
مـنـزل الـخـوانـيـن
يا للقلب المسكين...
ذلك الذي يبحث عن الحضن الأمين
يا للقلب الحزين...
ذلك الذي يشتاق للحب و الحنين
يبحث بين أحضان الخوانين
يشتاق لحب شخص على يده أهين
ولكنه مع ذلك لازال يشعر باليقين
أنه قد يجد في قلوبهم حباً مخفيا دفين
أنه منزل للخوانين
يأتي إليه كل الخائنين
تتوهم الحب بذلك المنظر الجميل فتقع بالكمين
فيا أيها القلب عليك أن تبقى هناك متين
يا قلب أنت الذي قررت
ومنزل الخوانين قد اقتحمت
فكل من نصحك قد أوقفت
وعلى ذلك الوقت ندمت
لكن بعد فوات الأوان وبهم تعلقت
الآن بعد دهر طويل أدركت
أن مكانك ليس في ذلك البيت
فأنت جدا تأخرت
حتى عرفت ومع ذلك الأمر تجاهلت
فعلى ماذا قد حصلت
عرفت أن الدماء منك ستسيل
لكنك قلت أن تسيل؟!
مستحيل!!!
ما الذي جعلك لذلك المنزل تميل
لقد سمعت عنه ما قيل
انه ليس بالشيء القليل
كل شيء منه سبق أن أزيل
و القلب الطيب فيه منذ زمن أحيل
لم يعد أمامك الآن أي سبيل
فمنزل الخوانين بكل شيء بخيل
فما هو الشيء الذي فيه جميل
إن ذلك لم يكن سوى سراب
عليك شؤم كما الغراب
فأهله قوم ذئاب
فلا تلمس ذلك الباب
الذي لن يجلب إلا الخراب
مشاعر سيئة وأشد عذاب
لقد توهمت بأنهم طيور بين السحاب
ولكنهم على الأرض حيوانات كلاب
وكل من يقول العكس فهو كذاب
والآن تعيش قلبا أليما
فأين وجدت العطف و الحب العظيم
ذلك القصر في داخله مهترء قديم
كان يجب أن لا ترى الخارج بل الصميم
فأدع لله أن تجد شخصاً ليكون عليك رحيم
نهر ماء...أصبح نهر دماء
سماء صفاء..أصبحت سماء شقاء
حلم بقاء..قد تحول إلى أشلاء
حياة رخاء..أصبحت عزاء
ابتسامة وفاء..تحولت إلى قهر وبكاء
زهرة الحب الحمراء.. ذبلت وأصبحت ذكريات سوداء
رائحة هناء.. اختفت من الأجواء
عقل وذكاء.. الآن كله جهل و عناء
مـنـزل الـخـوانـيـن
تأليف:
غيده ربـيـع
