تعلمت الأبجدية على حائط الجيران
وقرأت قصصاً من خيالي الخصب لوحدي
لم تصدق معلمتي كلماتي
زجّت بأوراقي في سلة المهملات
سخرت من بوحي وأتهمتني بسرقة الأدب !
الا تعلم معلمتي أن مصروفي الصغير لا يشتري لي حكاية ؟
صرت كاتبة خواطر حب لصديقاتي
على العلم بأني لم أجرب ذاك الشعور
كنت أخشى من قصص الغرام
قالوا لي العشق حرام
والبسوا الكفن حروفي قبل الآوان
شابت اوراقي في درجي العتيق
عدت ذات يوم من مدرستي البعيدة
أبحث عن دفتري وقلمي السري
عثرت عليه معلقاً على بوابة الحي
مشنوقاً بتهمة التعري !
كنت استظل من اشعة الشمس تحت شجرة
او سور منهار لألتهم درساً أو درسين
وأذهب للأختبار دون مذاكرة لكنني كنت أنجح !
حملوا الكتف الصغير أعمال شاقة
لم أجد غداءي جاهزاً كبقية الأطفال
كنت أجد كومة صحون متسخة
وبيت مهمل ينتظر السندريلا الصغيرة
وبين خوف وتعب وموت
كبرت وكبر الهم معي
سخروا من كتبي وأقلامي
وأناخوا الأحباط يفترش طريقي
ثم مات أبي ...
حملني يومها مصروفاً كبير
استغربت يومها ما الذي حدث
كومة نقود في جيب مريولي الصغير
شلت توازن مشيتي
ضحكت مع زميلاتي يومها بكثرة
ثم كعادة العرب قلت
( اللهم أعطينا خير هالضحك )
عدت من المدرسة متأخرة
شاهدت بيتنا مغطى بالناس
راودني سيء الأحساس
لاقتني صديقتي لاهثة
ابوكِ مات يا ريماس ..
القيت حقيبتي على الأرض
وسقطت معها
و دفنت بقية الحكاية في تابوت أبي ...

تعليق