
لحسة ديمقراطية لله
محمد سليم:
في يوم أغر..أو يوم أغبر؟,لا أدر..,وجدت قدميّ تحملاني إلى منطقة شعبية فقيرة,و
على أطراف تلك المدينة النائية سرتُ بالحواري والأزقة لا ألوي على شيء ألبته,وبزاوية من عطفة مسدودة وقفت على حالي متأملاً.. إذ,وجدت صبية صغار افترشوا الأرض سواسية,وبيد أحدهم قرطاس!..لا لا,ليس -قرطاس وقلم- بالمعنى الذي نعرف,بل قرطاس جيلاتي أيس كريم..أهل مصر يطلقون عليه مسمى( زلِطْةً),وجدتهم..أهل خبرة وحنكة فيما يلعبون..أحدهم يمسك به..والآخرون ينتظرون يديه الطويلة بفارغ الصبر ولُعابهم يسيل..ليوزع عليهم الــ( لحسات الكريمة),و تسمع أحدهم صارخا مطالبا بإنزال عقوبة (عدم اللحس)على صبي أخذ لحسة أطول مما ينبغي أو..أحدهم يطالب بالطرد من (شلة اللحيسة ) وتنحيته خارج الحلقة جانبا لأن زميله خطف لحسة عابرة بالعرض..أو طمّاع أمسكها تحت لسانه يحرمونه من لحسة( الدور) بحجة أن لسانه أطول منه..والكل يصيح بين حين وآخر بضرورة معاقبة كل من يتغوّل في عملية اللحس المحددة سلفا فيما بينهم..ولا تنس أن لموزع اللحسات أيضا نوادره الطريفة..فقد يتراخى مع هذا..وقد يسرع مع ذاك ولم لا؟وهو صاحب السيادة ومالك الـ(زلِطاية).......,تركتهم
في ماراثون( لهط الزلطة) يسبحون..و............
مضيت لحال سبيلي بعد أن ( لحسوا) مخي بحركاتهم الصبيانية الطريفة,و..إذا بــ
رجل ينادي بمكبر للصوت: هلمّوا إلى صناديق الاقتراع..هلموا هلموا,..
تحسست جيوبي وأخرجت بطاقتي..وفي الدور استويت..وعلى الصندوق وقفت...كثير..لا لا..فوراً..
نزلت على الصندوق لحس لحس,ولسان حالي يصرخ: لحسة ديمقراطية لله يا محسنين......
......و......
النسوان تزغرد لوووولي...............................

28/11/2011 أقصوصة ساخرة
تعليق