على جانب الطريق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جودت الانصاري
    أديب وكاتب
    • 05-03-2011
    • 1439

    على جانب الطريق

    على جانب الطريق
    هرب النهار سريعا,, وها هي الشمس توشك ان تلوذ في خدرها الليلي ,,بعد ان اتعبتها تلك القطع المتفرقة من غيوم ,تتراكم على بعضها كقطن طبي ,,ولم يتبق منها سوى حزم من اشعه تودع السائرين, عبر كوّات الغيوم المتناثرة
    كانت الجموع فرادى وزرافات تجدّ السير للوصول الى اقرب محطة استراحة للمبيت وطلبا للدفء, والخدمات الطبية المتناثرة خيامها البيضاء المعلّمة بهلال ,كنوارس بيضاء بمناقيرها الحمر, وهي تستقبل العشرات من الذين اتعبهم السفر حتى غزت اقدامهم فقاعات مائية من طول الطريق,,, وقطعات عسكريه منتشرة هنا وهناك على طول الطريق لا تميّزها عن الزائرين المتشحين بالسواد الا الملابس المرقطة وهي تغرق في الحديد.
    اعلام وهتافات تذّكر القادمين بإصرار بفضل هذا اليوم ,,ومكبرات صوت تصمّ الآذان, تناغم بعضها بلحن يكاد ان يكون موحدا.
    تزدحم الطريق شيئا فشيئا ويتعاظم الجمع, ,الشوارع الفرعية تضخّ في ذلك النهر العظيم وكأنها روافد دجله وقد أغدق عليها السيل ,,وأسماء لمدن وقبائل خُطّت على لافتات سود ,, تمثّل محافظات العراق.
    هدف مشترك يوحّد تلك الجموع ,,الا وهو الوصول الى كربلاء,,, بعد ان اخذ منها الطريق والبرد كل مأخذ ,, فالسير مئات الاميال ليس بالأمر الهيّن, وفي الركب نساء واطفال وحتى معوقين على كراس متحركة
    اي اصرار واي فكر من شأنه ان يدفع هذه الجموع لتزحف بنفس واحد, وهمة متناهيه لهذا الكرنفال المليوني كل عام.
    وليس الارهاق والتعب هما كل شيء,, بل المخاطر المتربصة في كل شبر من ذلك الطريق,, رصاص وانفجارات لا تميّز بين صغير وكبير, واوراق صفراء كتبت عليها عبارات تهديد بقتل وقطع رؤوس ,, انتشرت على طول الطريق,, ولكن المسيرة تستمر وكأنها ترسم بدمائها خارطة الثورة واصرار الحفاظ على مبادئ هذا الرجل, الذي انتصر دمه على حد السيف وكلماته تملأ الافق عبر العصور(يخيّروننا بين السلّة والذلّة ,وهيهات منّا الذلّه).
    على جانب من الطريق,, امرأة كبيره رسم الدهر على وجهها تأريخ العراق ,خرائط متشابكه ,, تسير الهوينا خوفا من ان يسحقها الموج العارم, تتغير نغمة صوتها المتعب كلما مرت بها مجموعة من الشباب تردد بإيقاع جديد هتافات الولاء, حتى اذا ابتعدت عقبتها اخرى. والمرأة تأكل الطريق بأقدامها التي عفا عليها الزمن فكساها بطبقة متقرّنة تثبت انتمائها للأرض التي تسير عليها ,, وراية سوداء ترفرف فوق كتفها وزوادة .
    اوقفت سيارتي وطلبت منها الصعود رأفة بحالها لكنها رفضت , وبعد الحاح وافقت على شرط ان انزلها حين تلحق بمجموعتها اللواتي سبقنها ببضع اميال فلازلن في مقتبل العمر.
    ومع ان اسلوبي كان حذرا حين سألتها,, لم لا تركب السيارات.. انزعجت ,, وردت ,, بأنها لم توّف حق الحسين ع حتى لو سارت على رأسها,, وستشعر بالحرج من قريناتها لو ركبت سيارة,, ثم ان الاجر على قدر المشقّة,, وقبل ان اسألها ثانيه ناولتني قنينة الماء فهي لا تستسيغ طعم المياه المعدنية ,وطلبت مني النزول فقد لحقت بجماعتها من النسوة,, وضاعت في الزحام
    في ذلك اليوم إقتلع إصرارها علمانيتي الفارغة وادركت,,ان لا احد يستطيع الوقوف بوجه الطوفان
    التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 27-11-2011, 15:20.
    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    الزميل الغالي جودت الأنصاري :
    وجه في الزحام ...
    قد يمرّ سريعاً ...
    يعبر الذاكرة ، ويتبخّر منها بلا أثر ..
    وقد يبقى مقيماً ..ممتدّاً
    محفوراً في الذاكرة والوجدان ..
    كهذه السيّدة التي آمنتْ بما ملأ جوارحها يقيناً ، وعقيدةً ، وإيماناً.
    فبذلتْ رغم إرهاقها ..
    كلّ ما بقي لديها من مجاهدةٍ
    في سبيل أداء الواجب المطلوب
    دون تململٍ أو شكوى ..وفي صبرٍ عجيبٍ ..
    ومضة جميلة ...لا يلتقطها إلا كاتب يعرف أين يبهر القلم !!!
    سلمتْ يداك أخي جودت ..
    أودّ سؤالك فقط :
    أعرف مدى تمكّنك من اللغة ..ولكن: ماسبب العداء بينك وبين الهمزات فأغفلتها كثيراً هنا ؟؟؟ ههههه
    حيّااااااااااااك .

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • سمية البوغافرية
      أديب وكاتب
      • 26-12-2007
      • 652

      #3
      وجدتك هنا مختلفا وعميقا أستاذ جودت
      أحببت نصك وطريقة كتابته
      وشدت انتباهي هذه المشهدية العالية
      التي بنيت عليه قصتك من أول سطر حتى آخرها
      أبدعت سيدي
      تقديري وإعجابي

      تعليق

      • جودت الانصاري
        أديب وكاتب
        • 05-03-2011
        • 1439

        #4
        الغاليه ايمان تحيياتي
        ليس عداء سيدتي انما تكاسل والله لا غير والحركات الاعرابيه ايضا
        ثقة مني بامكانيات الاخوه في القراءه
        اشكر مديحك واعجابك بالنص
        وعلى الود نتواصل
        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

        تعليق

        • سالم وريوش الحميد
          مستشار أدبي
          • 01-07-2011
          • 1173

          #5
          أستاذ جودة الأنصاري
          صديقي الرائع

          العزم والإصرار لغة لا يفهمها إلا المؤمنين بقضية ،
          حين يتداخل هذا الأيمان برمز شخص مقدس فمن الصعب
          أن ينتزع من قلوب الناس، وإلا ما تفسير تلك الطقوس التي مر عليها كل هذا الزمان ،
          و كل عام والناس تحييها، لا يهمهم تعب ولا يمنعهم تهديد ولا خوف من الإرهاب
          ذلك ٌاٌٌٌلإرهاب الذي فجر تلك القلوب العامرة بالإيمان ، بأحزمة الناسفة ، دون أن يثنوهم عن عزمهم
          وبغض النظر عن صحة أوخطا تلك الممارسات ،
          فهذا معتقدهم وقد كفل الدستور العالمي لحقوق الإنسان حرية المعتقد وتطبيق الشعائر الدينية،
          يقول غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر )
          لقد أعطى الحسين ع دروسا في عدم المهادنة والسكوت على الظلم ،
          وتجرع مرارة الموت هو وأهل بيته ، لإعلاء كلمة الحق وكان صابرا محتسبا ،
          لذا نرى في تلك الطقوس تطبيقا عمليا لمعاناة الحسين في تحمل المشقة والأذى .وهي إستذكار لتلك الملحمة
          كان النص جميل جدا فيه شاعرية وبوح عميق ولغة أدبية كانت رائعة
          سلم يراعك أستاذ جودت ودمت مبدعا
          التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 28-11-2011, 14:04.
          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
          جون كنيدي

          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

          تعليق

          • جودت الانصاري
            أديب وكاتب
            • 05-03-2011
            • 1439

            #6
            الاخت المبدعه سميه احييك
            وجعلنا الله من اتباع الحق والثبات على المباديء
            رضاك اكبر شهادة اعتز بها
            حجم المشاهد لم تترك لي التصرف,, فبقيت مشاهدا انقله بأمانه
            اسعدني مرورك ونتواصل
            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

            تعليق

            • جودت الانصاري
              أديب وكاتب
              • 05-03-2011
              • 1439

              #7
              الاخ الغالي سالم تحيه كبيره
              عظم الله لك الاجر في هذه الايام العظيمه
              منظر لا يدانيه منظر وقد اتشح كل شيء بالسواد لكنه سواد ضاحك رغم الجراح
              الكل على طريقته
              اسعدني مرورك ونتواصل على الود
              لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

              تعليق

              • فايزشناني
                عضو الملتقى
                • 29-09-2010
                • 4795

                #8
                أخي جودت حياك الله
                هي مسيرة وليست كرنفالاً
                على ذات الطريق التي مشى عليها الحسين
                تجسد عقيدة وإيمان أتباع آل البيت بثورة الإمام
                وكربلاء هي الأرض التي روها الحسين بدمائه محج لهم
                (( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.
                الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون ))
                وأنت تصف المشهد شعرت أني معك أتابع هذا المد الجماهيري المهيب
                أما عباراتك فهي بحق فائقة الوصف والتعبير
                وسأكون مقصراً لو تأخرت في متابعة ما تجود به
                فأنا إلى جانبك على نفس الطريق
                هيهات منا الهزيمة
                قررنا ألا نخاف
                تعيش وتسلم يا وطني​

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  الزميل القدير
                  جودت الانصاري
                  هل نسيت الدعوة لي أم أنك فعلتها؟
                  حين تمر هذي المواكب أشعر بالرهبة والقشعريرة تملأ بدني
                  أخاف أحيانا خوفا من نوع غريب مختلف كلية عن الخوف ( الرعب )
                  أجدني أسأل نفسي أي قوة خفية تدفع هؤلاء الناس
                  لم أجد جوابا شافيا لحد اللحظة
                  ثورة الحسين سلام الله عليه ورضوانه ثبتت دعائم الدين الإسلامي الحنيف
                  ثورة الحسين وتلك ال ( لا ) التي أطلقها كانت أكبر من كل الأزمان
                  مأساة كبيرة لكنها أبقت راية الدين عالية
                  كن بخير
                  وزيارة مقبولة
                  النص كان سلسا والمرأة كانت هي النص
                  ودي ومحبتي لك
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • جودت الانصاري
                    أديب وكاتب
                    • 05-03-2011
                    • 1439

                    #10
                    مرحبا اخي الغالي فايز
                    عظّم الله اجوركم بهذا المصاب الجلل,, استشهاد ابي الثوار
                    ادعو من الله العلي القدير بحق هذا الرجل ع ان يحفظكم ,, وما احوجنا في هذا الوقت الى الدعاء
                    وقد تكالبت قوى الشر لقهر الحق , وليبق شعارنا دائما كما قاله الحسين ع
                    يخيروننا بين السلّة والذلّه,وهيهات منّا الذله,,
                    ولنكن حسينيين وليعارضنا العالم, ما دمنا على الحق
                    دعواتي ونتواصل
                    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                    تعليق

                    • جودت الانصاري
                      أديب وكاتب
                      • 05-03-2011
                      • 1439

                      #11
                      اميرتنا الغاليه: عايده
                      عودا حميدا وشفاء عاجلا,, الم اقل لك انت اكبر من المرض؟
                      والله دعوت لك من كل قلبي,, وساكون مجددا في كربلاء في اليوم التاسع والعاشر بعون الله وسادعو لك
                      عند قبر الحسين سبط الرسول محمد ص وساشتري لك راية باسمك واضعها على الضريح وكانك موجودة هناك
                      بين ملايين المعزين في يوم الاستشهاد,,
                      لن تتصوري مقدار فرحتي حين وجدت اسمك الغالي بين المشاركات ,, عافاك الله وانشالله للعدو
                      بكل الود نتواصل
                      التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 01-12-2011, 10:40.
                      لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                      تعليق

                      • انورخميس
                        أديب وكاتب
                        • 08-11-2008
                        • 104

                        #12
                        أخى جودت..

                        دائما ما تطغى لغتك الشعرية على نصوصك القصصية فتزيدها بهاء وعمقا..

                        بالفعل يا اخى ..

                        هناك الكثير من الأشياء لا تستيطع عقولنا إخضاعها لمنطق..

                        بالإضافة لشعورنا انها جذورنا ..فنطيح بكل ما تعلمناه او قرأناه يوما وننجذب لتلك الجذور..

                        دائما ما اسعد للمرور بصفحتك..

                        كل التحية اللائقة بجميل ما سطرت
                        التعديل الأخير تم بواسطة انورخميس; الساعة 02-12-2011, 02:53.
                        http://anwarkamess.maktoobblog.com/

                        تعليق

                        • وسام دبليز
                          همس الياسمين
                          • 03-07-2010
                          • 687

                          #13
                          فعلا النهاية تصلح لعنوان جميل لا أحد يستطيع أن يقف في وجه الطوفان فكيف إذ كان مسلحا بالإيمان والإرادة
                          تقبل مروري المتواضع

                          تعليق

                          • جودت الانصاري
                            أديب وكاتب
                            • 05-03-2011
                            • 1439

                            #14
                            مرحبا اخي انور
                            مذ مده طويلة لم نتواصل
                            كم اسعدني مرورك وتعليقك
                            على الود نتواصل
                            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                            تعليق

                            • جودت الانصاري
                              أديب وكاتب
                              • 05-03-2011
                              • 1439

                              #15
                              الاديبه المبدعه وسام اسعدت صباحا
                              اسعدني مرورك العذب هذا
                              طوفان العواطف خطير عندما يهدر ولا يقف بوجهه الا المجانين
                              اكرر ترحيبي بالمرور ونتواصل
                              لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X