أحـ ـ ـ ـلام
ها أنا والليل بدأ لعبته في انسياب الكلام ، في وجعي الأبدي، في ما يلفني بحضوركَ داخلي. يقولون الليل حكايات وأسرار،وهو لي الطريق لسراب أحلام وظلمة نفق الكوابيس،التأمل في خدع النهار،ولجةالحضور بسحرالغامض والمستحيل ولسعة غيابك تحرق أعماقي على مهل كأني أشوى على صفيح ساخن .
هو ما يوزعني لأسمع صوت الصمت ،الصمت الوحيد،هدير السكون،سكوني أنا :أحلام التي دفنت أحلامَها وما عادت تمضي إلا في موتها.إسم يحيا في ذاكرة الناس وعلى أوراق لاقيمةلها.بقيتُ عالقة في مدار الظلال أغرق في رمادي لأنك تأخرت أيها الموت حتى ماعاد في قلبي إلا كثير من الموت .
لي هذا الليل ، هذا الثقل أعلق بحباله ولم يكن لك غيره . لم تطلع الحياة من بين شقوقه فتيبَّس على جدار القلب البيتُ الذي حلمنا به، صرنا بلا وجه، قامتين ظامئتين محشوتين بالفراغ،يلبسهما اليأس ويعزفان على كمان الوقت تقسيط موتهما، ولي وجهك تعلوه طقوس الحيرة والحنين تغطيني وأتدفأ بها من هجمات وباء الأحلام . وماذا كان لك من حياة تطفئ البسمة على شفة الشباب وتلقيني على رصيفها امرأة بأنفاس سوسها الرماد؟ ماذا كان لك غير منفذ الماء؟ذاك الباب الذي لم يؤد إلى أي باب.حلكةالموج التي امتصت رئتك وهي تصرخ برغبة الحياة،تلك الظلمة التي تخنق شعلة القلب،وبرودة ُاللهب المالح زارعةُ الرجفة في الشفاه إذ تموت عليها الكلمات.كنت تحلم في عيوني بالنجم البعيد الذي تهواه.. تراه،تتأمله ولا تلمسه لأنه المستحيل كما البسمة التي حاولتها لسنين وكنت تسقط في هوامش الشوك الأبد ي.
في داخلي،كل ليلة أسمع وقع صوتك يزرعني بكثير من ورود الحياة، لكن زمني عنكبت عليه الغربة وما عادت أحلامي إلا موتا ينتجني وفراغا أحاوره،غرق عمري معك يايوسف حتى قاع البحر وطواه النسيان بين فكّي قرش ربما، كما تطوينا قروش الوطن في مساحات التيه والاحتراق البطيء حتى نمضي مصلوبين في الانطفاء.كثيرا ما أعود إلى مذكراتي لأتنفسك قليلا وأحيا في بهاء قصاصات.. أعيد التاريخ ..ثمة أنفاس كانت تحلق في مدى الربيع وتزهرأمطارها في تربة الأيام لكنها توقفت.. وبقيتُ هناك أكتب نزف تمزقاتي واحتراقات عزلتي .تعريتُ من معاني كثيرة، سافرت في رحلة أغرب موت..كلماتقدم بي الوقت أراني غصنا يذبل كما النهار ضوؤه ينهار في مدار الغروب، وأتكسر دمعا على حافة الخيبات وهي ترسم أحجار الكآبة على صفحة صدري وتمضي.ما عدت إلا غيابا يسيل في رماد الليل، ورقة خريف صفراء تطفو على وجه النهر.حلمنا كثيرا بشاعرية الليل وكتبنا أجمل رسائلنا بشموع الروح التي تضيء في دروبه مفعمة بينابيع العشق وبأغاني الأمل.أشعلتنا دهشة الاكتشاف مرارا في مدرجات الكلية ونحن نتلمس مساحات العمق الإنساني بنبل الصدق وبعمقه في دلالات اشتباكاته ،حيث تزج بنادراسة الشعر في المجاهل الرائعة واللذيذة لذاكرة الحياة ،وننجرف في ضياء الأنفاس وهمس أعماقنا، وحيث كل مساء كنا نبني حدائق حبنا ببريق داخلي يتمدد ليمتلك كل ما حولنا ويحوِّله إلى ما نتصوره ونخترعه.كان لمعانا من أحلام في صحراء تموت فيها العصافير .لا أرى منها الآن إلا طيفها وأرغب فيها بكل قوة،لكنها.. بعيدة ومستحيلة لأنها ثاوية في غيابك. لقد متُّ وفي موتي رأيت ما يسمونه الحياة، هذه المتاهة الموبوءة بالصمت الذي تعوَّد نصال القتل اللامرئية في شباك نسيج علاقات السحق والمحو ،الربح والسيطرة ،وبالمعاني الزائفة لأنها لاتعدو مجرد كلمات مسلوخة من عظم هويتها الحقيقية. كلمات ما عادت إلا وهما لدي لأني جالستها كثيرا في مقابرها وهكذا أصبحت أقيم مابين الزيف والموت متمردة في صمتي لا أملك إلا ذكراك وزمنا من غبار. ومن غيابك والغبار صنعت كوني وكنتُ الفراغ الذي صنعَتْه حياة الموت.كثيرا ما أسائلك يا يوسف وأعلم أني لا أمارس إلا لعبة الهرب من وقت حامض يتكرر ويكررني في هامش الانمحاء . غيَّبك بحر حسبتَه جسرا ووعدا بجنة . كان أكبر وأقوى بكثير من قارب يملؤه اليأس والأحلام البسيطة في تصورها :عمل من أجل البقاء في هامش الحياة العادي.في تعاقب طواحين روتين الأيام. حلمنا بيوم يجيء.. يكسر صخر اليأس الوحيد الذي كنا نملك ورأيتَه في عبور البحر إلى الجهة الأخرى حيث للأيام طعمها وزيتها وصفاتها الأصلية ولا أحد يستشعر رغبة الرحيل .لكن الرحيل إلى هناك ترقد فيه إمكانية الخسارة .خسارة تدون تاريخها على رخام الموت لتنام الأحلام في هوة العدم إلى الأبد . وتكون الثقب الغائر في القلب الذي لا يمحيه ماكياج النسيان. فقدت علاقتي بالأشياء وعاد كل ماحولي عدما .أليس قتلا أن ينتهي بي المطاف وراء "كنطوار بالتليبوتيك " ؟وحيدة طول النهار في دورة رمادية أجتر الساعات كبغل الطاحونة.أستمع أحيانا رغما عني لكلمات العابرين في زيف الكلام من يسكنون غياب الحياة أو قُل من هم معلقين بحبل الموت خارج الحياة ومن عمق لذة الوقت ،لأن وقتهم كوقتي وقت واحد،خط مستقيم من غبار العدم .دوما كنت أبحث عن كلام أحيا فيه وكلما اقتربت من فضائه وجدتني شجرة تفقد أوراقها فأتعرى في صمت وأفتتح طريق الموت ذاك الطريق الناصع البياض والذي ليس إلا فراغا بالنسبة للكثيرين لكنه الحقيقة الأولى للصمت الذي جعلنا نقبل الموت.أين الحياة إذن ؟ أكيد أنها في الحرية والحرية ليست الحق في التجمع والكلام.. في الإضراب والتظاهر هذه قطع للوهم ولعبة للتوازنات ..للالتفاف على الحق الأسمى في الحياة من طرف أيادي الليل،الحق في العمل وفي الكرامة بكل ثقل دلالاتها الإنسانية.وهذا كلام ليس لك يا يوسف بل هو كلام للأحلام،للعزف في لحظات هذا الليل الطويل ولزرع موتي الخاص. دعني إذن أتوسد غيمتك لأسافر في الوهم قليلا ولأحيا بكلمات لا وجود لها إلا في الخيال، لأمضي خارج هذا الصراخ الذي ينقض عليه ذباب دكاكين النفاق والسلخ الإيديولوجي والمتاجرة بكل الأسماء النبيلة.. لا أريد الدفاع عن شيء، أريد فأس رعب الحقيقة لأحطم كراسي لصوص الحياة ،أريد وجه إنسانيتي الذي دكته حوافر السماسرة الأنيقين ،أولئك القادمين من كواليس الصفقات بعناوين المرحلة.من يحترفون لعبة الارتزاق بكل شيء.. بآلام الناس،بآمالهم ،بجوعهم، ببطالتهم ،بغضبهم وباحتراقاتهم.
الليلة يا يوسف وجدتني فيَّ..ارتعشت كثيرا فلقد أشرقت صورتك في أعماقي ولامست أنفاسك شغاف القلب .لتكن إذن أنت من يتقدم بكل زهو الحب،تقدم يامن حملت وجودي إلى هناك حيث تشرق يا ملاكي بأشواقك لي.ثقيل جدا علي أن أنتظر ..إني شرعت باب روحي لك فتسلل كما تريد.. خذني من أحزان الظلام إلى عالم الاطمئنان والهدوء ،روحي رحلت معك فلامعنى للانتظار..تقدم يا ملاكي أيها الضوء الباهر ! ها أنا أقف خارج الخوف كما فعلتَ أنت يوم قررت وخرجت إلى مغامرة الأمواج . انطفأ الصباح في قلبي وتوهج فراغ الغربة وصارت كل الوجوه ظلاما . تقدم يا من يرى ظلامي ..!
هو ما يوزعني لأسمع صوت الصمت ،الصمت الوحيد،هدير السكون،سكوني أنا :أحلام التي دفنت أحلامَها وما عادت تمضي إلا في موتها.إسم يحيا في ذاكرة الناس وعلى أوراق لاقيمةلها.بقيتُ عالقة في مدار الظلال أغرق في رمادي لأنك تأخرت أيها الموت حتى ماعاد في قلبي إلا كثير من الموت .
لي هذا الليل ، هذا الثقل أعلق بحباله ولم يكن لك غيره . لم تطلع الحياة من بين شقوقه فتيبَّس على جدار القلب البيتُ الذي حلمنا به، صرنا بلا وجه، قامتين ظامئتين محشوتين بالفراغ،يلبسهما اليأس ويعزفان على كمان الوقت تقسيط موتهما، ولي وجهك تعلوه طقوس الحيرة والحنين تغطيني وأتدفأ بها من هجمات وباء الأحلام . وماذا كان لك من حياة تطفئ البسمة على شفة الشباب وتلقيني على رصيفها امرأة بأنفاس سوسها الرماد؟ ماذا كان لك غير منفذ الماء؟ذاك الباب الذي لم يؤد إلى أي باب.حلكةالموج التي امتصت رئتك وهي تصرخ برغبة الحياة،تلك الظلمة التي تخنق شعلة القلب،وبرودة ُاللهب المالح زارعةُ الرجفة في الشفاه إذ تموت عليها الكلمات.كنت تحلم في عيوني بالنجم البعيد الذي تهواه.. تراه،تتأمله ولا تلمسه لأنه المستحيل كما البسمة التي حاولتها لسنين وكنت تسقط في هوامش الشوك الأبد ي.
في داخلي،كل ليلة أسمع وقع صوتك يزرعني بكثير من ورود الحياة، لكن زمني عنكبت عليه الغربة وما عادت أحلامي إلا موتا ينتجني وفراغا أحاوره،غرق عمري معك يايوسف حتى قاع البحر وطواه النسيان بين فكّي قرش ربما، كما تطوينا قروش الوطن في مساحات التيه والاحتراق البطيء حتى نمضي مصلوبين في الانطفاء.كثيرا ما أعود إلى مذكراتي لأتنفسك قليلا وأحيا في بهاء قصاصات.. أعيد التاريخ ..ثمة أنفاس كانت تحلق في مدى الربيع وتزهرأمطارها في تربة الأيام لكنها توقفت.. وبقيتُ هناك أكتب نزف تمزقاتي واحتراقات عزلتي .تعريتُ من معاني كثيرة، سافرت في رحلة أغرب موت..كلماتقدم بي الوقت أراني غصنا يذبل كما النهار ضوؤه ينهار في مدار الغروب، وأتكسر دمعا على حافة الخيبات وهي ترسم أحجار الكآبة على صفحة صدري وتمضي.ما عدت إلا غيابا يسيل في رماد الليل، ورقة خريف صفراء تطفو على وجه النهر.حلمنا كثيرا بشاعرية الليل وكتبنا أجمل رسائلنا بشموع الروح التي تضيء في دروبه مفعمة بينابيع العشق وبأغاني الأمل.أشعلتنا دهشة الاكتشاف مرارا في مدرجات الكلية ونحن نتلمس مساحات العمق الإنساني بنبل الصدق وبعمقه في دلالات اشتباكاته ،حيث تزج بنادراسة الشعر في المجاهل الرائعة واللذيذة لذاكرة الحياة ،وننجرف في ضياء الأنفاس وهمس أعماقنا، وحيث كل مساء كنا نبني حدائق حبنا ببريق داخلي يتمدد ليمتلك كل ما حولنا ويحوِّله إلى ما نتصوره ونخترعه.كان لمعانا من أحلام في صحراء تموت فيها العصافير .لا أرى منها الآن إلا طيفها وأرغب فيها بكل قوة،لكنها.. بعيدة ومستحيلة لأنها ثاوية في غيابك. لقد متُّ وفي موتي رأيت ما يسمونه الحياة، هذه المتاهة الموبوءة بالصمت الذي تعوَّد نصال القتل اللامرئية في شباك نسيج علاقات السحق والمحو ،الربح والسيطرة ،وبالمعاني الزائفة لأنها لاتعدو مجرد كلمات مسلوخة من عظم هويتها الحقيقية. كلمات ما عادت إلا وهما لدي لأني جالستها كثيرا في مقابرها وهكذا أصبحت أقيم مابين الزيف والموت متمردة في صمتي لا أملك إلا ذكراك وزمنا من غبار. ومن غيابك والغبار صنعت كوني وكنتُ الفراغ الذي صنعَتْه حياة الموت.كثيرا ما أسائلك يا يوسف وأعلم أني لا أمارس إلا لعبة الهرب من وقت حامض يتكرر ويكررني في هامش الانمحاء . غيَّبك بحر حسبتَه جسرا ووعدا بجنة . كان أكبر وأقوى بكثير من قارب يملؤه اليأس والأحلام البسيطة في تصورها :عمل من أجل البقاء في هامش الحياة العادي.في تعاقب طواحين روتين الأيام. حلمنا بيوم يجيء.. يكسر صخر اليأس الوحيد الذي كنا نملك ورأيتَه في عبور البحر إلى الجهة الأخرى حيث للأيام طعمها وزيتها وصفاتها الأصلية ولا أحد يستشعر رغبة الرحيل .لكن الرحيل إلى هناك ترقد فيه إمكانية الخسارة .خسارة تدون تاريخها على رخام الموت لتنام الأحلام في هوة العدم إلى الأبد . وتكون الثقب الغائر في القلب الذي لا يمحيه ماكياج النسيان. فقدت علاقتي بالأشياء وعاد كل ماحولي عدما .أليس قتلا أن ينتهي بي المطاف وراء "كنطوار بالتليبوتيك " ؟وحيدة طول النهار في دورة رمادية أجتر الساعات كبغل الطاحونة.أستمع أحيانا رغما عني لكلمات العابرين في زيف الكلام من يسكنون غياب الحياة أو قُل من هم معلقين بحبل الموت خارج الحياة ومن عمق لذة الوقت ،لأن وقتهم كوقتي وقت واحد،خط مستقيم من غبار العدم .دوما كنت أبحث عن كلام أحيا فيه وكلما اقتربت من فضائه وجدتني شجرة تفقد أوراقها فأتعرى في صمت وأفتتح طريق الموت ذاك الطريق الناصع البياض والذي ليس إلا فراغا بالنسبة للكثيرين لكنه الحقيقة الأولى للصمت الذي جعلنا نقبل الموت.أين الحياة إذن ؟ أكيد أنها في الحرية والحرية ليست الحق في التجمع والكلام.. في الإضراب والتظاهر هذه قطع للوهم ولعبة للتوازنات ..للالتفاف على الحق الأسمى في الحياة من طرف أيادي الليل،الحق في العمل وفي الكرامة بكل ثقل دلالاتها الإنسانية.وهذا كلام ليس لك يا يوسف بل هو كلام للأحلام،للعزف في لحظات هذا الليل الطويل ولزرع موتي الخاص. دعني إذن أتوسد غيمتك لأسافر في الوهم قليلا ولأحيا بكلمات لا وجود لها إلا في الخيال، لأمضي خارج هذا الصراخ الذي ينقض عليه ذباب دكاكين النفاق والسلخ الإيديولوجي والمتاجرة بكل الأسماء النبيلة.. لا أريد الدفاع عن شيء، أريد فأس رعب الحقيقة لأحطم كراسي لصوص الحياة ،أريد وجه إنسانيتي الذي دكته حوافر السماسرة الأنيقين ،أولئك القادمين من كواليس الصفقات بعناوين المرحلة.من يحترفون لعبة الارتزاق بكل شيء.. بآلام الناس،بآمالهم ،بجوعهم، ببطالتهم ،بغضبهم وباحتراقاتهم.
الليلة يا يوسف وجدتني فيَّ..ارتعشت كثيرا فلقد أشرقت صورتك في أعماقي ولامست أنفاسك شغاف القلب .لتكن إذن أنت من يتقدم بكل زهو الحب،تقدم يامن حملت وجودي إلى هناك حيث تشرق يا ملاكي بأشواقك لي.ثقيل جدا علي أن أنتظر ..إني شرعت باب روحي لك فتسلل كما تريد.. خذني من أحزان الظلام إلى عالم الاطمئنان والهدوء ،روحي رحلت معك فلامعنى للانتظار..تقدم يا ملاكي أيها الضوء الباهر ! ها أنا أقف خارج الخوف كما فعلتَ أنت يوم قررت وخرجت إلى مغامرة الأمواج . انطفأ الصباح في قلبي وتوهج فراغ الغربة وصارت كل الوجوه ظلاما . تقدم يا من يرى ظلامي ..!
سالم رزقي
20/08/2011
تعليق