إيران وقصة الثورة وخطر الغرق بالخليج - ترجمة سلسلة Iran And The West

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مـستشار في الترجمة المرئية
    • 26-09-2011
    • 386

    إيران وقصة الثورة وخطر الغرق بالخليج - ترجمة سلسلة Iran And The West



    نقدم لكم أيها الأخوة والأخوات الكرام سلسلة وثائقية هامة تدخل من ضمن إطار التأريخ المعاصر والقراءة السياسية المعاصرة لأحد أهم المواقف والأحداث التي أثرت على العالم عموما والشرق الأوسط والخليج العربي خصوصا. إنها الضفة الشرقية للخليج تلك الدولة الكبيرة التي تمثل الميزان الثالوثي بالشرق الأوسط بالإضافة إلى مصر وتركيا، ألا وهي إيران. وتصور لنا هذه السلسلة مدى سوء العلاقة التي شابت الغرب منذ اندلاع الثورة الشعبية الهائلة ونجاحها في بداية عام 1979. سنتحدث بإذن الله عن هذه الثورة ونتائجها وعلاقتها بنا نحن كعرب وكخليجيين بالرد الثاني، ولكن اسمحوا لي بالبداية بتقديم أعضاء الفريق الذين اشتركوا بترجمة هذه السلسلة بعد أن نقدم السلسلة بشكل موجز.




    Iran And The West

    إيـران والـغـرب



    اشترك بترجمة السلسلة الوثائقية كل من الأخوة الزملاء


    أحمد الزعبي

    الحلقة الأولى

    The man Who Changed The World

    الرجل الذي غيّر العالم


    وتتدرج الحلقة الأولى من سلسلة إيران والغرب زمنيا بتوصيف العلاقة المتأزمة ما بين الغرب وإيران منذ قيام الثورة وتشجيع الغرب لاندلاع الحرب ما بين العراق وإيران وكذلك محاولة عرض فكر وشخصية آية الله الخميني بشكل مبسط. وتعرض الحلقة لقطات نادرة لكل من قائد الثورة وكذلك الشاه بلحظاته الحائرة وأيضا الإذلال الذي تعرض له الأمريكيين وتآمرهم على بعضهم البعض (تآمر فريق ريجان على رئاسة جيمي كارتر).




    جبر البرعي

    الحلقة الثانية

    The Pariah State

    الدولة المنبوذة


    ومن خلال الحلقة الثانية، تتطرق السلسلة إلى اقتحام إيران للوضع المتدهور جراء الحرب الأهلية لبنان والغزو الإسرائيلي عام 1982 وظروف تأسيس حزب الله، وتعرِض كذلك تبعات الحرب العراقية الإيرانية المدمرة على الطرفين، وكيفية حصار الغرب لإيران وجعلها دولة مكروهة ومعزولة من جوارها الأقليمي وبالمجتمع الدولي.




    فيصل كريم


    Nuclear Confrontation

    المواجهة النووية


    وتسلط الحلقة الثالثة الضوء على محاولة إيران كسر طوق العزلة التي فرضها الغرب وساعدها بذلك التوازنات الإقليمية المتباينة بوجود القاعدة في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق، ما أدى إلى تقاطع المصالح الإيرانية-الأمريكية عبر الرغبة بإزالة هذين النظامين من الوجود. إلا إن إيران حاولت استثمار هذا التقاطع من خلال السعي للحصول على الطاقة النووية فأدى ذلك لإجراء مفاوضات طويلة وشاقة ما بين الإيرانيين من جهة والأوروبيين والأمريكيين من جهة أخرى.






    وتتحدث السلسلة التي انتجتها البي بي سي عام 2009 بمناسبة مرور 30 عام على الثورة الإيرانية، تتحدث عن العلاقة المتوترة والعدائية ما بين إيران والغرب. وتحاول تقديم قراءة متوازنة لخلفيات وأسباب العداء المستحكم ما بين الطرفين. وتمثل هذا باستضافة كبار الشخصيات والمسؤولين من الطرفين بالإضافة إلى عرض مقابلات مسجلة مع زعماء رحلوا عن الدنيا تشرح مواقف معينة اتخذوها إبان الأزمات المتتالية التي وقعت بعد نجاح الثورة في إيران وطرد الشاه وعائلته من طهران إلى الأبد. ومن أهم اللقاءات المعروضة شرائط مصورة تعرض لأول مرة لآية الله الخميني يتحدث بها لصحفيين قابلوه طوال المدة التي كان منفيا بها بضاحية (نوفل لو شاتو) قرب باريس، وهي فترة لم تدم أكثر من ثلاث شهور إلا إنها تميزت بحركة دؤوبة من الجهاز الإعلامي للسيد الخميني قابل بها عشرات الصحفيين المهمين بالعالم في باريس التي أصبحت خلال هذه الفترة البسيطة قبلة لصحفيي العالم لمعرفة وجهة نظر هذا الشيخ الديني الهام. ومن أهم الصحفيين الذين قابلوا الخميني الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي سمح له "الإمام" بجلسات موسعة ومطولة عرض بها آراءه بالساحة الإيرانية والشؤون العربية والإسلامية، فألف الاستاذ هيكل بعد هذه اللقاءات كتابه الهام "مدافع آيات الله" بأواخر عام 1980 باللغة الإنجليزية بعنوان The Return Of Ayato Allah ثم ترجم كتابه للعربية د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله. وهذا الكتاب سيشكل مرجعا مهما لنا لتأريخ مرحلة بداية الثورة الإيرانية وخلفياتها ومعطياتها التاريخية المسببة لها.



    أسلوب ترجمة السلسلة

    كنتُ قد تقدمت باقتراح ترجمة هذه السلسلة التي كانت لها ترجمة نصية. ولكن تبين لنا لاحقا وأثناء ترجمتنا أن الملفات النصية لا تشمل الحوارات والنقاشات غير الإنجليزية التي كانت تعرض مترجمة على الشاشة Hard-Subbed، مما أرهق فريق المترجمين كثيرا. والحقيقة أن ما يدعو للإرهاق أن هذه الحوارات بالشاشة تظهر متقطعة وغير متصلة وأحيانا متداخلة ما بين المتحدثين، وهو ما يتطلب دقة شديدة بوضع السطور الجديدة في ثنايا السطور الموجودة فعلا بالنص. وكان الثقل يتركز بالحلقتين الأولى والثانية حيث تجاوزت عدد السطور المترجمة "قرائيا" إن جاز التعبير 300 سطر مضاف، بينما كانت وطأة الحلقة الثالثة أخف كثيرا حيث بلغ عدد سطورها 100 سطر تقريبا. إلا أن لغة السلسلة سلسة وواضحة ولا تحمل تعقيدات لغوية تستدعي مهارات استثنائية بالترجمة، فالمشكلة التي واجهتنا تمثلت بالسطور القرائية التي يجب ترجمتها، كما أنني واجهت مشكلة أخرى قد لا يحظها المشاهد وهي وجود أعطاب معينة بنسخة السلسلة المسجلة من قناة البي بي سي (بمعنى أنها ليست نسخة ديفيدي بل DVB) ويبدو أن هذه الأعطاب لم تسمح -كما ظهر لي- لبرنامج الووركشوب بضبط توقيف المشاهد عند الإعادة، لكنها على العموم لم تكن مشكلة مؤثرة ولن يلاحظها المتابعون للسلسلة.

    وما دعاني لاقتراح ترجمة السلسلة في واقع الأمر، هو الحالة الغريبة التي ظهرت لنا إبان وقوع المظاهرات التي جرت في البحرين في شهر فبراير الماضي، حيث واجهنا اصطفافا مذهبيا واضحا فيما بين ضفتي الخليج أدى لوجود احتقان طائفي مؤسف داخل البلد الواحد. بينما كان المشهد مناقضا تماما في كل من الثورتين التونسية والمصرية ويشاركهما في ذلك الثورات المندلعة حاليا في كل من اليمن وليبيا وسورية، حيث لا وجود للشعارات الطائفية تماما ولا المطالبات المذهبية، بل صدحت الشعارات الوطنية المطالبة بالإصلاح الجذري وإطلاق الحريات والتخلص من الاستبداد. وبالتالي فإن الموقف بالخليج العربي (أو كما يحلو للأخوة الإيرانيون تسميته الخليج الفارسي) يحتاج لمزيد من القراءة والتمعن لفحص خبايا العلاقات المتوترة بين ضفتي الخليج الثريتين بالنفط، والتي يجزم الكثير من المراقبين أن الغرب هو الذي يشعل من فتيل الكراهية والعداء ما بينهما. وهو ما سنتحدث عنه بالرد التالي كمحاولة لتفسير مغزى التوتر بين إيران والغرب الذي جر بدوره بلا مبرر الشكوك والتوجس بين الخليجيين بكلتي الضفتين.

    ولا يسعني بالنهاية سوى شكر زميلي مترجمي السلسلة الأخ أحمد الزعبي والأخ جبر كمال البرعي على صبرهما بتنفيذ ترجمة السلسلة الوثائقية رغم المشقة الوافرة بترجمتها






    تحميل تورنت للسلسلة

    من هنا
    الحلقة الأولى على اليوتيوب مترجمة
    YouTube Video

    الحلقة الثانية على اليوتيوب مترجمة
    YouTube Video

    الحلقة الثالثة على اليوتيوب مترجمة
    YouTube Video
    ولمزيد من المناقشة عن هذا الموضوع يرجى قراءة الرد التالي -->





    تصميم سائد ريان
  • فيصل كريم
    مـستشار في الترجمة المرئية
    • 26-09-2011
    • 386

    #2
    إقتباس
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد حسن نصر الله




    هناك بالمنطقة من يحاول شيطنة إيران خدمة لأهداف إسرائيل


    الرابع والعشرون من يونيو 2011


    --------------------------------------------------------------



    لا شك أن من أهم الأسباب التي دعتنا للتطرق للعلاقة مع إيران هو ذلك الإحباط الناجم عن الموقف الإيراني السلبي مما حدث من تظاهرات في البحرين وكذلك الثورة الجارية حاليا في سورية. لكن الصورة قد تبدو ضبابية بعض الشيء حول من يقف مع من، ومن يعارض من، ومن لا يهمه أمر من! ولعلني قد أحاول الاجتهاد بهذا لأقول أن الصورة العامة وخصوصا بالخليج قد تنقسم بالشكل التالي:

    أولا: إيران بجمهوريتها الإسلامية والأطراف المؤيدة لها والمتعاطفة معها سواء مذهبيا من جمهور الشيعة غير القليل بل والمؤثر بالخليج أو ممن يرجحون المنطق العقلاني الرامي إلى إحداث نوع من التوازن الاستراتيجي بالمنطقة مقابل الكفة التي كانت سائدة ما قبل الثورات والمتمثلة بأمريكا والكيان الصهيوني والدول التي توصف بـ"المعتدلة".

    ثانيا: معظم دول ومشايخ الخليج التي تقطنها أغلبية سنية كاسحة، وهي تشعر بشكوك عميقة وارتياب كبير من الدور الإيراني وطموحه بالضفة الغربية للخليج.

    ثالثا: أصوات نحاول قراءة الموقف بصورة منطقية وموضوعية ولا تنجرف لأي من التيارين المتعارضين، ولكنها عند نشوب الأزمة فضلت الصمت حيث لا يجدي التعقل وقت هبوب رياح الجنون العاتية من كل حدب وصوب.


    وبهذا فإن المواقف كانت غاية في التعقيد والتشابك لا سيما بعد نشوب الأزمة بتلك الجزيرة الصغيرة بقلب الخليج، ما بين رغبة بالسير على نهج الإصلاح وإطلاق الحريات العامة والتخلص من الفساد المستشري بدول الخليج الذي بدأ مع انطلاق الثورات في كل من تونس ومصر، وبين ظهور غول الاصطفاف المذهبي والاحتقان الطائفي الذي لا زلنا نشهد معالمه حاليا. ولا أنفي كمتابع لما جرى بالساحة شعوري بالغضب الشديد من وصول الوضع إلى ما وصل إليه، وكأن الطريق إلى الإصلاح مفخخ باحتقان الطائفية والاصطفاف المذهبي إلى ما لا نهاية. وكأن هناك من يكبل هذه المنطقة عن السير باتجاه إقامة الدولة العصرية الحديثة المبنية على احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير والحريات العامة المكفولة بالدستور والقانون. كل هذه الأماني ذهبت أدراج الرياح حين ارتفعت الشعارات المذهبية من كلا الفريقين، ودقت طبول النزاع والصدام.

    لكن علينا أن نتحلى بأقصى قدر ممكن من الموضوعية للوصول لنقاط مفهومة تفسر لنا كيفية التفكير الإيراني الذي تدور حوله شبهات الرغبة بالهيمنة على الخليج. وعلينا أيضا تحليل الأمور من الجانب العقلاني الواقعي والنأي بقراءتنا عن الجوانب الآيديولوجية -مع احترامنا لها- حتى نتمكن من فهم بعض النقاط الأساسية بالمزاج الإيراني العام.

    الدولة الصفوية والـتشـيـّع

    قد تكون بداية تأسيس أول كيان سياسي في إيران يتبنى المذهب الشيعي الإثنا عشري بشكل تام في عام 1501م عند ظهور الدولة الصفوية على يد إسماعيل الصفوي. وقد قيل الكثير عن هذه الحقبة الغامضة منها أن الحكام الصفويون لجأوا إلى فرض التشيع بالقوة، وقيل أيضا ما هو أكثر خطورة بإن إسماعيل الصفوي قد عمل على عقد تحالف مع ملك البرتغال مانويل الأول بنفس العام السابق واتفقا على غزو مكة المكرمة عن طريق قوات صفوية قادمة من الشرق وقوات برتغالية بحرية تهجم من البحر الأحمر، وفشلت هذه الخطة لظروف محلية واجهت الملك البرتغالي. ورغم أنني لا أملك تأكيد أو نفي هذه الواقعة لصعوبة العثور على مرجع موثوق منه بهذه المسألة تحديدا، إلا إن هذه الرواية يغلب عليها التهافت وعدم الدقة بالغاية. على أن الدولة الصفوية دخلت في نزاع مسلح مع القوة الإسلامية الأكبر في ذلك ألا وهي الدولة العثمانية وتجلى ذلك في معركة جالديران عام 1514 التي انهزم بها جيش إسماعيل الصفوي على يد الجيش العثماني بقيادة سليم الأول.





    الدولة الصفوية في أقصى امتداد لها



    وما يهمنا هنا مسألة فرض تشيع بلاد فارس من عدمه وهو أيضا أمر يصعب التحقق منه لصعوبة العثور على دلائل تثبته. ولكنه على أي حال لن يكون مستغربا، "لأن الناس على دين ملوكها" كما يقال، ولكن إحقاقا للحق، فإن المسؤولين الإيرانيين الحاليين ما انفكوا ينفون عن أنفسهم الصلة بالجانب الصفوي وأن نظامهم لا يحمل شيئا من هذا التراث. وخلاصة الأمر أن إيران بحلول القرن الثامن عشر قد سيطر عليها التشيع -سواء فرضا أم طوعا- وأصبحت هذه مسألة واقعية ولا تمثل بحد ذاتها مشكلة، لأن الدين الإسلامي منفتح وتستفيد منه العقول وتستنير ويتقبل الفكر المستنير، فمن يرضى إدخال عقيدته بعالم الغيبيات والأساطير التي ينسجها البشر فهو حر بذلك وجزاؤه عند ربه ليبلغه إن كان قد سلك طريق الحق أم حاد عنه. ولا أر داعيا للتشنج أو الكراهية أو حتى بالانزلاق لمغبات التكفير من كلا المذهبين. ولا يمكن لأي حاكم الآن أن يلجأ لفرض دين أو مذهب بعينه كما فعل الصفويون بالماضي -فيما لو صح فرضهم للتشيع بالقوة- لأن العصر قد اختلف تماما. ولو جاز لنا عقد مقارنة بهذا الإطار فسنجد أن مصر أيضا تعتبر بلدا شيعية الهوى ولكنها اتجهت لهذه الوجهة دون غلو أو بعث لأساطير ما أنزل الله بها من سلطان، وهي كذا كانت ولا زالت غير مغالية بسنيتها ومتسلحة بالوسطية روحا وعملا. فلا ضير من التشيع وحب آل البيت إن كان به خير ويؤدي إلى التقاء المسلمين وتعاضدهم.


    الحروب العالمية تكرس آل بهلوي حكاما لإيران



    عائلة الشاه محمد رضا بهلوي المخلوع

    لا شك أن إيران بمساحتها الواسعة تقع في منطقة خطيرة جدا من العالم، بحيث أنها تمثل نقطة التقاء الشرق الأقصى بوسط العالم القديم. وأغرى هذا الوضع بعد ضعف حكم القاجاريين في إيران كلا من الامبراطوريتيين البريطانية والروسية لتقاسم النفوذ بها ما بينهما، حيث سيطر البريطانيون على جنوب البلاد ومنابع النفط الغزيرة التي ظهرت لاحقا وهيمن الروس على شمال إيران. وظل الوضع كذلك حتى موت أقوى ملوك القاجار الشاه مظفر الدين عام 1907 واندلاع الحرب العالمية الأولى بعد ذلك. وتحكـّم البريطانيون والروس بكل مقدرات البلاد بما في ذلك حق تشكيل قوات الشرطة والجيش التي كانت عبارة عن قوات غير نظامية ومشتتة وغير وطنية. وبعد ضعف آل قاجار، ظهر من الجنود الفرس الذين أمكن لكل من البريطانيين والروس الاعتماد عليه بعد أن أثقلت على كاهلهم الحرب رقيب يدعى رضا خان وكان رجلا أميّا جاهلا إلا إنه يتمتع بقوة الشخصية. فطلب منه الإنجليز تشكيل حكومة مؤقتة تدير البلاد، غير أنه فضل تنصيب نفسه ملكا بلا أي امتداد أو حق طبيعي يمنحه هذا الملك. ثم كان أن خلع على نفسه لقب "بهلوي" وهو اسم للغة فارسية قديمة. فتبين أن كل ما قيل عن عراقة آل بهلوي ما هي إلا دعايات زائفة حيث لم يحكم منهم سوى هذا الشاه الذي خلعه الحلفاء عام 1941 بسبب تأييده لألمانيا النازية بالحرب العالمية الثانية، والثاني هو ابنه الشاه محمد رضا بهلوي الذي أسقطته ثورة 1979.


    مرجعية قـُم بمواجهة الشاه



    آية الله الخميني

    إن الحياة الدينية في إيران تعتبر مظهرا من المظاهر الغالبة بهذا البلد والتي لا يمكن التغاضي عنها أبدا. وهو ما شكل صراعا دائما مع الشاه الذي اتجه بعد نجاته من ثورة د. محمد مصدق عام 1951 إلى التغريب والارتماء بإحضان القوى الغربية مبتعدا عن محيطه الإسلامي والعربي. وهذا ما لم يرق بطبيعة الحال للإئمة والملالي المتواجدين في مدينة قم التي تعتبر ثاني أهم مرجع جعفري إثنا عشري بعد مدينة النجف في العراق. وفي نهاية الخمسينات برز عالم دين شاب أخذ يتجمع بحوزته الكثير من المريدين وطلاب العلم الأدنى درجة منه. وكان هذا الشاب الفقيه يدعى أحمد مصطفى الموسوي الخميني أي أنه من مدينة الخمين الإيرانية وحاز لاحقا على الدرجة العلمية من الحوزة في قم فأصبح يطلق عليه آية الله روح الله الخميني. ولكن قبل أن نتحدث عنه علينا أن نشرح بإيجاز معاني هذه التسميات التي يختلط على البعض فهمها. تعتبر تسميات الألقاب الدينية في الحوزات الفقهية في قم والنجف بمثابة درجات علمية يتدرج بها طالب العلم (الديني) وهي كالتالي تصاعديا:


    - طالب علم
    - مجتهد: طالب أجهد نفسه كي يكوّن رأيا
    - مبلّغ الرسالة
    - حجة الإسلام
    - آية الله
    - آية الله العظمى: وهو مرجعية يعود إليها جميع العلماء الآخرين

    وهي تتشابه مع الدرجات العلمية المعروفة لدينا كالحائز على البكالوريوس والماجستير والدكتوراة والبروفيسور، إلخ. وينص الدستور الإيراني بعام 1906 على عدم محاكمة أو إلقاء القبض على من يأخذ لقب آية الله العظمى. ولا يزيد من يأخذ هذه الدرجة العلمية عن خمسة أشخاص في نفس الوقت.

    الشاهد أن آية الله الخميني رفع الصوت بوجه الشاه واعترض جهارا نهارا على كل قراراته وإجراءاته الاستبدادية. ويبدو كما ذكر الاستاذ محمد حسنين هيكل بكتابه "مدافع آية الله" أن معظم المرجعيات في قم لم تشاركه هذه الحماسة والتشدد تجاه الشاه وسلطته، لا سيما وأن الأخير قد تعاظم نفوذه بعد القضاء على ثورة مصدق الوطنية التي كانت تسعى لتأميم النفط بوقت مبكر جدا. ولكن بذات الوقت فإن المراجع العليا أرادت أن تحمي هذا الفقيه الشاب المجتهد الذي بلغ درجة آية الله ولما يصل بعد للدرجة التي تليها "آية الله العظمى" والتي تحمي صاحبها من الإلقاء بغياهب السجون. وبما أن آية الله الخميني كان غزير الإنتاج والعلم، اتفقت المرجعيات على منحه لقب آية الله العظمى بناء على كتابه الملفت للإنظار "تحرير الوسيلة". لكن الشاه أراد التخلص من هذا الفقيه الجديد آنذاك بأية وسيلة فكان أن أمر بنفيه خارج البلاد عام 1963. فنقلته مروحيات إيرانية لموقع نائي على الجبال ما بين تركيا وإيران، لكنه نجح بمشقة بالوصول إلى جنوب العراق ليستقر عند آل الحكيم في النجف، وكان الخميني قد أوصى زوجته السيدة خديجة سقفي -رحمها الله- ألا تلحق به، لكنها أبت ذلك فسافرت إليه بالنجف عند سماعه خبر وصوله هناك. وهناك قصة طريفة يرويها الاستاذ هيكل عن زواجهما وهي أنها لم توافق عليه عندما خطبها ذلك أنها كغيرها من الفتيات تريد رجلا موظفا في طهران يؤمن لها بيتا وحياة رغدة. لكنها بعد الليلة التي خطبها بها جاءها منام ظهر لها به علي وفاطمة والحسين عليهم السلام وطيف يؤشر عليهم ويقول أن هؤلاء لا يحبونك لأنك رفضتِ ابنهم. فحدثت أباها مباشرة بالصباح التالي أنها موافقة على الزواج من السيد الخميني، وبالفعل كانت خير رفيقة له بالوطن والغربة وبعد نجاح الثورة.



    سماحة السيد الخميني والسيدة حرمه



    وهو في المنفى بالنجف

    والخميني شخصية لا تهادن ولا تقبل المساومة خاصة بما يخص مواجهة الطغيان والظلم، وقد يكون من أوائل من استخدم كلمة "الطاغوت" بالقرن العشرين لإسقاطها على حاكم يعاصره بلا خوف أو جزع. وقد تفسر لنا طبيعة نشأته هذا الأمر، فقد قتل أحد كبار الملاك والده السيد مصطفى موسوي بسبب دفاعه عن حقوق المستأجرين الضعفاء، وكان الخميني طفلا صغيرا لم ينعم بمشاهدة أبيه ولا يتذكره إطلاقا. وهو بهذا لا يؤمن أبدا بالحلول الوسط، ولا شك أن هذه الصفات قد جعلت منه أقوى الثوريين بالعالم في القرن العشرين. إلا أن ما ساهم بتعزيز كراهية النظام القائم هو سياسات الشاه الرعناء وارتمائه بأحضان الغرب ولجوئه للقمع الشديد ونفشه لريشه كالطاووس أمام إيران والعالم والإنفاق الشديد على بذخه من ميزانية الدولة، كل هذه العوامل قد جعلت من الشعب الإيراني يلجأ للخميني لأملهم الكبير به للتخلص من هذا الفساد المستشري رغم أنه كان منفيا بالعراق. فشعر الشاه متأخرا بخطر وجود الخميني على مقربة منه بالعراق، فطالب العراقيين بطرده وضغط على الكويتيين بعدم استقباله أو استضافته. فعرض الحسن بني صدر استضافة آية الله الخميني في باريس مع توفير وتنسيق كافة متطلبات الثورة التي اشتعلت بوجه الشاه بأواخر عام 1977. ولا نغفل أن الناس كانت متواصلة مع الخميني قبل ذلك عبر شرائط الكاسيت التي كانت ينسخها أتباعه ويوزعونها على كافة المدن الإيرانية. ولا نبالغ إن قلنا أنه إذا عطس الخميني حينها في باريس فسيشمّته الناس في طهران، وأي كلمة تصدر منه بالمنفى فهي مطاعة ومستجابة فهو روح الثورة وقلبها وعقلها.



    السيد الخميني لحظة وصوله طهران قادما من المنفى بعد نجاح الثورة

    ولا نجافي الحقيقة إن زعمنا أن الأقدار أيضا قد وقفت مع آية الله الخميني بنجاح الثورة التي أطاحت بحكم الشاه وطردت البهلويين من إيران إلى الأبد. وتوجد حادثتان تشيران لهذا الأمر. أولهما، أن الطائرة التي أقلت الخميني من باريس إلى طهران انطلقت على مسؤولية من وفرها وبلا أي ضمان للحماية في إيران. وكان طاقم الطائرة الفرنسي يتساءل "هل سيطلقون علينا النار في مطار طهران؟" ولم ينعم بالنوم بالطائرة أيا من ركابها، ولهم كل الحق بذلك فالقتل والإعدامات وصلت للآلاف باليوم الوحد فيما بين الجيش والشعب وما بين ضباط وأفراد الجيش بعضهم البعض، ولم ينم بالطائرة سوى شخص واحد افترش "الدوشق" بها ونام قرير العين، إنه الخميني بلا ضير. وبالفعل فقد كانت مخاوف الكثيرين في محلها، حيث ذكر لاحقا شاهبور بختيار، رئيس الوزراء الذي عينه الشاه قبل هروبه من البلد ولم يرض عن تعيينه السيد الخميني، أن أوامر إطلاق النار على الطائرة وهي تحلق بالهواء كانت جاهزة تماما، "ولكنني خشيتُ أن يكون الخميني هو المهدي المنتظر" ولا علم لي الحقيقة بمصدر هذه المقولة سوى ما يتناقله الناس من كلام يعطي هالة من القدسية على هبوط الخميني بأرض طهران، وعلى أي حال فإن بختيار كان قادرا على قصف الطائرة ولكنه لم ينفذ تهديده أو هو لم يجرؤ على ذلك من الأساس. أما الحادثة الأخرى، فهي ذات دلالة أقوى. فقد قرر الرئيس جيمي كارتر أن يلجأ للخيار العسكري لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين اعتقلتهم الجموع الطلابية الثائرة عام 1979 حيث حدثت أزمة الرهائن الشهيرة التي استغرقت 444 يوما. فأطلق كارتر أول عملية للفريق العسكري ديلتا وسميت بمخالب النسر وتقضي بإرسال ما لا يقل عن 8 طائرات هيليكوبتر كبيرة الحجم لاستعادة الـ55 أسيرا بالسفارة الأمريكية المحاصرة. إلا أن الأمر المثير للدهشة أن أيا من هذه الطائرات لم تصل لوجهتها المحددة حيث ضربتهم هبوب عاصفة رملية شديدة أدت لتصادم إحدى الطائرات العمودية بطائرة وقود ضخمة مما أدى لمقتل ما لا يقل عن 8 جنود أمريكان، فكانت بالتالي أفشل عملية عسكرية تقوم بها القوات الأمريكية على الإطلاق



    طائرة التزود بالوقود الأمريكية التي تحطمت في صحراء إيران

    ويجدر بنا ألا نستنكر عملية احتجاز الرهائن التي جرت بعيد انطلاق الثورة الإيرانية لعدة أسباب:

    أولا: الدور الأمريكي الواضح والفاضح بالانقلاب المضاد على حكومة مصدق عام 1953 بحيث أن السفارة الأمريكية لم تكن كغيرها من السفارات، بل كانت وكرا هائلا للجواسيس وعملاء الاستخبارات والعسكريين. إلى درجة أنني تفاجأت مثلا من ذكر الاستاذ هيكل بكتابه الصادر عام 1981 عن الثورة لاسم نورمان شوارزكوف الذي كان يعمل منذ تلك الحقبة كمدير أو مستشار للشرطة الإيرانية.وهذا الرجل شهير للقاصي والداني بالظروف المدمرة التي حدثت لاحقا حين وقعت حرب الخليج الثانية 1990-1991.

    ثانيا: هروب أحد الجواسيس من السفارة الأمريكية محملا بوثائق خطيرة وإلقاء الثوار القبض عليه مما كشف النقاب عن مخطط ومؤامرة أمريكية تنفذها وكالة المخابرات المركزية تهدف إلى إعادة الشاه أوتشكيل حكومة عسكرية ديكتاتورية تعمل على إبادة الثوار حتى لو تطلب ذلك قتل أكثر من 50 ألف قتيل.

    ثالثا: الدور التقليدي السيء للسفارة الأمريكية في إيران كونها تحاول استغلال جميع الظروف لصالحها دون اعطاء أي اعتبار للشعب الإيراني وما يعانيه من فقر وأمراض اجتماعية إبان حكم الشاه. فكان هذا الشعب يتأفف من مجرد ذكر هذه السفارة والعبء الذي مثلته على نيل الإيرانيين لحريتهم.

    وهكذا فإن الأمريكان تعرضوا لأكبر إذلال في تاريخهم وتجرعوا من نفس الكأس التي سقوها لمضيفيهم في إيران عام 1953 وما بعده، ومن الشواهد الدالة على ذلك أنه عندما طالب الرئيس جيمي كارتر مساعديه ومستشاريه بعمل شيء ما عند وقوع الأزمة، لم يعي أن الأوان قد فات فقال له أحد مسؤوليه عبارة لم تخضع للرقابة Jim, they caught us from the balls. والأدهى من ذلك أن الأمريكان خانوا بعضهم البعض بثنايا هذه الحادثة، حيث فاوض فريق المرشح رونالد ريجان الإيرانيين سرا وطلبوا منهم عدم إطلاق الرهائن إلا بعد تنصيبه رئيسا. وسنلحظ بالحلقة الأولى لقطات مثيرة للشفقة للرئيس كارتر وهو زائغ البصر ويتمنى وصول أنباء جيدة عن الرهائن حتى لو في آخر دقيقة من عهده. ومن المثير للاستهجان والسخرية أن هذا الوضع بذاته قد تكرر لاحقا مع الفرنسيين، فقد غدر الفرنسيين بعضهم بببعض مقابل الحصول على مكاسب انتخابية على حساب قضية الرهائن الفرنسيين في لبنان الذين احتجزهم حزب الله. فعقد الحزب الاشتراكي بقيادة جاك شيراك صفقة سرية مع اللبنانيين وعلم بها الإيرانيون بوقت متأخر تقضي بأن يدفعوا لهم أضعاف ما ستدفعه حكومة الرئيس فرانسوا ميتران وهي التي تكبدت عناء المفاوضات مع الإيرانيين عبر الصحفي المعروف إيريك رولو، مقابل أن يسلم الرهائن إلى فريق شيراك لا لفريق ميتران بعد فوز الفريق الأول بالانتخابات، كل هذا يجري والرهائن بعد تحريرهم غافلون عن هذه المساومات الرخيصة والتي قد ترقى للخيانة العظمى بالأوضاع الطبيعية.



    أعضاء السفارة الأمريكية في طهران الذين قبض عليهم كرهائن


    ومن هنا يتبين لنا أن الإيرانيين بقيادة آية الله الخميني الصلبة وغير المهادنة قد نجحوا باستراتيجية الثورة وقضائها على أعدائها واحدا تلو الآخر. ولكن هل تمكنت الثورة من النجاح بالتحدي الصعب الذي يلي نجاح أي ثورة؟ وفي هذا الإطار يشرح الاستاذ هيكل مغزى عنوان كتابه "مدافع آية الله" بالقول "أن الخميني نجح باستراتيجية وتكتيك القضاء على نظام الشاه وإسقاطه تماما، ولكن هل سينجح بالتحدي التالي المتمثل ببناء مؤسسات الدولة ومراكز القوى الموالية للثورة بكل ما تحتويه من تعقيدات واستراتيجيات اقتصادية واجتماعية وسياسية؟ بالمعنى العسكري أن قيادة الثورة كانت لها مدافع دكت النظام السابق بنجاح، لكن من هم المشاة الذين سيعملون على بناء الأرض التي سيطروا عليها؟" هذا ما واجهته الثورة، وعلينا أن نفطن إلى نقطة قد تبدو بسيطة ولكنها تحمل دلالات تصب في هذا الاتجاه، وهي أن "الإمام" الخميني ذكر بعد نجاح الثورة أنه لا يرغب بالسلطة وترك طهران بعد أن عاد إليها عودة مؤزرة ورجع إلى بيته في مدينة قم. وليس من الواضح إن كانت تلك بادرة تواضع جمة يتحلى بها هذا الفقيه، أم أنه إدراك لمقتضيات وصعوبات إنشاء نظام جمهوري متكامل بينما هو مجرد رجل دين وفقيه متبحر بالشؤون والقضايا الدينية. ومن الطريف أن نلاحظ هذا برد السيد الخميني على تساؤل الاستاذ هيكل ما قبل نجاح الثورة حيال تصوره لبناء مؤسسات الثورة بعد نجاحها، فكان رده "لاذعا" حيث قال "وماذا يفهم أصحابك العسكر والقادة العرب بهذه الأمور؟" وفعلا اتفق معه رحمه الله أن قادتنا الكرام لا يفقهون شيئا من الشؤون الاقتصادية ولا الاجتماعية ولا الحقوقية بل حتى القضايا السياسية والاستراتيجية الكبرى. لكن بلا شك فإن هذا الفكر الصريح لا يكفي لإدارة شؤون بلد كبير كإيران.



    لحظات وفاة السيد الخميني


    تصدير الثورة والحرب المفروضة


    على غرار الثورة الفرنسية، اصطدمت الثورة الإيرانية منذ البداية بإعدائها من الداخل والخارج. ومن نتائج هذا الاصطدام بروز نقطة حرجة للعيان وأدت إلى حدوث اضطراب كبير بمنطقة الخليج العربي. حيث ظهرت مقولة "تصدير الثورة" بكل ما تحتويه من نتائج وإسقاطات خطيرة بالأوضاع الداخلية بالدول الخليجية. وهذه الدول تحتوي على "موزاييك" اجتماعي متماسك ومحافظ، ومتعدد ومتباين من الناحية المذهبية إلا إنه كان يعيش -كما كان يظهر على السطح- بقدر كبير من التسامح والتعايش. إلا إننا إذا نزلنا للأعماق فسنكتشف أن هناك فئة تشعر على مدار التاريخ أنها مهمشة ومقموعة فكريا وماديا، أي أن أفرادها مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة. إنهم الشيعة المحملون بكل هذا العبء الذي يثقل كاهلهم ويشعرون من جراء الواقع الذي يعيشونه بالغبن والظلم. وبكل أسف فإن معظم أحاسيسهم هذه واقعية ولا تبتعد عن الحقيقة كثيرا لعوامل عديدة لن نناقشها أو نجادل بشأنها حاليا. وهكذا فإنه عند ظهور "الإمام المنقذ" شعر الكثير منهم أنه حانت ساعة إيقاف هذا التهميش المستمر (وفي أماكن أخرى البطش والقمع الذي تعرضوا له). وزاد من هذا رواج وانتشار عبارة "تصدير الثورة" التي جعلت البعض منهم ينشط بلا حصافة ودون حتى أن توافق على تحركاتهم القيادة السياسة للثورة في طهران. ولكن العقول بتلك الأثناء قد غيبت والحكمة قد غابت، فقد اندلعت الحرب المريرة بين الجارين العراق وإيران (وهي ما سنتحدث عنها بموضوع مستقل بإذن الله) ولحق بدمارها آثارٌ كريهة من الشك والارتياب بين ابناء الوطن الواحد.

    وقد يجادل أي شخص منطقي أن عبارة "تصدير الثورة" قد حمّلت معانيها بأكثر مما تحتمل، ومن المحتمل أنها لا تعني إحداث القلاقل والنزاعات الداخلية بالشريط النفطي بالخليج، وليس من الضروري أن العبارة التي ذيل بها الخميني رسالته لصدام حسين "السلام على من اتبع الهدى" دليل على شن الحرب وحتى لو كانت كذلك فإنها ليست مبررا لاندلاع المعارك على الإطلاق. فلا بد إذن من التفاهم والجلوس بمائدة الحوار لإزالة الشوائب أو الشكوك التي بدأت تسود أوائل الثمانينات. لكن هذا لم يحدث وتاهت الأصوات المنطقية وسط دق طبول الحرب. إلا إن الثورة ورغم ظروف الحروب أكملت مسيرتها الشائكة وغير المعبدة بالزهور.


    قيام حزب الله



    السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله

    أدت الحرب الأهلية اللبنانية 1976-1991 إلى وجود فوضى عارمة بالمنطقة واستغلها الكيان الصهيوني لتنفيذ أجندته الخاصة فغزا عام 1982 لبنان واقتحم بيروت. فقرر القادة الإيرانيون المساعدة بتشكيل ميليشيا مسلحة بنفس عام الغزو وتنصب مهمتها الأساسية بمواجهة المشروع الصهيوني وإسقاطه بجميع الوسائل. وأطلقوا على هذه المليشيا المسلحة اسم المقاومة الإسلامية المسلحة "حزب الله" انطلاقا من روح الآية الكريمة

    ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُون)) المائدة.

    وكذلك بما ورد من الذكر الحكيم في سورة المجادلة

    ((لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون)).

    وقد ظهر الحزب بقوة في البداية وقيل أنه نفذ عملية تفجير مبنى جنود المارينز والجنود الفرنسيين في بيروت عام 1982. إلا أن الشيخ صبحي الطفيلي أول أمين عام معلن للحزب ذكر مرارا "أننا كنا نتمنى أن نحوز على هذا الشرف ولكننا لم نقم بهذه العملية"، وظني بالشيخ الطفيلي أنه صادق فيما يقول، حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن العملية الضخمة آنذاك. إلا أن الحزب أثبت فعالية كبيرة جدا بمقاومة الكيان الصهيوني ولم يتأثر باغتيال القوات الصهيونية لأمين حزب الله العام السيد عباس الموسوي عام 1992. ولمع نجم السيد حسن نصر الله في سنوات التسعينات كأكثر الشخصيات تأثيرا بالمنطقة. وهكذا فإن الحزب استمر بسياسة المقاومة الحكيمة للصهاينة ونال تعاطفا كبيرا من الشعوب العربية والإسلامية، ونجح بتكبيد جنود الاحتلال في جنوب لبنان وعملائهم خسائر فادحة أجبرت الصهاينة على الانسحاب من الجنوب في مايو 2000 دون أن يتخلوا -بغباء- عن مزارع شبعا مما قدم لحزب الله فرصة ذهبية لمواصلة أعمال المقاومة. ثم صمد الحزب صمودا هائلا في حرب صيف عام 2006، ولم يكن سبب هذه الحرب الطويلة التي شنها جيش الصهاينة سوى لأن الحزب اختطف 3 جنود، ويتناسى البعض أن الصهاينة يخطفون ويحتجزون ما لا يقل عن 10 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني وعربي. لكن الحرب بلا شك تسببت بدمار كبير في لبنان وظهر أن من الصعب اتخاذ قرار الحرب أو أي فعل سيؤدي له دون استعداد جماعي أو إنذار مبكر للشعب اللبناني الصبور، وهو ما أدى إلى انتقادات ظاهرة للحزب وأخرى ضمنية داخليا وخارجيا. ولكن بعض الانتقادات لم تكن صادقة أو ذكرت بغير وقتها المناسب ومثلت خنجرا بظهر من يقاوم الصهاينة.



    الشيخ صبحي الطفيلي أمين عام حزب الله الأسبق

    وعلى أي حال، فإن لحزب الله معادلتين دقيقتين إن أحسن التعامل بينهما سينال النجاح المستمر والتضامن الدائم. أولهما، مقاومته للصهاينة حيث أن هذا هو الهدف الأساسي من إنشائه ولكن عليه أن يراعي المعطيات الداخلية بلبنان ويدرسها بدقة حتى لا ينكشف الغطاء الذي نجح بالحصول عليه على مدار السنوات السابقة. وثانيهما، يتمثل بعدم توجيه بوصلته لما دون هدف المقاومة المسلحة والتطرق للشؤون السياسية والتعقيدات المحلية للدول العربية الأخرى. وأظن جازما أن التعاطي السلبي بهذا الشأن سيصيب الحزب بمقتل. فما هو الداعي لخوض أمين الحزب بالشؤون البحرينية المعقدة والمتشابكة كما ذكر بخطبه عند قيام المظاهرات في البحرين؟ فقد نزع السيد حسن نصر الله من رصيده كثيرا بتدخله السافر بأحداث البحرين، لأن القضية تحولت من مطالبات وطنية محقة وصادقة إلى اصطفاف مذهبي لا يسر الناظرين. وكذا تكرر الأمر بموقفه السلبي من الانتفاضة الهائلة التي تجري في سورية حيث ساند النظام الديكتاتوري في دمشق دون أي اعتبار للدماء التي سفكها من ابناء الشعب السوري. فعلى حزب الله أن يحذر ويحذر ويحذر، ويترك له غطاء سياسيا ملائما بكل الأحوال في حالة بقاء نظام الأسد أم في زواله، ولا أود هنا تصديق المزاعم التي تذكر أن أفرادا من الحزب قد ساعدوا نظام دمشق بقمع المظاهرات في سورية لأنه أمر إن تم تأكيده فسيجعل الناس تعيد النظر بموقف الحزب برمته.


    إيران ما بعد التنمية بمواجهة الثورات العربية



    الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني

    دخلت إيران مرحلة معالجة آثار الحرب العراقية الإيرانية في التسعينات. وقد تولى إدارة هذه العملية الصعبة الرئيس هاشمي رفسنجاني بحنكة، ثم انتقلت إيران شيئا فشيئا إلى التنمية ومتطلباتها خلال فترة تولي الرئيس محمد خاتمي لفترتيه الرئاسيتيين (1997-2005). وقد حدث نجاح باهر بإدارة عملية التنمية لم يعكر من صفوها سوى المقاطعة الاقتصادية التي مارسها الغرب على إيران وتركت بعض الآثار الاقتصادية والمعيشية بالبلاد. ويتميز كل من رفسنجاني وخاتمي بقدرات سياسية وبعد نظر استراتيجي كبير فقد تمكنا من تجنيب البلاد الوقوع في حرب مع أفغانستان عام 1998، وذلك بعد أن قامت حركة طالبان بالهجوم على مدينة مزار شريف شرقي أفغانستان والتي تقطنها أغلبية شيعية، وهجموا كذلك على القنصلية الإيرانية وقتلوا كل أعضائها بما فيهم القنصل العام. فدقت طبول الحرب في طهران وحشدت القوات الإيرانية جيشها على طول الحدود مع أفغانستان. ولكن خاتمي، وبالتشاور مع المرشد الأعلى السيد على خامنئي ورفسنجاني، فضل طرح الأمر بالأمم المتحدة للحصول على تأييد دولي واستنكار لما ارتكبته طالبان من انتهاك لأبسط الأعراف الدبلوماسية. إلا إن السبب الحقيقي يكمن في أن القيادة في إيران تعلم تماما أن الوقوع بالوحل الأفغاني سيؤدي لورطة كبرى قد لا تخرج إيران منها وهي متعافية، فهذا ما حصل للسوفييت عندما تورطوا بذلك البلد القاحل وما يحصل للأمريكان والأوروبيين حاليا من أزمات بالسيطرة على هذا البلد ذو الجغرافيا والطبيعة القاسية. وعلينا هنا أن نقارن بين حكمة خاتمي ورفسنجاني بعدم الانزلاق لمغبات الحرب وبين تهور الرئيس العراقي السابق صدام حسين ورعونته بالتسرع بشن الحرب على إيران وعدم وعيه لتداعيات ومتطلبات الحروب الحديثة ونتائجها الداخلية حتى لو كان هناك أسباب تكفي لشنها (وأسباب شنها لم تكن مبررة على أي حال). وبالفعل فقد استفادت إيران من انقلاب الظروف الأقليمية والدولية بعد أحداث سبتمبر 2001، وتركت الآخرين يحاربون عنها في أفغانستان والعراق وأطيح بأخطر نظامين يهددان إيران. وتفرغت البلاد للتنمية إلى أن ظهرت قضية المفاعلات النووية وتعقيداتها وهي ما ستشرحها الحلقة الثالثة بشيء من التفصيل.



    الرئيس السابق محمد خاتمي

    وفي بداية هذا العام، قامت الثورتان التونسية والمصرية وأطاحتا برئيسي النظامين الحاكمين. ثم تبعتهما ثورات ومظاهرات في بلدان عربية أخرى، ومنها ما حدث في البحرين وسورية اللتين سيظهر بهما تأثير إيراني سافر وواضح. ولا شك أن المتظاهرين في البحرين كانت لهم مطالب محقة وعادلة مثل إصلاح العملية الديمقراطية المزيفة التي تجري هناك واستئصال الفساد والقضاء على التهميش ومعاناة طبقات كثيرة من الشعب. فانطلقت المظاهرات بالبداية بأسلوب وطني وحضاري، لكنها سرعان ما انقلبت نحو شعارات غريبة منها ما هو طائفي أو مذهبي ورفعت صور ولافتات للسيد الخميني رحمه الله والسيد خامنئي ورأينا بأم العين لعلم بحريني يختلف عن العلم المعروف ذي الخمسة قباب التي ترمز للأركان الخمس للإسلام واستعيض عنها بعلم لإثنا عشر قبة ترمز للمذهب الإثنا عشري، ثم كان أن هتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام" بوقت مبكر جدا بلا إدراك لأهمية التوقيت أو مدى الحاجة إليه بالأصل. وهنا تدخلت إيران بشكل سافر ومتعجل بالقضية البحرينية، فظهرت بوادر فشل هذه المطالبات التي بدأت بشكل سليم وانتهت بصورة سلبية. وظهر أن الحكومة بالبحرين -على غير العادة- قد تعاملت بذكاء مع الموقف، فرغم أن الشرطة لجأت للعنف بالبداية وقتلت عددا من المتظاهرين إلا أن الحكومة سرعان ما قدمت اعتذارا رسميا على لسان وزير داخليتها، وعرض ولي العهد حوار شاملا وصادقا مع الجميع. وعلاوة على ذلك، تركت المتظاهرين بدوار اللؤلؤة ليفعلوا ما يريدون، والسماح بالتغطية الإعلامية مفتوحة لجميع القنوات العالمية. ولكن القيادة الإيرانية خانها الذكاء هذه المرة فلم تتحفظ عن التصريح بالتدخل بالشأن البحريني وجازفت كثيرا بذلك. وسمح تدخلها السافر للحكومة البحرينية بطلب المساعدة من قوات درع الجزيرة لحماية المواقع الحساسة بقيادة البلاد. فظهر للإيرانيين المأزق الذين أوقعوا أنفسهم به، فهم لم يساعدوا ثوار البحرين الطائفيين من جهة ومن جهة أخرى تعرضت علاقاتهم بدول الخليج الأخرى لأضرار بالغة حيث تفجرت كذلك قضية الشبكة الجاسوسية في الكويت. ثم كرر الإيرانيون خطأهم في سورية وما يجري بها من ثورة عارمة ضد النظام الدموي المتسلط في دمشق. ولكنهم كرروا الخطأ بشكل معكوس، حيث اعتبر المسؤولون الإيرانيون أن ما يجري "مؤامرة خارجية تحركها أصابع صهيونية ضد سورية". وما يظهر بكل وضوح أن هذا منطق بائد وعفى عليه الزمن، ولا يستخدمه سوى من لا حجة لديهم أو لا يمتلكون مشروعا حقيقيا للخروج من الأزمة. ويخطيء الإيرانيون كثيرا إن ظنوا أن الأنظمة المستبدة الموجودة حاليا ستبقى للأبد سواء أكانوا حلفاءهم أم خصوما لهم، وهم بهذا يخرجون عن الخط الثوري الذي تخلصوا به من نظام الشاه الطاغي. ويخطؤون أيضا إن ربطوا بين ما يجري في سورية وبين الاحتجاجات التي تلت تزوير الانتخابات التي تم التجديد بها لولاية الرئيس محمود أحمدي نجاد، فالموقف مختلف تماما لأن الثورة السورية تطالب بإزالة نظام ثبت أنه غير صالح لقيادة سورية سلما أو حربا وهو نظام أجرم بحق الشعب السوري وفتك به ولم يسلم منه لا طفل ولا امرأة ولا شيخ كهل، ومن المؤسف أن تربط إيران مصالحها بنظام منتهي الصلاحية كنظام عائلة الأسد، فالمسألة لم تعد ترتبط بتكتيكات ومصالح استراتيجية فقط بل دماء شعب يضحي من أجل نيل الحرية والكرامة اللتين يسعى لهما بقوة، وخير من يعي ذلك تماما هو الشعب الإيراني الذي ناضل لعقود طويلة من أجل التخلص من الشاه الطاغية ونظام حكمه القمعي والدموي.



    جانب من مظاهرات البحرين ويلحظ العلم الغريب ذو الإثنا عشر قبة



    جانب من مظاهرات الثورة السورية حيث رفعت
    الجموع الغفيرة صورة شهيد الثورة الطفل عمر الخطيب


    وقد أدى هذا بمسؤولي النظام في إيران إلى مراجعة الموقف المتدهور لعلاقة إيران بدول الجوار. حيث أعرب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني والرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني عن عدم رضاه على المستوى السيء الذي وصلته العلاقات الإيرانية الخليجية. حيث انتقد رفسنجاني بصورة عامة السياسة الخارجية الراهنة لإيران، واصفاً إياها بأنها “غير ملائمة”، وأفضت إلى “علاقات سيئة” بين طهران وبلدان المنطقة. وقال إن “القادة الإيرانيين يؤكدون أنهم يريدون علاقات مع كل بلدان العالم، لكن الأمر مختلف عملياً. وليست، بلا سبب، علاقاتنا بالبلدان المجاورة سيئة إلى هذا الحد”. ولكن مواقف المسؤولين الإيرانيين تشهد تناقضا مثيرا للدهشة إزاء الموقف من الثورات العربية، حيث دعا السيد أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور وقاضي الثورة إلى ما اسماه "تحرير البحرين" وإقامة "نظام حكم إسلامي بها". وهنا سنكتشف أن أذرع السلطة في إيران تتحدث بألسنة مختلفة، فوزارة الخارجية تتحدث بلغة معينة بينما رئاسة الجمهورية تتحدث بلغة تختلف والمرشد الأعلى والحرس الثوري لديهم لغة خاصة بهم تختلف عن الآخرين. كل هذا يخلق صورة ضبابية وتوترات قد لا تكون حقيقية، ولعلي أجزم من الناحية الأخرى أن الساسة بالخليج لم ينجحوا إلى حد الآن بفهم معطيات السياسة المؤثرة في طهران، فمن هو الطرف الحقيقي الذي يحرك الأمور في إيران؟ فإنهم في الغالب لا يعلمون. وما يثير الاستغراب أن معظم السفارات الخليجية في طهران إن لم تكن كلها لا يوجد أحد من أعضائها يتقنون اللغة الفارسية، وهذا سيؤدي بلا شك إلى ضحالة قراءتهم للفكر السياسي الإيراني ما بعد الثورة. فإن كان الخليجيون يعتمدون على الفهم الأمريكي لإيران فلن يفلحوا، لأن الأمريكان أعلنوا بدورهم عن فشلهم الذريع بهذا الجانب. فعلى الخليجيين أن يحسنوا التعامل مع الموقف في إيران عبر القراءة الصحيحة للمعطيات المحلية والسياسية بذلك البلد، وإلا فإنهم والإيرانيين سيظلون يراوحون من أزمة إلى أخرى بشكل عقيم جراء الجهل بالتعامل المباشر وعدم القدرة على بناء علاقات متوازنة وبنـّاءة.

    صداقة أم عداء مع إيران؟

    لا شك أن العلاقة مع إيران منذ الثورة وحتى الآن لم تتمتع بأفضل أحوالها بالشكل الطبيعي فيما بين الجيران على الأقل، ناهيك عن العامل المشترك الذي يجمعنا كمسلمين بدين واحد. فقد تخللت العلاقة الكثير من الأشواك والشكوك والارتياب وزرع بذور الفرقة والتنافر، وكان من مظاهرها الفجة الحرب العراقية الإيرانية التي أزهقت أرواح خيرة شباب البلدين وأضاعت مقدراتهما. ولا يعترينا الشك أن من استثمر هذه العلاقة السيئة مع إيران هو الغرب بكل أطرافه الرئيسية وأهمهم الولايات المتحدة لصالح مخططاتهم التي لا تستقيم إلا بوجود هذه الفرقة والتنازع ما بين الجيران المسلمين. فهل نحلم إن قلنا أن هنالك ثمة إمكانية للتعايش جنبا إلى جنب ووخلق سد منيع للطامعين القادمين من الغرب الذين لا يختلف اثنين أنهم لا يضمرون الخير لهذه المنطقة؟ قد يكون هذا حلما، ولكنه قابل للتطبيق لو تصافت النوايا وحسنت قولا وفعلا. فمع مجيء رسول البشرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من كان يتخيل أن هذه المنطقة المتنازعة والمتشتتة ستتآلف قلوبها وتتحد بعد أن كانت شعوبا وقبائل متصارعة تحمل إرثا من الدماء. وإذا تطلعنا للتاريخ البشري المعاصر ونظرنا لكيفية تحقيق المهاتما غاندي لأحلامه، وكذلك لمارتن لوثر كينج في أمريكا حينما اعتبروا مطالبته بإلغاء نظام الفصل العنصري مجرد أحلام، فقال قولته الشهيرة Yes, I have a DREAM، ورأينا كيفية تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع مثلما رأينا انهيار دولة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عام 1991، وقبلها لم يكن ليصدق ذلك أحد. وعلى الجانبين أن يصلا لتسوية قائمة على الاحترام المتبادل والتنازلات المعقولة، ولن يجدا بذلك صعوبة كبيرة لأن كل ما يواجههما من اختلافات قابل للحل عبر تقريب وجهات النظر بصورة أو بأخرى. ولكن لن يتم ذلك إلا بعد أن تحسم دول الخليج أمرها وتوحد من صفوفها من خلال تحقيق الكونفدرالية الخليجية والتفاوض مع الإيرانيين وغيرهم بصورة موحدة، وقبل ذلك يتحتم على الخليجيين التخلص من فكر المشيخة وإقامة نظام الدولة القائم على الديمقراطية والمشاركة الشعبية بالحكم وتكريس حماية حقوق الإنسان وتعزيز واستقلال القضاء والانتخابات الحرة النزيهة للبرلمانات المحلية. وهنا ستجد إيران أنها ستتفاوض مع طرف واضح وستكون الكفة متوازنة نوعا ما ولن تراود مراكز القوى بإيران أية أفكار غير صحيحة حيال المشهد الخليجي، وسيتعين على إيران أيضا أن تترك العراقيين يقررون مصيرهم بأنفسهم بلا أي ضغوطات أو تأثيرات سلبية. ومن خلال أجواء كهذه، يمكن الحديث عن علاقة إيجابية مع إيران الثورة، ولن نصل لمرحلة "شيطنة إيران في المنطقة خدمة لأهداف إسرائيل" كما زعم السيد حسن نصر الله بالاقتباس الورد أعلاه. وعلينا أن نتذكر جميعا أن هذه الثورة المظفرة سعد بها العرب بشكل خاص لأنها عبرت عن مواقفها المتضامنة مع القضية الفلسطينية وطردت أعضاء السفارة "الإسرائيلية" في طهران وسلمت مبنى السفارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتقيم عليها سفارة فلسطين في قلب الأراضي الإيرانية.



    وتقبلوا بالنهاية من فريق ترجمة العمل أطيب تحية

    أحمد الزعبي

    و

    جبر كمال

    و

    فيصل كريم

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    المصادر والمراجع:


    كتاب: "مدافع آية الله". محمد حسنين هيكل. ترجمة: د.عبد الوهاب المسيري

    مقابلة للشيخ صبحي الطفيلي ببرنامج زيارة خاصة للإعلامي سامي كليب بقناة الجزيرة 23-7-2004
    الجزء الأول - الجزء الثاني

    This website is for sale! aljaridaonline.com is your first and best source for all of the information you’re looking for. From general topics to more of what you would expect to find here, aljaridaonline.com has it all. We hope you find what you are searching for!

    This website is for sale! aljaridaonline.com is your first and best source for all of the information you’re looking for. From general topics to more of what you would expect to find here, aljaridaonline.com has it all. We hope you find what you are searching for!


    http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=15072011





    تصميم سائد ريان

    تعليق

    • اعيان القيسي
      ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
      • 09-03-2011
      • 371

      #3
      اخي العزيز

      الاستاذ فيصل حفظكم الله

      تحية وتقديرموضوع جدا هام للغاية
      سلمت يمناك..لي عودة مؤكدة معكم



      مع اسمى اعتباري لكم
      الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
      أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

      [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

      تعليق

      • فيصل كريم
        مـستشار في الترجمة المرئية
        • 26-09-2011
        • 386

        #4
        حياك الله استاذي الفاضل أعيان القيسي ونورت الموضوع.

        والحقيقة أنني أتمنى دائما أن ننظر للأمور من أعماقها وألا تعمينا غبار مجريات الأحداث الجارية عن فهم الجذور والأسباب. واتطلع منك بالذات أن تقدر موقفي الشخصي من نقطة الحرب العراقية الإيرانية الواردة بالموضوع وسياسة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بها وما ترتب على ذلك من تداعيات ونتائج، مثلما أقدر تماما موقفك والمباديء التي تتمسك بها حيال ضرورة هذه الحرب ذات الثماني سنوات، بما أن حضرتك قد خضتها وتلمست ظروفها وملابساتها عن قرب وربما قد انكويت بنيرانها مثلما عانى جميع الأشقاء العراقيين.

        فإذا حدث هذا التقدير المتبادل، فإنني أتمنى أن استفيد من خبرتك كمرجع لترجمة برنامج وثائقي عن غارة الكيان الصهيوني على مفاعل تموز الذري العام 1981، وموضوع أحضر له حاليا عن هذا الشأن. وذلك حتى نثري الموضوع بشهادة حقيقية وواقعية، وسأتشرف بهذا التعاون منك بهذا الموضوع المرتقب.

        تقبل أطيب تحية





        تصميم سائد ريان

        تعليق

        • اعيان القيسي
          ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
          • 09-03-2011
          • 371

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
          حياك الله استاذي الفاضل أعيان القيسي ونورت الموضوع.

          والحقيقة أنني أتمنى دائما أن ننظر للأمور من أعماقها وألا تعمينا غبار مجريات الأحداث الجارية عن فهم الجذور والأسباب. واتطلع منك بالذات أن تقدر موقفي الشخصي من نقطة الحرب العراقية الإيرانية الواردة بالموضوع وسياسة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بها وما ترتب على ذلك من تداعيات ونتائج، مثلما أقدر تماما موقفك والمباديء التي تتمسك بها حيال ضرورة هذه الحرب ذات الثماني سنوات، بما أن حضرتك قد خضتها وتلمست ظروفها وملابساتها عن قرب وربما قد انكويت بنيرانها مثلما عانى جميع الأشقاء العراقيين.

          فإذا حدث هذا التقدير المتبادل، فإنني أتمنى أن استفيد من خبرتك كمرجع لترجمة برنامج وثائقي عن غارة الكيان الصهيوني على مفاعل تموز الذري العام 1981، وموضوع أحضر له حاليا عن هذا الشأن. وذلك حتى نثري الموضوع بشهادة حقيقية وواقعية، وسأتشرف بهذا التعاون منك بهذا الموضوع المرتقب.

          تقبل أطيب تحية
          اخي ابو غازي المحترم
          تحية واعتزاز...بغض النظر عن السياسات السابقة للرئيس صدام حسين او ال صباح وما ترتب لاحقا.فنحن نعي كثيرا..اننا هنا كساسة ومحلليين يجب علينا ان نطرح الموضوع بكل مصداقية مع مراعاة ان هناك مصادر غير موثوقة ابدا فلنتوخى الحذر منها..واني هنا سوف اكون معكم لغرض السير قدما لوضع الحقيقة كاملة..العراق والكويت اشقاء مهما حصل اخي الغالي..فلنكن كبارا بالفكر..وانا من جانبي سوف احترمكم قطعا ومستحيل ان اكون دون المستوى المطلوب..على فكرة لم اشترك بحرب ايران ومتلتها حرب الكويت لاني تخرجت العام 1992 كضابط برتبة ملازم..والحمد لله على كل حال.تقديري لكم ولاهلي في الكويت
          الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
          أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

          [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

          تعليق

          • اعيان القيسي
            ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
            • 09-03-2011
            • 371

            #6
            لعيونك ابو غازي..اولا هل تحذب ان اكنيك بابو غازي...
            وبعد.اضع بين يديك دراسة مستفيضة وحصريا لكم وهي موثوقه من الارشيف الخاص.
            مع العلم ان هذه المعلومات..تعود الى مئات المصادر العالمية..تحية عروبية ومتواصل معكم.سوف اضع لجنابكم في 1/2/3
            كل ما يخص الضربة الصهيونية للمفاعل النووي العراقي..بحث متكامل جدا.


            ***** ********* *********

            قصة المفاعل العراقي لغاية تدميره.
            بعد ثورة 14 تموز 1958، وفي شهر تموز 1960 تم التوقيع على اتفاقية لبناء مفاعل نووي تجريبي صغير للأغراض السلمية بطاقة 2 (ميغاواط) في التويثة، وهو محدود الإمكانيات، بين العراق والاتحاد السوفييتي وبالفعل سلمت موسكو بغداد (اليورانيوم) 235 المخصب بنسبة عالية وبادرت إلى تأهيل وتدريب وتعليم خبراء عراقيين لإدارته.

            ولم يكن للعراق في تلك الفترة أي طموحات لسلاحٍ نوويٍ، ولكن كان للعراق إرادة واضحة للحاق بالركب المتحضر في مجال الطاقة النووية سلمياً. وهذا ما حداه إلى أن يوقع في عام 1969 على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وذلك للمزيد من التأكيد على حسن النية بالنسبة للمجال النووي. أما نقطة التحول وكما يراها سعد الدين الشاذلي في كتابه (الحرب الصليبية الثامنة) فكانت بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973.

            ولذا ومنذ بداية السبعينات اتجه العراقيون إلى فرنسا للحصول على التقنيات الغربية المتقدمة والمتطورة في مجال التسلح النووي وجاءت زيارة جاك شيراك إلى بغداد في تشرين الأول (أكتوبر) 1974 عندما كان رئيسا للوزراء لتكلل التعاون الفرنسي العراقي في صورة مفاعل يعمل بالماء المخفف و(اليورانيوم) المخصب بنسبة 93% وتوجت الاتفاقات بعد الزيارة الناجحة التي قام بها السيد صدام حسين، الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة، إلى فرنسا في أيلول (سبتمبر) عام 1975 لتكتمل الصورة ويتكامل عمل لجنة الطاقة الذرية التي كان يرأسها صدام حسين بنفسه.
            (يراجع كتاب : سراب السلاح النووي العراقي. المؤلف: عماد خدّوري. الناشر: الدار العربية للعلوم، بيروت. الطبعة: الأولى 2005 وتوفيق منصور : القنبلة النووية العراقية المؤودة!! 16 و 17. دنيا. أخبار اليوم. 4/8/2008)

            وفي هذه الزيارة أوضح السيد صدام حسين لرئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس وزرائها بأن المفاعل سيكون الأغراض السلمية. ولكنه ويا للأسف اقترف خطأ كبيرا عندما صرح لصحيفة لبنانية في نفس اليوم بأن : "المفاعل النووي العراقي الذي ستقيمه فرنسا يشكل الخطوة العملية الأولى لصناعة السلاح النووي العربي." وللأسف لم نستطع قراءة اسم الصحيفة ولكن عنوان المقال بالأحرف الكبيرة هو "زيارة صدام حسين لفرنسا أدخلت العراق مجال الاستفادة النووية" (شريط مصور باللغة الفرنسية على الرابط. http://www.wat.tv/video/mossad-espio...w7_135tf_.html )

            وفي هذا المجال يقول السيد شيراك في مذكراته :
            بفضلي، دخلت فرنسا في مفاوضات مع العراق لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة وفي الميدان الحربي، الشيء الذي قادني إلى الالتقاء بالرجل الأول للنظام العراقي، صدام حسين ثلاث مرات: أكتوبر 1974، خلال رحلة أولى قمت بها إلى بغداد، ثم في سبتمبر من 1975 في باريس، خلال زيارة رسمية قام بها الزعيم العراقي، وأخيرا في يناير من عام 1976 في بغداد مرة ثانية، أنا وريمون بار، الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير التجارة الخارجية». (المعطي قبال : شيراك يفضح الأمراض النفسية لبعض زعماء العالم.. المساء : 08 - 11 - 2009)

            وكان الدكتوران حسين الشهرستاني وجعفر ضياء جعفر من أوائل الخبراء العراقيين الكبار في المجال النووي بين عامي 1970 و 1980 فالدكتور الأول متخصص بالكيمياء النووية والدكتور الثاني متخصص بالفيزياء النووية وأحدهما يكمل الآخر وكانا مستشارين لرئيس لجنة الطاقة الذرية العراقية صدام حسين.

            وفي عام 1976 قام وفد عراقي برئاسة عبد الرزاق الهاشمي وعضوية جعفر ضياء وحسين الشهرستاني (الذي اعتقل لمدة 11 عاما وهرب أثناء حرب الخليج) وهمام عبد الخالق العالم النووي، بزيارة باريس لاستكمال الموافقة على استقبال المفاعلين النوويين تموز1 وتموز2.
            وقام العراقيون استعدادا لاستقبال المفاعلين ببناء ساتر ترابي ضخم محمي بامتداد نحو 15 كلم مع ارتفاع 25م عن الأرض، وتمت تقويته بشبك حديدي وله نفقان سريان، وأجريت ترتيبات حمايته في حالة حدوث فيضان مدمر.
            وتم بالفعل تكوين فريق من العلماء والمهندسين لتدريبهم في مركز "ساكلاي" على تشغيل المفاعلين الفرنسيين، وعين مهدي غالي رئيسا لفريق معني بعملية "الطرد المركزي" كخيار في برامج تخصيب (اليورانيوم) للأغراض العسكرية.
            (ومهدي هذا هو الذي قاد المفتشين الأميركيين عام 2003 إلى وثائق عن برنامج الطرد المركزي التي كان قد أخفاها في حديقة منزله عشر سنوات، وهو الآن في ضيافة الولايات المتحدة.)

            ثم بدأت الخلافات بين فريق التدريب الفرنسي، وكان من أخطرها التبديل المفاجئ الذي أقره الفرنسيون حول نوع الوقود النووي المنوي استعماله في المفاعلين، فبدلا من وقود نووي ذي قدرة عالية بحدود 80% استبدل به نوع (الكراميل) وهو ذو قدرة لا تصل 18%.
            (عماد خدوري : سراب السلاح.. مشار له، وعرض. إبراهيم غرايبة : سراب السلاح النووي العراقي. المعرفة. 15/2/2006)

            وحسب قناعتنا فإن السبب وراء تغيير الوقود تكمن في تصريحات السيد صدام حسين المشار لها، وكذلك من المؤكد ضغوط الصهاينة على المسؤولين الفرنسيين.
            وعلينا أن نقول بأن الخطأ الذي - إذا تأكد بأن ما ذكرته الصحيفة صحيحا- قد ارتكبه المرحوم صدام، أي تصريحه للصحيفة اللبنانية، لا يغتفر، وهو بعيد عن المنطق العقلاني، فكان المفروض أن نتعلم من الكيان الصهيوني الذي يمتلك قوة نووية أهلته ليكون رابع دولة في هذا المجال، لم يعترف لحد الآن بكونه يمتلك هذا السلاح.
            ويجب أن لا يفوتنا موقف نظام الملالي في طهران والذي، وفق كافة التوقعات بأنه سيمتلك هذا السلاح قريبا إذا لم يكن قد أصبح في حوزته، فإن كافة المسؤولين الإيرانيين مصرين على أن مفاعلاتهم هي للأغراض السلمية.

            وفي بداية عام 1981 أثناء الحرب العراقية الإيرانية كلف فريق صغير بالسفر إلى النيجر للإشراف على نقل مائتين طن من خامات (اليورانيوم) بواسطة طائرات النقل العراقية وكانت لا توجد لدينا سفارة هناك أو مكتب خطوط مما يتوجب علينا أن ندفع أجور وتغذية (الطاقم) تباعاً مع دفع أرضية المطار ولا يمكن هنا إلى أن نسجل الجهد لطاقم الطائرات الذي استطاع أن ينقل مائتي طن لأكثر من عشرة سفرات من النيجر إلى بغداد لأكثر من أسبوعين بالرغم من أن الحرب العراقية الإيرانية مستمرة حيث لم تستطع إسرائيل بشبكاتها العنكبوتين المتصلة دولياً أن تعلم أي شي عن هذا الشحنات بالرغم من انه بدؤوا بعمليات الاغتيال والتخريب في فرنسا وايطاليا.

            علما بأن هناك بعض المصادر أكدت أن المفاعل لم يتفجر بعد ضرب الطائرات (الإسرائيلية) لأنه موجود تحت الأرض ومحمي بسقوف وجدران خرسانية شديدة القوة ويقع في عمق دولة في حالة حرب وكل قطعاتها العسكرية في حالة قصوى من التأهب والاستنفار. (توفيق منصور : القنبلة النووية.. مشار له)
            ونحن واثقون بأنه لولا دخول العراق إلى الكويت لاستطاع العراق امتلاك السلاح النووي.

            2 - ما قام به الكيان الصهيوني من محاولات عرقلة حصول العراق على التقنية النووية.

            أ- علينا أن نقول بداية بأن المجرم بيغن الذي كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني قبل وأثناء قصف مفاعل تموز يقول : كنت لا أنام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ما الذي يؤرقك قلت: صدام حسين. وسألتني: لماذا؟
            قلت لها : انه يعلم أطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه: إنها إيران. فيقول لهم : كلا، إنها (إسرائيل) فكيف أنام وأطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون أبناء (إسرائيل)!!!!.

            كما أن هذا السفاح كان من ألد أعداء صدام حسين، وكان يعتبر أن صدام حسين ليس إلا أدولف هتلر. وكان بيغن يرى أن مفاعل تموز هو الاحتمال الأكثر إنذارا بالشر من بين مشاريع العراق كلها.
            ولذا فإن قادة هذا الكيان المسخ، ومن بينهم المجرم بيغن، كانوا يخططون للقيام بالهجوم على المفاعل النووي العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، لكن الاستخبارات العسكرية الصهيونية ورئيس الموساد إسحق هوفي عارضوا ذلك مؤكدين بأن المفاعل العراقي لا يمكن أن يشكل تهديدا حقيقيا إلا بعد بضع سنوات، وإن الغارة قد تؤدي إلى حرب شاملة قد توقف أو تقضي على عملية السلام الجارية مع السادات.
            كما أن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدوا ذلك. (جون ك. كولي : تواطؤ ضد بابل، أطماع الولايات المتحدة و(إسرائيل) في العراق. ترجمة : أنطوان باسيل. شركة المطبوعات للنشر والتوزيع. بيروت. 2006. ص. 257 وما بعدها.)

            في ليلة 5-6 من نيسان (أبريل) 1979، وحولي الساعة الثالثة فجرا، هزت سلسلة من الانفجارات في وقت واحد المستودعات الضخمة لمؤسسة البناء البحرية والصناعية للمتوسط في محافظة (لاسين سور مير) في فرنسا، حيث كانت قطع أساسية للمفاعل العراق مخزونة هناك بانتظار شحنها إلى العراق في تواريخ وتفاصيل مغطاة بطابع (الأسرار الدفاعية) وهي أعلى تصنيف أمني في فرنسا.
            وقررت في حينها الشرطة الفرنسية بأن (إسرائيل) هي المشتبه الرئيس للقيام بالعملية.
            . طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة إصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في إصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد.

            - في ليلة 17-18 حزيران (يونيو) 1980، تعرض الدكتور يحيى المشد، وهو عالم مصري متخصص في علم المعادن يعمل للجنة الطاقة الذرية العراقية والذي كان في مهمة ترتيب شحن وقود نووي للعراق، للطعن بالسلاح الأبيض حتى الموت في غرفته في فندق ميرديان في باريس.
            وفي غياب حصول أي سرقة استبعدت الشرطة الفرنسية أن تكون عملية سطو كانت الدافع وراء الجريمة.
            علما بأن الشهيد يحيى المشد كان من ضمن ثمانية أشخاص أعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981.

            وفي الأول من تموز (يوليو)، حققت الشرطة الفرنسية مع مومس فرنسية كانت قد التقت مع المشد في تلك الأمسية وسمعت أصواتا آتية من غرفته. وبعد 12 يوما أي يوم 12/7/80، وعندما كانت متجهة لمركز الشرطة الفرنسية، قام سائق سيارة بدهسها وقتلها ولاذ بالفرار. (تواطؤ ضد بابل.. نفس الصفحات و المحامي علاء الاعظمي : قصة قصف.. مشار له. وشريط مصور.. مشار له)

            ووفق قناعتنا فإن السلطات الفرنسية اكتشفت من يقف وراء الجريمة ولكنها اضطرت، تحت ضغط الكيان الصهيوني والمجموعات الصهيونية الفرنسية للتكتم على نشر الحقيقة.

            يضاف لذلك فإن المحامي الاعظمي يدعنا نشك بأن عملية اغتيال المشد ربما كانت مدبرة بين بعض المسؤولين الفرنسيين والكيان الصهيوني عندما يذكر : في 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على أكمل وجه.. كان دكتور المشد يقوم كل فترة بإرسال كشف (باليورانيوم) الذي يحتاجه كماً وكيفاً.. وكان يطلق عليه اسماً حركياً "الكعك الأصفر" وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه..

            ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه. فأرسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا.. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد ثلاثة أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها..
            هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟ لأنه إذا كان مقصوداً فانه يفتح لنا باباً للشك في أن هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف أسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها احد..

            سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً أن يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على أي طائرة متجهة لبغداد..
            وفجأة تم العثور على د. المشد مذبوحاً في غرفته..
            وذكر راديو (إسرائيل) تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر (إسرائيلية): " نه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل إنتاج سلاح نووي في إعقاب اغتيال د. يحيى المشد "..

            وفي صحيفة "يديعوت احرنوت" جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان: "الأوساط كلها في (إسرائيل) تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!"
            أما فونونو أشهر علماء الذرة الصهاينة فقال: " ن موت د. المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الأقل.." (المحامي علاء الاعظمي : قصة قصف المفاعل.. مشار له)

            وإن راديو الكيان الصهيوني أشار إلى "أن القتيل هو أحد العرب النادرين الذي يملك مؤهلات عالية في مجال الطاقة النووية. وإن مقتله سيؤخر العراق سنتين، على الأقل، ليتوصل لإنتاج السلاح النووي. (شريط مصور.. مشار له)

            ونحن نحمل السلطات العراقية قسما من المسئولية عن اغتيال المشد، لأنه وفق تصورنا كان بإمكان السفارة العراقية في باريس توفير الحماية له وعدم السماح له لينام وحده في غرفته بل كان المفروض أن يتم تأجير مشتمل له ولحمايته.

            ابتداء من شهر آب (أغسطس) 1980، أعطبت قنابل مكاتب ومقرات إقامة مسؤولين في شركات إمداد للعراق في فرنسا وإيطاليا وهي : "تكنياتوم" و"سنيا- تيكنت" و"انسالدو مركانيكو نوكلياري". وهذه المؤسسات الثلاث كانت قد عرضت تزويد العراق بمفاعل اختباري وخلايا حارة تستخدم في عملية تخصيب (اليورانيوم).
            وكان موظفوها وعمالها قد تلقوا رسائل تهديد تدعوهم لتعليق عملهم من أجل العراق فانصاعوا. وقد أطلق على حملة الإرهاب (الإسرائيلية) هذه الاسم الرمزي "عملية أبو الهول" (تواطؤ ضد بابل.. نفس الصفحات. والمحامي علاء الاعظمي : قصة قصف المفاعل... مشار له)

            3 – كيف تم تدمير المفاعل النووي العراقي.
            قبل أن يتم تدمير مفاعل تموز بالغارة الصهيونية، قامت طائرات إيرانية بغارتين جويتين بقصف نفس المفاعل في شهر أيلول (سبتمبر) عام 1980، علما بأن ذلك القصف لم يؤد إلا بإلحاق أضرار طفيفة بالمفاعل. ولكن هذه العملية أدت إلى قيام الخبراء الفرنسيين والإيطاليين بمغادرة الموقع عائدين إلى بلدانهم، ولم يعودوا إلى الموقع إلا في شباط (فبراير) 1981. (تواطؤ ضد بابل.. مشار له)

            علما بأن كاتب آخر يؤكد بأن.. وفي عام 1980 قامت طائرتا (فانتوم) إسرائيلية بطلعة استطلاعية فوق المفاعل النووي العراقي وتزامن ذلك مع بداية الحرب الإيرانية العراقية وتم إيهام الجميع في ذاك الوقت بأن تلك الطلعة كانت إيرانية فصدقها العراق!!. هذا وقد قُصد من تلك الطلعة وربما تلتها طلعات أخرى، المزيد من التصوير والتدقيق وجمع المعلومات لأجل خطة مهاجمة المفاعل النووي العراقي. (توفيق منصور : القنبلة النووية.. مشار له) ولكن هذا السيد لم يشر إلى أن هذه الطائرات قامت بقصف المفاعل.

            أما الكيان الصهيوني فقد قام بقصف المفاعل النووي العراقي، في الساعة السادسة والربع من عصر يوم الأحد الموافق 7/6/1981 حيث انقطع البث الإذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة، بواسطة مجموعة من طائرات (الفانتوم) المقاتلة التي استطاعت أن تخترق الأجواء السعودية والعراقية وصولا إلى هدفها الذي يقع في الجنوب الشرقي من بغداد، في المدائن، دون أن يستطع أي جهاز من أجهزة الرصد السعودية أو العراقية، وبالأخص العراقية التي كان من المفروض أن تكون متطورة في ذلك الوقت أي في ظرف الحرب العراقية الإيرانية، من اكتشافها.

            ليس هذا فقط بل استطاعت هذه المقاتلات تدمير مفاعل تموز دون أن يتم إسقاط أو إصابة أية طائرة منها.
            وحول تفاصيل هذه العملية ننصح بمراجعة (المحامي علاء الاعظمي : قصّة قصف المفاعل النووي.. مشار له. وتواطؤ ضد بابل.. ممشار له)
            ويوضح السيد علاء في المقال المذكور بأن الرئيس العراقي صدام حسين "بعد نصف ساعة من القصف حضر الشهيد أبو عدي ومعه عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة إلى موقع المفاعل المضروب ولم يأبه أبو عدي إلى كون الموقع ملوث أو يعرض من يتواجد فيه للخطر وهاهي شجاعته كما عودنا دائما وعندما رأى المفاعل مضروب بكى وقال يجب إعادة إنشاء مفاعل جديد وأحسن من الذي ضرب."
            ووفق المعلومات المؤكدة (للاتجاه الآخر) هي أن صدام حسين أعدم بالفعل (14) ضابطا وجنديا عراقيا لتقاعسهم في واجباتهم تجاه حماية المفاعل، وإن الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق المفاعل النووي العراقي على ارتفاعات منخفضة مما يعني صعوبة رصدها من قبل الرادار العراقي.. (د. سمير محمود قديح : قصة ضرب المفاعل العراقي كما رواها الموساد
            من هو العالم العراقي الذي نجح الموساد في تجنيده؟ كيف تتبع الموساد خطوات المسؤولين عن البرنامج النووي العراقي؟ منتديات موقع صفحة العرب. 11/4/2007)

            علما بأن الطائرات التي قامت بالغارة هي ثمان طائرات مقاتلة – قاذفة اف 16، أمريكية الصنع تغطيها طائرات اعتراضية نوع اف -15 (تواطؤ ضد بابل.. مشار له) ويذكر كاتب مقال (قصة قصف المفاعل) إلى أن هذه الطائرات كان من المفروض أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982، ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني.

            ونشير إلى أن المجرم بيغن، رئيس وزراء الكيان المسخ أطلق على عملية تدمير مفاعل تموز اسم (بابل) تذكيرا بسبي اليهود في عهد نبو خذ نصر. (نظرا لعدم حصولنا على النسخة الأصلية، حيث أن لدينا نسخة من الشبكة العنكبوتية فقط، من الكتاب سنكتفي بذكر الفصل. المحامي خليل الدليمي : صدام حسين من الزنزانة الأمريكية : هذا ما حدث. فصل : صدام حسين في ميزان التاريخ)

            أما كيف استطاع الموساد اختراق قلب المفاعل والوصول لمعرفة أفضل طريقة لتدميره، فإن مؤلف كتاب تواطؤ ضد بابل ينقل لنا قصة مثيرة من كتاب (داخل أرض معادية) للمدعو جرالد وستربي، وهو من المرجح اسم مستعار.

            وموجز القصة : قضية تجسس قام بها الموساد بالتعاون مع أحد العلماء (العراقيين) الموالين لإيران، وهو عالم فيزياء يدعى الدكتور على الرجوب، والذي زود الموساد بمعلومات دقيقة عن المفاعل. كما قام هذا العميل بزرع جهاز توجيه على جدار قريب من قلب المفاعل.

            وهكذا فإن الكيان الصهيوني استغل فرصة انشغال العراق بالحرب مع النظام الصفوي في إيران بالقيام بهذه العملية لكونه كان مطمئنا بأن السلطات العراقية ستكون عاجزة عن توجيه أية ضربة، ولو حتى رمزية لهذا الكيان المسخ لكونها كانت مشغولة بالحرب مع حليفه النظام الصفوي في إيران.
            كما أن نفس الكاتب يشير إلى قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بطرد الخبير ريشتر بعد قصف مفاعل تموز اثر شكوى عراقية تؤكد تورطه بتزويد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بمعلومات داخلية سرية عن المفاعل.

            ولكن السيد توفيق منصور في مقاله المشار له يشير إلى أن : الخسائر البشرية فقد تمثلت في شخص واحد فرنسي ويقال أنه كان عميلاً للموساد حيث تواجد حين القصف داخل المفاعل لمتابعة الموضوع وإرشاد الطائرات لبعض الأمور أو تحضير بعض ما يتطلبه الموقف داخل المفاعل لكنه تأخر في الخروج أو الهروب ساعة الصفر!!. ويقال أنه كان يقوم بوضع أجهزة صغيرة تصدر نبضات لتوجيه الطائرات لقصف الأماكن الحساسة للمفاعل، ويقال أيضا أن هذا العميل كانت له يداً في وضع متفجرات بأعماق كبيرة داخل المفاعل مما ساعد في عملية تفجيرٍ عظمى بأرضية المفاعل وكذلك في باطنه. وقد كانت (مزروعاته) التفجيرية ضرورية لإحداث التدمير الشامل للمفاعل، لأنه كان من الصعب إتمام عملية التدمير الكاملة والمؤثرة فقط عن طريق القنابل الساقطة من الطائرات. وذلك العميل أُلفت عنه بعض الكتب في الغرب وخاصة في أمريكا موضحة كيفية ممارساته وفنياته ومغامراته الاستخباراتية والتجسسية.

            وهكذا فقد حققت سلطات الكيان الصهيوني ما حذر منه البروفسور اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه (أسرار مكشوفة.. سياسات إسرائيل النووية والخارجية) قد تجسد واقعا مؤلما فقد قال في الصفحة 56 من الكتاب:

            أشعر بأن من الواجب تذكير القراء من غير الإسرائيليين أنه في حين أن الاستراتيجيات (الإسرائيلية) إقليمية في توجهها فإن اهتمامها بالفلسطينيين ثانوي.. فالحقيقة أن قمع الفلسطينيين لا يهم، لأن هم (الاستراتيجية) (الإسرائيلية) في نهاية الأمر هو فرض سيطرتها على كامل الشرق الأوسط من خلال انفرادها بسياستها النووية. (د. سمير محمود قديح : قصة ضرب المفاعل العراقي كما رواها الموساد.. مشار له)

            وهنا من حق القارئ العزيز ومن حق أي محلل سياسي أن يتساءل : في هذه الحالة لماذا إذا لم يستغل الكيان الصهيوني نفس الفرصة لتدمير المفاعلات الإيرانية؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عليه في القسم الثاني من هذا المقال وفي مقالنا المقبل إن شاء الله.

            4 - الموقف الدولي من العدوان الصهيوني على المفاعل العراقي.
            يذكر مؤلف كتاب تواطؤ ضد بابل بأنه بعد قيام الكيان الصهيوني بضرب المفاعل العراقي تم عقد اجتماع في البيت الأبيض حول رد الفعل على الغارة الصهيونية فإن وزير الدفاع الأمريكي أعلم مرؤوسيه في (البنتاغون) بأنه غاضب جدا على (إسرائيل) ويريد معاقبتها. وأقنع الرئيس الأمريكي ريغان بتأخير موعد تسليم أربع طائرات أف -16 كانت قد اشترتها (إسرائيل) – وهي من نفس النوع من الطائرات التي قامت بتدمير المفاعل العراقي. لكن وزير الخارجية آل هيغ، الذي صفق للهجوم على المفاعل، اشتكى بمرارة للرئيس ريغان عن موقف وزير الدفاع.

            وكان موقف الرئيس الأمريكي لم يقم بالكثير من أجل السيطرة أو الفصل في هذا الانقسام الداخلي. ووفق فريدمان فإن مسؤولا سابقا في البيت الأبيض قال له : " لم تكن هناك قيادة في الحقيقة. فقد كان ريغان نائما في خلال ذلك كله "

            وبعد فترة قصيرة من الاجتماع المذكور كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة تنسق مع وزير الخارجية العراقي سعدون حمادي والسفير العراقي لدى الأمم المتحدة صلاح عمر العلي لوضع مسودة قرار يدين الكيان الصهيوني على الهجوم. وقد صدر القرار في 19 حزيران 1981. (الكتاب المشار له.. نفس الصفحات)

            وجاء القرار المشار له وكما كان متوقعاً ضعيفاً وهزيلاً ومخجلاً وذلك لتهديد أمريكا باستعمال حق الفيتو إن كان القرار مجحفاً في حق (إسرائيل)، أو تضمن إخضاع المفاعل النووي الإسرائيلي للتفتيش بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية!!. ولكن (بيغن) رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أعلن في نفس يوم صدور القرار وعلى الرغم من هزالته بأن (إسرائيل) ترفض القرار جملةً وتفصيلاً، ولن تسمح لأية وكالة أو هيئة دولية بتفتيش مفاعلها النووي. وعليه فقد أصبح القرار كبقية القرارات الصادرة ضد الكيان الصهيوني (قرارات الضحك على الذقون)!!

            وختاما لهذه الفقرة يحلو لنا أن نذكر تصريحات كل من الرئيسين الأمريكي والفرنسي في هذا المجال :
            فالرئيس الأمريكي صرح في 16/6/1981 بأنه يُقدّر مدى القلق الذي كانت تشعر به إسرائيل تجاه المفاعل النووي العراقي، وأن إسرائيل تصرفت هذا التصرف (الرائع!!) في إطار الدفاع عن النفس وأن أمريكا ستستخدم حق (الفيتو) ضد أي قرارٍ يطالب بتوقيع عقوبات على (إسرائيل)!!.

            أما الرئيس الفرنسي آنذاك (فرانسوا ميتران) وبعد أن شعرت فرنسا بالإحراج جراء تشويه صورتها في العالم بواسطة الصهاينة مما جعلها تبدو كمن كان يريد بناء مفاعل للعراق يُمكّنه من إنتاج أسلحة لتدمير البشرية جمعاء، فقد أدلى بحديث لصحيفة (الواشنطن بوست) نُشر بتأريخ 19/6/1981 قال فيه : أنني أحمل شعوراً حاراً وفياضاً تجاه (إسرائيل) وثقافتها وما حققته من أعمالٍ وأنني أعرف حجم التضحيات التي تحملتها وأنني معجب بقدرات شعبها، وكان يجب على المستر (بيغن) رئيس وزراء (إسرائيل) أن يضع ثقته في رئيس جمهورية فرنسا الذي يعرف الجميع شعوره تجاه (إسرائيل). لقد كان ولا يزال أمن (إسرائيل) والسلام في الشرق الأوسط من أولويات اهتماماتي. وإن مقتل التقني الفرنسي (شاسبيد) في هذه الغارة هو سبب كافٍ لاعتراضات فرنسا. ومع ذلك فإن موقف فرنسا لن يتغير. لقد طلبت فرنسا من مجلس الأمن إدانة الغارة وليس (إسرائيل)!. إننا ننتقد تصرفات قادة (إسرائيل) ولكننا لا نطالب بتوقيع أي عقوبة على شعب (إسرائيل). (توفيق منصور : القنبلة النووية العراقية (المؤودة).. مشار له)

            لا نريد أن نعلق على مواقف كل من الرئيس الأمريكي أو الفرنسي لعلمنا بأن المجموعات الصهيونية هي التي تسيطر على البلدين ولكن من حقنا أن نسال المسؤولين الفرنسيين : لماذا وافقوا على توقيع عقوبات على الشعب العراقي عندما تم فرض الحصار الظالم بحق هذا الشعب والذي راح نتيجته أكثر من مليون عراقي ضحايا لهذا الحصار القاتل؟ فهل أن العراقي ليس بشرا سويا؟ وهل أن الصهاينة وفق تصوركم هم دائما شعب الله المختار ولذا يجب أن لا تمسهم أية عقوبات!!؟

            ثانيا : لماذا تم قصف المفاعل النووي العراقي؟
            قبل القيام بعرض السبب الرئيس لتدمير المفاعل العراق سوف نتكلم عن التعاون الإيراني مع الكيان الصهيوني في هذا المجال ولذا سنقوم بدراسة :
            1- التعاون الإيراني مع الكيان الصهيوني لقصف المفاعل العراقي.
            2- السبب الحقيقي لتدمير المفاعل النووي العراقي.

            1- التعاون الإيراني مع الكيان الصهيوني لقصف المفاعل العراقي.
            - قبل أن نتطرق للتنسيق بين إيران والكيان الصهيوني علينا أن نشير إلى أن الحقد الفارسي على العرب قديم جدا ودون الخوض في طرح كافة ما لدينا من دلائل في هذا المجال وهي تحتاج لمجلدات نذكر قصة رواها أحد الأدباء -المؤرخين العراقيين والذي يقول :
            في سنة 1962 ضمني ببغداد مجلس أدبي كان من بين حضوره، الملحق الصحفي في السفارة الإيرانية في بغداد.
            وقد جرنا الحديث إلي تطور العلاقات القائمة بين "إسرائيل" وإيران وتحولها إلى ما يشبه التحالف الحقيقي غير المعلن بينهما.

            ومما قلته في حينه مخاطبا الملحق الصحفي الإيراني إن من يطلع على هذه العلاقات المتطورة بين إيران و"إسرائيل" لا بد أن يطالب إيران حكومة وشعوباً بأن تعلن أنها بلد غير إسلامي، وإلا فبماذا نبرر قيام مثل هذا التحالف بين طهران وتل أبيب؟ ثم لماذا لم نسمع عن الشعوب الإيرانية ما يؤكد بأنها شعوب إسلامية، وأنها غير راضية عن سياسة حكومة طهران إزاء " إسرائيل "، وتعلن تضامنها مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى في معاداة الصهيونية والنضال ضدها!.
            وكان الجواب الذي أعطاني إياه الملحق الصحفي الإيراني حاسما وصريحا في الوقت ذاته، إذ قال ما معناه بالحرف الواحد : " أن إيران لا يمكن أن تنسى أبداً أن العرب المسلمين هم الذين حطموا الإمبراطورية الإيرانية، ودمروا عرش الأكاسرة، وأخضعوا الإيرانيين للنفوذ العربي الإسلامي، ولذلك كان الإيرانيون منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب والمسلمين. ;)

            - يذكر تريتا بارزي أو بارسي الكاتب الإيراني - الأمريكي رئيس المجلس الوطني الأمريكي الإيراني والمدرس بجامعة هوبكنز بالولايات الأمريكية المتحدة تحت عنوان "وزير إيراني يزور إسرائيل لشراء الأسلحة بداية حكم الخميني!" : في مستهل العام 1980، أي بعد شهور من اندلاع أزمة الرهائن، قام أحمد كاشاني، النجل الأصغر لآية الله العظمى أبو القاسم كاشاني الذي لعب دوراً رئيسياً في تأميم صناعة النفط الإيرانية في العام 1951، بزيارة الكيان الصهيوني ـ وعلى الأرجح أنه كان أول إيراني يقوم بذلك بعد الثورة ـ لمناقشة مبيعات الأسلحة والتعاون العسكري ضدّ البرنامج النووي العراقي (أوزيراك) تموز. بالرغم من أنه عرّف عن نفسه بأنه "مواطن غير رسمي قلق"، أثمرت رحلته عن موافقة بيغن على شحن إطارات لطائرات الفانتوم المقاتلة إضافة إلى شحن أسلحة إلى الجيش الإيراني.
            جاء قرار بيغن متناقضاً تماماً مع مصلحة الولايات المتحدة وسياسة واشنطن الصريحة القائمة على فرض عزلة على إيران لتأمين تحرير الرهائن الأميركيين. انتاب كارتر الحنق من عدم تحسس بيغن للآلام التي كنت تعاني منها أميركا. وبعد تبادل عنيف للعبارات بين الرئيسين العنيدين، وبّخ كارتر إسرائيلّ بتعليقه المبيعات المستقبلية من قطع الغيار للدولة اليهودية.

            لكنّ تحدّي بغين آتى ثماره، فقد بادل آية الله الخميني الخطوة (الإسرائيلية) بالسماح لعدد كبير من اليهود الإيرانيين بمغادرة إيران. عبر الآلاف منهم نحو باكستان باستخدام الحافلات، ومن هناك، جرى نقلهم بواسطة الطائرات إلى أستراليا حيث سُمح لهم بالهجرة إلى الولايات المتحدة أو إلى (إسرائيل). واستناداً إلى محمد رضا أمين زاده، وهو مسؤول إيراني فرّ من البلاد في العام 1985، أجرى عقيد في الجيش الإسرائيلي اسمه يوري المفاوضات على الصفقة، والذي زار إيران في مستهل العام 1980.. (كتاب حلف المصالح المشتركة : التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، تأليف تريتا بارزي، ترجمة أمين أيوبي، مراجعة مركز التعريب والترجمة، إصدار الدار العربية للعلوم ـ ناشرون ومكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، 2008 ص 141 وما بعدها و إميل أمين : كتاب ترينا بارزي. التعاملات السرية بين (إسرائيل) وإيران والولايات المتحدة. شبكة البصرة. 12/11/2008 و عرض محمد دغيدي : التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة (1-2) تأليف د. تريتا بارزي.. رابطة الواحة الثقافية. 6/4/10)

            - لقد ذكرنا سابقا قيام الطائرات الإيرانية بقصف المفاعل النووي العراق، ومن المؤكد فإن هذه الطائرات استطاعت أخذ صور قيمة عن المفاعل، ولذا فإن صحيفة صنداي تلغراف اللندنية، أكدت بأن (إسرائيل) استعانت بصور (فوتوغرافية) وخرائط إيرانية للمنشآت النووية.
            وكان الهجوم على مفاعل تموز قد نوقش من قبل ضباط (إسرائيليين) كبار ومندوب عن نظام آية الله الخميني بفرنسا قبل شهر من تنفيذه، استناداً إلى آري بن ميناشي الذي شارك عن قرب في الاتصالات (الإسرائيلية) الإيرانية في مستهلّ الثمانينيات. في ذلك الاجتماع، شرح الإيرانيون تفاصيل هجومهم غير الموفّق على الموقع في 30 أيلول (سبتمبر) 1980، ووافقوا على السماح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في مطار إيراني بتبريز في حال الطوارئ. (كتاب حلف المصالح.. مشار له. ص 157 وما بعدها)

            علما بأنه قد أكدت بعض المصادر أن المفاعل لم يتفجر بعد ضرب الطائرات الإسرائيلية لأنه موجود تحت الأرض ومحمي بسقوف وجدران خراسانية شديدة القوة ويقع في عمق دولة في حالة حرب وكل قطعاتها العسكرية في حالة قصوى من التأهب والاستنفار إذ نشرت جريدة التايمز الأمريكية في عددها الصادر 19/1/1991 خبرا يقول: (الخبراء الإسرائيليون يؤكدون استحالة ضرب المفاعل الذري العراقي لأن معظم المشروع تحت الأرض ولتدميره من قبل القوات الجوية يجب استخدام قنابل ذات نوع خاص، وحتى هذه لا يمكنها أن توقف المفاعل..). (موسوعة وكيبيديا).
            ولذا فلولا دخول العراق للكويت لكان هنالك احتمال كبير بحيازة العراق للسلاح النووي.

            2- السبب الحقيقي لتدمير المفاعل النووي العراقي.
            إن أغلب المحللين، ووفق قناعتنا سابقا، بأن من مصلحة الكيان الصهيوني أن يبق الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك القنبلة النووية ولذا قام بتدمير المفاعل النووي العراقي، لكون العراق يعتبر العدو المباشر والحقيقي لهذا الكيان وكون العراق "أخطر أعداء (إسرائيل)" كما صرح المجرم شارون عام 1987. وهنالك الكثير حول هذا الموضوع ذكرناه سابقا والمقالات الأخرى بنفس العنوان.

            كما نرى أن نظيف إلى أن الصحافي الفرنسي إريك لوران كان قد قابل المجرم شارون، الذي كان وزير دفاع الكيان الصهيوني، عند ضرب المفاعل العراقي، والذي استفسر منه عن سبب بيع الأسلحة لإيران أثناء الحرب العراقية – الإيرانية رغم عدم رضاء الولايات المتحدة، فأجابه شارون : أستطيع أن أقول لك بأن معلوماتك خاطئة كليا، كنا اليد اليسار – والظاهر فإن لدى الصهاينة فإن اليد اليسار أهم من اليمين - للولايات المتحدة، التي لا تريد أن تعترف بما تقوم به، وكنا نبلغها بكل التفاصيل : نوعية المعدات، الكميات التي تم نقوم بتجهيزها، سواء تلك المتعلقة بقطع غيار (الهيلوكبترات) أو الطائرات، وكذلك القذائف أو الصواريخ ضد الدبابات، كنت وزيرا للدفاع وبصفتي هذه، لدي القناعة بأني كنت على دراية تامة بكل التفاصيل.

            وعندما يسأله نفس الصحافي : لماذا تساندون بهذا الشكل نظام الملالي بينما، من المفروض، أن (إسرائيل) كان من واجبها أن تتمنى سقوط هذا النظام؟
            كان جواب شارون : بالنسبة لنا، عدونا الحقيقي هو العراق ونريد هزيمته في الحرب. لا يوجد أي لبس في ذلك.
            ثم يضيف : كنا مستعدين للذهاب أبعد من ذلك لمساندة طهران. (ايريك لوران : بوش. إيران والقنبلة بحث عن حرب مخطط لها. ص 94 وما بعدها. والكتاب باللغة الفرنسية حيث لم نجد له ترجمة باللغة العربية
            Eric laurent : L’IRAN et la BOMBE. Enquête sur une guerre programée. Pocket.Octobre. 2008)

            كما يشير أحد الكتاب إلى : إن عقيدة بيغن ترى بأن (إسرائيل) مضطرة لمنع أي تسلح نووي في المنطقة، لم تكن هذه العقيدة هي مجرد شعار إنما جاءت نتيجة من البحث والتطوير شارك فيها العقول اليهودية الموجودة في الغرب والشرق.
            ولكن لماذا تم تدمير المفاعل العراق؟ إن الصحافي الفرنسي المذكور أعلاه يوضح لنا سببا لا يمكن، في أول وهلة الاقتناع به، مع ذلك فإنه يروي قصة حقيقية لا تقبل الشك وبالأخص فإن هذا الصحافي لا يكن أي احترام للرئيس العراقي ويقارنه بهتلر ويقول عنه بصورة واضحة : أني لست من المعجبين بصدام، وبالنسبة لي : فهو من أسوأ القادة العرب المعروفين. والقصة تتلخص ب : في شهر حزيران (جوان) 1998 كان مؤلف الكتاب في زيارة خاصة لصديقه الحسن الثاني ملك المغرب، وكان يريد معرفة رأيه حول لقائه المقبل مع الرئيس العراقي صدام حسين.

            وهنا يقول الحسن الثاني للصحافي : أنت الذي يحب كشف الزوايا الخفية، من واجبك الاهتمام بخفايا الحرب الإيرانية – العراقية. لأن فيها قضايا مهمة. خلال قسم كبير من هذه الحرب، فإن (إسرائيل) وكذلك الولايات المتحدة استمرا بتزويد الجمهورية الإسلامية بالأسلحة، كما أن قصف مفاعل تموز النووي لم يكن هدفه حماية (إسرائيل) ولكن حماية إيران من هجوم نووي عراقي.

            وهنا يقول الصحافي : نظرت له مندهشا. واستمر الملك قائلا : إن المسؤولين (الإسرائيليين) يعلمون جيدا بأن صدام لا يجرأ، نهائيا، على استعمال السلاح الذري ضد بلدهم.. شرب قليلا من الماء وهو مفتونا بتأثير كلامه علي، قبل أن يضيف متهكما : أنت لا تجهل بأني أستطيع، في بعض الأحيان، الحصول على معلومات دقيقة.

            كما يذكر الحسن الثاني لصديقه : إذا كان لدي نصيحة أقولها لك : اذهب إلى العراق ولكن عليك أن تهتم بإيران. لأنه بتدمير المفاعل النووي العراقي، فإن (الإسرائيليين) قاموا، بطريقة غير مقصودة، بترك الحرية لطهران لتستطيع وبسرعة تطوير (برنامجها) النووي. (إريك لوران : بوش إيران والقنبلة.. مشار له. ص.7 وما بعدها)

            قبل أن ننتقل إلى فقرة أخري نرى أن نعلق على ما ذكره الحسن الثاني فنقول :
            حسب قناعتنا فإن معلومات الملك، فيما يتعلق بالدافع لتدمير المفاعل العراقي، قد حصل عليها من أصدقائه قادة الكيان الصهيوني.
            أما سبب خشيتهم من استعمال العراق للسلاح الذري ضد إيران لكونهم لا يريدون أن يحقق العراق انتصارا جليا على إيران حليفتهم، لكونهم يعلمون جيدا مدى تأثير ذلك على الجماهير العربية التي ستطالب العراق والدول العربية بتحويل قدرات الأمة لمجابهة الكيان الصهيوني، وبالأخص بعد امتلاك أحد أقطارها، العراق، للسلاح الذري.

            إن الكيان الصهيوني يعلم جيدا بأن، ترك الحرية لطهران لتطوير قدراتها النووية، لكون القنبلة النووية الإيرانية سوف لا توجه ضد الكيان الصهيوني بل ستكون وسيلة تهديد للدول العربية. كما سنوضح ذلك في مقالنا القادم إن شاء الله.

            وننهي مقالنا هذا بالقول تهانينا لمساندي، نظام الملالي المتعفن والحاقد على كل ما له علاقة بالإسلام والعروبة، من العرب والمسلمين الأغبياء والسذج أو الذين باعوا ضمائرهم لهذا النظام لقاء مكاسب دنيوية حقيرة.


            التعديل الأخير تم بواسطة اعيان القيسي; الساعة 24-11-2011, 16:52.
            الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
            أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

            [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

            تعليق

            • اعيان القيسي
              ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
              • 09-03-2011
              • 371

              #7
              (2)

              "محطات حقيقية للبرنامج النووي العراقي"
              شبكة البصرة
              سرور ميرزا محمود ان اي فكرة يجب ان تدرس بعنايه لكي تنجح بمضمونها وجهدها وبعد الاطلاع على ما كتب عن البرنامج النووي العراقي خطر لنا ان نطلع القارئ عن حقائق مضافة بسرد مبسط، لنعود الى ماكتب نذكر منها :
              1- استراتيجية البرنامج النووي العراقي في اطار سياسات العلم والتكنلوجيا
              2- الاعتراف الاخير حقيقة البرنامج النووي العراقي
              3- سراب السلاح النووي العراقي مذكرات واوهام
              4- البرنامج النووي العراقي وهيئة التصنيع العسكري

              من الناحيه الفنيه التي اثبتت عقلية البناء لهذا الصرح بكافة مراحله ولو امعنا بعمق لما وصل اليه هذا الصرح قبل عدوان 1991 فان ورائه قياده متمكنه ذا بعد استراتيجي لكن حجم المؤثرات الخارجية باساليب خبيثه ولكنها مدروسه ادت الى تحطيم هذا الصرح.
              بصراحه اهملنا لما كتبه مهدي العبيدي الذي خان الثقة وروح المواطنه متبرعاً حين اتصل بالمخابرات المركزية الامريكية في حزيران سنه 2003 في بغداد عندما سلمهم وثائق وخرائط تصاميم كان قد خبئها في حديقته بالرغم من ان تعليمات قد صدرت بعدم اخفاء اي شي لكنه لم يمتثل للامر لحاجه في نفس يعقوب حيث بانت الحقيقه بعدها وحصل على ملاذ في الولايات المتحدة مع عائلته والف كتابا اسماه (القنبلة في حديقتي) انه خان الامانه والمواطنه والجدير بالذكر انه كان من الكوادر التي حضيت بستمرار بالدعم والمكانه قبل العدوان.

              كذلك ماصدر عن خضر عبد العباس جل ما قام به عند ما كان في الطاقة الذرية ان ترأس فريقا لاعداد دراسة معينه فشل فيها وبالرغم من فشله ضل باحثا في المنظمه حتى عام 1990 حين طلب التقاعد بعدها ذهب الى ليبا ثم الولايات المتحده الامريكية وورط الادارة الامريكية بمعلومات كاذبه وان الزميل الدكتور عماد خدوري في كتابه (سراب السلاح النووي) والمقالات التي اجريت مع زميلنا فضحه بشكل حقيقي وواقعي.

              بعد الاحتلال جاء خضر عبد العباس واجتمع بكادر المنظمه بحضور ممثل الخارجية الامريكيه فماذا كانت النتيجة :
              1- الغاء منظمه الطاقة الذريه
              2- انشاء هيئه العلوم والتكنلوجيا
              3- قرارات طرد واحالة تقاعد لبعض من كوادر المنظمة وهنا نتسائل عن حرصه على المنظمه التي عمل فيها وكيف ادى دور الى الغاء المنظمه وتشتيت منتسبيها ان الجواب لدى الامريكان.

              سنتحدث عن واقع مهم واساسي لمدخلات عصب البرنامج النووي الا وهي المواد النوويه كخامات اليورانيوم والذي يجب توافرها لتمشيه دوره الوقود النوويه وبالتالي استخدامهه لتغذية المحطات الكهروذرية التي فكر بها العراق في سبعينيات القرن الماضي.
              كان هناك اتجاهين احدها يكمل الاخر الاتجاه الاول التوجه بستخراج خامات اليورانيوم المتوفره في الصخور الفوسفاتية غرب وجنوب غرب العراق بستخدام طريقة الاستخلاص وكان هناك منجمين هما عكاشات ومنجم ابو صخير واستطاع العقل العراقي الوصول الى تقنية الخامات وتم انتاج خامات اليورانيوم من منجم عكاشات وانتاج ريادي لمنجم ابو صخير، اثناء عدوان 1991 تم تدمير وحده الاستخلاص في عكاشات بالاضافه الى اجزاء المعامل الفوسفاتية وبعد ذلك دمرت فرق التفتيش منجم ابو صخير وذلك بصب كتل كونكريتيه مما ادى الى اغلاقه.

              الاتجاه الثاني المكمل هو الحصول على خامات اليورانيوم من مناشئ عالميه وفق اتفاقات قانونية ضمن الاسس المتبعة دولياً اي ليس عن طريق السوق السوداء هنا يجب ان نشير بين التفكير بالحصول على خامات اليورانيوم المغذي الاساسي لدوره الوقود حيث كانت هناك صعوبات للحصول على الوقود النووي بعد ان فجرت الهند قنبلتها النوويه عام 1974 واصبح من الصعوبة الحصول على امدادات الوقود رغم وجود اتفاقيات الضمانات التابعة للوكاله الدوليه للطاقه ولهذا كان التفكير بضرورة الحصول على خامات اليورانيوم بغية استخدامها مستقبلاً في دورة الوقود بالاعتماد على الجهد الوطني.
              لازلنا نتحدث على الاتجاه الثاني المكمل فقد تم الحصول على خامات اليورانيوم وتم جلبها بطائرات النقل العراقية.

              ولابد هنا من ذكر حقيقة يجب ان تكون ضمن السياق التاريخي في بدايه عام 1981 اثناء الحرب العراقية الايرانية كلف فريق صغير بالسفر الى النيجر للاشراف على نقل مائتين طن من خامات اليورانيوم بواسطه طائرات النقل العراقية وكانت لا توجد لدينا سفاره هناك او مكتب خطوط مما يتوجب علينا ان ندفع اجور وتغذية الطاقم تباعاً مع دفع ارضية المطار ولا يمكن هنا الى ان نسجل الجهد لطاقم الطائرات الذي استطاع ان ينقل مائتي طن لاكثر من عشرة سفرات من النيجر الى بغداد لاكثر من اسبوعين بالرغم من ان الحرب العراقية الايرانية مستمرة حيث لم تسطيع اسرائيل بشبكاتها العنكبوتية المتصله دولياً ان تعلم اي شي عن هذا الشحنات بالرغم من انه بدوا بعمليات الاغتيال والتخريب في فرنسا وايطاليا.
              في ذلك الوقت اما حقيقة ضرب المفاعل النووي العراقي (تموز) بتاريخ 7\6\1981 فان قصه تبدأ كيف كان التخطيط لها حيث جائت الفكره عند الاسرائيلين بعد ان قصفت ايران موقعا قريبا من المنشئات النوويه في التويثه بالصورايخ الا انها لم تصب اي منشاه وهنا بدا تفكير الاسرائلين بقصف المفاعل بقصف المفاعل بواسطه الصواريخ الطائرات المهاجمه اف 15 ولقد عرضت احدى القنوات فلم يحمل عنوان Israel air strike on Iraqi nuclear reakter بين الفلم كيف خدمت ايران اسرائيل بفعلتها ونترك القارى تحليل ذلك.
              ان المواد النووية كانت في اماكن امنه ثم بدأ جمعها بمخازن ذات مواصفات عالميه للخزن حيث بقت هناك وتم جردها من قبل فرق التفتيش والوكاله طيله سنوات الحصار.
              عند بدء العدوان لاحتلال العراق تم حراستها من جانب كوادر المنظمه وتمركز الامريكان في موقع التويثه وكان عندهم هناك سرب من طائرات الهليكوبتر.
              وامام اعينهم او بالاحرى سمحوا للنهب والتخريب حتى المخازن لم تسلم بذلك وبدء بعض الجهلاء بسرق الحاويات بعد تفريغها من خامات اليورانيوم وهنا انتفض بعض من كادر المنظمه وتم الاتصال بالاميركان والوكاله الدوليه بشكل سريع ومسؤول ونود الاشاره هنا بانه من حسن الحظ في حينها لم يكن الايرانيون متوغلين في العراق وخلال ذلك لكان مصير المواد النوويه كمصير معدات التصنيع العسكري التي تم تفكيكها وتهريبها الى ايران.
              المهم بدأت توعيه اهالي المنطقه حول مضار استخدام الحاويات مما يسبب الموت وتناخا الكثير من كادر المنظمه بذلك الاتجاه وتم السيطره على المواد النوويه حينها علم الامريكان ماذا كان سيحدث.

              بعد هذا السرد اين هي المواد النوويه الان؟
              في عام 1996 عندما كانت فرق التفتيش تعمل في العراق قررو نقل اليورانيوم عالي التخصيب الذي كان يستخدم في مفاعلي تموز الروسي والفرنسي وكما يلي:
              نقل 33 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب (روسي) نسبة 80% من الاشعاع
              نقل 1203 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب فرنسي نسبة 93% من الاشعاع
              في عام 2004 تم نقل 1,8 طن من اليورانيوم واطئ التخصيب بواسطة الامريكان
              في عام 2008 تموز تم نقل 550 طن من خامات اليورانيوم العراقية والاجنبية الى كندا، وبهذا لا توجد اي مادة نوويه الان في العراق فهنيئا لهم بلغاء منظمة الطاقه الذرية وتشتيت علمائها وكادرها وتدمير معداتها واخذ مواردها.
              هذه بعض المحطات وان شاء الله سنكمل بمقالة قادمه حول العلاقات الدولية في ضوء البرنامج النووي العراقي
              شبكة البصرة
              السبت 19 جماد الثاني 1430 / 13 حزيران 2009
              يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاق
              الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
              أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

              [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

              تعليق

              • اعيان القيسي
                ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
                • 09-03-2011
                • 371

                #8
                (3)

                بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                لماذا بكى صدام حسين عندما قام الصهاينة بقصف المفاعل النووي العراقي ولماذا لم تكشف السعودية الطائرات وحكاية مقتل المومس الشاهدة على استشهاد العالم المشد ومقتل الطيار الصهيوني في الفضاء الذي لم ياكل التمر العراقي؟
                شبكة البصرة
                المحامي علاء الاعظمي
                الساعة السادسة والربع من عصر يوم الاحد الموافق 7-6-1981 انقطع البث الاذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة وتصاعدت أعمدت الدخان قرب مدينة سلمان باك في المدائن جنوب بغداد، ولان العراق كان في موقع الدفاع ضد الهجمة الفارسية كنا نتوقع انه قصف ايراني لاحد المواقع العراقي وقد سبق وان قصف بقنابل عنقودية ايرانية في اول ايام ضد العدوان الفارسي.
                القيادة العامة للقوات المسلحة لم تصدر حينها بيانات عن القصف بل صرح ناطق عسكري وقتها عن تعرض احد مواقعنا لعدوان جوي ولم يحدد اسم الموقع ولكن بعد ايام اعلن الكيان الصهيوني انه قام بقصف مفاعل تموز العراقي للاغراض السلمية.
                بعد نصف ساعة من القصف حضر الشهيد ابو عدي ومعه عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة الى موقع المفاعل المضروب ولم يأبه ابو عدي الى كون الموقع ملوث او يعرض من يتواجد فيه للخطر وهاهي شجاعته كما عودنا دائما وعندما رأى المفاعل مضروب بكى وقال يجب إعادة انشاء مفاعل جديد واحسن من الذي ضرب
                قام الكيان الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي بثماني طائرات من طراز أف 16 الامريكية الصنع بعد ان قامت أجهزة المخابرات في الجيش الصهيوني بالاستعدادات الدقيقة " لقصف الموقع الواقع على بعد 17 كلم من بغداد، هذه الطائرات كان يجب أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982،ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني.
                وقد تدرب الطيارون الصهاينة على الطائرات الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر خوفا من كشفها من قبل الرادارات العراقية كما انشأوا مفاعلا كارتونيا في صحراء النقب شبيها بالمفاعل العراقي للتدريب على قصفه.
                وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذي أصبح أول رائد فضاء صهيوني وقتل في الأول من فبراير/شباط 2003 خلال تحطم المركبة الأميركية الفضائية كولومبيا.
                كما شارك 230 صهيونيا في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الصهيوني حينها الجنرال رافاييل إيتان -الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية- رئيس الوزراء مناحيم بيغن على إعطاء الأمر للبدء بالعملية.
                الطائرات الصهيونية ألقت قنابل بلغت زنة إحداها 900 كلغم وقال احد الصهاينة الطيارين عن الهجوم ان الجنرال إيتان قال لهم قبيل انطلاقهم "إذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق".
                انطلقت الطائرات الصهيونية من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الصهيونية.
                كانت الصواريخ التي اطلقت على المفاعل وعددها 16 تزن الواحدة منها 900 كلغ الا ان تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر منها واحدة سقطت على مخزن اليرانيوم ولم يكن اليراونيوم داخل المفاعل بل خارجه ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لان العراق كان متحسبا من محاولات ايران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل.
                كان العراق قد اجرى قبل حوالي يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيله استمرت 72 ساعة وهي آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسي الذي كان في بغداد لغرض التوقيع على التسليم حتى ان احد المهندسين قتل في الغارة عندما كان يكمل اعماله فيه.
                وبرر السفاح مناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني في تلك الفترة هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات البرلمانية الصهيونية بقوله إن مفاعل "تموز" كان على وشك أن يعمل مما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.
                يقول السفاح بيغن كنت لا انام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ماالذي يؤرقك قلت :
                صدام حسين
                وسالتني : لماذا؟
                قلت: لها انه يعلم اطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه، انها ايران فيقول لهم كلا، انها اسرائيل فكيف انام واطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون ابناء اسرائيل!!!!.
                قام الكيان الصهيوني قبل ذلك بقتل الشهيد يحيى المشد العالم النووي المصري الذي كان من ضمن ثمانية اشخاص اعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981.
                ويحيى المشد من مواليد 11/1/1932.. وبعد دراسته التي ابدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الاسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج - لندن - ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة الى موسكو وعقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية.. التي كان أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه
                أشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من عام 68 بعد سنوات قليلة من عمله كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية على 30 رسالة دكتوراه ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر.. ومعه زوجته ايضاً ليقوم بالتدريس في مجاله..
                وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت احيانا درجة المطاردة طوال اليوم.. والمعروف ان النرويج هي احدى مراكز اللوبي الصهيوني في اوروبا
                رفض الدكتور يحيى المشد كل هذه العروض لكن اثار انتباهه هناك الاعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية.. وتجاهل حق الفلسطينيين وازمتهم فما كان منه الا ان جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين..
                وانتهز فرصة دعوته لاحدى الندوات المفتوحة وهناك وقال كلمته التي اثارت اعجاب الكثيرين ولكنها اثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه.. خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة..
                وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين.. فقرر الدكتور المشد العودة الى القاهرة..
                عاد يحيى المشد للقاهرة مرة اخرى.. ثم طلبته جامعة بغداد فتمت اعارته لمدة اربع سنوات وكان العراق قد طلبه بعد ان حضر مؤتمرا علميا في اعقاب حرب 1973 في بغداد..
                وبعد ان انتهت مدة الاعارة تمسك به العراق وعرض عليه المسؤولون العراقيون اي شيء يطلبه.. ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية الى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا..
                الكيان الصهيوني كان قد قام في نيسان 1979 بتدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي « اوزوريس » في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد.. طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والاشراف على عملية نقله لبغداد.
                بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك..
                وكانت اول واهم واخطر انجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا..
                وبعد زوال حكم الشاه عجز نظام خميني عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم.. فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه
                وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل المشد.
                في مساء يوم 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع اي مهندس او خبير عادي ان يقوم بها على اكمل وجه..
                كان دكتور المشد يقوم كل فترة بارسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً.. وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه..
                ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد.. فارسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا.. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ
                فردوا عليه بعد ثلاثة ايام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك ان تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الاحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها..
                هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟لانه اذا كان مقصوداً فانه يفتح لنا باباً للشك في ان هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف اسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها احد..
                سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً ان يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على اي طائرة متجهة لبغداد..
                وفجأة تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته..
                وذكر راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر اسرائيلية:«انه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل انتاج سلاح نووي في اعقاب اغتيال د. يحيى المشد»..
                وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان :«الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!»
                اما فونونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«ان موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»
                لقد عثر على جثة الشهيد الدكتور يحيى المشد ظهر يوم السبت عام 1980 بالغرفة رقم (9041) في فندق المريديان بباريس..
                وكان في هذا الوقت موفداً في مهمة رسمية بحكم منصبه الذي كان يشغله كمدير لمشروع التسليح النووي العراقي الفرنسي..
                ففي ظهر هذا اليوم طرقت عاملة التنظيف باب حجرة المشد الذي علق عليه لافتة « ممنوع الازعاج »
                وعندما فتحت الباب وجدته ملقى على الارض وقد غطى رأسه غطاء سميك وهو يرتدي ملابسه الكاملة.. والدماء تغرق رقبته وشعره ووجهه وثيابه والارضية وجدران الغرفة
                فقامت بابلاغ البوليس الفرنسي الذي سجل في تقريره « ان القاتل كان في الحجرة عندما دخلها القتيل الذي فوجئ به فقاومه بشدة وظهرت اثار المقاومة على رقبة وثياب القتيل الذي عوجل بضربات شديدة على رأسه.. ثم كتمت انفاسه بغطاء الفراش حتى مات »..
                كان البوليس الفرنسي سال فـ«ماري كلود ماجال» التي شوهدت تتحدث مع د.المشد قبل صعوده لحجرته وقالت :
                « ان د.يحيى المشد رفض ان يقضي الليلة معها بكل حزم رغم كل محاولاتها المستميتة فانصرفت فوراً »..
                ولكنها عادت وقالت انها سمعت اصواتاً في حجرة د.المشد بعد دخـوله بعشر دقائق تقريباً.. مما يعني استمرار وجودها في مركز الحدث..
                ثم لم تستطع ان تقول شيئاً آخر..فقد تم اغتيالها بعد الحادث باقل من شهر حيث دهمتها سيارة مسرعة فور خروجها من احد البارات
                مما يعني وفاة الشاهدة الوحيدة التي كانت الاقرب لماحدث او على الاقل هي آخر من شاهد د. المشد قبل دخـوله لحجرته..
                الشهيد ابو عدي اصدر قراراجمهوريا بصرف راتب تقاعدي لأسرة المشد قدره الف دولار امريكي شهريا استمر صرفه حتى ملحمة ام المعارك بسبب قرار مجلس الامن الدولي بمنع تحويل الاموال العراقية للخارج وقد طلبت قبل شهر عائلته في احد البرامج التلفزيونية المصرية تسليمها مستحقاته المتراكمة.. بالاضافة لتعويض قدره 30 الف دينار تم توجيهها لشراء منزل لاسرة د.المشد في الاسكندرية..
                بعد فترة بسيطة قُيدت الشرطة الفرنسية الحادث ضد مجهول.. الصراع المصري الاسرائيلي
                في 19ـ 6ـ 1981 صدر قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي جرم الكيان الصهيوني لقصفه المفاعل العراقي السلمي حيث نص :
                إن مجلس الأمن وقد نظر في جدول الأعمال المنشور تحت رقم S/Agenda/2280، وقد اطلع على مضمون البرقية المؤرخة في 8 حزيران/يونيو 1981 الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية (S/14509
                وقد أخذ في اعتباره التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع في جلسات المجلس 2280 حتى 2288،
                وإذ يحيط علماً بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بهذا الموضوع في مجلس إدارة الوكالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 1981، وبتصريحاته في جلسة مجلس الأمن رقم 2288 بتاريخ 19 حزيران/يونيو 1981،
                وإذ تحيط علماً فوق ذلك بالقرار الذي تبناه مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 حزيران/يونيو 1981 حول «ضرب إسرائيل لمركز الأبحاث النووي العراقي ونتائجه بالنسبة إلى الوكالة» (S/14532)، وإذ يدرك بوضوح أن العراق طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1970، وأن العراق قبل بموجبها ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجميع أنشطته النووية، وأن الوكالة قد صرحت أن ضماناتها قد طبقت بشكل مقبول حتى هذه الساعة،
                وإذ يلاحظ فوق ذلك أن إسرائيل لم تتقيد بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية،
                وإذ يساورها بالغ القلق للخطر الذي يتعرض له السلم والأمن الدوليان بسبب الغارة الأمريكية المتعمدة على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/يونيو، إذ أن ذلك يهدد في كل لحظة بانفجار في المنطقة له نتائجه الوخيمة على المصالح الحيوية لجميع الدول،
                وإذ يأخذ في اعتباره الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة: «تمتنع الدول الأعضاء في المنظمة، في علاقتها الدولية، عن اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استعمالها سواء ضد سلامة أراضي جميع الدول أو استقلالها السياسي، أو بأي شكل آخر لا يتلاءم وأهداف الأمم المتحدة»،
                1ـ يشجب بشدة الغارة العسكرية الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ السلوك الدولي،
                2ـ يطلب من إسرائيل الامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع أو التهديد بها،
                3ـ يعتبر فوق ذلك أن الغارة المذكورة تشكل تهديداً خطيراً لكامل نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي عليها ترتكز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية،
                4ـ يعترف من دون تحفظ بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للعراق ولباقي الدول، وخصوصاً الدول النامية منها، في العمل لوضع برامج تقنية ونووية لتطوير اقتصاد وصناعة تلك الدول للغايات السلمية بحسب حاجتها الحالية والمستقبلية، بما فيه تلك الغايات المعترف بها دولياً في نطاق عدم انتشار الأسلحة النووية،
                5ـ يطلب من إسرائيل أن تضع فوراً منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية،
                يعتبر أن للعراق الحق في التعويضات الملائمة عن الدمار الذي كان ضحيته والذي اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عنه،
                7ـ يطلب إلى الأمين العام إعلام مجلس الأمن، بانتظام، بسير تنفيذ هذا القرار.
                تبنى المجلس هذا القرار، في جلسته رقم 2288، بالإجماع.
                alaaaladamy@gmail.com
                شبكة البصرة
                الاحد 13 جماد الثاني 1430 / 7 حزيران 2009
                يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او ال
                الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
                أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

                [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

                تعليق

                • فيصل كريم
                  مـستشار في الترجمة المرئية
                  • 26-09-2011
                  • 386

                  #9
                  شكرا لك استاذ أعيان القيسي على ما أردته من معلومات ستفيدنا بموضوعنا القادم بإذن الله. واقترح على حضرتك أن ننقل هاتين لهذا الموضوع إذا ما أنجزنا ترجمة فيلمه قريبا بمشيئة الله.

                  والترجمة قائمة على قدم وساق لهذا العمل الوثائقي الذي سأعمل على رفعه كاملا بقناة اليوتيوب بإذن الله. وقد وصلت بالترجمة السماعية للعمل لثلث وقته.

                  تقبل أطيب تحية من أخوك/ ابو عبد الله





                  تصميم سائد ريان

                  تعليق

                  • اعيان القيسي
                    ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
                    • 09-03-2011
                    • 371

                    #10
                    نعم حياك الله ابو عبد الله سوف اتواصل معكم باذن الله
                    الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
                    أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

                    [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

                    تعليق

                    • منيره الفهري
                      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                      • 21-12-2010
                      • 9870

                      #11
                      أستاذنا القدير فيصل كريم
                      تتحفنا دائما بروائعك القيمة و النادرة
                      استمتعت جدا بما كُتب هنا و ما تُرجم
                      رغم انني أختلف معك في بعض المواقف
                      شكرا لهذا الإبداع أستاذنا الكبير الرائع

                      تعليق

                      • منيره الفهري
                        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                        • 21-12-2010
                        • 9870

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة اعيان القيسي مشاهدة المشاركة
                        (3)

                        بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                        لماذا بكى صدام حسين عندما قام الصهاينة بقصف المفاعل النووي العراقي ولماذا لم تكشف السعودية الطائرات وحكاية مقتل المومس الشاهدة على استشهاد العالم المشد ومقتل الطيار الصهيوني في الفضاء الذي لم ياكل التمر العراقي؟
                        شبكة البصرة
                        المحامي علاء الاعظمي
                        الساعة السادسة والربع من عصر يوم الاحد الموافق 7-6-1981 انقطع البث الاذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة وتصاعدت أعمدت الدخان قرب مدينة سلمان باك في المدائن جنوب بغداد، ولان العراق كان في موقع الدفاع ضد الهجمة الفارسية كنا نتوقع انه قصف ايراني لاحد المواقع العراقي وقد سبق وان قصف بقنابل عنقودية ايرانية في اول ايام ضد العدوان الفارسي.
                        القيادة العامة للقوات المسلحة لم تصدر حينها بيانات عن القصف بل صرح ناطق عسكري وقتها عن تعرض احد مواقعنا لعدوان جوي ولم يحدد اسم الموقع ولكن بعد ايام اعلن الكيان الصهيوني انه قام بقصف مفاعل تموز العراقي للاغراض السلمية.
                        بعد نصف ساعة من القصف حضر الشهيد ابو عدي ومعه عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة الى موقع المفاعل المضروب ولم يأبه ابو عدي الى كون الموقع ملوث او يعرض من يتواجد فيه للخطر وهاهي شجاعته كما عودنا دائما وعندما رأى المفاعل مضروب بكى وقال يجب إعادة انشاء مفاعل جديد واحسن من الذي ضرب
                        قام الكيان الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي بثماني طائرات من طراز أف 16 الامريكية الصنع بعد ان قامت أجهزة المخابرات في الجيش الصهيوني بالاستعدادات الدقيقة " لقصف الموقع الواقع على بعد 17 كلم من بغداد، هذه الطائرات كان يجب أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982،ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني.
                        وقد تدرب الطيارون الصهاينة على الطائرات الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر خوفا من كشفها من قبل الرادارات العراقية كما انشأوا مفاعلا كارتونيا في صحراء النقب شبيها بالمفاعل العراقي للتدريب على قصفه.
                        وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذي أصبح أول رائد فضاء صهيوني وقتل في الأول من فبراير/شباط 2003 خلال تحطم المركبة الأميركية الفضائية كولومبيا.
                        كما شارك 230 صهيونيا في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الصهيوني حينها الجنرال رافاييل إيتان -الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية- رئيس الوزراء مناحيم بيغن على إعطاء الأمر للبدء بالعملية.
                        الطائرات الصهيونية ألقت قنابل بلغت زنة إحداها 900 كلغم وقال احد الصهاينة الطيارين عن الهجوم ان الجنرال إيتان قال لهم قبيل انطلاقهم "إذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق".
                        انطلقت الطائرات الصهيونية من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الصهيونية.
                        كانت الصواريخ التي اطلقت على المفاعل وعددها 16 تزن الواحدة منها 900 كلغ الا ان تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر منها واحدة سقطت على مخزن اليرانيوم ولم يكن اليراونيوم داخل المفاعل بل خارجه ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لان العراق كان متحسبا من محاولات ايران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل.
                        كان العراق قد اجرى قبل حوالي يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيله استمرت 72 ساعة وهي آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسي الذي كان في بغداد لغرض التوقيع على التسليم حتى ان احد المهندسين قتل في الغارة عندما كان يكمل اعماله فيه.
                        وبرر السفاح مناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني في تلك الفترة هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات البرلمانية الصهيونية بقوله إن مفاعل "تموز" كان على وشك أن يعمل مما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.
                        يقول السفاح بيغن كنت لا انام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ماالذي يؤرقك قلت :
                        صدام حسين
                        وسالتني : لماذا؟
                        قلت: لها انه يعلم اطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه، انها ايران فيقول لهم كلا، انها اسرائيل فكيف انام واطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون ابناء اسرائيل!!!!.
                        قام الكيان الصهيوني قبل ذلك بقتل الشهيد يحيى المشد العالم النووي المصري الذي كان من ضمن ثمانية اشخاص اعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981.
                        ويحيى المشد من مواليد 11/1/1932.. وبعد دراسته التي ابدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الاسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج - لندن - ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة الى موسكو وعقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية.. التي كان أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه
                        أشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من عام 68 بعد سنوات قليلة من عمله كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية على 30 رسالة دكتوراه ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر.. ومعه زوجته ايضاً ليقوم بالتدريس في مجاله..
                        وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت احيانا درجة المطاردة طوال اليوم.. والمعروف ان النرويج هي احدى مراكز اللوبي الصهيوني في اوروبا
                        رفض الدكتور يحيى المشد كل هذه العروض لكن اثار انتباهه هناك الاعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية.. وتجاهل حق الفلسطينيين وازمتهم فما كان منه الا ان جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين..
                        وانتهز فرصة دعوته لاحدى الندوات المفتوحة وهناك وقال كلمته التي اثارت اعجاب الكثيرين ولكنها اثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه.. خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة..
                        وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين.. فقرر الدكتور المشد العودة الى القاهرة..
                        عاد يحيى المشد للقاهرة مرة اخرى.. ثم طلبته جامعة بغداد فتمت اعارته لمدة اربع سنوات وكان العراق قد طلبه بعد ان حضر مؤتمرا علميا في اعقاب حرب 1973 في بغداد..
                        وبعد ان انتهت مدة الاعارة تمسك به العراق وعرض عليه المسؤولون العراقيون اي شيء يطلبه.. ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية الى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا..
                        الكيان الصهيوني كان قد قام في نيسان 1979 بتدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي « اوزوريس » في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد.. طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والاشراف على عملية نقله لبغداد.
                        بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك..
                        وكانت اول واهم واخطر انجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا..
                        وبعد زوال حكم الشاه عجز نظام خميني عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم.. فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه
                        وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل المشد.
                        في مساء يوم 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع اي مهندس او خبير عادي ان يقوم بها على اكمل وجه..
                        كان دكتور المشد يقوم كل فترة بارسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً.. وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه..
                        ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد.. فارسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا.. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ
                        فردوا عليه بعد ثلاثة ايام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك ان تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الاحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها..
                        هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟لانه اذا كان مقصوداً فانه يفتح لنا باباً للشك في ان هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف اسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها احد..
                        سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً ان يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على اي طائرة متجهة لبغداد..
                        وفجأة تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته..
                        وذكر راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر اسرائيلية:«انه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل انتاج سلاح نووي في اعقاب اغتيال د. يحيى المشد»..
                        وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان :«الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!»
                        اما فونونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«ان موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»
                        لقد عثر على جثة الشهيد الدكتور يحيى المشد ظهر يوم السبت عام 1980 بالغرفة رقم (9041) في فندق المريديان بباريس..
                        وكان في هذا الوقت موفداً في مهمة رسمية بحكم منصبه الذي كان يشغله كمدير لمشروع التسليح النووي العراقي الفرنسي..
                        ففي ظهر هذا اليوم طرقت عاملة التنظيف باب حجرة المشد الذي علق عليه لافتة « ممنوع الازعاج »
                        وعندما فتحت الباب وجدته ملقى على الارض وقد غطى رأسه غطاء سميك وهو يرتدي ملابسه الكاملة.. والدماء تغرق رقبته وشعره ووجهه وثيابه والارضية وجدران الغرفة
                        فقامت بابلاغ البوليس الفرنسي الذي سجل في تقريره « ان القاتل كان في الحجرة عندما دخلها القتيل الذي فوجئ به فقاومه بشدة وظهرت اثار المقاومة على رقبة وثياب القتيل الذي عوجل بضربات شديدة على رأسه.. ثم كتمت انفاسه بغطاء الفراش حتى مات »..
                        كان البوليس الفرنسي سال فـ«ماري كلود ماجال» التي شوهدت تتحدث مع د.المشد قبل صعوده لحجرته وقالت :
                        « ان د.يحيى المشد رفض ان يقضي الليلة معها بكل حزم رغم كل محاولاتها المستميتة فانصرفت فوراً »..
                        ولكنها عادت وقالت انها سمعت اصواتاً في حجرة د.المشد بعد دخـوله بعشر دقائق تقريباً.. مما يعني استمرار وجودها في مركز الحدث..
                        ثم لم تستطع ان تقول شيئاً آخر..فقد تم اغتيالها بعد الحادث باقل من شهر حيث دهمتها سيارة مسرعة فور خروجها من احد البارات
                        مما يعني وفاة الشاهدة الوحيدة التي كانت الاقرب لماحدث او على الاقل هي آخر من شاهد د. المشد قبل دخـوله لحجرته..
                        الشهيد ابو عدي اصدر قراراجمهوريا بصرف راتب تقاعدي لأسرة المشد قدره الف دولار امريكي شهريا استمر صرفه حتى ملحمة ام المعارك بسبب قرار مجلس الامن الدولي بمنع تحويل الاموال العراقية للخارج وقد طلبت قبل شهر عائلته في احد البرامج التلفزيونية المصرية تسليمها مستحقاته المتراكمة.. بالاضافة لتعويض قدره 30 الف دينار تم توجيهها لشراء منزل لاسرة د.المشد في الاسكندرية..
                        بعد فترة بسيطة قُيدت الشرطة الفرنسية الحادث ضد مجهول.. الصراع المصري الاسرائيلي
                        في 19ـ 6ـ 1981 صدر قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي جرم الكيان الصهيوني لقصفه المفاعل العراقي السلمي حيث نص :
                        إن مجلس الأمن وقد نظر في جدول الأعمال المنشور تحت رقم S/Agenda/2280، وقد اطلع على مضمون البرقية المؤرخة في 8 حزيران/يونيو 1981 الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية (S/14509
                        وقد أخذ في اعتباره التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع في جلسات المجلس 2280 حتى 2288،
                        وإذ يحيط علماً بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بهذا الموضوع في مجلس إدارة الوكالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 1981، وبتصريحاته في جلسة مجلس الأمن رقم 2288 بتاريخ 19 حزيران/يونيو 1981،
                        وإذ تحيط علماً فوق ذلك بالقرار الذي تبناه مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 حزيران/يونيو 1981 حول «ضرب إسرائيل لمركز الأبحاث النووي العراقي ونتائجه بالنسبة إلى الوكالة» (S/14532)، وإذ يدرك بوضوح أن العراق طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1970، وأن العراق قبل بموجبها ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجميع أنشطته النووية، وأن الوكالة قد صرحت أن ضماناتها قد طبقت بشكل مقبول حتى هذه الساعة،
                        وإذ يلاحظ فوق ذلك أن إسرائيل لم تتقيد بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية،
                        وإذ يساورها بالغ القلق للخطر الذي يتعرض له السلم والأمن الدوليان بسبب الغارة الأمريكية المتعمدة على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/يونيو، إذ أن ذلك يهدد في كل لحظة بانفجار في المنطقة له نتائجه الوخيمة على المصالح الحيوية لجميع الدول،
                        وإذ يأخذ في اعتباره الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة: «تمتنع الدول الأعضاء في المنظمة، في علاقتها الدولية، عن اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استعمالها سواء ضد سلامة أراضي جميع الدول أو استقلالها السياسي، أو بأي شكل آخر لا يتلاءم وأهداف الأمم المتحدة»،
                        1ـ يشجب بشدة الغارة العسكرية الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ السلوك الدولي،
                        2ـ يطلب من إسرائيل الامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع أو التهديد بها،
                        3ـ يعتبر فوق ذلك أن الغارة المذكورة تشكل تهديداً خطيراً لكامل نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي عليها ترتكز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية،
                        4ـ يعترف من دون تحفظ بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للعراق ولباقي الدول، وخصوصاً الدول النامية منها، في العمل لوضع برامج تقنية ونووية لتطوير اقتصاد وصناعة تلك الدول للغايات السلمية بحسب حاجتها الحالية والمستقبلية، بما فيه تلك الغايات المعترف بها دولياً في نطاق عدم انتشار الأسلحة النووية،
                        5ـ يطلب من إسرائيل أن تضع فوراً منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية،
                        يعتبر أن للعراق الحق في التعويضات الملائمة عن الدمار الذي كان ضحيته والذي اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عنه،
                        7ـ يطلب إلى الأمين العام إعلام مجلس الأمن، بانتظام، بسير تنفيذ هذا القرار.
                        تبنى المجلس هذا القرار، في جلسته رقم 2288، بالإجماع.
                        alaaaladamy@gmail.com
                        شبكة البصرة
                        الاحد 13 جماد الثاني 1430 / 7 حزيران 2009
                        يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او ال
                        شكرا أستاذنا الكبير اعيان القيسي

                        نورتم ملتقى الترجمة فعلا و قد جاءت مشاركتكم جامعة ضافية

                        استمتعت كثيرا بقراءتها
                        تقديري و احترامي سيدي

                        تعليق

                        • اعيان القيسي
                          ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
                          • 09-03-2011
                          • 371

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                          شكرا أستاذنا الكبير اعيان القيسي

                          نورتم ملتقى الترجمة فعلا و قد جاءت مشاركتكم جامعة ضافية

                          استمتعت كثيرا بقراءتها
                          تقديري و احترامي سيدي

                          سيدتي منيره الفهري حفظكم الله
                          هذا نورك والله
                          تحية واعتزاز وتقدير
                          من دواعي سروري ان اجدكم
                          لاول مرة في احدى مساهماتي وفقكم الله

                          جزيل الشكر والتقدير
                          التعديل الأخير تم بواسطة اعيان القيسي; الساعة 25-11-2011, 18:29.
                          الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
                          أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

                          [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

                          تعليق

                          • اعيان القيسي
                            ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
                            • 09-03-2011
                            • 371

                            #14


                            إستراتيجية البرنامج النووي العراقي في إطار سياسات العلم والتكنولوجيا
                            تأليف
                            الدكتور همام عبدالخالق عبدالغفور
                            و عبدالحليم إبراهيم الحجاج

                            من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية

                            استراتيجية البرنامج النووي في العراق: في إطار سياسات العلم والتكنولوجيا (السعر: 9$) صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "استراتيجية البرنامج النووي في العراق: في إطار سياسات العلم والتكنولوجيا" للدكتور همام عبد الخالق عبد الغفور والدكتور عبد الحليم إبراهيم الحجاج.
                            "قبل قصف إسرائيل لمفاعل تموز سنة 1981 وبعده، نُشر الكثير عن برنامج العراق النووي، دفاعاً عنه أو هجوماً عليه بالتهم والبهتان. وقد أخذ ذلك النشر شكل موجات تتصاعد تارة وتخفت تارة أخرى. ولم يجر في كل ما كتب آنذاك التطرق كثيراً إلى الجوانب التكنولوجية والفنية للبرنامج.
                            يستعرض هذا الكتاب الإطار الاستراتيجي لبرنامج استمر أكثر من خمسين عاماً، وتوالت على رسمه وإدارته نظم سياسية عديدة، حكمت العراق منذ عشرينيات القرن الماضي وإلى حين تدمير القوات الأمريكية البرنامج، ثم إلغاء منظمة الطاقة الذرية بعد احتلال العراق سنة 2003.
                            وربما تكون هذه أول وثيقة تصدر عن البرنامج النووي ولا تعبّر عن رأي شخصي في البرنامج... وهي ليست مذكرات شخصية، ولا تتناول أو تنتقد أشخاصاً وعناوين أو تتحدث عن خصوصيات معيّنة. ونحن أردنا أن ندوّن ونوثق ما كانت قيادة العراق قد فكرت فيه، وحقيقة تطور الأحداث، وما أدت إليه من جهة وآلت إليه من جهة أخرى، لكي لا يتصور أو يذهب بعيداً من يتراءى له أن الأمر لا يعدو نزوات ورغبات. ولم يتم تناول أسماء أو حيثيات معيّنة محددة، لأن ذلك يذهب بالحقيقة بعيداً كما نرى، وكما رأيناها وعشناها.
                            إن هدفنا هو عرض الصورة بوصفها وثيقة للتاريخ، كما رسمت، لا كما تخيلها البعض، أو كتب رواية بشأنها لأغراض التشويق".
                            الطبعة: الطبعة الأولى
                            عدد الصفحات: 240

                            المحتويات
                            مراحل البرنامج النووي
                            التاسيس، توطين التكنولوجيا، التجربتان الباكستانية والهندية
                            الخطة الاستراتيجية للمرحلة الثانية
                            الخطوط العامة للبرنامج
                            التعاون مع فرنسا
                            التعاون مع ايطاليا
                            العدوان الصهيوني على مفاعل 17 تموز
                            المشاريع الصناعية والزراعية
                            الدروس المستنبطة
                            البرنامج الوطني
                            استراتيجية البرنامج النووي العراقي لبناء قاعدة صناعية
                            المشتريات الخارجية
                            السلاح النووي
                            مسار برنامج التسليح النووي العراقي
                            تداعيات 2 آب 1990
                            مجلس الامن وفرق التفتيش
                            مع ملاحق ووثائق
                            كتاب مهم جدا لابد من قراءته
                            يكشف سعي الحكومة الوطنية في العراق لامتلال البرنامج النووي
                            واسرار المؤامرة على العراق


                            الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
                            أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

                            [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

                            تعليق

                            • منيره الفهري
                              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                              • 21-12-2010
                              • 9870

                              #15
                              موضوع قيم جدا شدني و قرأته و شاهدت ترجماته
                              شكرا أستاذنا القديرفيصل كريم
                              و شكرا مرة أخرى أستاذنا الكبير اعيان القيسي على الإضافات
                              الحية


                              تعليق

                              يعمل...
                              X