في المصعد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سارة أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 18-11-2011
    • 33

    في المصعد

    في المصعد

    الجو مظلم في الخارج،والبرج المكون من أربعين طابقا،يقف شامخا كالطود العظيم في الأرض، عاصفة، لكن رقيقة، بدأت بوادرها تلوح في الأفق، وتؤذن بالهبوب، حبات ندى صغيرة طفقت تنساب بوداعة، متقطعة في تسلسل حيوي بديع، على استحياء غير ممل، وهواء منعش مترب، كان يتقلب كدوامات هادئة محدودة النطاق في الفضاء الواقع بين السماء والأرض.
    وحدها مثله، حضرت إلى المكان نفسه في الميعاد الخطأ، طالتهما معا غلطة الموظف الغبي الذي علق على الحائط الإعلان الذي يقول في مقتطف منه:نرحب بكم للحجز والاستفسار في تمام الساعة الحادية عشرةpm..(بدلا منAm كانت هذه هي غلطته)..ومنذ ساعات مضت حدث أن وبخ طبيب نفسي، يدعي أنه متخصص في حل المشاكل الزوجية أحد موظفيه قائلا:
    - أيها الغبي:هل تمكنت من تصحيح خطئك الفادح، وتوضيح سوء الفهم لحاملي الإعلان وقارئيه قبل أن ينصرفوا؟
    - نعم يا دكتور..آه حقيقة لا أستطيع أن أجزم، ولكنني آمل ذلك..
    حملتها قدماها إلى المصعد نفسه بعد دخوله بدقيقة، لم تتمكن من رؤية وجهه، فقد كانت الجريدة التي يمسكها باهتمام تغطيه كله، بدا منهمكا في القراءة، وأن خبرا ما قد جذب انتباهه حتى أنه كان قد نسي أن يغلق الباب أو ربما قصد أن يحمل المصعد آخرين معه. دلفت إليه بخطوات رشيقة، وبارتباك، كانت تبحث عن شيء ما في حقيبة يدها الصغيرة، أخرجته وشرعت تتمم لون شفتيها بمزيد من الفوشيا اللامع، كانت ترتدي فستانا أبيض، قصيرا و مزخرفا بخطوط الفوشيا الطويلة، وإلى الخلف ربطت شعرها الناعم القصير كذيل فرس. سرت إلى أنفه الحساسة للروائح العذبة، رائحتها الحلوة المثيرة، قال في سره: المرأة المتعطرة زانية..زانية حقا..أي نعم!
    عزم على اختلاس النظر إلى وجهها فبدأت أصابعه تتلاعب بتردد بأطراف الجريدة، ببطء، أنزل الجريدة إلى نصف وجهه فظهرت أرنبة أنفه والنظارة الصارمة من فوقها، لقد قطع نصف المسافة والآن هم بأن يقطع النصف الآخر ويلتفت إليها، حين حانت منه لحظة الالتفاتة، حدث ما لم يكن بالحسبان:انقطع التيار الكهربائي فجأة، وأصبحا معلقين معا في الهواء، لا يعرفان بين أي طابق و آخر، وسيظل باب المصعد مغلقا عليهما إلى حين ميسرة.
    قال الرجل متغزلا بوقار:آه..إنه لحظ عاثر يا سيدتي أن منعني هذا الظرف الطارىء من متعة النظر إلى وجه سعادتك..
    - كنت أتمنى لو أنني قد استطعت أن أنظر إلى وجه الرجل الواقف إلى جانبي في المصعد، ولكن كما ترى..لقد انطفأت..( باحثة عن وجهه في الظلام )..
    - لقد انطفأت الأنوار بسرعة شديدة نعم..أعترف لكِ بذلك..ونحن الآن معلقان في الهواء، وعموما فهي فرصة عظيمة جدا لندردش ونتعارف..وقال بلهجة مبالغ فيها: إنه لقدر ذو مغزى، ذلك الذي جمعنا معا في هذا المكان وهاته الساعة، شيء له معنى، أنا لا أؤمن بالصدف..
    سألته: إلى أين كانت وجهتك؟
    - إلى الطابق الثالث والعشرين..وأنتِ؟
    - مثلك..لا مفر إذن من أنك تعاني بعض المشكلات مع زوجتك؟
    - آآآه ياسيدتي..لو تعرفين ما أنا فيه!..أعيش مع زوجة مملة، أنانية، امرأة ذات عقل فارغ بكل المقاييس، كل ما يهمها من الوجود في هذا العالم هو أن تهتم بألوان بشرتها، ومكونات وجهها، وأناقتها، مع متابعة أحدث صيحات الموضة والتباهي أمام صديقاتها بملابسها ومجوهراتها، تافهة، ثرثارة، لا شيء يضجرني في الحياة قدر أنني أعيش معها في منزل واحد..
    - الاهتمام بالأناقة أمر محمود ومطلوب، شرط ألا يتعدى حدوده المعقولة وألا يصل إلى درجة الهوس أو التشبث المرضي، من المؤكد أن زوجتك تبالغ نوعا ما في الاهتمام بزينتها..
    - ومن المؤكد يا سيدتي أنكِ امرأة ذات عقل بالغ الرجحان حتى تبدي مثل هذا الرأي السديد في مثل هذه المسألة التي قد بلغت مبلغها الصعب عند كثير من النساء السفيهات..( مجاملا كعادته )..
    - أشكرك..( بهدوء )
    - وأنتِ..ما هي مشكلتك مع زوجك؟
    - أعيش مع رجل بارد، مشغول طوال الوقت، هل تصدق يا سيدي أننا لم نلتق على فراش منذ ما يقرب العامين، نعيش معا تحت سقف واحد نعم، ولكننا نعيش كالأخ والأخت لا كالزوج والزوجة..
    تذكر في سره أن هذا الوضع يشبه وضعه مع زوجته، كتم في أعماقه ولم يفصح خشية أن تنفر منه أو تشعر بأنه رجل بارد كزوجها الذي تشكو منه، و كنوع من التطهير سره أن يسمع بحدوث هذا عند آخرين!
    وحانت منه محاولة لرؤيتها فأخرج القداحة من جيبة الأيمن، وأخرج علبة سجائره من الجيب الأيسر، وضغط زناد القداحة فأضاءت في الظلمة ضوءا خافتا رفعه إلى الأعلى، وباءت محاولته بالفشل، فلم يتمكن من رؤية وجهها، ولكنه استطاع أن يتبين شفتيها المصبوغتين بالفوشيا، وخجل أن يعيد الكرة فأعاد القداحة إلى مكانها دونما إشعال شيء.
    في الخارج، كانت العاصفة اللطيفة قد انقلبت إلى وحش شرير،يومض بالبرق الخاطف، ويزأر بصوت الرعد المخيف، واستحالت حبات الندى البطيئة المهذبة، استحالت إلى خطوط متصلة من المياه الغزيرة، لا تعرف الاستئذان قبل أن تدخل، ولا تدق أبواب أرضيات الشوارع، وأغصان الأشجار، وأسطح المنازل والمباني برفق كما كانت تفعل. فترة من الهدوء سادت بينهما، وكالمطر الذي لا يأخذ الإذن، شعر الرجل بشبح الرغبة يخيم على عقله، امرأة.. وظلام.. وشفتان تلمعان وتغريان بالتقبيل، وبينما هو مستغرق في إحساسه المضطرم، ونيران أشواقه التي أخذت حدتها في الازدياد شيئا فشيئا..قطعت المرأة هدوء الصمت قائلة:
    - أيها السيد..أريد أن أعترف لك بسر..أنت رجل غريب وأنا..
    - وكأنه يعرف بالضبط ما كانت ستقوله له، لم يسء فهمها، ولكنه قال مكملا لحديثها:لا أعرفك، ولا تعرفني، وهذه هي ميزة الإفضاء بالأسرار إلى أشخاص غرباء ربما لن تراهم أبدا لمرة ثانية..هذا يجعل الإنسان يشعر بالراحة.
    - أدهشتها سرعة بديهته وفهمه التام لما أرادت قوله فأضافت قائلة:
    نعم بالضبط..هذا ما أردت قوله، حينما تفضي بسرك إلى شخص غريب فهذا يعني أن سرك قد سقط في بئر عميق لن يخرج منه، وإن خرج فلن يصيبك بخروجه الضرر، يمكنك أن تفعل ذلك دونما حتى أن تذكر له اسمك، من المؤكد أن معارفك ليسوا هم معارفه أنفسهم، ومحيطه الاجتماعي ليس هو محيطك، وكل ما يتعين عليك فعله هو أن تفضي له فقط بمكنون صدرك دون أن ينتابك القلق، ولا تخش بعد ذلك من أن يعرف كل أولئك ممن لا تريدهم أن يعرفوا أو بعضهم بهذا السر..
    - نعم..صحيح، أين سيلتقي بهم ليخبرهم بهذا؟ بل وأين ستجدينه بعد ذلك؟ لتشعري بخجل المواجهة للمرة الثانية..وبأن لحظة بوحك بسرك الكمين كانت لحظة ضعف..من المؤكد أنه سوف ينصت إليكِ بكل اهتمام، وبتواضع شخص لا يجد حرجا فيما يسمعه، لأنه يضع نفسه مكان صاحبه، ويدرك أنه كان معرضا للوقوع في الخطأ نفسه، لو كان- على سبيل القدر الذي نجهل قوانينه – ليس هو، وكان شخصا آخر! ودون تحيز، أرجو أن تثقي تماما وتتأكدي من أن حكمه سوف يكون موضوعيا.
    تشجعت المرأة وقالت:أريد أن أعترف لك..ولا أعرف لماذا؟ أشعر بأنني مدفوعة إلى هذا الاعتراف دفعا! شيء غريب، ولكن، أعترف لك بأنني أ..أخون زوجي منذ فترة..
    خلع الرجل نظارته وقال متظاهرا بالحكمة: إن هذا لأمر لا يبعث على دهشتي، ولا ينبغي له أن يبعث على دهشة أي رجل عاقل، فامرأة جميلة مثلك، تعيش مع رجل بارد ومشغول طول الوقت، ماذا سيصبح بوسعها أن تفعل غير ما فعلتِهِ؟
    - جميلة، ولكنك لم ترني!
    - إني أرى بعين قلبي!..( هامسا بخفوت )
    وسكت برهة ثم قال:تعزيزا لهذه اللحظات الجميلة، ورغبة في أن تكون الثقة بيننا متبادلة، أود لو أفضيت لكِ بسر أنا الآخر..
    - نعم يا سيدي..بكل سرور واهتمام..تفضل..
    - أنا أيضا أخون زوجتي منذ فترة و..
    صاحت المرأة بابتهاج طفل صغير:هاهي الأنوار قد عادت من جديد، وستنتهي معاناتنا في هذا المكان الضيق، ولن نستمر معلقين في الهواء..
    كانت تتحدث بمرح وجدية، والتفتت تنظر إلى وجهه..
    كان واقفا في ذهول، فمه بين المغلق والمفتوح، وعيناه مثبتتان عليها.. فوجئ الرجل، وفوجئت هي أيضا، لقد كانت زوجته، ولكن الرغبة التي كانت تسيطر عليه، جعلته يؤجل تلقيه للصدمة فهوى على وجهها يمطره بالقبلات والدموع تنهمر من عينيها بحرارة وغزارة، كانهمار صنبور مياه ساخن.

    .تمت.


    مع الشكر للأستاذ محمد فهمي يوسف فقد صحح لي ثلاثة أخطاء نحوية كانت موجودة في القصة.
    التعديل الأخير تم بواسطة سارة أحمد; الساعة 25-11-2011, 11:23.
    " أليست غريزة الخوف ما تدفعنا إلى المعرفة؟ أليست
    البهجة التي يشعر بها من يحصل على المعرفة بهجة الشعور بالأمن؟ "

    نيتشه
    مدونتي:
    http://fengantaamol.blogspot.com/
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    سارة الزميلة الغالية:
    أرحّب بك بيننا ..
    أشعر بقلم جميلٍ يتحرّك برشاقةٍ بين السطور..
    وأنّ محطّات قصصيّة واعدة بالجمال ستجمعنا بك ..
    قد يشعر أحدنا بترتيبات غير عادية ، أو غير مقنعة ،لما جرى بين المرأة والرجل ( الزوجين )في المصعد من حوارات..واستجابات.
    ولكن بأسلوبك المميّز سارة ..استطعت رسم مشهدٍ غريب ..يشدّ الانتباه..والتساؤل.
    سأقرأ لك أديبتنا الرائعة أكثر ...وأكثر
    وأشكر تفاعلك في القسم
    ومشاركاتك ، ومداخلاتك القيّمة لزملائك.
    حيّاااااااااااك .

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • أحمد عيسى
      أديب وكاتب
      • 30-05-2008
      • 1359

      #3
      الأديبة القديرة : سارة أحمد

      القصة ممتعة ، هذا لا خلاف عليه ، السرد كان دافئاً وجيداً ، والأسلوب رائع
      الوصف ، والتشبيهات المستخدمة فريدة ، والحوار كان راقياً
      لكن سيدتي استفسار صغير
      كيف لا يعرف رجل صوت زوجته عندما يسمعه ، كيف لا يشتم رائحتها ، لا يميز نَفَسَها وتنهداتها ولكنتها
      كيف لا يشعر بوجودها والصوت ذات الصوت
      والعكس صحيح
      فالمرأة تشعر بزوجها وتحفظ صوته وتعرف بوجوده حتى لو كان صامتاً
      ربما كانت هذه المفارقة تعبيراً عن حالة الغربة التي يعيشها هو وتعيشها هي بنفس الكيفية والدرجة
      غير أن المفارقة الثانية كيف يغمر وجهها بالقبلات وقد اعترفت له بالتو بسر خطير
      هذا السر الذي اعترف هو ايضاً به ... الخيانة
      ولكن منذ متى يمكن للمرأة أن تغفر للرجل ذلك
      والأصعب أو قل المستحيل ، أن يغفر الرجل للمرأة ذلك

      نصك راق رغم هذه المفارقة
      لأن هذا القلم يخبر عن أديبة وقاصة مقتدرة
      وسأكون سعيداً بالقراءة لك من جديد

      خالص الود
      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #4
        سارة الرائعة
        هنا قلم يمتلك أدواته
        حلقي في سماء الابداع غاليتي
        في انتظار جديدك
        sigpic

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          نعم أعجبتني ولو أنّني كنت أعرف النهاية,
          وفاجأني أنّهما تجاوزا خيانتهما لبعضهما,
          وسؤالي الآن كيف لم يتعرفا على بعضهما بسماع صوتيهما؟
          حتى الأصوات لها طبعتها الخاصة, وممكن التعرف على بعضهما منها.
          استمري أختاه, فلقد كسبتيني من قرائك الدائمين.

          تحيااااتي.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #6
            سارة أحمد

            هذه هي أول مرة

            أقرأ لك..

            بالفعل غاليتي هناك

            كثير من المتزوجين

            يعيشون بغربة عن بعضهم..

            لا يحاولون التقرب

            ولا المصارحة ولا حتى معالجة

            مشاكلهم فنجد أن الفجوة اتسعت

            وأضحوا أغراباً..

            في المصعد فترة زمنية قصيرة

            ولكنها مميزة للغاية

            لأنها كشفت عن علاقات اجتماعية

            حدثت وتحدث _ فراغ ووحدة وخيانة ..

            النهاية كانت كنوع من اليقظة من الغيبوبة

            وفتح ستار الأمل بين الزوجين

            الذين عرفا بالمصعد ما الخلل

            في علاقتهما وقد قررا أخيراً

            أن يصلحاه ..

            هذه هي رؤيتي الشخصية للقصة

            محبتي وورودي

            بانتظار جديدك
            sigpic

            تعليق

            • سارة أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 18-11-2011
              • 33

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              سارة الزميلة الغالية:
              أرحّب بك بيننا ..
              أشعر بقلم جميلٍ يتحرّك برشاقةٍ بين السطور..
              وأنّ محطّات قصصيّة واعدة بالجمال ستجمعنا بك ..
              قد يشعر أحدنا بترتيبات غير عادية ، أو غير مقنعة ،لما جرى بين المرأة والرجل ( الزوجين )في المصعد من حوارات..واستجابات.
              ولكن بأسلوبك المميّز سارة ..استطعت رسم مشهدٍ غريب ..يشدّ الانتباه..والتساؤل.
              سأقرأ لك أديبتنا الرائعة أكثر ...وأكثر
              وأشكر تفاعلك في القسم
              ومشاركاتك ، ومداخلاتك القيّمة لزملائك.
              حيّاااااااااااك .

              الأستاذة العزيزة إيمان الدرع

              أشكركِ سيدتي على لطفك وذوقك وطيب أخلاقك وكرمك في الترحيب بي..
              إنه لشرف كبير لي أن أكون موجودة بين طائفة وكوكبة بديعة من الأدباء المتميزين وأصحاب الأقلام الرائعة هنا..
              شرف لي أن أكون موجودة هنا في قسم القصص الذي يحظى بنشاط وحيوية لم أعهد مثلهما أبدا في أقسام القصة في مواقع ومنتديات أخرى..وأن أكون موجودة في الملتقى عموما الذي يقدم لأعضائه خدمات ومميزات لم أجد نظيرا لها أيضا على حد بحثي وتنقلي بين المواقع والمنتديات الأدبية..كأقسام اعرض نصك للنقد واعرض نصك للتصحيح اللغوي..أشكركِ مرة أخرى سيدتي الكريمة وأنا التي يجب أن أشكركم كقائمين على هذا الملتقى البهي..أما بعد:

              فقد سرني أن القصة قد أعجبتكِ وأن هذا المشهد الغريب قد نجح في شد انتباهك وإثارة تساؤلاتك..فهذا بلا شك مكسب للنص وكاتبته..تحياتي وتقديري واحترامي وأرق الأمنيات أتمناها لكِ..كوني بخير وعافية أستاذة إيمان..سارة
              " أليست غريزة الخوف ما تدفعنا إلى المعرفة؟ أليست
              البهجة التي يشعر بها من يحصل على المعرفة بهجة الشعور بالأمن؟ "

              نيتشه
              مدونتي:
              http://fengantaamol.blogspot.com/

              تعليق

              • سارة أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 18-11-2011
                • 33

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                الأديبة القديرة : سارة أحمد

                القصة ممتعة ، هذا لا خلاف عليه ، السرد كان دافئاً وجيداً ، والأسلوب رائع
                الوصف ، والتشبيهات المستخدمة فريدة ، والحوار كان راقياً
                لكن سيدتي استفسار صغير
                كيف لا يعرف رجل صوت زوجته عندما يسمعه ، كيف لا يشتم رائحتها ، لا يميز نَفَسَها وتنهداتها ولكنتها
                كيف لا يشعر بوجودها والصوت ذات الصوت
                والعكس صحيح
                فالمرأة تشعر بزوجها وتحفظ صوته وتعرف بوجوده حتى لو كان صامتاً
                ربما كانت هذه المفارقة تعبيراً عن حالة الغربة التي يعيشها هو وتعيشها هي بنفس الكيفية والدرجة
                غير أن المفارقة الثانية كيف يغمر وجهها بالقبلات وقد اعترفت له بالتو بسر خطير
                هذا السر الذي اعترف هو ايضاً به ... الخيانة
                ولكن منذ متى يمكن للمرأة أن تغفر للرجل ذلك
                والأصعب أو قل المستحيل ، أن يغفر الرجل للمرأة ذلك

                نصك راق رغم هذه المفارقة
                لأن هذا القلم يخبر عن أديبة وقاصة مقتدرة
                وسأكون سعيداً بالقراءة لك من جديد

                خالص الود
                الأستاذ العزيز أحمد عيسى

                أسعدني مرورك كثيرا وكذلك استفسارك..ملاحظتك بلا شك ملاحظة قيمة..وسأرد عليك والأستاذة ريما في ردي عليها لأنها فطنت إلى هذا الأمر مثلك..أشكر ثنائك على نصي المتواضع أمام أفكار وملاحظات واستنتاجات قرائه..اللذين أعتز بهم وبوجودهم كثيرا جدا..جدا..

                بخصوص الخيانة والمسامحة فيها من عدمه أقول لك: نعم صدقت..فالمغفرة فيها تكون صعبة وهي أصعب دائما عند الرجل..فإذا كانت مغفرة الرجل لخيانة زوجته هي أمر صعب جدا كما تقول، لكنها ليست معدومة، إذا كانت نادرة، فإن احتمالية أن يغفر الرجل لزوجته الخيانة-كما أعتقد- تزيد أكثر إذا كان خائنا مثلها..

                خالص تحياتي وتقديري لك..دمت بود..سارة
                " أليست غريزة الخوف ما تدفعنا إلى المعرفة؟ أليست
                البهجة التي يشعر بها من يحصل على المعرفة بهجة الشعور بالأمن؟ "

                نيتشه
                مدونتي:
                http://fengantaamol.blogspot.com/

                تعليق

                • سارة أحمد
                  أديبة وكاتبة
                  • 18-11-2011
                  • 33

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                  سارة الرائعة
                  هنا قلم يمتلك أدواته
                  حلقي في سماء الابداع غاليتي
                  في انتظار جديدك
                  الأستاذة العزيزة نجلاء نصير

                  أشكرك جزيل الشكر وأجمله على مرورك..فمرورك هو الأروع سيدتي..الأروع من نصوصي كلها بالنسبة لي هو مروركم وقراءتكم لها..يسعدني أن تنتظري جديدي..الذي أرجو وأتمنى من كل قلبي أن يحظى بإعجابك وباستمتاعك أثناء القراءة..كوني بخير ومحبة وسلام..سارة
                  " أليست غريزة الخوف ما تدفعنا إلى المعرفة؟ أليست
                  البهجة التي يشعر بها من يحصل على المعرفة بهجة الشعور بالأمن؟ "

                  نيتشه
                  مدونتي:
                  http://fengantaamol.blogspot.com/

                  تعليق

                  • سارة أحمد
                    أديبة وكاتبة
                    • 18-11-2011
                    • 33

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                    نعم أعجبتني ولو أنّني كنت أعرف النهاية,
                    وفاجأني أنّهما تجاوزا خيانتهما لبعضهما,
                    وسؤالي الآن كيف لم يتعرفا على بعضهما بسماع صوتيهما؟
                    حتى الأصوات لها طبعتها الخاصة, وممكن التعرف على بعضهما منها.
                    استمري أختاه, فلقد كسبتيني من قرائك الدائمين.

                    تحيااااتي.
                    الأستاذة العزيزة ريما الرقيقة

                    غمرني السرور وملأتني البهجة والسعادة لمرورك ولقرارك بأن تقرأي دائما ما يسطره قلمي المتواضع من قصص..فهذا شرف كبير لي..أن تقرأي لي وأن أكسب قارئا دائما باستمرار..شكرا لكِ.

                    ملاحظتك عن الصوت لاحظ الأستاذ أحمد عيسى مثلها..ولذلك سأرد عليكما معا في هذه النقطة..

                    عودة سريعة إلى أحداث القصة وحواراتها تنبئنا عن مشاعر الرجل تجاه المرأة: فهي تافهة و مملة بالنسبة له..ولا شيء يضجره في الحياة قدر أن يعيش معها في منزل واحد..وهو مشغول طول الوقت..
                    ونظرة لمشاعر المرأة تخبرنا أنها: تعتقد أنه بارد وهو مشغول عنها دائما.. نفهم من هذه المشاعر المتبادلة وهذا التوصيف للحالة بينهما أنهما يفتقدان للتواصل معا من الناحيتين: الروحية والجسدية..مما يعني بالنسبة لنا أنه من التحصيل الحاصل لهذه الحالة أن حديثهما معا يكون قليلا وربما من النوع المقتضب جدا..هل هما متخاصمان؟ من المحتمل، ومن الصعب أن نعرف بالضبط، لأننا لم نكن هناك، ولم نعش معهما، إن التقيت به أو بها فسوف أسأل عن الأمر وأستوضحه أكثر..أنتم أيضا إن التقيتم بأحدهما ذات يوم فأخبروني!
                    هناك إذن حالة (خرس زوجي) تقريبا هذه واحدة. ألسنا نخطىء أحيانا في تمييز أصوات نعرف أصحابها-أصدقاء مثلا أو أقارب ربما لا نتحدث كثيرا معهم أو لا تربطنا بهم علاقة قوية- إذا جاءتنا عبر الهاتف؟..وبعضنا حين يتحدث إلى الغرباء عنه قد تتغير طريقته أو لكنته في الحديث نوعا ما.. فإذا كانت العلاقة بين الرجل والمرأة قد بلغت مبلغها الذي ذكرناه من التوتر والتأزم، فلن يكون من الغريب كثيرا ألا يعرفها الرجل من صوتها والعكس صحيح..بالإضافة إلى الظروف التي أحاطت بهذا اللقاء العجيب: الظلام..والوجهة المشتركة (عيادة الطبيب)، كان من المستحيل تقريبا أن يتوقع أحدهما أن الآخر هو شريك حياته، لأن كلا منهما جاء إلى هذا المكان هربا من الآخر ورغبة في الإدلاء بالشكوى ضده إلى الطبيب. ثم من يدري؟ ربما خمن أحدهما أو كلاهما أنه يعرف هذا الصوت، لكنه لم ينجح في تحديد صاحبه، أو لم يتوقع أبدا أن يكون شريك حياته، ولم يسأل الطرف الثاني، لأن هدف الرؤية كان ملحا أكثر في ظل وجود مؤثر الظلام.. أليست هذه كلها احتمالات؟ ألم يشعر أحدكم مثلا في كلام الرجل للمرأة عن البوح بسرها بشيء من الإلحاح والضغط غير المباشر في حثها على ذلك؟ احتمال آخر. هل كان الرجل يشك؟ هل كان بريئا تماما في حثها على ذلك أم كان يقصد؟ لا أحد يعرف! ربما..وربما، فنحن على أية حال لم نكن هناك! وحدهما فقط..كانا هناك.ووحدهما قد شعرا بهول المفاجأة. وهناك دائما مساحة من الخيال، وإثارة التساؤلات، لابد أن أتركها لقارئي الذي أعتز به كثيرا وأحترم عقله..وربما أتركها لنفسي أيضا!..تقبلا أرق وأسمى تحياتي..باقة ورد لكما وللجميع..سارة
                    " أليست غريزة الخوف ما تدفعنا إلى المعرفة؟ أليست
                    البهجة التي يشعر بها من يحصل على المعرفة بهجة الشعور بالأمن؟ "

                    نيتشه
                    مدونتي:
                    http://fengantaamol.blogspot.com/

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #11
                      الزميلة القديرة
                      سارة أحمد
                      قلت سأبدأ بالنصوص من آخر اللائحة لأني أعرف بأن النص لو انزلق في الصفحة الأخرى قد لا ألحقه
                      لك قدرة جميلة
                      لك خيال خصب ماشاء الله
                      تستطيعين أن تسردي وبلطف
                      ( معذرة لم أقرأ الردود فإن كان هناك تشابه أرجو المعذرة من الكاتبة أو الكاتب ) المهم
                      من غير الممكن
                      بل مستحيل أن لا يتعرف الزوج أو الزوجة على أصوات بعضهما
                      وعليه أقترح عليك وكي يكون النص مقنعا أن تلجأي ( لبح الأصوات مثلا أو التكلم بهمس نظرا للحالة والجو المحيط بهما ) ليست خدعة لكن كي نتلافى الأمر, ولو حتى في هذه الحالة فالأزواج يتهامسون كثيرا, ومؤكد لابد وأن يتنبه أحدهما أو كليهما
                      سارة غاليتي
                      نحن حين نكتب النصوص هناك قاريء يقرأ وسينزعج منا لو أحس بأننا نستهزأ بعقله, وعليه يجب أن نعرف كيف نقنع القاريء بما كتبناه وأن نفحمه.
                      النص يحتاج منك لتعديل ( في هذه الناحية بالتحديد ) أي الأصوات.
                      ثم العطر أيضا
                      صدقيني أقول ما أقوله لمصلحتك لأني أجدك واعدة, ولكن
                      عليك أن تعرفي كيف تمسكين بالخيط دون أن تفلتيه أو ينقطع منك!!
                      ربما ستزعليني مني لكنك بعد حين ستعرفين أن نصيحتي لصالحك سارة وأني ما كتبت الرد اعتباطا مطلقا ولا لقضاء الوقت وقتله ( فهو يقلتني ببطء )
                      يجب أن تجدي حلا للصوت والعطر ممكن حذف هذه التفصيلة أو الإشارة إلى أنها استبدلت حتى نوعية عطرها ( ممكن ) ولا أجد مناصا غير ذلك مطلقا
                      الحقيقة سارة أنا تشوشت لأن النص فيه أرضية خصبة والحل أصعب مما تصورت
                      لا تنزعجي مني سارة أرجوك سيدتي
                      ودي ومحبتي
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • انورخميس
                        أديب وكاتب
                        • 08-11-2008
                        • 104

                        #12
                        نص جميل يدل على موهبة حقيقية فى السرد..

                        استمتعت كثيرا بقراءة النص لولا الهفوة الأخيرة فى الحبكة والتى اشار لها الإخوة الكرام..

                        سارة كل التحية اللائقة
                        http://anwarkamess.maktoobblog.com/

                        تعليق

                        • وسام دبليز
                          همس الياسمين
                          • 03-07-2010
                          • 687

                          #13

                          حلوة كتير بسسسسسسسسسسسسسسسسسس
                          حبكة جميلة وقص سلس جذاب لكن هل لي بأقتراح لو كان التعرف على النت وبنفس الحديث أما كان أكثر أقناع مما لو كانا في المصعد،فوجود زوجان في المصعد دون أن يتعرف أحاهما إلى صوت الأخر أمر غير مقنع
                          مودتي لك

                          تعليق

                          • عبد الرحمن محمد الخضر
                            أديب وكاتب
                            • 25-10-2011
                            • 260

                            #14
                            الزميلة سارة
                            البناء قوي لغة وأسلوبا . وقدرتك واضحة في البناء الدرامي . الزمن تمت السيطرة عليه وكان متآلفا مع الأحداث داخل المصعد .... كان لابد من التبريرالفني لذلك الحديث بين الزوجين فيما يتعلق باختفاء ذاكرتيهما الإثنين معا ...فلم يكتشف أحدهما ألآخررغم كثافة الحضورلكل منهما بين يدي الآخرفي مصعد ليس إلا هما بداخله ....
                            أتمنى لك كل التوفيق

                            تعليق

                            يعمل...
                            X