** رامي والبلبل **

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    ** رامي والبلبل **

    كان يا مكان في قديم الزمان بلبلٌ صغير يعيش مع الجد وحيد وعائلته. كانَ الجد
    وحيد-بائع الخضار، يحضر البلبل معه ُيومياً لدكانه ليستأنسَ به. ذاتَ يوم رآهُ
    الطفل رامي في دكان الجد وحيد، فأحبهُ وطلبَ من والدته شراءَه له.
    حينَ رفضت والدتُه ، أمسكَ فستانها بقوة حتى كادَ يمزّقُه:"ماما، ماما ..أريده..أريده،إن لم تشتريه لي فسأموت. "
    استمرَ البكاء المزعج للصغير، بينما كانت الوالدة تتنقل من بقالة لبقالة بحياء واضح من جراء تصرف طفلها القبيح..
    أخيراً توقفت أمام دكان الجزار وقالت لهُ :"مهما بكيت وصرخت، فلن أشتري لكَ البلبل."
    نظرَ إليها بغضب، ثمَ ضربَ قدميه بالأرض وقالَ بعنف لا يتناسب مع سنِّهِ اليافع:" سأحضرهُ، قد أحببتهُ كثيراً.."
    عادَ أدراجَه يبحث عنهُ وسطَ دهشة الوالدة وكل المتواجدين بالبقالة، الذين
    انفجروا ضاحكين وهم يتهامسون: "جيل آخر زمن .."
    وهناك من همس :"جدع يا ولد.."
    لحقتهُ الوالدة ..أمسكتهُ بقوة من يده وجرتهُ إلى السيارة المركونة في الشارع..
    زجرتهُ بقوة وقالت لهُ :"لن أحضرك معي مرةً أخرى .."
    قادت السيارة بعصبية وهي تخاطب نفسها بصوت لم يسمعهُ صغيرها:"
    أينَ سأبقيه؟..تهديداتي كلها لا طعمَ لها ولا نكهة،بلبلي الصغير سيبقى دوماً مرافقي الخاص حتى يكبر.. "
    جلسَ الصغير على المقعد المجاور لها ،ينظر إليها والشرر يتطاير من عينيه..ترافقه الدموع الحارة:"أريد ذلكَ البلبل الجميل،لمَ لم تشتريه لي،أريده؟"
    حينما تكبر يا صغيري،ستشتري من الحياة ما تبغي ،وهيَ ستشتري
    منكَ سعادتك..حلق الآن ما شئت،طالما لديك الحرية البيضاء.."
    نظرَ إليها الصغير باستغراب،بعدها أدارَ وجهه البريء نحوَ النافذة وطفقَ
    يراقب البلابل المغردة على الأغصان القريبة ولسان حاله يقول:"حينَ أكبر
    ستكون كل هذه البلابل لي.."
    sigpic

  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    حين أكبر ستكون كل هذه البلابل لي ..
    ستشتري من الحياة ما تبغي ،وهيَ ستشتري منكَ سعادتك..

    أديبتنا الفاضلة : أميرة عبد الله
    نصٌ جميل بدأ بطريقة الحكي القديمة : كان يا مكان ، ليذكرنا بقصص التراث التي تعودنا عليها من الجدات
    ولينتهي بحكمة عرفنا صدقها بالتجربة والممارسة
    السعادة لا تشترى ، والمتعة ليس بالقدرة على شراء كل شيء ، بل بالحرية التي افتقدناها منذ صرنا كبارا

    مودتي أميرة
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      لو أنا ما تصرفت مثل الأم هكذا,

      ولأقنعت طفلي بعدم جدوى حبس طائرا مغردا رائعا كالبلبل...

      شكرا لك أستاذة أميرة وعلى الرسالة في قصتّك.

      تحياااتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • جميل داري
        شاعر
        • 05-07-2009
        • 384

        #4
        هي أحلام الطفولة الجميلة نكبر وتكبر معنا هذه الاحلام وغالبا ما نفقد الطفولة والاحلام معا
        هناك عنادان في القصة
        عناد الام وعناد الطفل
        لكن الام تفرض موقفها على الطفل الذي أسقط في يده ولم يبق امامه الا الحلم البعيد
        فقد بقيت لديه عقدة "الحرمان" من البلبل فاذا به يصور لنفسه الالف البلابل التي سيقتنيها كبيرا
        لكن الام تفهمه انه قد يحظى بها ويخسر سعادته
        وقديما قال فولتير:
        ما اصعب ايجاد السعادة في هذه الحياة
        أرجو الابتعاد عن بعض الهفوات النحوية الصغيرة:

        ،إن لم تشتريه لي سأموت

        "مهما بكيت وصرخت، لن أشتري لكَ البلبل."
        هنا جواب الشرط يحتاج الى الفاء:
        فسأموت....فلن أشتري

        ضربَ اقدامَه بالأرض
        الصواب:
        ضرب قدميه بالأرض

        المبدعة الراقية أميرة
        قصة ذات مغزى عميق
        دمت بعبق وغبق

        تعليق

        • عبير هلال
          أميرة الرومانسية
          • 23-06-2007
          • 6758

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
          حين أكبر ستكون كل هذه البلابل لي ..
          ستشتري من الحياة ما تبغي ،وهيَ ستشتري منكَ سعادتك..

          أديبتنا الفاضلة : أميرة عبد الله
          نصٌ جميل بدأ بطريقة الحكي القديمة : كان يا مكان ، ليذكرنا بقصص التراث التي تعودنا عليها من الجدات
          ولينتهي بحكمة عرفنا صدقها بالتجربة والممارسة
          السعادة لا تشترى ، والمتعة ليس بالقدرة على شراء كل شيء ، بل بالحرية التي افتقدناها منذ صرنا كبارا

          مودتي أميرة


          القدير

          أحمد عيسى

          وتواجد أكثر من رائع

          أعتز به..

          ملاحظة :اعلم أن هذه القصة مختلفة عن بقية

          قصصي لكونها تجربة في ادب الأطفال

          وعن قريب سأنزل قصة أخرى بعنوان : "وفاء أرنب "

          أتمنى أن تكون أفضل من هذه التجربة

          لك مني أرق تحياتي

          مرفقة بعميق شكري

          لتواجدك العطر وروعة ما خطتهُ

          أناملك الذهبية هـا هنـااا
          sigpic

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
            لو أنا ما تصرفت مثل الأم هكذا,

            ولأقنعت طفلي بعدم جدوى حبس طائرا مغردا رائعا كالبلبل...

            شكرا لك أستاذة أميرة وعلى الرسالة في قصتّك.

            تحياااتي.

            غاليتي القديرة


            ريما

            وتواجد عطرَ قلبي قبلَ

            أن يعطر قصتي ..

            وتعليق مميز في لب النص

            محبتي وورودي

            للرائعة
            sigpic

            تعليق

            • عبد الحميد عبد البصير أحمد
              أديب وكاتب
              • 09-04-2011
              • 768

              #7
              كنت دوماً من عاشقي العملاق الأناني لأوسكار وايلد عن حديقة الأطفال،مخاطبة الأطفال ليس باليسير،فالأمر يلزم حنكة ودراية لأعمال انسجام يوافق عالم الطفل الصغير،وهذا ما وجدته هنا
              نص بريء صادق طاغي الجمال.
              أرفع القبعة أ. أميرة
              الحمد لله كما ينبغي








              تعليق

              • سمية البوغافرية
                أديب وكاتب
                • 26-12-2007
                • 652

                #8
                أهلا أستاذة أميرة
                طالما اعترفت أنها قصة موجهة للطفل فأنا أصفق لك
                لأنها قصة ظريفة وتحمل في طياتها عبرا جميلة تليق بأحبتنا الأطفال
                وأرجو نشرها في ملتقى أدب الطفل
                كما أرجو منك استبدال كلمة الطفل القبيح بالطفل العنيد
                القبيح صفة قوية وشخصيا لا أستسيغ اقترانها بالأطفال أم أنك ترين العكس؟؟!!
                كما أرى العبارة الأخيرة التي قالتها الأم تحتاج إلى التبسيط حتى يستوعبها الطفل
                وفيها درس للكبار أيضا، فحينما يقمع الطفل بهذا الشكل العنيف
                دون تبرير مقنع سيدفعه في الكبر إلى الحصول عليه بأي طريقة
                وشكرا على تفهمك
                وتحياتي الصادقة
                ***
                كتبت منذ سنوات رواية للطفل تحمل عنوان: رامي وبلبول
                بلبول هو الإسم الذي أطلقه رامي على بلبوله

                تعليق

                • عبد الرحمن محمد الخضر
                  أديب وكاتب
                  • 25-10-2011
                  • 260

                  #9
                  جميلة ياأميرة
                  صرت طفلا وانا أقرأها لك .
                  ذاك الاصرارالطفولي .. الرغبة الجامحة في التملك ,, البراءة التي لا تفسرولاتبرر أي سبب في أن يرفض لك أي أحد كان ما تطلبه إليك فكيف أن تكون أمك . بساطة اللغة التي دارت في الحديث : أم وابنها
                  الإصرارالطفولي كان متناغما مع الاصرارالسردي المتلاحق
                  تجربة في القص الطفلي تمكنت منها وخطوة أولى قوية وبدون اي مجاملة ..... برافو أميرة . وفي انتظارقادمك لنسعد بمثل هذا التجلي

                  تعليق

                  • صالح صلاح سلمي
                    أديب وكاتب
                    • 12-03-2011
                    • 563

                    #10
                    المبدعة الراقيه.. أميره عبدالله
                    أصبح متصفحي في موعد مع السمو العذب واكاليل الياسمين
                    كلما داخله نص لك
                    أجواء معبره وحركيه فنيه عاليه
                    وطفل يطبع شخصيته في اذهاننا
                    ماذا لو جعلت لابطالك اسماء ثابته, كياسمين
                    تلك الخالده مثلا ورامي كذلك او غيره
                    ستتركين بصمة في هذا المجال
                    لااشك في ذلك
                    شكرا لك
                    التعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 07-12-2011, 08:54.

                    تعليق

                    • أمين خيرالدين
                      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                      • 04-04-2008
                      • 554

                      #11
                      الأميرة النبيلة
                      اميره عبدالله
                      قصة ممتعة تحاكي الطفولة ببراءتها ونقائها
                      وتحكي صعوبة الحياة بمتطلباتها
                      قصة جميلة متقنة العناصر بداية وحبكة وحدثا وقفلة
                      تعيدنا إلى حكايا الجدة حين كانت تبدأ
                      " بكان يا ما كان"
                      تلك البداية الجميلة والأسلوب الجميل
                      دمت ودام قلمك
                      [frame="11 98"]
                      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                      [/frame]

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        االله
                        ما بها ؟؟ ولمذا الخوف والقلق؟؟
                        لك قلمك أكثر من رائع إن وصفناه
                        مشاعر طرية وبريئة وجميلة جدا تتناسب مع رامي ومن في مثل سنه
                        قصة مرت بخيالي كأنني أشاهد فيلم كرتون للأطفال , أو مسلسل مدبلج
                        ردود رامي العفوية كانت تضحكني , وهذا دليل على قربها القوي وواقعيتها دون زيف أو تكلف
                        جميلة وأكثر
                        سأنتظر القادمة .. ولا مانع من النشر هنا ليأخذ حقه من القراءة, بعدها يتم نقله إلى أدب الطفل.. فهنا ثلة من الأساتذة الذين يرون الأمور ويضعونها بموضعها الصحيح ..
                        لذا نستأذن رئيس القسم والسادة المشرفين بإتاحة الفرصة لكتابنا بالنشر هنا ما قد يقترب منا ونقترب منه..
                        وتحياتي للجميع
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • عبير هلال
                          أميرة الرومانسية
                          • 23-06-2007
                          • 6758

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
                          هي أحلام الطفولة الجميلة نكبر وتكبر معنا هذه الاحلام وغالبا ما نفقد الطفولة والاحلام معا
                          هناك عنادان في القصة
                          عناد الام وعناد الطفل
                          لكن الام تفرض موقفها على الطفل الذي أسقط في يده ولم يبق امامه الا الحلم البعيد
                          فقد بقيت لديه عقدة "الحرمان" من البلبل فاذا به يصور لنفسه الالف البلابل التي سيقتنيها كبيرا
                          لكن الام تفهمه انه قد يحظى بها ويخسر سعادته
                          وقديما قال فولتير:
                          ما اصعب ايجاد السعادة في هذه الحياة
                          أرجو الابتعاد عن بعض الهفوات النحوية الصغيرة:

                          ،إن لم تشتريه لي سأموت

                          "مهما بكيت وصرخت، لن أشتري لكَ البلبل."
                          هنا جواب الشرط يحتاج الى الفاء:
                          فسأموت....فلن أشتري

                          ضربَ اقدامَه بالأرض
                          الصواب:
                          ضرب قدميه بالأرض

                          المبدعة الراقية أميرة
                          قصة ذات مغزى عميق
                          دمت بعبق وغبق


                          القدير

                          جميل داري

                          هذه هي أول مرة تقرأ لي

                          فيها وقد سرتني بالفعل

                          هذه الزيارة القيمة

                          التي أتمنى أن تتكرر

                          شكري العميق لأنك نبهتني للهفوات

                          قد قمت بتصحيحها


                          لك مني أرق تحياتي وأعطرها


                          sigpic

                          تعليق

                          • عبير هلال
                            أميرة الرومانسية
                            • 23-06-2007
                            • 6758

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
                            كنت دوماً من عاشقي العملاق الأناني لأوسكار وايلد عن حديقة الأطفال،مخاطبة الأطفال ليس باليسير،فالأمر يلزم حنكة ودراية لأعمال انسجام يوافق عالم الطفل الصغير،وهذا ما وجدته هنا
                            نص بريء صادق طاغي الجمال.
                            أرفع القبعة أ. أميرة



                            القدير

                            أحمد فريد

                            وتواجد أكثر من رائع

                            أبهجني للغاية

                            كلماتك اعتبرها شهادة تقدير

                            وإن شاء الله سأنزل قصتي الثانية

                            للاطفال بعنوان"وفاء أرنب "

                            وآمل أن تنال اعجابكم

                            لك مني أرق تحياتي وأعطرها

                            مرفقة بعميق شكري
                            sigpic

                            تعليق

                            • عبير هلال
                              أميرة الرومانسية
                              • 23-06-2007
                              • 6758

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة سمية البوغافرية مشاهدة المشاركة
                              أهلا أستاذة أميرة
                              طالما اعترفت أنها قصة موجهة للطفل فأنا أصفق لك
                              لأنها قصة ظريفة وتحمل في طياتها عبرا جميلة تليق بأحبتنا الأطفال
                              وأرجو نشرها في ملتقى أدب الطفل
                              كما أرجو منك استبدال كلمة الطفل القبيح بالطفل العنيد
                              القبيح صفة قوية وشخصيا لا أستسيغ اقترانها بالأطفال أم أنك ترين العكس؟؟!!
                              كما أرى العبارة الأخيرة التي قالتها الأم تحتاج إلى التبسيط حتى يستوعبها الطفل
                              وفيها درس للكبار أيضا، فحينما يقمع الطفل بهذا الشكل العنيف
                              دون تبرير مقنع سيدفعه في الكبر إلى الحصول عليه بأي طريقة
                              وشكرا على تفهمك
                              وتحياتي الصادقة
                              ***
                              كتبت منذ سنوات رواية للطفل تحمل عنوان: رامي وبلبول
                              بلبول هو الإسم الذي أطلقه رامي على بلبوله



                              غاليتي سمية

                              وتواجدك رائع

                              أبهجني للغاية

                              معك حق بخصوص القبيح

                              هه انا ما اعترفت انها للأطفال

                              هي فعلاً قصة للأطفال والدلالة تبسيطي

                              لطريقة الكتابة

                              محتمل بالنسبة للنهاية معك حق

                              فهي ربما للكبار أكثر منها للصغار

                              ستروق لك قصتي الجديدة للأطفال

                              بالنسبة لنقل القصة فهل هناك من سيقرأها

                              لي بقسم الأطفال؟؟

                              نشرتها هنا لأني أريد رأيكم ونقدكم

                              لأستفيد


                              محبتي وورودي لك

                              همسة :شوقتيني لقصتك التي

                              أتمنى أن تنشريها هنا ليتسنى لي قراءتها
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X