أي بنيّ..
كم أخاف..
من مغبات السنينْ
إن جنت كفك زرعا
ما ارتوى إلا بدمع الوالدينْ
كيف ترجو بـِر أبناء لك..؟
وهنا غربتني ..طوقتني
بين جدران بحبل لا يلينْ..!
***
فك قيدي ..فك قيدي
شاقني ضوءُ القمر
شاقني صوت البشرْ
فك قيدي يابنيّ..
ملني فرش الجَمـَرْ
***
هل ستبقى صامتا لا تستجيبْ..؟!
هل ستبقى صامتا لا تستجيبْ..؟!
مثلك اليوم كثلج..
حول ذاك القلب سورا لا يذوبْ
كيف يا عمرا مضى مني كحلم لا يؤوبْ
دست أحلامي ورودا ..
لي تنكرت وحطمت هنا قلبي الكئيبْ..؟
لي تنكرت وحطمت هنا قلبي الكئيبْ..؟
***
هدأ الليل ووحدي أنتشي مُرَّ السهر ْ
هدأ الليل ووحدي أنتشي مُرَّ السهر ْ
أطرق الباب ولا صوت يجيبُ
غير أنـَّات الكبرْ
فك قيدي ..فك قيدي
يا ربيع الروح إني
أمك اليوم كما الأمس تذكرْ ..
كيف تنسى حضن أم ليس يصبرْ..؟
ثم أمٍّ كم تكابرْ
بين أوجاع الغروبْ
عد إليّ يا بنيّ
نم على صدري رضيعا باكيا
واغتسل قبل رحيلي
من متاهات الذنوبْ
فك قيدي ..فك قيدي..
كيف لا يشفع لي هول المشيبْ
كم صبرتُ ..
وانتظرتُ
وتمنيتُ هنا لو مرة تطرق بابا..
صامتا أوصدتــَهُ
وتسلي وحدتي خوفا على جرح بصدري لا يطيبْ
كم قضيت الليل أبكي
بين جدرانٍ من الصمت وأحكي ..
كل من بالبيت صخرٌ باردٌ
لم يعد يخشى هنا سيف الرقيبْ
لم يعد يخشى هنا سيف الرقيبْ
لتنام الروح مني مثلما الطير الغريبْ
***
عد إليّ يا بنيّ
إن أيامي كروض ذابلٍ لا لن تطولْ
هل سأبقى أكتوي نارا على وقع خطاك
كل صبح كالذليلْ
عد إليّ ..عد إليّ .
قد دنا يوم الرحيلْ
***
هدأت نار الجراح
هدأت نار الجراح
ذبل العمر وغنى القلب ألحان الوداعْ
عد إليّ ..عد إليّ
قبل أن يمضي الشراعْ
وينام القلب صمتا بين أحضان اللحودْ
لتعيش الدهر تجري خلف طيفي نادما مثل الشريدْ
قد يعود البدر والشمس التي بعد رحيلي غربتْ
غير أن ..
دفء حضني يابني لن يعودْ
صورة حية من الواقع
تعليق