وفاء ... وبراثن الذئب ( الجزء الأول ) بقلم:أحمد محمد أحمد مليجي
مع مساء ليلة الأربعاء عاد خالد من رحلته الشاقة إلى بيته .. بعد أن نال منه التعب والإرهاق ، لكنه عندما اجتمع مع أفراد عائلته : زوجته وفاء وابنه عمرو وطفلته المدللة زهرة نسى همومه و مشقة سفره .. ثلاثة أيام هي مجمل إجازته الشهرية مرت عليه سريعاً ، بعدها وجد نفسه يجهز في حقيبة سفره ، ليعود من جديد إلى صراعه مع الوحدة والملل من أجل أن يحافظ على مصدر رزقه و لقمة العيش التي تمكنه من توفير بعضٍ من رفاهيات ومتطلبات الحياة القاسية له و لأسرته ، و بها يرى السعادة و ابتسامة الرضا على شفاههم التي تهون عليه ضنك العمل ومشقة الترحال ... بعد مرور أسبوعين على استلامه العمل قرر خالد أن يقدم طلباً إلى مديره ، يطلب فيه إجازة شهر كامل ، يستمتع به مع أسرته وأبنائه
كان خالد في سعادة تغمر قلبه بعد موافقة مديره على طلبه ، ولكنه أراد أن يفاجئ عائلته بيوم سفره ، فقال لزوجته أن وصوله سيكون مساء الأربعاء بينما كان عازماً على السفر يوم الثلاثاء.. في ليلة سفره ذهب إلى السوق وأشتري بعض الأشياء التي يرى أنها تسعد عائلته ، اشترى روائح جميلة لزوجته وقميصي نوم .. أحدهما أحمر والآخر أبيض بلون حبه لها ، أما عمرو ابنه البكر ، فقد اشترى له ( بلاي استيشن ) مع بعض شرائط الألعاب ( سي دي ) خاصة بالمصارعة التي كان يحرص على متابعتها في التلفاز و في مقاهي الانترنت ... أما مدللته زهرة .. فقد اشترى لها الفستان الذي وعدها به قبل سفره ، ومجموعة من ألعاب العرائس (باربي) ... وهو في طريقه إلى بيته كان قلبه يسبق خطاه شوقاً ولهفة لأبنائه وزوجته. فتح الباب بعد أن كلّ من قرع الجرس ، دخل ينادي على أفراد أسرته : وفاء ..عمرو .. زوزي .. لا أحد يجيب ! ظل يبحث عنهم لم يجد لهم أثراً ، لكن لفت نظره أن الحاسوب مفتوح ، ذهب ليغلقه ولكن هاله ما رأى! رسالة من زوجتي؟؟ رباه ماذا أرى؟؟!!مع مساء ليلة الأربعاء عاد خالد من رحلته الشاقة إلى بيته .. بعد أن نال منه التعب والإرهاق ، لكنه عندما اجتمع مع أفراد عائلته : زوجته وفاء وابنه عمرو وطفلته المدللة زهرة نسى همومه و مشقة سفره .. ثلاثة أيام هي مجمل إجازته الشهرية مرت عليه سريعاً ، بعدها وجد نفسه يجهز في حقيبة سفره ، ليعود من جديد إلى صراعه مع الوحدة والملل من أجل أن يحافظ على مصدر رزقه و لقمة العيش التي تمكنه من توفير بعضٍ من رفاهيات ومتطلبات الحياة القاسية له و لأسرته ، و بها يرى السعادة و ابتسامة الرضا على شفاههم التي تهون عليه ضنك العمل ومشقة الترحال ... بعد مرور أسبوعين على استلامه العمل قرر خالد أن يقدم طلباً إلى مديره ، يطلب فيه إجازة شهر كامل ، يستمتع به مع أسرته وأبنائه
وفاء بئس الأسم ...وفاء تخونني ..ومع منْ مع صعلوك على النت ... هذه التقنية الحديثة التي أتيتُ بها لدمار بيتي ؟! ... لا لم أكن أنا السبب!! ..بل هي الخائنة لشرفي ..!! .. لا ما عساني أفعل؟! رباه : الهمني الصواب من عندك ... أرجوك يا الله لا تدع الشيطان يتمكن مني ويسيطر على تفكيري .. اللهم الهمني الرشد في تفكيري... فكر خالد ملياً ثم اتصل بزوجته.. أين أنتِ يا وفاء ؟؟؟ .. لم ينادِ عليها بأم عمرو كعادته حتى لا يدنس اسم ابنه بألفاظ الشتم والسب - كما يعتقد – بل طلب منها العودة مسرعةً وأن تبقي الأولاد عند أهلها حتى لا يسمعون نقاشه الحاد معها في هذه المسألة ، و بالتالي لا يتأثرون بأحداث المشكلة ... عادت الزوجة والضحكة على شفتيها إلى أن رأت زوجها يقف إلى جانب جهاز الحاسوب ، فأدركت أن أمراً مريباً قد حدث ... تكدر وجهها واكفهر من المفاجأة ، خاصة عندما علمت أن اليوم الثلاثاء وليس الأربعاء كما قال لها.. لذا تركت الحاسوب مفتوحاً..
طلب منها خالد أن تجلس وتقص عليه الحكاية ... فبدأت دموعها تنهمر منها دون أن تجيب بكلمة واحدة ، لأنها أدركت أنها أوقعت نفسها في مأذق ! فما كان من خالد إلا أن أرسلها إلى بيت أبيها حتى يجتمع مع ذويها ويعرف بما قصر هذا الزوج معها ... ويعلم ما الذنب الذي اقترفه لتجزيه بالخيانة ... ابتلع خالد ريقه وهو يقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم مراراً وتكراراً.. وهم في الطريق إلى بيت أبيها لم تلفظ بكلمة ، لأنها خجولة مما اقترفته بحق نفسها وزوجها وأولادها.... نزلت من السيارة ثم اتجهت مهرولة إلى غرفتها تساورها مشاعر الندم.. أجهشت بالبكاء وعلا صوتها من النحيب ، فاستيقظ طفلاها وهربا إلى حضنها يمسحان دموعهما ، ثم سألها أحدهما : هل أبي بخير يا أمي ؟؟؟ ..ضمته إلى صدرها وحاولت أن تتماسك أمامهما ...وقالت: لا تخافا والدكما بخير لكني متعبة قليلاً هيا عودا لفراشكما ...عندئذ سمعت رنين الهاتف استرقت السمع فرد أبوها ...وسمعته يقول حاضر عزيزي عساه خيراً أنا سأتيك حالاً... وخرج والدها بصحبة ثلاثة من أبنائه متجهين إلى بيت زوجها... خالد فتح لهم الباب... ولولا أن دموع الرجال قاسيةً لبكى ضعف ما به...لكنه تماسك أمامهم.. وبدأ في سرد ما رأى من ابنتهم وفاء دون زيادة أو نقصان... ثم قال : بالله عليك يا عمي العزيز وأنتم أصهاري هل رأيتموني مقصراً في بيتي يوما ؟؟ هل جاءت إليكم ابنتكم يوماً تشتكي العوز أو الفقر؟؟ هل أبخل عليها أو على أولادي بشء.؟؟ انها تعش حياة الرفاهية في بيتها .. موفراً لها كل سبل العيش الكريم ..أعاملها بما علمني ربي ورسوله بحسن المعشر كما قال تعالى : ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ سورة [النساء:19 .. فأنا حسن المعشر ولم أخنها يوماً ، بل العكس أُسافر وأتحمل من أجل بيتي وأسرتي، وهي بالمقابل تخونني مع صعالكة الهوى على النت ؟!!.. والله إني لأخجل من أن أنطق هذا الكلام أمامكم !! فكيف سمحت لنفسها بذلك ؟؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل .
تقدم والد وفاء و ربت على كتفه وقال له توكل على الله يا بني وإن شاء الله ما لك إلا أن تكون راضياً ... لا ديني ولا تربيتنا ولا عاداتنا تسمح بهذه الأمور ، سأؤدبها وأُعلمها درساً لن تنساه مدى حياتها ، حتى تعترف بخطئها .. لا عليك بني فأنت ابني .. بارك الله فيك ، أأذن لنا بالانصراف.
لنا لقاء مع الجزء الثاني إن شاء الله
أحمد محمد أحمد مليجي
http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...27/243917.html
السلام عليكم :
الجزء الثاني تجدونه في المشاركة الخامسة
والجزء الثالث والأخير في المشاركة الساسة
وفق الله الجميع
تعليق