البوق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي بدر
    أديب وكاتب
    • 02-12-2011
    • 11

    البوق

    قال الأبي محدثاً أهل الورى ----- أوماسمعتم في بلادي ما جرى

    بل هل قرأتم عن خداع منتقى ---- إعلامنامن بدءه نقض العرى

    خرج الأباة مطالبين بحقهم ---- من ظلم كفار لئيم مفترى

    فأجابهم أنتم جراثيم القذى ------ لابد من قتل وإحراق يرى

    من بات يرفض ذل قيد قد طغا------ فهو الدسيسة بل عميل مزدرى

    شيخ المجالس للفتاوى جاهز----- يفتي بشرعي لا بشرع قد ذرى

    البوق أعلن في المجلس والفضا------ فتوى تحير لب من تهوى الكرى

    كل الشباب دسائس للأجنبي -----لا نشتكي ظلم الزعيم ولا نرى

    من الظلام مجيئهم لا بالضحى -----هم الحثالة بل ذراع مشترى

    حاكوا الدسائس للزعيم المرتضى -----قطفوا الزهوروروعوا حتى الثرى

    لا تخرجوا لا ترفضوا بل فاسمعوا----- قول الزعيم لعل رقاعه تترى

    اسمع أيا شيخ الدسائس والهوى ----- فتوى العليم بالشريعة قد درى

    العدل أبقى دولة لم تؤمن -----والموت للظلام حقاً قد سرى
    التعديل الأخير تم بواسطة علي بدر; الساعة 03-12-2011, 14:55.
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول إن الفكرة التى يقوم عليها هذا النص الحماسى الجميل هى فكرة جلية تماما ، فكرة المثقف عندما تميل كفة السلطة عن كفة الحق ، وهى فكرة نتلقاها مع عنوان النص " البوق " والذى يمثل استعارة تصريحية وهى الاستعارة التى نتلقاها عبر المعالجة الفنية فى سياق النص حيث نتلقى

    البوق أعلن في المجلس والفضا--- فتوى تحير لب من تهوى الكرى

    وهذى الاستعارة التى نتلقاها فى كلا الحالتين - العنوان وداخل سياق النص- نتلقاها عبر الجملة الاسمية بما لها من رسوخ ويقين تجعلنا نرى فى سحر تخييلها كيف يستحيل الإعلامى ورجل الدين اللذان يمثلان صوت المثقف والذى يجب أن يكون حرا ونقيا إلى مجرد بوق يصدح بنغمة واحدة ثابتة لا تتغير هى تمجيد الحاكم والتغنى بعدله ولو على جثث الضحايا وأشلائهم ،

    -الفكرة إذن نتلقاها عبر المعالجة الفنية التى كانت من الممكن أن حتول استعارة البوق إلى نص يلمح ولا يصرح فيترك لنا نحن المتلقين إنتاج دلالة الاستعارة ومغزاها

    - لكن المعالجة اختارت أن تقدم لنا الفكرة لنا مباشرة وعبر وضوح تام لعله يناسب بفنيته طبيعة الحركة اللاهبة للثورات العربية وحاجة المتلقى إلى نص شعرى لا غموض فيه ، يصلح للخطابة وإلهاب حماسة السامعين ، والحقيقة أن النص قادر من حيث هذى المعالجة الفنية على إلهاب الحماسة والتعبير عن الأفكار العامة التى تموج فى ضمائر وأذهان الثائرين

    - لكن لابد هنا أن ننتبه إلى أن المعالجة الفنية لا تسيطر بدرجة كافية على الوجدان ، من حيث الجو النفسى الذى يحتوى النص ولا من حيث درجة الانفعال التى تصوغ التجربة ، حيث نحن أمام وجدان ينوء بألمه فيلقيه دفعة واحدة ، ربما دون الانتباه الفنى الكافى لضبط حدة الوجدان التى هى عنصر رئيس فى بنية التجربة الشعرية ولنتأمل هذا السياق

    خرج الأباة مطالبين بحقهم ---- من ظلم كفار لئيم مفترى

    إن هذا البيت يتجه إلى الدخول فى نقطة شائكة حيث يتهم الحاكم بالكفر والنص الشعرى ليس وثيقة فقهية ولا مجالا فنيا للتكفير أو الحكم على ضمائر الآخرين مثل هذى الأحكام مهما بدا لنا فى لحظة الحدث ، لا يجب أن ينفلت الوجدان فى رأيى إلى مثل هذا الانفعال الذى يصم الآخرين بمثل هذى الأحكام ، نعم من حق الشاعر أن ينفعل ويعبر لكن مع وعى معالجة الفنية التى تضبط حدة الانفعال واندفاعه حتى لا تختل بنية التجربة الشعرية وتتحول إلى مجرد دفقة انفعال

    - ربما من حيث المعالجة الفنية لى هذى الملاحظات على البنية الموسيقية حيث نحن أمام موسيقى الكامل بما له من امتداد وسلاسة تناسب هذا الأسى والألم الذى تعبر عنه التجربة ، ربما فحسب نجد هذين البيتين بحاجة لنظرة يسيرة

    من الظلام مجيئهم لا بالضحى --هم الحثالة بل ذراع مشترى

    حيث يحتاج البيت لمتحرك قبل الميم فحسب لضبط بنيته لتكون للكامل

    - وكذلك هذا البيت

    قول الزعيم لعل رقاعه تترى

    حيث يحتاج لنظرة يسيرة لضبط موسيقاه وربما ضبط القافية حيث تترى لا تشديد فيها ولوكان التشديد موجودا فنحن أمام قافية مفتعلة ولفظة ربما لا تناسب بجرسها سلاسة التلقى

    والحقيقة أن هذا النص الحماسى وعبر بنيته الكلاسيكية الثرية التى تدل على تمكن لغوى تقدم لنا نصا جرئيا صريحا قويا يعبر عن أزمة المثقف العربى أو فلنقل أزمة نوعية معينة من المثقف العربى الذى لا يستعير بصيرة زرقاء اليمامة ويختار أن تكون نهاية الأفق الذى يمتد له بصره ليس إلا تحت نعل جلاديه

    تعليق

    • علي بدر
      أديب وكاتب
      • 02-12-2011
      • 11

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
      يمكن القول إن الفكرة التى يقوم عليها هذا النص الحماسى الجميل هى فكرة جلية تماما ، فكرة المثقف عندما تميل كفة السلطة عن كفة الحق ، وهى فكرة نتلقاها مع عنوان النص " البوق " والذى يمثل استعارة تصريحية وهى الاستعارة التى نتلقاها عبر المعالجة الفنية فى سياق النص حيث نتلقى

      البوق أعلن في المجلس والفضا--- فتوى تحير لب من تهوى الكرى

      وهذى الاستعارة التى نتلقاها فى كلا الحالتين - العنوان وداخل سياق النص- نتلقاها عبر الجملة الاسمية بما لها من رسوخ ويقين تجعلنا نرى فى سحر تخييلها كيف يستحيل الإعلامى ورجل الدين اللذان يمثلان صوت المثقف والذى يجب أن يكون حرا ونقيا إلى مجرد بوق يصدح بنغمة واحدة ثابتة لا تتغير هى تمجيد الحاكم والتغنى بعدله ولو على جثث الضحايا وأشلائهم ،

      -الفكرة إذن نتلقاها عبر المعالجة الفنية التى كانت من الممكن أن حتول استعارة البوق إلى نص يلمح ولا يصرح فيترك لنا نحن المتلقين إنتاج دلالة الاستعارة ومغزاها

      - لكن المعالجة اختارت أن تقدم لنا الفكرة لنا مباشرة وعبر وضوح تام لعله يناسب بفنيته طبيعة الحركة اللاهبة للثورات العربية وحاجة المتلقى إلى نص شعرى لا غموض فيه ، يصلح للخطابة وإلهاب حماسة السامعين ، والحقيقة أن النص قادر من حيث هذى المعالجة الفنية على إلهاب الحماسة والتعبير عن الأفكار العامة التى تموج فى ضمائر وأذهان الثائرين

      - لكن لابد هنا أن ننتبه إلى أن المعالجة الفنية لا تسيطر بدرجة كافية على الوجدان ، من حيث الجو النفسى الذى يحتوى النص ولا من حيث درجة الانفعال التى تصوغ التجربة ، حيث نحن أمام وجدان ينوء بألمه فيلقيه دفعة واحدة ، ربما دون الانتباه الفنى الكافى لضبط حدة الوجدان التى هى عنصر رئيس فى بنية التجربة الشعرية ولنتأمل هذا السياق

      خرج الأباة مطالبين بحقهم ---- من ظلم كفار لئيم مفترى

      إن هذا البيت يتجه إلى الدخول فى نقطة شائكة حيث يتهم الحاكم بالكفر والنص الشعرى ليس وثيقة فقهية ولا مجالا فنيا للتكفير أو الحكم على ضمائر الآخرين مثل هذى الأحكام مهما بدا لنا فى لحظة الحدث ، لا يجب أن ينفلت الوجدان فى رأيى إلى مثل هذا الانفعال الذى يصم الآخرين بمثل هذى الأحكام ، نعم من حق الشاعر أن ينفعل ويعبر لكن مع وعى معالجة الفنية التى تضبط حدة الانفعال واندفاعه حتى لا تختل بنية التجربة الشعرية وتتحول إلى مجرد دفقة انفعال

      - ربما من حيث المعالجة الفنية لى هذى الملاحظات على البنية الموسيقية حيث نحن أمام موسيقى الكامل بما له من امتداد وسلاسة تناسب هذا الأسى والألم الذى تعبر عنه التجربة ، ربما فحسب نجد هذين البيتين بحاجة لنظرة يسيرة

      من الظلام مجيئهم لا بالضحى --هم الحثالة بل ذراع مشترى

      حيث يحتاج البيت لمتحرك قبل الميم فحسب لضبط بنيته لتكون للكامل

      - وكذلك هذا البيت

      قول الزعيم لعل رقاعه تترى

      حيث يحتاج لنظرة يسيرة لضبط موسيقاه وربما ضبط القافية حيث تترى لا تشديد فيها ولوكان التشديد موجودا فنحن أمام قافية مفتعلة ولفظة ربما لا تناسب بجرسها سلاسة التلقى

      والحقيقة أن هذا النص الحماسى وعبر بنيته الكلاسيكية الثرية التى تدل على تمكن لغوى تقدم لنا نصا جرئيا صريحا قويا يعبر عن أزمة المثقف العربى أو فلنقل أزمة نوعية معينة من المثقف العربى الذى لا يستعير بصيرة زرقاء اليمامة ويختار أن تكون نهاية الأفق الذى يمتد له بصره ليس إلا تحت نعل جلاديه



      الأستاذ الكريم
      محمد الصاوي
      بارك الله بعمرك
      أيها الجليل
      فقد أثلجت صدري
      بهذه القراءة
      لك خالص تحياتي
      ودمت بألق
      وسعادة

      تعليق

      يعمل...
      X