بنت من صبرا...وفاء الحَمْري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء الحمري
    أديب وكاتب
    • 09-11-2007
    • 801

    بنت من صبرا...وفاء الحَمْري

    [align=right]
    كلما أحست بوخز في ذراعها الأيمن إلا وهاجمتها الذكريات واقتحمتها الصور
    التي لم تفقد نصاعتها على مر السنين ....
    هذه الذراع الجلابة للأحزان كانت تملك ذات يوم كفا بضا طريا يداعب لعبته القصبية المكسوة ثوبا مزركشا يسر الناظرين إليه من صبية المخيم.... لم تكن تتخيل أن دعاء أمها لها بسلامة يدها المبدعة لتلك العروس القصبية سيكون آخر عهد لها بها ....
    تطايرت أشلاء الأم امامها ومعها كفها الأبيض الجميل... ظلت تجري باكية بين لحم وعظم ودم تضم عروستها القصبية بيدها اليسرى الى صدرها الذي تباطأت ضرباته... رأت قبالتها عباءة أمها الممزقة... أطاحت باللعبة أرضا والتقطتها بذعر...بحثت بين ثقوبها الكثيرة عن أمها...
    تطل من خلال جيوبها وثقوبها ... لم تجد أمها...
    قلبت بقايا العباءة وقبلتها بل اشتمتها بعمق... إنها لتجد بها ريح أمها...تكاد تلمسها...تسمع زفيرها... كأنها بها داخل هذه الأسمال الممزقة :
    "أينك ماما" صاحت الصبية تستنجد بهذه الخرقة علها تعيد لها أمها الحنون ...
    بكت ورفعت كفها لتمسح دمعها فإذا بها تتلقى شلالا سقى وجهها الدائري البرئ فحوله الى حمم حمراء تنفث دما حارا...
    تراءى لها طيف أمها ...أبيها... إخوتها... صويحباتها من أطفال مخيم صبرا
    تشتت لديها الرؤية...
    حجبت سحابة رمادية أفق نظرها...و....

    .
    [/align]
    كفرت بالسلم والإذعان والوهن
    وذلة ظهرت في السر والعلن
    ووردة أهديت لهم بلا خجل
    وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
    من قصيدة فلسطين الأم
    وفاء الحمري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    مدونة الساخرة​
  • أبو صالح
    أديب وكاتب
    • 22-02-2008
    • 3090

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الحمري مشاهدة المشاركة
    [align=right]
    كلما أحست بوخز في ذراعها الأيمن إلا وهاجمتها الذكريات واقتحمتها الصور
    التي لم تفقد نصاعتها على مر السنين ....
    هذه الذراع الجلابة للأحزان كانت تملك ذات يوم كفا بضا طريا يداعب لعبته القصبية المكسوة ثوبا مزركشا يسر الناظرين إليه من صبية المخيم.... لم تكن تتخيل أن دعاء أمها لها بسلامة يدها المبدعة لتلك العروس القصبية سيكون آخر عهد لها بها ....
    تطايرت أشلاء الأم امامها ومعها كفها الأبيض الجميل... ظلت تجري باكية بين لحم وعظم ودم تضم عروستها القصبية بيدها اليسرى الى صدرها الذي تباطأت ضرباته... رأت قبالتها عباءة أمها الممزقة... أطاحت باللعبة أرضا والتقطتها بذعر...بحثت بين ثقوبها الكثيرة عن أمها...
    تطل من خلال جيوبها وثقوبها ... لم تجد أمها...
    قلبت بقايا العباءة وقبلتها بل اشتمتها بعمق... إنها لتجد بها ريح أمها...تكاد تلمسها...تسمع زفيرها... كأنها بها داخل هذه الأسمال الممزقة :
    "أينك ماما" صاحت الصبية تستنجد بهذه الخرقة علها تعيد لها أمها الحنون ...
    بكت ورفعت كفها لتمسح دمعها فإذا بها تتلقى شلالا سقى وجهها الدائري البرئ فحوله الى حمم حمراء تنفث دما حارا...
    تراءى لها طيف أمها ...أبيها... إخوتها... صويحباتها من أطفال مخيم صبرا
    تشتت لديها الرؤية...
    حجبت سحابة رمادية أفق نظرها...و....

    .
    [/align]




    التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 08-04-2008, 09:56.

    تعليق

    • وفاء الحمري
      أديب وكاتب
      • 09-11-2007
      • 801

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو صالح مشاهدة المشاركة


      يا رائد
      الأيقونات سم الله وتكلم
      وإلا تكلمت أنا
      ما رأيكم دام فضلكم؟
      .
      كفرت بالسلم والإذعان والوهن
      وذلة ظهرت في السر والعلن
      ووردة أهديت لهم بلا خجل
      وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
      من قصيدة فلسطين الأم
      وفاء الحمري
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
      مدونة الساخرة​

      تعليق

      • طارق عليان
        أديب وكاتب
        • 06-01-2008
        • 147

        #4
        وفاء الاستاذة

        صبرا.. تقاطع طريقين على جسد..
        صبرا.. ولا أحد..
        صبرا.. هوية عصرنا الى الأبد...
        محمود درويش
        أتفق معك وأرفق هذه الفقرة من قصة قصيرة لي حول مذبحة أخرى حدثت لنا وبأيدنا لأطفال مدينة حلبجة العراقية
        "صديقي العزيز طارق: اليوم يقتلونني في حلبجة, كما قتلوني مئات المرات من قبل في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وسربنيتسا وجروزني وبرشتينا وجوهانسبورغ... والمجرم واحد.
        دمت ودام يراعك مبدعا

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          لله درك يا وفاء وأنت ترسمين لنا حال الطفلة أمام أمها التي حرمها منها هؤلاء الأوغاد المجرمين , ونزعوها من بين أحضانها لتحيا العمر كله وهي يتيمة لا ترى حضنا دافئا ولا صدرا حنونا ......

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • وفاء الحمري
            أديب وكاتب
            • 09-11-2007
            • 801

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة طارق عليان مشاهدة المشاركة
            صبرا.. تقاطع طريقين على جسد..
            صبرا.. ولا أحد..
            صبرا.. هوية عصرنا الى الأبد...
            محمود درويش
            أتفق معك وأرفق هذه الفقرة من قصة قصيرة لي حول مذبحة أخرى حدثت لنا وبأيدنا لأطفال مدينة حلبجة العراقية
            "صديقي العزيز طارق: اليوم يقتلونني في حلبجة, كما قتلوني مئات المرات من قبل في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وسربنيتسا وجروزني وبرشتينا وجوهانسبورغ... والمجرم واحد.
            دمت ودام يراعك مبدعا
            شكرا طارق ايها الوفي
            كلهم في القتل عرب يا كريم
            تعددت المجازر والقاتل واحد
            مودة بلا حدود

            .
            كفرت بالسلم والإذعان والوهن
            وذلة ظهرت في السر والعلن
            ووردة أهديت لهم بلا خجل
            وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
            من قصيدة فلسطين الأم
            وفاء الحمري
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
            مدونة الساخرة​

            تعليق

            • وفاء الحمري
              أديب وكاتب
              • 09-11-2007
              • 801

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
              لله درك يا وفاء وأنت ترسمين لنا حال الطفلة أمام أمها التي حرمها منها هؤلاء الأوغاد المجرمين , ونزعوها من بين أحضانها لتحيا العمر كله وهي يتيمة لا ترى حضنا دافئا ولا صدرا حنونا ......
              تلك واحدة من الف يا امنة
              الصورة الحقيقية لتلك الصبية التي تبكي وتصرخ أشلاء أبيها وهي تتمرغ لم تبرح مخيلتي
              كما صورة فتيات عراقيات يغتصبهن اصحاب القبعات الزرق
              كما صورة ....
              كثيرة هي الصور....كثيييييييييييرة
              لك المحبة يا بنت الشهباء ولا تطيلي الغياب

              .
              كفرت بالسلم والإذعان والوهن
              وذلة ظهرت في السر والعلن
              ووردة أهديت لهم بلا خجل
              وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
              من قصيدة فلسطين الأم
              وفاء الحمري
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
              مدونة الساخرة​

              تعليق

              يعمل...
              X