عاطفة الخنصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرحمن محمد الخضر
    أديب وكاتب
    • 25-10-2011
    • 260

    عاطفة الخنصر

    تعش معنا . يقول لي أولاد الجيران . نستديرفي بيتهم ونتعشى . يتركنا وهج الفانوس جميعا يذهب إليها . وحدها تسكن فيه , نهدان يلعبان في صدرها . مرحان مثلي . طفلان مثلي . لوأني ألعب معهما . غرست عيني في صدرها . تنبت عيناي . يتفلق صدرها . ترمقني . تعض شفتها . أنظرإليه يفتح فاه . تدخل يده غليظة متكورة بالطعام . يكشرعن أسنانه . هل تقضم أسنانه شفتيها ؟ أشفق على شفتيها . هل أسنانه كأسنانها ؟ هذه أطفال وتلك ديناصورات .
    أمد يدي إلى المائدة . ألقى يدها في تجويف الصحن . كورقة الريحان . تتحسس أناملها كفي . برد يخلع أرديته يرقص في جسدي . تبحلق بي . عيناها تلهفني . أشيائي تنضم إليها . أنظر إليه : هو كالجبل هي كالعصفور . كيف يحط الجبل على العصفور0
    ...........
    ليل بلدتنا صاحب ودود . البيوت مفتوحة على الليل . ننقسم إلى مجموعتين . نلعب لعبة الكبيب . ننتشرفي البيوت من البلدة . تختفي كل مجموعة عن الأخرى . نكورالتراب في فناءاتها في كومات صغاربحجم قبضة الكف . نعود فنذهب ثانية . كل مجموعة تمسح كبيب المجموعة المنافسة . نعود فنذهب ثالثة . المجموعتان معا لنعرف من الغالب منا 0
    ............
    نمسح كبيبهم من بيت إلى بيت , ها أنا أمسح كبيبهم وحدي . حركة تأتي نحوي . ألتجئ إلى حائط الشوك . سيراني هذا القادم نحوي . ليس بعدي غيرحائط الشوك . سيشتعل الشوك في جلدي
    - من أنت ؟
    أرفع كفي
    - تدخلون بيوت الناس في الليل لتلعبوا الكبيب سأ....
    ألمس شفتيها بباطن كفي لاأشده ولاأرخيه : أص لاترفعي صوتك ... أرجوك ... سأخرج حالا ... لن أعود .. لن ترينني ثانية
    عرفتني . هل تمسح الكبيب في بيتنا أم تمحيه ؟ . رق صوتها
    سأخرج . تحوطني بذراعيها . تشدني إليها أنشد في صدرها سأغوص . لمس فمها فمي . شفتاها تسطو على شفتي
    - سيرانا إذهب . همست
    لم تتركني ولم أذهب . نظرت في وجهها . رأيت عيني المرأة . لم أرعينين قبل هاتين
    - إنه ينتظرني ... إذهب سيرانا ويدها في يدي ... سالت يدها في يدي
    .........
    بين أهلي وقلبي يركض إلى صاحبة الكبيب .... في بيتنا نصلي العشاء ونقرأالقرآن
    • دعني ألعب ياأبي .. كل الأطفال يلعبون
    قلبي يركض إلى صاحبة الكبيب
    - دعه يلعب لقد قرأ مافيه الكفاية . تقول أمي لأبي ...... حنونة أمي
    ...........أمحي الكبيب أم أبنيه ؟ ماعدت أحفظ أهذا الكبيب لنا أم هو لهم . ماعدت لنا ولا لهم . صرت مدمنا لبيتها هي من كل البيوت . هي تنتظرني أنا من دون كل الناس وحدي دون صحبي
    وجدتها ... شدتني : قبلني
    - كيف ؟
    مطت شفتيها في الظلام . كاللون الذي يأتيني في الحلم . ملساء أشهى من الحلوي . لعب الطفلان في صدرينا . حنان حي . أحن من حنان أمي . سوسن أين الإبريق ؟ . صوته بليد كالبركان . دفعتني بكلتا يديها وثبت من فوق الحائط الشوكي . وفي إثري يئزحجركاد أن يناثرعظم رأسي0
    ..........

    - لن نلعب بعد اليوم ..
    - لماذا تغيب عنا كل ليلة
    - أنا لن آتي إذا لم تأت . لا يحلو اللعب إلا بك
    - أنا لاالعب إلا معك
    • سأكون معكم
    - كل ليلة نأتي . وأنت لاتأتي
    - كيف نعرف أنك ستأتي
    • لايأتي أحد منكم إلاحين أنادي عليكم ... سأسبقكم وأحضرهنا وأنادي ... لاتأتون قبل سماعي وحين أنادي تأتون
    قالت لي : "ياوليد " يارائع كيف فكرت في هذا ... حين أسمعك تنادي عليهم أعرف أنك الليلة ستأتي .. أنتظرك 0
    هل لأجلها أنادي عليهم؟ ....
    هل كلنا ؟... هم وأنا؟ ...رتبنا ذلك لأجلها ؟ ...
    هل تسمعني ؟ ... وحدها تنتظرني ؟....
    ووحدي أنا من أذهب إليها ؟
    ليس غيري ؟
    ألتصق بها ؟ لايلتصق بها غيري ؟........
    وذاك ؟
    ذاك جبل . لايلتصق الجبل بالعصفور
    ..........
    .
    وأنا أمحي ؟ أم أبني الكبيب ؟ أنا أنتظر؟ أم هي ستأتي .سأنتظر.ستأتي . سأمحي الكبيب. سأبني الكبيب ... ستأتي .
    شيئ من عندها يأتي .
    تلك هي ستأتي... أسمعها تتهادي نحوي ...
    الفانوس مغضوض هناك . ليس صمتا نقيا ...
    الشيئ الذي يتهادى قادم من هناك .
    الشيئ الذي أسمعه كان من هناك على السرير
    لقد حط الجبل على العصفور
    ........

    لاأراني أسيروأنا أترك بيتها .
    إنني أهوي من السماء ....
    كيف سأرى ثانية ذاك العصفورالذي خرج من تحت الجبل
    ..........

    قالت : أنا الليلة وحدي 0
    قلت : وأنا لست جبلا 0
    قالت : وأنا لاأريد جبلا . هل شاهدت جبلا حط على عصفور؟
    قلت : أنا بعد صغير0
    مدت خنصرها . أمسكت به 0
    خنصرها صار لي ولها
    هل يبقى خنصرها وتذهب ؟ . هل تذهب خنصري وأبقى ؟
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    عبد الرحمن محمد الخضر
    ما هو ( الكبيب أوالكبب)
    بقيت مشدوهة أمام الكلمة
    وأضنتنتي افكاري عما تكون تلك اللعبة
    أرجوك ( فسرها )
    ضعها بين قوسين)
    أو ضعها حتى في الجحيم المهم أن ترجمها, لأني لا أعرف ماهي
    ماهي الكبيبة ارجوك
    هل هي لعبة نعرفها ونلعبها جميعا
    أم هي لعبة تختص ببلدك فقط
    سأجن لو لم اعرف
    ودي ومحبتي وشتائل جورية لك

    ساعة الصفر
    ساعة الصفر 2003 عائده محمد نادر داعب الوسن جفنيها وهي تنظر إلى عقارب الساعة معلنة الرابعة والنصف فجرا. قفزت من فراشها كأن عقارب الساعة لسعتها، أجالت نظرها في أرجاء منزلها الجميل تتفقده وقلبها يحدثها بأن القادم صعب وقاس، تذكرت أنها لم تحتضن ولديها قبل أن تأوي إلى فراشها لفرط توفز أعصابها من الآتي وتوترها! قبل أن تبدأ تباشير
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عبد الرحمن محمد الخضر
      أديب وكاتب
      • 25-10-2011
      • 260

      #3
      صباح الخير العزيزة الأستاذة عائدة
      هذه اللعبة ريفية جدا هي التي وفرت طقس ومناخ هذه الحكاية
      أن يرصد البطل تلك العلاقة المسطحة بين تلك الفتاة الشابة " جدا " وبين زوجها الشيخ
      وكيف تكونت تلك العلاقة بينه وبينها فقط هويلقاها عندما يلعب لعبة الكبيب في بيتها

      هذه اللعبة طفولية مثلما هي ريفية وذات ارتباط عضوي بطبيعة القرية وانفتاح بيوتها البسيطة وغياب الجدران والأسوار...
      هذه اللعبة لا تلعب إلا في الليل لأنها تقتضي التخفي : كل فرقة تختفي عن أنظار الفرقة الثانية
      وكل فرقة تذهب إلى بيوت في القرية لاتدري عنها الفرقة الأخرى التي تفعل نفس الشيئ
      يقوم الأطفال في كل فرقة بتجميع التراب في فناءات البيوت التي يدخلونها في الليل في أشكال كروية بحجم قبضة اليد في أماكن عديدة من كل بيت وكذلك الفرقة الأخرى تفعل الشيئ نفسه ... وكل فرقة لاتعلم أين ذهبت الفرقة الأخرى ولاأين رصت كبيبها
      بعد ذلك تعود الفرقتان وتلتقيان في نفس المكان الذي انطلقت منه ويكونون قد أنهوا المرحلة الأولى من اللعبة
      بعد ذلك تذهب كل فرقة بمفردها إلى بيوت القرية لتكتشف كبيب الفرقة الأخرى وتزيله . وهذه هي المرحلة الثانية
      المرحلة الثالثة والأخيرة وبعد أن تعود الفرقتان مرة أخرى ويلتقيان في نفس المكان الذي انطلقوا منه فإنهم يذهبون جميعهم الأطفال معا إلى بيوت القرية لتكشف كل فرقة للفرقة الأخرى كرات الكبيب الذي لم تتمكن الفرقة المنافسة من اكتشافه
      والفرقة التي يتبقى من كبيبها أكثرمما تتبقى للفرقة الثانية بعد عملية الإزالة تكون هي الفرقة الفائزة
      طبعا أنا التقت هذه اللعبة لأنها ليلية ... وطفلية وريفية ولأنها تتم داخل البيوت ليلا كمبررفني للأحداث التي عنيتها ولمتابعة تلك الحميمية بين الصغيروالصغيرة وتفرد البطل عن زملائه هل يكبب لهم أم لها ؟
      أظن أننا جميعا كنا ونحن نتعلم في الصغرنتمنى أن نصيرمعلمين
      هاأنذا أفرغ بعضا من تلك الرغبة الباطنية وأنا أشرح كما المعلم لعبة الكبيب لكن لمن
      لمن تعلمت منها الرائعة التي تتحفك أبدا الأستاذة عايدة
      سأقرأ لك أكره ربيع هذه الليلة إن شاء الله ودي وتقديري

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        جميلة جدا..القصة ..
        و فكرة اللعبة ..في حد ذاتها ..
        لعبة الجبل غير العادلة مع العصفور..
        لعبة الأطفال مع بعض ..
        لعبة التخفّي.. عن قسوة الحياة ..
        عن عيون الجبل القاسية ..
        لعبة العاطفة و الغريزة المتفتّحة ..
        القصة فيها الكثير..
        من بساطة الحياة الريفية ..
        إلى علاقة الناس و البيوت .. ببعض..
        إلى رمزية الخنصر..
        و الليل ..
        إلى البراءة ..
        و هذا الصغير الذي ماعاد يدري هل يبني أم يمحو ؟
        كان للحوار هنا دور بارز في رسم الحدث و الشخصية..
        كان مناسبا حقا ..
        و حتى كثرة الإستفهامات التي تعوّدت عليها في أسلوب الأخ عبد الرحمن
        وجدتها جميلة هاته المرة .
        شكرا لك على ما أمتعتني به .
        تحية و تقدير.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • فايزشناني
          عضو الملتقى
          • 29-09-2010
          • 4795

          #5
          رائحة البيوت الريفية تفوح هنا
          ولعبة يمارسها أطفال يطوفون ليلاً بين البيوت بحثاً عن كبيب
          الجبل يضغط على الساحات بحثاً عن شفاه لا تلمع إلا للعصافير
          أخي عبد الرحمن
          اعتمدت طريقة غير مألوفة كثيراً
          وفيها عبارات وجمل متضادة
          ولكنها جاءت مريحة ولم تباعد الأفكار دون اتباع السردية التقليدية
          تحسست المشاعر الدافئة التي بثها النص الدافئ
          محبتي وتقديري
          هيهات منا الهزيمة
          قررنا ألا نخاف
          تعيش وتسلم يا وطني​

          تعليق

          • وسام دبليز
            همس الياسمين
            • 03-07-2010
            • 687

            #6
            مذ قصة الذاكرة وأنا أتوق لقصة أخرى تنساب من بين أناملك المبدعة ،وهنا كذلك كان عالم أخر من الجمال ،تعودنا أن يكون الرجل هو البادي في القصص أما هنا كان العكس ،كان طفلا بعمر البراءة وكانت أمرأة تبحث عن ما أضاعته في غصنه الغض كانت قصة جميلة دام نزيف قلمك

            تعليق

            يعمل...
            X