فتاةُ التّحرِير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد سالم
    أديب وكاتب
    • 28-10-2011
    • 802

    فتاةُ التّحرِير

    فتاةُ التّحرِير
    وَحَطّت جَنبَ الرُُّوحِ مُقلَتَهَا
    وَخَطّت فَوقَ الرَّملِ أَنَّتَهَا
    هَذِهِ الأُنثَى
    مِن وَردٍ و مِن فُلٍ قَصِيدَتُهَا
    تُخَبِّأُ تَحتَ الصَّدرِ طَلقَتَهَا
    ولا تَبكِي إذ تَسِيلُ عَلَى الأَحجَارِ فِضَّتَهَا
    إِذ أَنَّهَا أنثى تَفِيضُ
    كَما النَّهرِ كِي تَتَعَافَى أُمَّتَهَا

    د. السيد عبد الله
    المنوفية – مصر
    22-11-2011
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أننا أمام فكرة ذات إيحاء ودلالات ثرية ، الفكرة التى نتلقاها هى فكرة الشهادة فداء للوطن الذى يستحق ولأهله الذين يستضيئون بدم الشهادة قناديل حرية تسرجها لهم هذى التضحيات الكبيرة التى تفتدى الوطن بأغلى ما يملك المرء الروح ، والفكرة لها دلالات عدة حيث إن المعالجة الفنية اختارت لنا أن نتلقى فكرة الشهادة عبر شهيدة أنثى ، وهو بالطبع ليس مصادفة فلا مصادفة فى المعالجة الفنية ، نحن أمام فكرة المساواة التى بين الرجل والمرأة فى أنبل صورها ، فكرة المرأة التى تستشهد فى سبيل وطنها لا لتثبت أنها إنسان كامل بل لأنها فعلا إنسان كامل ،

    - ربما يمكن القول أن الفكرة التى يقوم عليها النص تقدم لنا نفسها بمباشرة وجلاء كبيرين حيث إن الفكرة لا غموض فيها فنحن ومنذ العنوان " فتاة التحرير " نتلقى رسالة الفكرة وأننا أمام بطولة وبسالة وهذى المباشرة التى مازت الفكرة لها جانبان أولهما إيجابى فهى فكرة تقع فى يمين الذهن من اللحظة الأولى وتقدم له نفسها كمثرة ناضجة لا تعب فى نيلها ولا اجتهاد تماما كما تسقط الثمرة الناضجة ، لكن الجانب السلبى هو أننا منذ البداية ليس لدينا الدهشة اللازمة للعمل الفنى أى أن العنوان يضىء الفكرة أكثر مما يجب كما أن الفكرة تتجلى لنا فى وضوح اكثر مما يجب فى رأيى ربما كان على الفكرة الشعرية بشكل عام أن تقدم لنا نفسها فى درجة ما من الغموض

    - ربما هناك نقطة هامة فى فنية معالجة الفكرة تتمثل فى أننا أمام غيبة التفاصيل ، أمام غيبة نمنماتها الباهرة المدهشة التى تمنح لشخصية الشهيدة وجهها وملامحها الحية التى تنبض فى الوجدان فترسم لنا وجها لا يشبه أيا من الوجوه الأخرى للشهيدات ، إننا هنا أمام النمط العام للشهيدة أمام الأنثى وليس أنثى بذاتها ، أى أن القصيدة مكتوبة لرثاء كافة الشهيدات أيا كن وكيف اختلفن ، وهو ما يجعل النص غير قادر على أن يقدم لنا النموذج الفنى بل النمط العام

    - والفرق فى الحقيقة كبير حيث يمثل النموذج الفنى حركة الشهيدة مشيتها ، رنة صوتها ، فتى أحلامها ، هتافها الأخير ، طريقة حملها للعلم ، ، مبيتها فى الثلج والقلق ، لحظة النهاية ، والكثير الكثير من التفاصيل التى تجعلنا أمام النموذج الفنى الفارق للشخصية وليس النمط العام الذى يصلح لأكثر من شخصية ، والشعر فى جوهره تفاصيل ونمنمة ووشى

    - يمكن القول أن المعالجة الفنية من حيث البنية الفنية تقوم على جمع بنية قصيدة النثر من حيث غياب التفعيلة حيث نحن أمام حضور للوافر / الهزج / المتدارك ولكن دون أن نكون أمام بنية تامة لأى من هذى الأبحر

    - كما أن النص يقوم على توظيف القافية فى بنية النص وهو ما يحد بدرجة كبيرة من انطلاق الدفقة الشعرية التى يحتاجها النص، وهذا فى رأيى- غيبة الموسيقى وتقفية النثر - يربك متلقى القصيدتين التفعيلة والنثر فالنص من حيث البنية يراوح بين البنيتين دون أن يميل لبنية فاصلة

    - لكن هذا بالطبع لا ينفى ثراء بنية التخييل ودلالتها على خصوبة شعرية ولنتأمل هذى الصورة ولا تَبكِي إذ تَسِيلُ عَلَى الأَحجَارِ فِضَّتَهَا

    حيث نحن مع الاستعارة التصريحية التى تمثلها علاقة الفاعل " فضتها " والتى تستحيل معادلا جماليا لخروج الروح وهى صورة فريدة باهرة تدل على شاعر شاعر
    همسة
    ربما لى ملاحظة حيث يبدو أنه حدث خطأ كتابى فى كلمة تخبأ فأرى أن تكون هكذا " تخبىء "

    تعليق

    يعمل...
    X