كتب مصطفى بونيف

كـــل الرجال يحســـدون الطفل الذي ظهر مع هيفاء في أغنيتها العجيبة "بوس الواوا"
يــــا بخته ...وخصوصا في اللقطة التي ينام فيها على حجرها ، ساعتها الطفل استطاع أن يغيظنا جميعـــا ..ويا سيدي يا سيدي وهو يأكل الشكولاطة ويسبح وسط فقاقيع الصابون ..
أنا أحقد على هذا الطفل المعجزة ...ولو أني أخاف عليه أن يصاب بعد هذا التصوير بالبلوغ المبكر ، أو أن يبقى طفلا هكذا مدى حياته ، والذي أدهشني أكثر في هذا الكليب ، هو ذلك الرجل الذي يرن جرس الباب ...لا أحد يستطيع أن يقول أنه والد الطفل ، لأنه لو كان كذلك ، لما خرج من البيت إطلاقا ، أو أن يكون لديه مفتاح الشقة على الأقل.
ضرب الجرس ، ثم نزلت هيفاء بفستان أحمر لا يختلف كثيرا عن مايوه السباحة الذي كانت تلبسه للطفل . ومعها البريئ ، ولاحظت كيف أن الرجل كان يستشيط غضبا ، والطفل يضربه بالكف على قفاه ويضحك.
السؤال ...إلى أين توجهـــا بالطفل ؟ ..إلى الديسكو ....
واستأذنت منه ، ثم وراحت ترقص بفستانها الأحمر مع مجموعة شباب طيبين على أنغام "بوس الواوا ".
استمتع الطفل ..أكل شكولاطة ، وأخذ حمـــام ، ونــــام جيدا ، وفي الليل قضى سهرة في الديسكو ، كل هذا مع قنبلة لبنانية اسمها "هيفاء".
الغريب ..أنني عندما أشـــاهد أغنية "بوس الواوا " استرجع ذكريات طفولتي البريئة ، وأفرق بينها ، وبين هذا الطفل الخالد.
كنت استيقظ صباحا ، على صوت والدتي ، الذي يختلف كثيرا عن "بوس الواوا" ، وقبل أن أغسل وجهي ترميني بعشرة دنانير قائلة " هيا إلى المخبز وأحضر عشر خبزات بسرعة قبل المدرسة .." ، وبرغم الريح ،،، وبرغم الجو الماطر والإعصار ، أحضر العشر خبزات ...أغسل وجهـــي ..وإلى المدرســـــة.
طبعـــا الآنسة "عــــوالي " لم تكن مثل هيفاء ..
- وين الواجبات ؟
- نسيتهـــــا يا آنســـة ، والكهرباء فصلت البارحـــــة.
"طراخ" صوت الصفعة على الوجه .
- حمــــار ....
طبعـــا بعد هذا الكف الســـاخن ، أصحابي يضحكون ...!!!!
كانت الألعاب المفضلــــة هي التراب ، والطين ، والقمامة بكل أنواعها . أعود إلى البيت مبهدلا إلى الآخر ، وأنام على طريحـــة.
طفولة رائعة أليس كذلك ؟؟؟ ...
كثيرا ما كنت أتعمـــد مشاهدة هذا الكليب مع زوجتنا ، والتي بالتأكيد تختلف اختلافا جذريا عن "بوس الواوا " والأكيد زوجتنا أحسن ...!!!
فـــأقول لها متــــأثرا .." كم أتمنى أن أحضن هذا الطفل الجميل!!!"
فتجيب بمنتهى البراءة : فعلا طفل جميل ويستاهل الحب .
فـــأقول : - ياعيني قد يكون هذا الطفل محروما من الحنــــان والدمعة ستفر من عيني ، وفي قرارة نفسي لو أعثر عليه ، أضربه كفا ساخنا ...لأنه فعلا غاظني وهو يبوس الواوا.بصراحة لو كنت مكان ذلك الرجل ..لأخذته إلى ملجأ أيتـــــام بدلا من الديسكو..انتقاما لكل رجل عربي شعر بالحسرة والمرارة وهو يشاهد الكليب.
ولكن دعونا نتكلم بصراحة ... دون أن ندعي الأخلاق والحياء والغيرة على ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا .."من لا يحب هيفاء ؟"...كثيرا ما تجد الرجل منا ينتقد فنها الهابط ، ويلعن سنسفيل الفضائيات التي تبث علينا أنواع السموم ، والعري والخلاعة ، وسرعان ما تفضحنا هواتفنا النقالـــة برنات " بوس الواوا" ،...ساعتها لا نملك سوى أن نقول "كل واحد حر في رنــــاته " !!!.
وأنا شخصيا أشكر "هيفاء" على درس الأنوثة الذي قدمته لنسائنا ، ودرس الطفولة السعيدة الذي قدمه بطلها الصاعد ، ودرس الرجولة الذي قدمه صاحب السيارة الذي أمسك لها الطفل وتركها ترقص "بوس الواوا "...
عمــــوما أنا واثق من اتســـــاع وكبر ورحابة صدر هيفاء....المهم أن تتسع صدوركم أنتم أيضا.... لكلامي.
مصطفى بونيف
من يوميات المواطن صالح

كـــل الرجال يحســـدون الطفل الذي ظهر مع هيفاء في أغنيتها العجيبة "بوس الواوا"
يــــا بخته ...وخصوصا في اللقطة التي ينام فيها على حجرها ، ساعتها الطفل استطاع أن يغيظنا جميعـــا ..ويا سيدي يا سيدي وهو يأكل الشكولاطة ويسبح وسط فقاقيع الصابون ..
أنا أحقد على هذا الطفل المعجزة ...ولو أني أخاف عليه أن يصاب بعد هذا التصوير بالبلوغ المبكر ، أو أن يبقى طفلا هكذا مدى حياته ، والذي أدهشني أكثر في هذا الكليب ، هو ذلك الرجل الذي يرن جرس الباب ...لا أحد يستطيع أن يقول أنه والد الطفل ، لأنه لو كان كذلك ، لما خرج من البيت إطلاقا ، أو أن يكون لديه مفتاح الشقة على الأقل.
ضرب الجرس ، ثم نزلت هيفاء بفستان أحمر لا يختلف كثيرا عن مايوه السباحة الذي كانت تلبسه للطفل . ومعها البريئ ، ولاحظت كيف أن الرجل كان يستشيط غضبا ، والطفل يضربه بالكف على قفاه ويضحك.
السؤال ...إلى أين توجهـــا بالطفل ؟ ..إلى الديسكو ....
واستأذنت منه ، ثم وراحت ترقص بفستانها الأحمر مع مجموعة شباب طيبين على أنغام "بوس الواوا ".
استمتع الطفل ..أكل شكولاطة ، وأخذ حمـــام ، ونــــام جيدا ، وفي الليل قضى سهرة في الديسكو ، كل هذا مع قنبلة لبنانية اسمها "هيفاء".
الغريب ..أنني عندما أشـــاهد أغنية "بوس الواوا " استرجع ذكريات طفولتي البريئة ، وأفرق بينها ، وبين هذا الطفل الخالد.
كنت استيقظ صباحا ، على صوت والدتي ، الذي يختلف كثيرا عن "بوس الواوا" ، وقبل أن أغسل وجهي ترميني بعشرة دنانير قائلة " هيا إلى المخبز وأحضر عشر خبزات بسرعة قبل المدرسة .." ، وبرغم الريح ،،، وبرغم الجو الماطر والإعصار ، أحضر العشر خبزات ...أغسل وجهـــي ..وإلى المدرســـــة.
طبعـــا الآنسة "عــــوالي " لم تكن مثل هيفاء ..
- وين الواجبات ؟
- نسيتهـــــا يا آنســـة ، والكهرباء فصلت البارحـــــة.
"طراخ" صوت الصفعة على الوجه .
- حمــــار ....
طبعـــا بعد هذا الكف الســـاخن ، أصحابي يضحكون ...!!!!
كانت الألعاب المفضلــــة هي التراب ، والطين ، والقمامة بكل أنواعها . أعود إلى البيت مبهدلا إلى الآخر ، وأنام على طريحـــة.
طفولة رائعة أليس كذلك ؟؟؟ ...
كثيرا ما كنت أتعمـــد مشاهدة هذا الكليب مع زوجتنا ، والتي بالتأكيد تختلف اختلافا جذريا عن "بوس الواوا " والأكيد زوجتنا أحسن ...!!!
فـــأقول لها متــــأثرا .." كم أتمنى أن أحضن هذا الطفل الجميل!!!"
فتجيب بمنتهى البراءة : فعلا طفل جميل ويستاهل الحب .
فـــأقول : - ياعيني قد يكون هذا الطفل محروما من الحنــــان والدمعة ستفر من عيني ، وفي قرارة نفسي لو أعثر عليه ، أضربه كفا ساخنا ...لأنه فعلا غاظني وهو يبوس الواوا.بصراحة لو كنت مكان ذلك الرجل ..لأخذته إلى ملجأ أيتـــــام بدلا من الديسكو..انتقاما لكل رجل عربي شعر بالحسرة والمرارة وهو يشاهد الكليب.
ولكن دعونا نتكلم بصراحة ... دون أن ندعي الأخلاق والحياء والغيرة على ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا .."من لا يحب هيفاء ؟"...كثيرا ما تجد الرجل منا ينتقد فنها الهابط ، ويلعن سنسفيل الفضائيات التي تبث علينا أنواع السموم ، والعري والخلاعة ، وسرعان ما تفضحنا هواتفنا النقالـــة برنات " بوس الواوا" ،...ساعتها لا نملك سوى أن نقول "كل واحد حر في رنــــاته " !!!.
وأنا شخصيا أشكر "هيفاء" على درس الأنوثة الذي قدمته لنسائنا ، ودرس الطفولة السعيدة الذي قدمه بطلها الصاعد ، ودرس الرجولة الذي قدمه صاحب السيارة الذي أمسك لها الطفل وتركها ترقص "بوس الواوا "...
عمــــوما أنا واثق من اتســـــاع وكبر ورحابة صدر هيفاء....المهم أن تتسع صدوركم أنتم أيضا.... لكلامي.
مصطفى بونيف
من يوميات المواطن صالح
تعليق