الابتســامة الأخيــرة
نظر إلى ذاك الجسد الملائكي المسجى , تلك الابتسامة الهادئة , و الأنفاس المستسلمة , المسترسلة في علوٍ و انخفاض . لم يستطع أن يحبس أدمعه من الانفلات , تلك الأيادي التي فاضت بالعطاء , ذاك القلب العامر بالحب . بكى في صمت ؛ لم يكن يريد أن يقلق رقدتها , رغم طول انتظار . كم رآها رافعة يديها للسماء , يلهج لسانها بالدعاء , تسهر بجانبه الليالي الطوال , تضمه إلى صدرها في حنو , تحتضنه بسعادة , و الفرح يزغرد في الوجه . أخذ يتنسم ذاك العطر الذي طالما أشعره بالأمان . أحس بالبرد , بالحنين إلى ذلك الدفء , برجفة في الأوصال , و وحشة بالقلب . نهض في لهفة , و انكب عليها يقبل قدميها .
فجأة دوت أجراس الإنذار . هرع الأطباء , و الممرضون إلى غرفة الإنعاش . ساد الهرج و المرج ؛ بعد ممسكاً بقدميها في ذهول , و نظراته الحائرة تتوسلهم الجواب . لكنهم كانوا منشغلين عنه , أحضروا ذاك الجهاز اللعين - كثيراً ما شاهده في أفلام التلفزيون - رآهم يعرّون صدرها , يبدأون في العد . أتت صافرته معلنه اكتمال الشحن . حمل كبيرهم ذراعيه متوجهاً في سرعة إليها . استوقفهم صارخاً بصوت متهدج , و الدموع تنهمر من عينيه:
- لأ.. خلاص .. سيبوها ترتاح بقه..!!
فجأة دوت أجراس الإنذار . هرع الأطباء , و الممرضون إلى غرفة الإنعاش . ساد الهرج و المرج ؛ بعد ممسكاً بقدميها في ذهول , و نظراته الحائرة تتوسلهم الجواب . لكنهم كانوا منشغلين عنه , أحضروا ذاك الجهاز اللعين - كثيراً ما شاهده في أفلام التلفزيون - رآهم يعرّون صدرها , يبدأون في العد . أتت صافرته معلنه اكتمال الشحن . حمل كبيرهم ذراعيه متوجهاً في سرعة إليها . استوقفهم صارخاً بصوت متهدج , و الدموع تنهمر من عينيه:
- لأ.. خلاص .. سيبوها ترتاح بقه..!!
ابتسمت له برضى ابتسامتها الأخيرة , و أغمضت عينيها في سلام .
تعليق