      أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ
      وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ

      نلاحظ أن الشاعر في هذه البيت اعتمد كلياً على الانزياح في الشعر وعلى وجه الخصوص ما يسمى بالاستعارة التنافرية . صورة بلاغية تقوم على الجمع بين متنافرين لا علاقة جامعة بينهما لتحقيق غرض شعري ذا دلالة. لكني أرى أن الشاعر لم يوفق أبداً في الجمع بين المتنافرين .. فما علاقة الصبار بالصراحة!! وأظن الصبار يُعنى أكثر بالوحدة بالتحمّل بالقوّة والجلد . أمّا الصراحة فليس ثمّة معنى صريح أو خبيء في نهاية الأمر يعمل على التدليل بشكل ما على الصورة المجترحة من الجملة المركبة تنافرياً . وقس على ذلك براءة الصحراء .. فالصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها. ومن هنا أجد أن الشاعر لم يوفق أبداً في التعبير المجازي المستخلص من البيت الأول خاصة مع أهمية القول أن الشاعر لم يبذل أيضاً جهداً بالاستعانة بالدلالة الصحيحة لإبراز عامل الدهشة والقوّة بدلاً من الاعتماد الكلي على الارتجال لحظة الكتابة.


      حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ
      فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ

      يعني لا أجد أبداً علاقة بين السكوت والذي شبهه الشاعر بالحكمة وهذا جيد وجميل وما بين كسوف الشمس . فليس من واقعية في التخيّل والتشبيه . وليته أبقى كل بيت منفصل عن الآخر ولم يربطه كدلالة أو تشبيه . فالنهاية ضعيفة والفكرة بعيدة عن الواقع . مع أهمية أن التخيّل في الشعر يجب أن يقوم على احترام الواقع من خلال طبيعة الجمل المركبة وعلائقيتها مع بعضها لكي لا ندخل بما يسمى الهذر والكلام لمجرد الكلام. وحتى لو فرضناً جدلاً أن المعنى المراد قوله هو أن : السكوت على شفاه المحبوبة هو أشبه بحكمة، بدلالة الخشوع والعظمة . مستدعياً لنا صورة واضحة وهي ظاهرة كسوف الشمس . فليس من معنى جميل يستخلص من هذا الربط والاستدلال .. وحتى لو أجزنا ذلك من باب الشعرية . فأنا أرى أن لون الصورة جدّ غامق وثمة ضبابية وإبهام يحوزان المساحة الأكبر من هذا الربط .

      وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني
      نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ

      لا يوجد شعر حقيقي يشدّ القارئ في هذا البيت غير كرامة النّوار هذا التعبير المجازي الجميل ولكن باقي البيت وما يليه أضعفه كثيراً وقلل من أهميته .

      الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ
      وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري


      في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ
      وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ



      وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى
      حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ

      لا أدري كيف تم ربط تحليق الغيم بعد حمله من قبل الهواء فوق الجدران .. ولماذا الجدران؟ هنا يدخل ما يسمى في النقد التكلف والصنعة غير المتقنة . فهما عنصران يحضران في الشعر الحديث ولكن بشروط أهمها أن تكون الصنعة على مستوى عالي بعيد عن الخضوع للقافية أو الوزن .. وإذا ما حصل ذلك فهذا سيضعف من بنية البيت وبالتالي من الصورة الكليّة الحاضرة.

      يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا
      مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ

      هذا البيت يكمّل الذي سبقه في المعنى .. والمعنى جميل في نهايته مع أن كلمة جدار في البيت الذي يسبقه وكلمة أسوار تحمل نفس المعنى على الأغلب .. والتكرار هنا تكرار في المعنى وليش في اللفظ وهذا غير محبب في الشعر الحديث خاصة إن لم يكن ثمة مساحة في اتجاهٍ عمودي لترك الانطباعات والإحالات تأخذ مجراها على الذائقة .

      ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ
      هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ



      فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى
      بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ



      رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا
      فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ

      بيت جميل رغم بساطة النظم وعفويّة اللغة والمعنى .. فالشاعر أراد أن يقول بشكل صريح أن الحب يتخلله ألم وأحزان نتيجة الصد والبعد والفراق وما إلى ذلك .. المعنى دارج ولكن الصياغة جاءت بثوب جديد وجميل.

      لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى
      ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ



      هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى
      مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري


      كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ
      بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ


      وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي
      يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري


      وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى
      كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري


      هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ
      أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري

      بيت جميل جداً .. من جهة الاستعارة حيث وصف القصيدة على أنها طائر يحلق في المدى الذي أحاله على المحبوبة. وسفينة تشق عباب بحاره .. مع أنني أجد أن المفرد لا يتواءم مع الجمع أو يتماهى على أبعد تقدير .. فالمدى واحد والجناح واحد .. والبحار مجموع .. ولكن الشاعر اضطر لهذه التراتيبية خضوعاً للقافية.


      أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ
      في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري


      ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ!
      هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟


      وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً !
      ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ


      وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً
      فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري


      فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ
      فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري


      وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها
      وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ

      تكرار رتيب في أحرف العطف وأفعال المضارع تتابعاً . وهذا يدل على ضعف في قاموس الكاتب وانحسارية لغته وعدم قدرته على جذب مفردات تغنيه عن عطف الجمل الشعرية على بعضها البعض لتحسين السردية في الفكرة العامة. والربط بين جزيئات الفكرة الواحدة. أو وحدة المعنى .


      وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها
      قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ


      إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها
      وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ


      إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ
      يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ


      " إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا
      لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري


      خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري
      وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري

      الأبيات الثلاثة منذ إن متّ أظنها تصلح لتكون مقالة عن الحب أكثر من كونها شعر .. فليس هنالك أي أهمية للمعنى ولا يوجد انزياح ولا تشبيه ولا جزالة ولا عنصر مفاجئة أو خروج عن نطاق اللغة العادية المستعملة من العامة والعاديين من الناس .. فأي واحد بإمكانه لو أتقن العروض أن يأتي بمثلها . إني أحبك لن ابوح باسراري لغيرك , إن مت لا تأخذوا بثاري من محبوبتي لأن الحياة جميلة بعد موتي !! , لم أفهم ما المقصود هنا!! خبأت أشعاري ومذكراات الحب في آباري !! وأين تكون هذه الآبار على الأغلب!! وحتى المجاز منه لا يصلح أن يكون كدلالة. فالآبار تنسجم مع الفيض والتجدد والظهور .. وهذا يخالف معنى البيت الذي وضّحته مفردة " خبأت " أي أرادها آسنة وغارقة في السكون.


      بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي
      ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ


      فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها
      وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ

      بيتان جميلان جداً .. فيهما حكمة طفيفة وعذوبة تكمن للعشق العذري المصان من قبل العاشق والمعشوق.


      " إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها
      فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري


      قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى
      إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري

      في النهاية يمكن القول أن هذا النص على ما فيه من وضوح وضعف في الصنعة والتكريب فضلاً عن النهايات الكثيرة على ضمير المتكلم كــ قراري ـ خياري – آباري – دماري – إبحاري – أزهاري وغيرها من الكلمات . قد أضعف من القصيدة ككل وأدخلها في حيّز الشعرية الضيق جداً .. فاللغة بسيطة لأبعد حد والنظم اعتمد كلياً على الوضوح والخطابية دون التغلغل في متاهات اللغة الشعرية الحقة . تلك المجترحة من الخيال والمرتبطة بالذهن المشبع بالقراءات والمتابعات والتثقف ونبش التاريخ والماضي لإضفاء جوّ من الرمزية والاستدعاءات العميقة والتي تحثّ القارئ على التفكّر أمام النص والبحث أكثر عن مافيه من درر مخبأة في أعماقه التي لا بدّ أن تكون مكتنزة ومعبأة .
      [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
      [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
      [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [COLOR=#0000ff][/COLOR]

      تعليق

      • منتظر السوادي
        تلميذ
        • 23-12-2010
        • 732

        #4
        احبتي
        الان اكتبوا تعليقاتكم العلمية ، على القراءة النقدية ويمكنكم الرجوع الى النص الابداعي ( النص الشعري )
        ونحن معكم ان شاء الله
        التعديل الأخير تم بواسطة منتظر السوادي; الساعة 19-11-2011, 21:04.
        الدمع أصدق أنباء من الضحك

        تعليق

        • منتظر السوادي
          تلميذ
          • 23-12-2010
          • 732

          #5
          سأضع الرد على قراءة أُستاذنا الثلجي على شكل ردود
          يقول أستاذنا :-
          ( بما أننا أمام منافسة لنيل لقب علينا أن نتحلى بالمصداقية والأمانة عند تناول المواضيع بغية تفنيدها نقدياً ولكي نتحلى بهذه الميزة )

          بعد أن يطلع القارئ المعاصر على النقد والقراءات النقدية يبهر بكثرة التعريفات ، وفي النهاية يتكون له تصور عن عدم محدودية هذا العلم الواسع الشامل .
          وإِنَّ من أسهل التعريفات التي ترسخ في ذهن القارئ هو ( الكشف عن مواطن القوة ، والوقوف على عناصر الابداع والاصالة في التجربة الابداعية ، والكشف هذا يكون تفسيراً وتحليلاً وتقويماً )

          لكن يفاجئ القارئ بمصافحته الاولى للنص النقدي بأَنّ الناقد ينطلق من منطلق غريب بعيد عن النقد المعاصر ، إذ يجد القارئ لفظة " تفنيدها " وبالتالي فقد كان همُّ الناقد هو التفنيد حسب قوله .
          لا ندري أين يوجد تعريف للنقد بأنه تفنيد ،
          هذه الصدمة الاولى للقارئ مع النص النقدي
          التعديل الأخير تم بواسطة منتظر السوادي; الساعة 20-11-2011, 10:25.
          الدمع أصدق أنباء من الضحك

          تعليق

          • الهويمل أبو فهد
            مستشار أدبي
            • 22-07-2011
            • 1475

            #6
            أسمحو لي أن أقدم قراءتي لمطلع القصيدة، وأن اختلف في قراءتي عن القراءة المعمقة التي قدمها الأستاذ محمد ثلجي.

            أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ *********** وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ

            وقد احتج الأستاذ ثلجي بالقول:

            نلاحظ أن الشاعر في هذه البيت اعتمد كلياً على الانزياح في الشعر وعلى وجه الخصوص ما يسمى بالاستعارة التنافرية . صورة بلاغية تقوم على الجمع بين متنافرين لا علاقة جامعة بينهما لتحقيق غرض شعري ذا دلالة. لكني أرى أن الشاعر لم يوفق أبداً في الجمع بين المتنافرين .. فما علاقة الصبار بالصراحة!! وأظن الصبار يُعنى أكثر بالوحدة بالتحمّل بالقوّة والجلد . أمّا الصراحة فليس ثمّة معنى صريح أو خبيء في نهاية الأمر يعمل على التدليل بشكل ما على الصورة المجترحة من الجملة المركبة تنافرياً . وقس على ذلك براءة الصحراء .. فالصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها. ومن هنا أجد أن الشاعر لم يوفق أبداً في التعبير المجازي المستخلص من البيت الأول خاصة مع أهمية القول أن الشاعر لم يبذل أيضاً جهداً بالاستعانة بالدلالة الصحيحة لإبراز عامل الدهشة والقوّة بدلاً من الاعتماد الكلي على الارتجال لحظة الكتابة.

            وفي البداية أريد أن أعرض لـ"الصريح" وللصبار ثم للصحراء والنوار والبراءة، ولعلي أبدأ بالقول أن وجه الشبه ينبع من مجموع ألفاظ البيت. فالصبار جاف، جارح، خشن، متحصن بنفسه، بارز، وحيد ومعزول، فهو خالص من كل الشوائب (وهذا هو معنى صريح)؛ وفي أمثال الميداني: أخ أراد البر صرحاً فاجتهد (أراد، صرحاً، بالتحريك، فسكن، والصرح، الخالص من كل شيء)
            . قال الشاعر:
            تعلو السيوف بأيدينا جماجمهـم ******* كما يعلق مرو الأمعز الصرح
            أي، الخالص. يقال: صرح صراحة فهو صريح وصرح وصراح. يضرب لمن اجتهد في برّك وإن لم يبلغ رضاك. (مجمع الأمثال، الميداني 28). أهـ

            وفي أمثال الميداني أيضا

            صرحت كحل

            وذلك إذا أصابت الناس سنة شديدة يقال صرح بالضم صراحة وصروحة إذا خلص، وكذلك صرح بالتشديد. وكحل السنة والجدب معرفة لا تدخلها الألف واللام فإذا قيل صرحت كحل كان معناه خلصت السنة في الشدة والدوبة. وقيل كحل اسم للسماء يقال صرحت كحل إذا لم يكن في السماء غيم. قال سلامة بن جندل:
            قومن إذا صرحت كحل بـيوتـهـم *********** مأوى الضريك ومأوى كل قرضوب
            ومعنى صرحت ههنا انكشفت كما يقال صرح الحق عن محضه. مجمع الأمثال: الميداني (178) أهـ .

            وكذلك الأمر في لسان العرب

            وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ. وكل خالص: صَريح. والصَّريحُ من الرجال والخيل: المَحْضُ، ويجمع الرجال على الصُّرَحاء، والخيل على الصَّرائح؛ قال ابن سيده: الصَّريح الرجل الخالص النسب، والجمع الصُّرَحاء؛ وقد صَرُحَ، بالضم، صَراحة وصُرُوحة؛ تقول: جاء بنو تميم صَرِيحةً إذا لم يخالطهم غيرهم؛ وقول الهذلي:

            وكَرَّمَ ماءً صَريحا

            أَي خالصاً، وأَراد بالتكريم التكثير، قال: وهي لغة هذلية. وفي الحديث: حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان. والصريحُ: الخالص من كل شيء، وهو ضِدُّ الكناية؛ يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في قلوبكم، ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم...

            أَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً. وخَمْر صُراح وصُراحِية: خالصة. وكأْسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمَزْج؛ ... وفي حديث ابن عباس: سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حين يُصَرِّحُ، قيل: وما التصريح؟ قال: حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ؛ قال الخطابي: هكذا يُرْوَى ويُفَسر، والصواب يُصَوِّحُ، بالواو، وسيذكر في موضعه. والصُّراحِيَّة: آنيةٌ للخمر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته. والصَّرَح، بالتحريك: الأَبيض الخالص من كل شيء

            وفي خزانة الأدب لـ عبدالقادر البغدادي
            وقد صارحونا بالعـداوة والأذى ************* وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
            صارحونا: كاشفونا بالعداوة صريحاً (182-183)؛ و"صرح" الشيء بالضم صراحة وصروحة: خلص من تعلقات غيره. (215)

            وكذلك الأمر عند الفيروزابادي في قاموسه المحيط

            الصَّرْحُ: القَصْرُ، وكُلُّ بناءٍ عالٍ، وقَصْرٌ لبُخْت نَصَّرَ قُرْبَ بابِلَ، وبالتحريك: الخالِصُ من كُلِّ شيءٍ، كالصَّريح والصُّراحِ، بالفتح والضم، والاسمُ: الصَّراحَةُ والصُّروحَةُ. وصَرُحَ نَسَبُه، ككَرُمَ: خَلُصَ، وهو صَريحٌ من صُرحاءَ وصَرائِحَ. وشَتَمَهُ مُصارَحَةً وصُراحاً، بالضم والكسر، أي: مُواجَهَةً، والاسمُ: كغُرابٍ. وكأسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمِزاجٍ. والتَّصْريحُ: خِلافُ التَّعْريضِ، وتَبْيينُ الْأَمْرِ، كالصَّرْحِ والْإِصْراحِ، وانْكِشافُ الْأَمْرِ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وفي الخَمْرِ: ذَهابُ زَبَدِها. و"صَرَّحَتْ كَحْلُ" أي: أجْدَبَتْ، وصارَتْ صَريحَةً، والرَّامي: رَمَى ولم يُصِبْ. والمِصْراحُ: الناقةُ لا تُرْغي. والصُّراحِيَّةُ: آنِيَةٌ للخَمْرِ، وبالتَّخفيف: الخَمْرُ الخالِصَةُ، ومن الكَلِمات: الخالِصَةُ، كالصُّراحِ، بالضم. ويومٌ مُصَرِّحٌ، كمُحَدِّثٍ: بلا سَحابٍ. وانْصَرَحَ: بانَ. وصارَحَ بما في نَفْسِه: أبْداه، كصَرَّحَ.


            من الواضح أن "الصراحة" هي سمة الخلوص من كل شائبة، وفي سياق القصيدة هي مكاشفة ومواجهة خالصة شأنها شأن شجرة الصبار في تفردها وخشونتها وشوكها: فلا مجاملة ولا توريه ولا كناية ولا تعريض، بل "صرحت كحل" لا ساتر دونها.

            أما الصبار، فإن الحال كما قال الأستاذ ثلجي: ((وأظن الصبار يُعنى أكثر بالوحدة بالتحمّل بالقوّة والجلد)). لكنه لم ير الصلة بينها وبين الصراحة، إذ يقول ((أمّا الصراحة فليس ثمّة معنى صريح أو خبيء في نهاية الأمر يعمل على التدليل بشكل ما على الصورة المجترحة من الجملة المركبة تنافرياً)). وفي رأيي أن وحدة الصبار في تميزها وانعزالها يعادل انعزال تميز الصراحة وخلوصها من كل مجاملة. وإذا أخذنا بنصيحته وقسنا الحال على أمر ((براءة الصحراء والنوار)) فإننا نجد الصلة نفسها. الصحراء بريئة من كل ذنب، فهي صحراء لا تتصف بصفات غيرها، وشأن صراحة الصبار لا تجامل أيضا ولا تحابي،و تشابه الصبار في عطشها وخشونتها وقلة ترحيبها؛ فشوك الصبار الذي يحميها يعادل حرارة الصحراء التي بها تستقبل مريدها أو عابرها. وكذا فالصبار والصحراء لهما تميز لا يحابي ولا يخالطه نسب. وكذا الأمر مع النوار: هو أيضا متميز منعزل عن غيره. والبراءة هنا هي الخلوص من كل شائبة. أما قضية أن ((الصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها)) فلعل هذا هو بيت القصيد. البراءة هي الخلوص من كل شائبة، لتبقى هي هي غير مجاملة أو مستترة. وكما جاء في لسان العرب: ((بَرِئ إذا تخَلَّصَ، وبَرِئ إذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِيءَ، إذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ تعالى: بَراءَةٌ مِن اللّهِ ورسولِهِ، أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ. ... وليلةُ البَراءِ ليلةَ يَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، وهي أَوَّلُ ليلة من الشهرٍ. التهذيب: البرَاءُ أَوَّلُ يومٍ منَ الشهرِ، وقد أَبْرأَ: اذا دخلَ في البَراءِ، وهو اوّلُ الشهرِ. وفي الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ: أَوَّلُ ليلةٍ من الشهر))

            فكل ألفاظ البيت تدل على الخلوص ليتجسد المعنى المتميز الذي نراه في تميز الصبار وتميز الصحراء وتميز النوار، ومن ثم فإن براءة كل هذه العناصر تجسد تميز و"انبناء" المعنى نفسه؛ من هذا المنطلق أرى أن البيت (وهو نفسه صرح صريح لا يحابي ولا يجامل) يجسد في ألفاظه مبناه، أي هو وحدة واحدة مكتملة خالصة صريحة، وهذا ما أحبه المتلكم في "صراحة" المخاطبة. وليس غريبا أن تكسف الشمس في ثاني بيت ((في ذرا الأقمار))، فالصراحة لا بد أن تتجلى في كل شيء، حتى "السكوت" مع الصريح يتجسد حكمة على الشفاه.

            تعليق

            • منتظر السوادي
              تلميذ
              • 23-12-2010
              • 732

              #7
              أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ
              وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ
              يقول أستاذنا :-

              ( صورة بلاغية تقوم على الجمع بين متنافرين لا علاقة جامعة بينهما لتحقيق غرض شعري ذا دلالة. لكني أرى أن الشاعر لم يوفق أبداً في الجمع بين المتنافرين .. )


              على الناقد ردم الهوة الكائنة بين النص الابداعي وبين متلقيه ، ومن ثم فهو اشبه بالوسيط بين النص والقارئ .
              هناك من النقاد من يرى جمال الشعر في غرابته ، ومنهم محمد مفتاح ، فالتنافر والتناقض يوسع الفجوة بين المتلقي والنص ، وبالتالي فالناقد الجيد عليه ان يبحث عن خيوط للترابط بين هذه المتناقضات ، ومن حقه ان يرفضها ان عجز من الوصول الى خيط الربط ، ويترك الامر الى الزمن ليكشفه

              ويقول الاستاذ :-
              ( فالصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها. ومن هنا أجد أن الشاعر لم يوفق أبداً في التعبير المجازي
              )


              قبل التوضيح لمسألة براءة الصحراء ،هناك مسلمة في الادب ، ولنقل يعرفها الكثيرون لكنها غابت عن استاذنا الثلجي وهي ( ان لا مطلق في عالم الادب ، لا جزم في عالم الادب ، كل شيء يقبل الأخذ والرد ) .

              الان نبحث عن خيط للترابط
              - الصحراء هي موطن العرب الاصيل القديم ، فجميعنا نعلم ان الجزيرة العربية اغلبها صحراء ، فربما يكون في البيت حنين الى الماضي العربي .

              - الصحراء والمدينة أيهما أكثر براءة ؟
              لو كان لدينا شخصين أحدهما ابن الصحراء والاخر ابن المدينة ونتساءل ايهما أكثر براءة ؟

              - ليس مسألة جديدة الحنين الى الصحراء بل كانت في العصر الاموي في أوجها .

              - الشعراء المعاصرون أغلبهم رفض المدينة ، وأخذوا يبحثون عن بديل آمن بريء لا ضوضاء ، فالصحراء مكان بديل عن صخب المدينة ، اضف انها تمثل العربي القديم وبجدارة .

              - الفتاة التي تعيش في الصحراء او من تلك البيئة ، يراها الشاعر بريئة فلا تعرف كأختها ابنة المدينة من الملاهي والمراقص ومواطن اللهو والاختلاط كغيرها ، ومن ثم فالحبيب يحب فيها صفة البراءة التي اكتسبتها من الواقع .

              - لو جمعنا مفردات البيت من صحراء نوار صبار نلاحظ ان الشاعر يرسم صورة الصحراء وكأنه من العصر العربي القديم حيث الصحراء هي الموطن والصبار هو النبات السائد والعطر للنوار ، فهو يرجعنا الى تلك العهود الغابرة في سالف الازمان ، وقد اجاد في رسم تلك الصورة عن ذلك الموطن .

              يمكن للقارئ أن يجد بعض خيوط الترابط بين البراءة والصحراء ، وربما تحتاج كد ذهني قليلا
              التعديل الأخير تم بواسطة منتظر السوادي; الساعة 21-11-2011, 07:39.
              الدمع أصدق أنباء من الضحك

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #8
                في مشاركتي الأولى ركزت على معنى الصراحة وكيف أن معناها (الخالص والمحض) امتد إلى معاني الصبار والبراءة والصحراء، وهنا أريد أن أسحب المعنى نفسه إلى البيتين التاليين هنا (الثاني والثالث في القصيدة)

                حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ *** فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ


                وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني *** نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ

                ولما كانت الصراحة هي الميزة الخالصة والمخلّصة لهذا "الحب"، فتجعله ليس كمثل غيره مما اعتدنا العويل عليه والبكاء على أطلاله. وهذا التميز والمفارقة بينه وبين غيره وكذلك تميز صاحبته المعنية بهذه الصراحة، هي الدوافع لهذا الحب والتشبث به، وحالته تمتد إلى البيتين التاليين (في الأقل). وهكذا فالسكوت نفسه ليس كأي سكوت؛ بل هو ناطق صريح، يرتسم حكمة، شأن الشمس مضرب المثل للوضوح والخلوص الصريح حتى لو استترت (وسكتت) خلف القمر (مضرب المثل للحب). أما تميز الثوار فغني عن الإشادة والإثبات، فمبالك بكرامتهم والتزامهم بمبدأ لا يحيدون عنه وكأن التزامهم يعادل وضوح الصراحة والصبار الصحراء والنوار. وهل يعادل فداءهم فداءٌ؟ فهل هناك أنبل ممن يضحي بحياته من أجل الآخرين؟ وهل هناك تضحية أكثر نبلا من مثل هذه التضحية؟ فهي تضحية في النبل والكرامة لا يضاهيها تضحية، ولهذا شأن الشمس هي أيضا مضرب المثل في الفداء، ونبل هذا الفداء صريح صراحة الشمس (تميزا وتجليا ووضوحا).

                ولما كانت هذه هي خصائص المحبوبة وسمات هذا الحب المائزة، لا شك أن حظوظه من النجاح قليلة. فهذا الحب من البداية ليس كمثل غيره، هو حب متميز خالص صريح، شأن أوصافه المائزة. لذلك لا ألوم الأستاذ محمد ثلجي في نقده للبيتين حين يقول:

                لاأجد أبداً علاقة بين السكوت والذي شبهه الشاعر بالحكمة وهذا جيد وجميل ومابين كسوف الشمس . فليس من واقعية في التخيّل والتشبيه . وليته أبقى كل بيت منفصل عن الآخر ولم يربطه كدلالة أو تشبيه . فالنهاية ضعيفة والفكرة بعيدة عن الواقع . مع أهمية أن التخيّل في الشعر يجب أن يقوم على احترام الواقعمن خلال طبيعة الجمل المركبة وعلائقيتها مع بعضها لكي لا ندخل بما يسمى الهذر والكلام لمجرد الكلام. وحتى لو فرضناً جدلاً أن المعنى المراد قوله هو أن : السكوت على شفاه المحبوبة هو أشبه بحكمة، بدلالة الخشوع والعظمة . مستدعياً لنا صورة واضحة وهي ظاهرة كسوف الشمس . فليس من معنى جميل يستخلص من هذا الربط والاستدلال .. وحتى لو أجزنا ذلك من باب الشعرية . فأنا أرى أن لون الصورة جدّ غامق وثمة ضبابية وإبهام يحوزان المساحة الأكبر من هذاالربط.... لايوجد شعر حقيقي يشدّ القارئ في هذا البيت غير كرامة النّوار* هذا التعبيرالمجازي الجميل ولكن باقي البيت وما يليه أضعفه كثيراً وقلل من أهميته
                *(النوار هنا = الثوار في القصيدة/ لعل الاستاذ ثلجي قرأها خطأ)

                والواضح من نقد الأستاذ ثلجي أنه يبحث عن "الواقع" خاصة "أن التخييل في الشعر يجب أن يقوم على احترام الواقع من خلال طبيعة الجمل المركبة وعلائقيتها مع بعضها لكي لا ندخل بما يسمى الهذر والكلام لمجرد الكلام" إلى آخر قوله. والغريب أن الأستاذ ثلجي يرى في "كرامة الثوار (لعله قرأها النوار)" تعبيرا مجازيا جميلا، رغم أنها لم تعد تستدعي صورة أو لونا، فإن كانت فعلا صورة مجازية سابقا فإنها الآن فقدت الكثير من ألوانها وسماتها لأنها أصبحت حقيقة لا مجاز فيها. أما الصورة التي يريدها الشاعر فهي مجموع الخصائص الناتجة وتتسم بها محبوبته وتشده إليها، وهي خصائص "صريحة" بمعنى خالصة من كل الشوائب. إذ إن الخلوص من الشوائب هو ما يحبه فيها منذ مطلع القصيدة: أحب فيك صراحة الصبار.

                وأتفق تماما مع قول الأستاذ ثلجي في تعليقه على صورة الكسوف:
                فأنا أرى أن لون الصورة جدّ غامق وثمة ضبابية وإبهام يحوزان المساحة الأكبر من هذاالربط
                لكنني لا أتفق مع ما استخلصه من حكم (لايوجد شعر حقيقي يشدّ القارئ) نعم لون الصورة جد غامق والضبابية والابهام يحوزان المساحة الأكبر من هذا الربط. وماذا نتوقع أن نرى في الكسوف؟ ما نراه اثناء الكسوف ليس بوضوح ما نراه في غير الكسوف. لكن الشاعر لم تكن تهمه هذه الصورة التي تشكل الخلفية الفكرية، بل همه انصب على الشمس التي تظل هي نفسها حتى لو حال دونها القمر، تماما كما الحكمة التي تتجسد على الشفاه رغم السكوت. فاحتجاب الشمس ليس دليلا على عدم وضوحها وليس الصمت دليلا على غياب الحكمة.

                (أرجو أن أكون قد اصبت ولو بعض الحقيقة)
                التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 21-11-2011, 13:53.

                تعليق

                • سلام الكردي
                  رئيس ملتقى نادي الأصالة
                  • 30-09-2010
                  • 1471

                  #9
                  لا أعرف أخواي منتظر السوادي والهويمل أبو فهد
                  إن كان استنتاجكم بصواب وصف الصبار بالصريح,يأتي على نحو صواب وصف السلحفاة بالقفز والجري في مقتضى التأويل المباح دون حدود؟
                  أهو الانزياح في مقتضى الشعر ما برر ذلك؟
                  أم أن الراوي عن عدم جواز اقتران الصبار بأكثر من الصبر وربما الوحدة وإنجاب الشوك والحلاوة معاً وعدم جواز اقترانه بالصبر ,رواية خاطئة.
                  ربما يكون الأمر يشبه فيما يشبه حالة إنجاب الصبار للشوك والحلاوة معاً,إذ أنه يجمع المتناقضات حتى في خصائصه التطبيقية.
                  لكني شخصياً ارى أن الشاعر أخطأ في هذا الوصف وقد جازت إشارة الأستاذ محمد ثلجي إلى هذه النقطة بالذات في قراءته للقصيدة
                  [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                  [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                  [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                  [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                  [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                  [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                  [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                  تعليق

                  • الهويمل أبو فهد
                    مستشار أدبي
                    • 22-07-2011
                    • 1475

                    #10
                    الاستاذ سلام الكردي

                    تحية طيبة وبعد


                    أعجبتني صراحتك في المخالفة والاختلاف (وكما قيل الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية: خاصة إذا كان الاختلاف صريحا صراحة الصبار)


                    لا أستطيع التحدث باسم الاستاذ منتظر السوادي إذا اتفق مع رأيي (ولا علم لي أنه جاء بما يشبه رأيي). فله رأيه ولي رأيي. وعن رأيي أقول إن كنت قد أخطأت في القراءة، فتأكد أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. أنا شخصيا عرضت رأيي ومبرراتي مقابل مبررات الأستاذ ثلجي. لكنك أنت لم تبد مبررا غير ثقل "السلحفاة" واستحالت قفزها، ولا أظن هذا مبررا كافيا.


                    وبالنسبة لي، فقد رأيت وجه الشبه بين "الصراحة" و"الصبار" في جفاف ولا مجاملة كليهما وأتيت بمعنى الصراحة وربطتها بسمات الصبار، فإن كان لهذا التأويل حظ في القبول كان به، وإن لم يكن له حظ، فلن يعيب القصيدة ولن يعيب قراءة الأستاذ محمد ثلجي. لكني لا زلت أرى أن مطلع القصيدة يتناسب تماما (حسب قراءتي) مع الجو العام للقصيدة والذي يؤكد فشل اقتراب المحب من حبيبته الصريحة، وقد مزق العشق فؤاده: أليس هو من يقول:



                    وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً **** فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري

                    وهنا أعيد جل مبررات قراءتي لمطلع القصيدة:
                    أحب فيك صراحة الصبار/// وبراءة الصحراء والنوار

                    وفي البداية أريد أن أعرض لـ"الصريح" وللصبار ثم للصحراء والنوار والبراءة، ولعلي أبدأ بالقول أن وجه الشبه ينبع من مجموع ألفاظ البيت. فالصبار جاف، جارح، خشن، متحصن بنفسه، بارز، وحيد ومعزول، فهو خالص من كل الشوائب (وهذا هو معنى صريح)؛ أي، الخالص. ومعنى صرحت ههنا انكشفت كما يقال صرح الحق عن محضه.

                    وكذلك الأمر في لسان العرب

                    وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ. وكل خالص: صَريح. والصَّريحُ من الرجال والخيل: المَحْضُ، ويجمع الرجال على الصُّرَحاء، والخيل على الصَّرائح؛ قال ابن سيده: الصَّريح الرجل الخالص النسب، والجمع الصُّرَحاء؛ وقد صَرُحَ، بالضم، صَراحة وصُرُوحة؛ أَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً. وخَمْر صُراح وصُراحِية: خالصة. وكأْسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمَزْج؛ ... وفي حديث ابن عباس: سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حين يُصَرِّحُ، قيل: وما التصريح؟ قال: حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ؛ قال الخطابي: ... والصَّرَح، بالتحريك: الأَبيض الخالص من كل شيء

                    وفي خزانة الأدب لـ عبدالقادر البغدادي
                    وقد صارحونا بالعـداوة والأذى ************* وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
                    صارحونا: كاشفونا بالعداوة صريحاً (182-183)؛ و"صرح" الشيء بالضم صراحة وصروحة: خلص من تعلقات غيره. (215)

                    وكذلك الأمر عند الفيروزابادي في قاموسه المحيط

                    الصَّرْحُ: القَصْرُ، وكُلُّ بناءٍ عالٍ، وقَصْرٌ لبُخْت نَصَّرَ قُرْبَ بابِلَ، وبالتحريك: الخالِصُ من كُلِّ شيءٍ، كالصَّريح والصُّراحِ، بالفتح والضم، والاسمُ: الصَّراحَةُ والصُّروحَةُ. وصَرُحَ نَسَبُه، ككَرُمَ: خَلُصَ، وهو صَريحٌ من صُرحاءَ وصَرائِحَ. وشَتَمَهُ مُصارَحَةً وصُراحاً، بالضم والكسر، أي: مُواجَهَةً، ... وكأسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمِزاجٍ. والتَّصْريحُ: خِلافُ التَّعْريضِ، وتَبْيينُ الْأَمْرِ، كالصَّرْحِ والْإِصْراحِ، وانْكِشافُ الْأَمْرِ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وفي الخَمْرِ: ذَهابُ زَبَدِها. و"صَرَّحَتْ كَحْلُ" أي: أجْدَبَتْ، وصارَتْ صَريحَةً، والرَّامي: رَمَى ولم يُصِبْ. ... والصُّراحِيَّةُ: آنِيَةٌ للخَمْرِ، وبالتَّخفيف: الخَمْرُ الخالِصَةُ، ومن الكَلِمات: الخالِصَةُ، كالصُّراحِ، بالضم. ويومٌ مُصَرِّحٌ، كمُحَدِّثٍ: بلا سَحابٍ. وانْصَرَحَ: بانَ. وصارَحَ بما في نَفْسِه: أبْداه، كصَرَّحَ.


                    من الواضح أن "الصراحة" هي سمة الخلوص من كل شائبة، وفي سياق القصيدة هي مكاشفة ومواجهة خالصة شأنها شأن شجرة الصبار في تفردها وخشونتها وشوكها: فلا مجاملة ولا توريه ولا كناية ولا تعريض، بل "صرحت كحل" لا ساتر دونها.

                    أما الصبار، فإن الحال كما قال الأستاذ ثلجي: ((وأظن الصبار يُعنى أكثر بالوحدة بالتحمّل بالقوّة والجلد)). لكنه لم ير الصلة بينها وبين الصراحة، إذ يقول ((أمّا الصراحة فليس ثمّة معنى صريح أو خبيء في نهاية الأمر يعمل على التدليل بشكل ما على الصورة المجترحة من الجملة المركبة تنافرياً)). وفي رأيي أن وحدة الصبار في تميزها وانعزالها يعادل انعزال تميز الصراحة وخلوصها من كل مجاملة. وإذا أخذنا بنصيحته وقسنا الحال على أمر ((براءة الصحراء والنوار)) فإننا نجد الصلة نفسها. الصحراء بريئة من كل ذنب، فهي صحراء لا تتصف بصفات غيرها، وشأن صراحة الصبار لا تجامل أيضا ولا تحابي،و تشابه الصبار في عطشها وخشونتها وقلة ترحيبها؛ فشوك الصبار الذي يحميها يعادل حرارة الصحراء التي بها تستقبل مريدها أو عابرها. وكذا فالصبار والصحراء لهما تميز لا يحابي ولا يخالطه نسب. وكذا الأمر مع النوار: هو أيضا متميز منعزل عن غيره. والبراءة هنا هي الخلوص من كل شائبة. أما قضية أن ((الصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها)) فلعل هذا هو بيت القصيد. البراءة هي الخلوص من كل شائبة، لتبقى هي هي غير مجاملة أو مستترة. وكما جاء في لسان العرب: ((بَرِئ إذا تخَلَّصَ، وبَرِئ إذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِيءَ، إذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ تعالى: بَراءَةٌ مِن اللّهِ ورسولِهِ، أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ. ... وليلةُ البَراءِ ليلةَ يَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، وهي أَوَّلُ ليلة من الشهرٍ. التهذيب: البرَاءُ أَوَّلُ يومٍ منَ الشهرِ، وقد أَبْرأَ: اذا دخلَ في البَراءِ، وهو اوّلُ الشهرِ. وفي الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ: أَوَّلُ ليلةٍ من الشهر))...

                    تعليق

                    • منتظر السوادي
                      تلميذ
                      • 23-12-2010
                      • 732

                      #11
                      أساتذتي الأكارم
                      بعد التحية
                      سامحوني على غيابي .
                      أستاذي سلام فقط الاجابة على السؤال تبدو مقنعة أكثر من طيران السلحفاة .
                      والسؤال اظنه بسيط
                      أيهما أكثر صراحة وعلانية في اعلان الحرب : من يقف في ساحة الحرب ويشهر السلاح ، أم من يختبأُ في غياهب الظلام ويحوك دسائس القتل ؟
                      الدمع أصدق أنباء من الضحك

                      تعليق

                      • سلام الكردي
                        رئيس ملتقى نادي الأصالة
                        • 30-09-2010
                        • 1471

                        #12
                        الأستاذ الهويمل
                        والاستاذ منتظر السوادي
                        حياكما الله أخواي
                        شكراً لتوسعك في الشرح أستاذ الهويمل,غير أن الصراحة لا تنسحب إلا على العقلاء من الاحياء فقط
                        لكنك لو أحببت الربط بينها وبين وحدانية الصباروتحمله مشاق العيش في الصحراء"بكل ما تعني هذه الأخيرة"فأظن أنه من المناسب أن يكون الصبار منفياً ربما,أو زاهداً أو أي شيء من هذا القبيل,غير أن الصراحة فيما لوعنت قول الصق,فهي لا تنسحب إلا على العقلاء من الأحياء بحسب رؤيتي طبعاً,معفائق احترامي وتقديري لما تراه حضرتك.
                        الأستاذ منتظر السوادي
                        القصيدة تتحدث عن الحب والرقة لا الحرب والاستبسال,من إن الإجابةعلى سؤال هي أن المحارب هو الاصدق,لكن ما الذي يخدم موضوعنا في هذا الخصوص.
                        الصبار ليس محاربا ليكون المشمش مثلاً, يختبئاً في عتمة الليل وخلف جدران المكاتب
                        ما ذكرت مثال السلحفاة إلا لأقول.
                        بأنه من الممكن عبر التأويل والتوسع في الخيال أن نتوصل إلى أنه من الممكن أن تنتفض السلحفاة مثلاً؟
                        هذا لأخدم رأيي بأن الصراحة لا ترتبط بالصبار كما أن القفز لا يرتبط بالسلحفاة لا أكثر
                        عظيم امتناني وتقديري لحضرتكما
                        التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 02-12-2011, 19:50.
                        [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                        [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                        [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                        تعليق

                        يعمل...
                        X