أنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    أنا

    أنا


    ( أنا ) هذا الضميرُ المُنفَصِلُ هو في الحقيقة ليس بمنفصلٍ أبداً ، إنّه أشدّ الأشياءِ التِصاقاً بنا وانصِهاراً في نٌفوسِنا حتى إنّهُ لَيكادُ يكونُ هو النفسَ ذاتَها !
    كلّ حياةِ المرءِ سَعْيٌ في سبيلِ الأنا هذه ، حتّى عملُهُ لِما بعدَ الحياةِ غايتُهُ إنقاذُ وإسعادُ هذه الأنا ..
    ما حقيقةُ شُعورِ أحدِنا بالألم أو بالفرح أو الظلم ، أو غيرها ؟ الحقيقةُ أنّنا في لحظةِ الإحساسِ بها نتخيّلُ أنفسَنا أنّنا ذلك المُتألّم أو الفرحان أو المظلوم .
    ولمَ يُعجَبُ أحدُنا – حينَ يُعْجَبُ – بِفُلانٍ العلَمِ المشهور ؟ إنّه يُعْجَبُ به في الحقيقة لأنّهُ يُجسّدُ لهُ مَثَلاً أعْلى يتمنّى هو أنْ يكونَهُ .. وهكذا .
    إذن الـ ( أنا ) حاضِرةٌ في كلّ لحظةٍ من حياتِنا :المادّيّةِ والوجدانيّة ، متّصلةٌ بنا اتّصالاً غريباً !
    إلاّ ( أنا ) الأمّ ، فإنّها مُنفصلةٌ عنها ، لا تُحسّ بها ، لا تُريدها !
    ( أنا ) الأمّ مُتّصلةٌ ، لكنْ بأبنائها ، توزّعتْ بينهم ، ثمّ التصقتْ بهم التصاقَ الخليّة بالخليّة والروح بالجسد .. وهُنا يكمنُ سِرّ الأمومةِ !
    وهنا فقط يصحّ أنْ نقولَ : ( أنا ) ضميرٌ منفصلٌ ..
  • حسين التميمي
    عضو الملتقى
    • 16-08-2007
    • 175

    #2
    آآآه أيها المصطفى أيها المشرق ما أجملك ما أجملك !
    وما ألذ عباراتك ..

    إلاّ ( أنا ) الأمّ ، فإنّها مُنفصلةٌ عنها ، لا تُحسّ بها ، لا تُريدها !
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين التميمي; الساعة 04-12-2011, 19:56.
    [CENTER]تشرفني زيارتكم[/CENTER]
    [CENTER][URL]http://www.facebook.com/profile.php?id=100001911292768&v=wall&ref=profile[/URL][/CENTER]



    [CENTER]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/CENTER]

    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #3
      مرحبا بفاضلنا القدير أستاذ مصطفى
      صدقت والله تلك الأنا التي لا تنفك عن أحدنا
      والصراع الدائم المنصب من هذه الأنا وبها سقطت عروش ورفعت أخرى
      وو...
      إلا الأم عطاء بلا قتر ومنح بلا حدود وحب وحنان لو وزع على العالم لوسعه
      سلمت وسلم مدادك الثري الذي يغدق علينا بخير وأحسن الكلام وأنفعه وأدومه
      وكم يسعدني حضورك الرائع فلا تحرمنا هذا التميز
      كل التحية والتقدير

      تعليق

      • سارة إسلام
        • 02-12-2011
        • 8

        #4
        رائعة جدا

        الكثيرون يقعون فى هوى أناتهم

        حتى تلك أنا الأم تود ما تريده فى أناتها لأبناءها
        و ربما تود فيهم الخير إشفاقاً على أناتها من احساس الألم بهم

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين التميمي مشاهدة المشاركة
          آآآه أيها المصطفى أيها المشرق ما أجملك ما أجملك !
          وما ألذ عباراتك ..

          إلاّ ( أنا ) الأمّ ، فإنّها مُنفصلةٌ عنها ، لا تُحسّ بها ، لا تُريدها !
          --
          أسعد الله أوقاتك أخي الفاضل الأستاذ حسن
          أمتعني ردك الحار ، وأخجلني نداؤك أيها الرهيف النبيل ..
          دمتَ بخير

          تعليق

          • مصطفى حمزة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2010
            • 1218

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
            مرحبا بفاضلنا القدير أستاذ مصطفى
            صدقت والله تلك الأنا التي لا تنفك عن أحدنا
            والصراع الدائم المنصب من هذه الأنا وبها سقطت عروش ورفعت أخرى
            وو...
            إلا الأم عطاء بلا قتر ومنح بلا حدود وحب وحنان لو وزع على العالم لوسعه
            سلمت وسلم مدادك الثري الذي يغدق علينا بخير وأحسن الكلام وأنفعه وأدومه
            وكم يسعدني حضورك الرائع فلا تحرمنا هذا التميز
            كل التحية والتقدير
            ----
            مرحباً أختي الفاضلة الأستاذة شيماء
            أسعد الله أوقاتك
            وسلمك الله
            قراءتك االنقديّة كالمعتاد : أدب على أدب ، وفكر على فكر ، وهو يسعدني دائماً ، وأترقبه بعد كل مادة أنشرها
            ولن أتوانى عن نشر ما أكتبه هنا بإذن الله ..ولكنني بصراحة أختي الأديبة الفاضلة خواطري وأشعاري وقصصي وكل ما أكتبه يحل ضيفاً علي بإرادته هو ، ومتى يشاء ..
            تحياتي وتقديري
            دمتِ بخير

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سارة إسلام مشاهدة المشاركة
              رائعة جدا

              الكثيرون يقعون فى هوى أناتهم

              حتى تلك أنا الأم تود ما تريده فى أناتها لأبناءها
              و ربما تود فيهم الخير إشفاقاً على أناتها من احساس الألم بهم
              ---
              أختي الفاضلة سارة
              أسعد الله أوقاتك
              تعليقك الأنيق عميق ، وأعجبني تميّزكِ بقراءة خاصة للنص
              تقبّلي تحياتي وتقديري

              تعليق

              • بيان محمد خير الدرع
                أديب وكاتب
                • 01-03-2010
                • 851

                #8
                ماذا عساي أقول لأديبنا الكبير !
                ما أجمل و أروع وصفك لأدق جزيئات قلب الأم .. وبهذه الصيغة التي لم يتطرق إليها أحد ( الأنا المنفصلة )
                الله يا أستاذي .. عدت بي لتفاصيل تنعش الروح قبل أن تنطفئ شعلتها برحيلها ..
                عندما كنت أهاتفها من دبي فتلحظ و بسرعة البرق بأن صوتي متعبا قليلا .. ربما كان نوعا من غنج الإبنة لتستمتع بلهفة وحنان أمها .. فكانت تصبح حالة إستنفار في منزلنا في دمشق .. تنتهي بعد أن أكلمها ضاحكة ..
                رحم الله تلك الأيام المترعة بالغيث و الحب و الحنان ..
                آسفة أخي الغالي إذا كتبت عبارة غير مشذبة و لا تليق بمتصفحك الراقي الرائع
                ( أكون صادقة إذا قلت أني من بعد فراقها أصبحت مثل الكلاب الشاردة ) ..
                تقديري .. و إمتناني ..
                لإبداعك .. تحياتي

                تعليق

                • مصطفى حمزة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2010
                  • 1218

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
                  ماذا عساي أقول لأديبنا الكبير !
                  ما أجمل و أروع وصفك لأدق جزيئات قلب الأم .. وبهذه الصيغة التي لم يتطرق إليها أحد ( الأنا المنفصلة )
                  الله يا أستاذي .. عدت بي لتفاصيل تنعش الروح قبل أن تنطفئ شعلتها برحيلها ..
                  عندما كنت أهاتفها من دبي فتلحظ و بسرعة البرق بأن صوتي متعبا قليلا .. ربما كان نوعا من غنج الإبنة لتستمتع بلهفة وحنان أمها .. فكانت تصبح حالة إستنفار في منزلنا في دمشق .. تنتهي بعد أن أكلمها ضاحكة ..
                  رحم الله تلك الأيام المترعة بالغيث و الحب و الحنان ..
                  آسفة أخي الغالي إذا كتبت عبارة غير مشذبة و لا تليق بمتصفحك الراقي الرائع
                  ( أكون صادقة إذا قلت أني من بعد فراقها أصبحت مثل الكلاب الشاردة ) ..
                  تقديري .. و إمتناني ..
                  لإبداعك .. تحياتي
                  ---
                  أسعد الله أوقاتك أختي العزيزة ، أديبتنا بيان
                  أشكر لك ثناءك اللطيف على النص ، ويُسعدني جداً أنه وقع منك هذا الموقع الطيّب
                  ورحم الله أمك ، وجمعك بها هناك ، في مستقر رحمته ..
                  أعدتِ إليّ مشاهد لأمي - رحمها الله - وكأنها أمك ، وكأنها كل أم ..
                  والله كانت تعدّ لي الأيام لموعد إجازتي الصيفيّة ، وكانت تسألني كلما اتصلت بها من هنا ، من أم القيوين : كم باقي لترجع ؟ فأجيبها مثلاً : أربعة أشهر . فتسكت قليلاً ثم تقول : ( لأ .. 3 شهور وعشرين يوم .. ) !!
                  ووالله لا أذكر أنني رجعتُ في إجازة ، وجاء ليسلم علي أحد قبلها ...كانت تسبقني رغم الشيخوخة والروماتيزم !!
                  ووالله كان وجهها آخر وجه أراه عشية سفر العودة !! كانت تصر أن تملأ عينها مني لآخر لحظة ..
                  فمن مثل هذا المخلوق ؟!!
                  وشاء الله أن يتوفاها في ثالث أيام عيد الفطر الماضي ، وشاء ألا أراها ، في أول صيف لا أسافر فيه إلى سوريا منذ ثماني عشرة سنة !!
                  رحم الله كل أم .. فكلّ أم دنيا وحدها ... في هذه الدنيا ..
                  أعتذر .. ولكنني لم أملك عنان القلم ،فجمح وسرح ..
                  تحياتي وتقديري أختي الفاضلة
                  دمتِ بخير

                  تعليق

                  يعمل...
                  X