السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[align=justify]منذ حوالي ثلاثين أربعين خمسين سنة .. كانت هناك في البيوت ظاهرة غريبة جدا .. فقد كان الشخص الذي يريد أن يأخذ حماما ( شاور بلغة أهل العصر ) .. يشعر بسعادة غامره رغم صعوبة الحصول على مياه ساخنة وقتئذ .. حيث لم يكن سخان الماء قد انتشر .. وإنما كانت عملية تسخين المياه مجهدة جدا .. حيث تمر بعدة مراحل .. فلابد من البحث أولا عن صفيحة سمن بلدي أو جبن أبيض فارغة يتم تخصيصها لهذا الغرض والتي تتحول بعد أن يتسلل إليها الصدأ إلى صفيحة زبالة أو باسكيت مهملات بلغة أهل العصر .. بالإضافة إلى مشاكل وابور الجاز ورحلة البحث عن إبرة لتسليك الفونية .. ومع ذلك كنا نشعر بالسعادة ونحن مقدمون على هذه العملية الصعبة .. وسر سعادتنا لايكمن فقط في الشعور بالانتعاش والراحة المصاحبين للاستحمام .. ولا في إزالة عوالق التراب والعرق وخلافة فحسب .. ولكن كانت السعادة تغمر من ينوي الاستحمام .. بسبب حفل الغناء الذي سيقيمه لنفسه داخل الحمام .. فيسمعه أفراد الأسرة والجيران مرغمين .. ولا أدري أولا السبب في هذه الظاهرة .. ولا تفسير هذه الانفعالات الصادقة التي كانت تصاحب الشخص الذي يستحم أو يغتسل .. فربما كان وراء ذلك نوع من تفريغ شحنات كبت .. أو رغبة فى التخلص من متاعب الحياة اليومية أو رغبة في الوقوف على خشبة المسرح لمنافسة أم كلثوم وعبد الوهاب الذي كان يغني اغنيته الشهيرة وهو غطسان فى البانيو .. المية بتروي العطشان .
والشىء الغريب أن معظم الذين كانوا يغنون في الحمام .. يشعرون بجمال وحلاوة أصواتهم حتى وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك تماما .. حتى أن بعض هواة الغناء كانوا يغنون فى الحمام ثم يبعثون بتسجيلاتهم إلى البرامج المعنية باكتشاف المواهب .. لكن سرعان ما يكتشف الخبراء المعنيون بالاختبارات أن صاحب الصوت إنما كان يغني في الحمام وظن أن صوته ماحصلش .. ربما كان للشيطان دخل كبير في خداع النفس .
المهم .. فجأة اختفت الظاهرة .. ولا أدري أيضا ماهو السبب .. هل يرجع ذلك إلى الانفتاح الإعلامي وتوافر الفرص وفتح الأبواب أمام أصحاب المواهب .. أم أن السبب يرجع للوعي الديني الذي يعتبر الحمام بيت الشيطان ، ويحرم أو يكره الكلام ناهيك عن الغناء في الحمام .. حتى لاتضطر الملائكة للدخول مع الإنسان في هذا المكان الذي هو مأوى الشياطين وربنا لأسباب أخرى لاأعرفها .
على العموم هذا شىء تذكرته الآن وأردت أن أعرف رأيكم فيه .[/align]
شكرا لكم
[align=justify]منذ حوالي ثلاثين أربعين خمسين سنة .. كانت هناك في البيوت ظاهرة غريبة جدا .. فقد كان الشخص الذي يريد أن يأخذ حماما ( شاور بلغة أهل العصر ) .. يشعر بسعادة غامره رغم صعوبة الحصول على مياه ساخنة وقتئذ .. حيث لم يكن سخان الماء قد انتشر .. وإنما كانت عملية تسخين المياه مجهدة جدا .. حيث تمر بعدة مراحل .. فلابد من البحث أولا عن صفيحة سمن بلدي أو جبن أبيض فارغة يتم تخصيصها لهذا الغرض والتي تتحول بعد أن يتسلل إليها الصدأ إلى صفيحة زبالة أو باسكيت مهملات بلغة أهل العصر .. بالإضافة إلى مشاكل وابور الجاز ورحلة البحث عن إبرة لتسليك الفونية .. ومع ذلك كنا نشعر بالسعادة ونحن مقدمون على هذه العملية الصعبة .. وسر سعادتنا لايكمن فقط في الشعور بالانتعاش والراحة المصاحبين للاستحمام .. ولا في إزالة عوالق التراب والعرق وخلافة فحسب .. ولكن كانت السعادة تغمر من ينوي الاستحمام .. بسبب حفل الغناء الذي سيقيمه لنفسه داخل الحمام .. فيسمعه أفراد الأسرة والجيران مرغمين .. ولا أدري أولا السبب في هذه الظاهرة .. ولا تفسير هذه الانفعالات الصادقة التي كانت تصاحب الشخص الذي يستحم أو يغتسل .. فربما كان وراء ذلك نوع من تفريغ شحنات كبت .. أو رغبة فى التخلص من متاعب الحياة اليومية أو رغبة في الوقوف على خشبة المسرح لمنافسة أم كلثوم وعبد الوهاب الذي كان يغني اغنيته الشهيرة وهو غطسان فى البانيو .. المية بتروي العطشان .
والشىء الغريب أن معظم الذين كانوا يغنون في الحمام .. يشعرون بجمال وحلاوة أصواتهم حتى وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك تماما .. حتى أن بعض هواة الغناء كانوا يغنون فى الحمام ثم يبعثون بتسجيلاتهم إلى البرامج المعنية باكتشاف المواهب .. لكن سرعان ما يكتشف الخبراء المعنيون بالاختبارات أن صاحب الصوت إنما كان يغني في الحمام وظن أن صوته ماحصلش .. ربما كان للشيطان دخل كبير في خداع النفس .
المهم .. فجأة اختفت الظاهرة .. ولا أدري أيضا ماهو السبب .. هل يرجع ذلك إلى الانفتاح الإعلامي وتوافر الفرص وفتح الأبواب أمام أصحاب المواهب .. أم أن السبب يرجع للوعي الديني الذي يعتبر الحمام بيت الشيطان ، ويحرم أو يكره الكلام ناهيك عن الغناء في الحمام .. حتى لاتضطر الملائكة للدخول مع الإنسان في هذا المكان الذي هو مأوى الشياطين وربنا لأسباب أخرى لاأعرفها .
على العموم هذا شىء تذكرته الآن وأردت أن أعرف رأيكم فيه .[/align]
شكرا لكم
تعليق