كائنات تموت على مهلها .. !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
    محمد الغالي :
    هل كتبت النصّ
    في لحظة كان بها القلب
    يبكي الإنسان الذي همّشته الحياة
    وأدارت ظهرها له ..دونما التفاتٍ
    فيموت قبل الموت بأشواطٍ وأشواطٍ ...
    نعم ..نبكي من أجل هؤلاء البسطاء
    نعيش أوجاعهم ..يعيشون في ظلال أقلامنا
    نشاغب قروح أرواحهم..
    تنشج السطور حين تلامسهم ..
    كنت مبدعاً زميلي سلطان كعادتك ..فكرةً ، وأسلوباً ، وانسيابيّة ..
    وتشدّ القارئ باستحواذٍ ...حتى النبض الأخير من النصّ ..
    حيّااااااااااكَ .
    وحياااااك الله أستاذتي الغالية
    إيمان الدرع
    بنت عمي الكريمة التي ما إن قرأت لها تعليق إلا وأجدني أزحف ناحية القلم زحفا
    نعم غاليتي هي طبقة المهمشين الذين يموتون بلا أضرحة , ويقضون عمرهم كله مهمومين بالبحث عن مقبرة
    رغم أن هناك الكثير مما يسحق القلوب ويدميها , الجوع .. الفقر .. الملبس .. المسكن ...إلخ
    تحياتي لك أستاذتي الغالية وتقديري
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
      القدير

      محمد سلطان

      وقلم رائع للغاية

      أحب القراءة له

      كنت هنا مع قصة واقعية

      سلطت الضوء على ما لا يود

      الناس رؤيته ..

      كائنات تموت على مهلها ؟؟؟

      أم أننا بتجاهلنا لها ونسيان أمرها

      نكون أحد مسببات قتلها ...؟؟

      تقبل مروري المتواضع
      قتلتها الظروف وزدناها موتا ..
      هي كذلك أميرتنا الغالية .. أميرة أدب الطفل..
      أسعدني مرورك وشرفني تواجدك
      تحياتي لك وتقديري
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        محد الغالي
        كم كنت شفافا ورقيقا حتى في لحظة الموت
        نص رائع
        نص ضمنته كل مواجع الوطن بهذا العم
        أي قسوة أن نطالب بشبر نموت وندفن فيه
        أنا لا أمتلك شبرا واحدا في العراق وأخاف أن أموت لأترك تأكلني الهوام
        وهل هذه الكائنات كتب عليها العذاب الأبدي
        أجد أبدي حاضرة اللحظة كي أرثيه
        وهل كائنات تموت تفي أم لابد من الباقي
        ربما أمهلوني كي أموت
        أو كم مترا تكفي للنوم
        متر ونصف للنوم!!

        لا أدري

        لكن النص رائع بكل مافيه
        تسير بخطى واثقة محمد وكلي سعادة أني كنت معك لحظة بأخرى
        وللذهبية أيها الذهبي
        الحمد لله على سلامتك عائدة ..
        حفظك الله وقدر لك الخير كله
        والعمر المديد
        كم يسعدني تواجدك عائدة
        وكم يحتاج كل منا لهذا التشجيع
        فأعتبره بالنسبة لي حافزا وأكبر محرضا على المواصلة
        رغم المشانق التي تلتف أحيانا حول رقبة القلم
        أحبك عائدة وأقدر لك مجهودك المبذول في أول مكان عن طريقه عرفتك
        أيتها الكبيرة الخلوقة
        قبلاتي ومودتي وإحترامي الشديد
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
          الاستاذ / محمد سلطان
          لو أن النص قدم لي بدون وجود اسمك لعرفت انك كاتبه... لك اسلوب وفنيه لايجيدها الا قلائل
          تلك الأنفاس الشعبيه المصريه المحببه.
          مره قلت لاستاذنا ربيع عقب الباب : أن تكتب بمصريه فأنت تكتب بعالميه.. لان مصر بتاريخها هي كذلك
          أتمنى لك دوام التقدم
          شكرا لك.
          غمرتني بفيض كرمك أستاذي الغالي
          أشكرك على التشجيع والإطراء
          وأشكرك لك هذا الثناء على اللهجة المصرية ووصفها بالعالمية
          محبتي لا منتيهة
          ومودة لا تنقطع
          وتقديري
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • دينا نبيل
            أديبة وناقدة
            • 03-07-2011
            • 732

            #20
            أ / محمد سلطان

            ربما من عادتي ألّا أقرأ في هذا الوقت من اليوم ، لكن لا أدري وجدتني أحضر كوب قهوتي إلى هنا لأقرأ سرديتك الماتعة الرائعة هذه !

            هذه القصة ذات العبق المصري الأصيل ... ولكن مع الأسف عبق حزين مبكي لن نستطيع أن نتغافل عنه ، نقلتني قصتكم إلى عالم هؤلاء " المعذبون في الأرض " أو " المنسيون " الذين يولدون ويموتون ولا يراهم أصحاب الحُلل الأنيقة إلا أصفارا ( على الشمال ) !

            إنها الدنيا التي لا تعطي أحدا شيئا وإنما الكل يلهث ليحصل منها قدر الإمكان والباقي ينام على أريكة خشبية تحت الأكياس البلاستيك

            صدقني سيدي ، كنت ألتهم الأسطر لأعلم ما سيحدث لعمّ سنوسي .. خاصة لما قاربت على النهاية ، شعرت بغصة وأدركت أنه سيموت فتألمت ( مقدما ) ، كم هو رائع أن يمتلك الكاتب هذه القدرة على توجيه مشاعر القارئ فيعلم متى يجعله يضحك ومتى يجعله يبكي !

            لن أتكلم عن جمال اللغة ودقة التصوير فهذا تكلم فيه الكبار ممن سبقوني بقراءتها ، ولكن أقول .. كأنك أخذتنا إلى الجو هناك بتناقضاته ومفارقاته بثنائياته الضدية ( الفقر- الغنى) ( الجوع - الشبع ) ( الكلب المدلل - الانسان الأحقر من الكلب ) ، أعجبتني المقابلات هذه التي قمت بها بفنية عالية في منتصف القصة تقريبا ..

            قصة راقية .. سرني المرور بها كثيرا ..

            دمت متألقا أديبنا الفاضل

            تقبل تحياتي

            تعليق

            • إيمان عامر
              أديب وكاتب
              • 03-05-2008
              • 1087

              #21
              يا الله

              أصعب شيء محمد أن نلهث وراء أبسط حق لنا ونرحل قبل أن نلمسه

              يا الله هناك الكثير والكثير من البسطاء ..........

              إحساسك عالي وصلت الصورة بجميع أركانها

              دمت بخير صديقي العزيز ودام قلمك يقطر إبداعا

              لك أرق تحياتي وإلي المزيد من الإبداع والتألق
              "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #22
                الفكرة ذكية .. الفكرة في احداث هذا التناقض
                و لكن التنفيذ كان يعوزه الذكاء و الكثير من الفن
                انك تعود بي الي تلكم المرحلة التي افقدت الواقعية طعمها ورونقها و ذكاءها
                فأساءت حين أرادت الانتصار ، و أقصت حين كانت ترنو إلي الحب و الاقتراب !

                هناك مساحات كبيرة تدخل فيها الكاتب بأسلوب مباشر
                و كان يجب أن يعي تماما .. أن هذا يعيب العمل ، و ليس دفاعا عن الفقراء و لا حبا لهم !

                أنا آسف على اللهجة التي دخلت بها هنا
                و كنت أتحاشى الحديث
                و لكن ها أنا معك
                السابقة كانت أكثر ذكاء ، و لو كانت لقطة بسيطة من فيلم سبق اجتراره !

                لا تتخل عن جمال قصك ، لا تستسهل الأمر .. أرجوك

                لك محبتي
                التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 10-12-2011, 16:56.
                sigpic

                تعليق

                • رزيقة حزير
                  عضو الملتقى
                  • 24-07-2009
                  • 225

                  #23
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  العزيز محمد سلطان
                  الحياة على حافة عربة خشبية مهترئة أو بيت قصديري بليد... ثم الموت في صمت.. هي صور متشابهة متكررة ..
                  سعدت بالقراءة
                  [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial][align=center]
                  [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial]ليس حسن الجوار كف الأذى ... [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arial][COLOR=darkorchid]بل الصبر على الأذى[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE]
                  [B][COLOR=darkorchid] [FONT=Arial][SIZE=3]علي بن أبي طالب [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
                  [/COLOR][/align][/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
                  [/COLOR]

                  تعليق

                  • مصطفى الصالح
                    لمسة شفق
                    • 08-12-2009
                    • 6443

                    #24
                    كائنات تموت على مهلها .. !! محمد سلطان

                    رحمه الله
                    وكم من مثله الآلاف إن لم تكن ملايينا
                    أخي محمد
                    الصوت النابض بهموم ومشاكل البسطاء من الناس- والذين أتمنى أن أكون منهم- كنت مصورا رائعا وساردا ملهما
                    طريقة السرد مدهشة؛ فالبطل يسرد حكاية وليس هو الحكاية.. كانت هنا أكثر من حكاية، وكلها من صميم الحياة الواقعية
                    لا يقدر على كل هذا إلا متمكن مرهف الحس.. مثلك

                    الرجاء تعريف ( أمشير) لمن لا يعرفها

                    يلتحف البرد غطاء كل ليلة
                    جاكتة آمالك الفستقية
                    غسلت فيه الأمل بصوتها الرقراق
                    كأنني فجأة تخففت من أوزاري, وعدت لتوي من أرض الله الحرام.
                    كانت صورا شعرية رائعة
                    لكن يا صديقي
                    ربما تكون هناك بعض السهوات والملاحظات
                    كلمات عامية يجب وضعها بين قوسين () : القازورات، لانشون، الزوات، زكائب
                    يُكمل عشاءه نوم> نوماً لأنها حال والله أعلم
                    رئيس الحي لا يعرف عم سنوسي, لكن يعرف> لكنه أصوب والله أعلم
                    مرفق بالموافقة>مرفقا بالموافقة
                    تطير وترواغ > وتراوغ
                    آريكة= أريكة
                    قارسة = قارصة

                    صوبني إن كنت مخطئا

                    كل الود والتقدير
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 18-12-2011, 09:50.
                    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                    حديث الشمس
                    مصطفى الصالح[/align]

                    تعليق

                    • وسام دبليز
                      همس الياسمين
                      • 03-07-2010
                      • 687

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد سلطان مشاهدة المشاركة
                      ما يزال مشهده البطيء, وهو يتسحب إلى ركن القاعة الضيقة ليحتفظ بلقيماته اليابسات, وحبات الزيتون الأسمر, فوق أريكته الخشبية, يسيطر على شاشة عقلي, ويستحوذ على فكري لوقت طويل.
                      آمنتُ بالفقر والجوع, كما آمنتُ بفاطر السماء والأرض, ولا نصيب للسعادة إلا من خلال جيوبهم الأنيقة, حينما يستهلكون الإنسان كسلعة أبخسوها الثمن, طـُرحت على الطرقات للغادي والقادم, ربما سلطوا عليها الذباب ليتأكد للجميع هذا البخس وذاك الرخص, المهم في الأمر أننا منتهوالصلاحية, أفسدونا, ومكنوا منا العطب, فأفسدنا باقي القفص, يا فرحتي بك, وأنت تشذب شاربك وتهندم قوامك, تمرر فرشاة "سحب الوبر" على جاكتة آمالك الفستقية, وتشدني شدا ناحية النافذة, تأمرني أن أنظر.. هناك في البلكونة البعيدة فتاة أحلامك.. أحلامك القرنفلية..
                      ويا عدم اكتراثك وأنا أُبعد ذراعك, أطوحها أكاد أقضمها, وتكاد تصل إلى السماء وتقترب, أظنك فرحا, عرفتك تعشق الزهو والتلميع, ستسعد حينما أطوحها؟ نعم أعرفك لا يهمك سوى الطبقات العليا.
                      أعود وأجذبك ناحية النافذة نفسها, وبنفس الأمر أطلب منك أن تنظر.. إلى هناك .. حيث السقف الخشبي والجدران المستورة بأكياس البلاستيك, وخشخشاتها إن جاءت ريح أمشير الباردة, هل ترى هذا المنزل؟ عبارة عن قاعة واحدة, لو افترضنا أنها قاعة يرتضيها البشر سكنا, انظر كيف تتساقط عليها الأمطار بغزارة, وكيف تنكمش القطة فزعا حينما تندفع القازورات مع وسخ المزاريب إليها, حتى المنحدر الأرضي استقصدها, ترك الميل المتجة نحو فيلا "السمادوني" وغير اتجاهه نحوها..
                      السواكن أصبحت طيّعة ورهن إشارتهم..؟
                      بخطى فيلية كان يتحرك بثقل رغم نحافته, يبذل أقصى جهده كي لا يخسر وجبة العشاء المتبقية من وجبة الإفطار, فوجبة الغذاء مشطوبة من برنامجه الغذائي, حبات من الزيتون الأسمر, شريحة لانشون تزن خمسين جراما ونصف, لقيمات من الخبز المقدد, ولا أضواء يستنير بها ليطرد القطة المشاكسة التي زاحمته القاعة.. الولد "فستق" ابن الذين آمنوا ولم يعملوا الصالحات صوّب "بالنبلة" على لمبة الجاز.. هااااه يفرجها ربنا.
                      الراديو "الترانزسيتور" – صُنع الصين – في بيانه الصبحي صرح أن إنارة العشوائيات في أولويات الحكومة الجديدة.. ومذيعة الشرق الأوسط غسلت فيه الأمل بصوتها الرقراق في برنامج "بصبح عليك".
                      عم سنوسي حاول مرارا مقابلة رئيس الحي.. عم سنوسي يلتحف البرد غطاء كل ليلة, عم سنوسي يُكمل عشاءه نوم, عم سنوسي لديه بطانية واحدة من صوف الغنم _ أرسلها له فاعل خير _ وحصيرة وكلب مربوط أمام المنزل, رئيس الحي لم يخبره أحد بشكواه.. رئيس الحي يصلي ويصوم, وحج بيت الله ثلاث مرات.. رئيس الحي لا يقصر أبدا مع المواطنين, ولا يتوانى لحظة في أداء واجبه الوطني.. رئيس الحي لا يعرف عم سنوسي, لكن يعرف الكلب المربوط أمام منزل عم سنوسي, فكلما مرت به سيارة الوحدة أمام المنزل نبح وثار, وشب على قدميه فرحا بالحكومة الجديدة.
                      على مكتب الموظف المختص بتلقي شكاوى المواطنين, ترك الرجل شكواه مدعومة بختمه المدوّر, فهو يجهل القراءة والكتابة, ولا يستطيع نقش التوقيع بالطريقة التي ينقشها الأساتذة, والمرسومة كرسمة أولاد الزوات. هل تعلم فحوى الطلب؟ عم سنوسي اعتاد على البطانية الوبر ولا يكره قطته, وأنت معتاد على فرشاة سحب الوبر وتنزعج من صوت الكلب.. الغريب أنك لاتنزعج هكذا من "ماستيف" ذا الفراء القصير الناعم.. والأغرب أنك تشتري له الكبدة المشوية بنفسك, وترجع بها من الشارع الخلفي كي لا يشمها كلب عم سنوسي, تقف مصلوبا تحت نافذتها كأن عليك ذنبا, لا تجرؤ على الحركة حتى تتأكد أن "ماستيف" شبع تماما.. ثم تمنحك الإذن فتنصرف.. فهل عرضت الطلب على رئيس الحي؟
                      في صباح دافيء قليل المطر, كان أمشير هادئ الطبع في ذلك اليوم, جاء عم سنوسي إلى المكتب آملا في وجه الموظف خيرا, وحينما رأيته, اختبأتُ خلف ستار النافذة "الطحيني" اللون.. لكن الشجار الذي علا ونشب بين الرجل ورئيس الحي أجبرني على مواجهة المسئولية, فالخطأ كان خطئي بالتأكيد.. وجلّ من لا يسهو.. رغم أن الأمر لا يستحق كل هذا الصوت العالي, إلا أن الرجل حقا ما طلب المستحيل, ورأيت من اللائق أن أحل أنا الموضوع بعيدا عن جعجعة رئيس الحي, سألته:
                      - كم مترا يكفيك ياعم سنوسي؟
                      - يا ولدي هي نومة أم أكثر؟
                      وفور إجابته, ترقرقت دمعة خفيفة في مقلتيه, وبرقت, حاولتُ أن أطيّب خاطره, لكن رفض أية محاولة, كان تمسكه أشد حتى تتم الموافقة على الطلب الذي قدمه منذ أكثر من ثلاث سنوات, ثم سرح طويلا, كأنه يتخيل جثته المرمية على آريكة خشبية في قاعة ضيقة, لا يسكنها سوى حيوان هزيل, لو تذكره عزرائيل في ليلة قارسة من ليالي أمشير, أو في سنة من السنوات الماضية قبل أن يوافق له رئيس الحي على الطلب, ما مصير جثته إذن؟
                      - يا ولدي أنا لم أطلب قصرا, كل ما طلبته مترا بالطول × نصف متر بالعرض, ورحمة بعجوز مثلي مقطوع من شجرة أرجوكم وافقوا على الطلب.
                      - غدا سيكون جاهزا, وسأذهب معك بنفسي أسلمك المكان والتصريح بالبناء.
                      ما استعصى البكاء هذه المرة, رغم كمية الفرح التي خرجت مع الدموع من مقلتيه, ثم صافحني وانصرف, يمطرني وابلا من دعوات تفريج الكرب, كأنه يسابق أمشير الذي أعلن عن نيته السيئة أخيرا.
                      لم أكن أعلم أنك بهذه الشفقة, تمتلك وفرة من الرحمة, وتأكد لي أن علاقتك بـ"ماستيف" ليست إلا واجبا نجم عن ضعف إنساني.. تراها أحبتك لطيبة قلبك؟ أم أن لعلاقة الرئيس بالمرؤوس دورها في إنجاح صفقة تبادل القلوب..؟
                      كم كنت فزعا حينما رأيتك بهذا الغم عشية أمس! اقتربت منك على غير عادة.. وضعت على يسارك فنجان القهوة المخلوطة بالهيل والقرنفل.. حاولت أن أخفف عن أكتافك زكائب الهم التي حطت عليك فجأة.. رأيت أن أبحر معك في نفس الطقس, وبكل قوتي ضغطت على الدمل:
                      - ما أخبار "ماستيف" ؟
                      ومن الطبيعي أن ترفض الإجابة, حاولت أن أستنطقك وأفكك من هذا الأسر, لكن ساديتك نحو نفسك كانت أقوى, كيف تطيق وتتحمل هذا التعذيب؟ اعتبرها ماتت أو لم تكن, واعتبره كلبا وراح.. هناك كلب آخر, أكيد هو أحوج لأي رعاية من "ماستيف".. وستكون فرحة عم سنوسي بك أكبر محرض على النسيان.. ما رأيك؟
                      وضعت التصريح في جيب الجاكتة, مرفق بالموافقة على الطلب, قصدت "الحاتي" قبل أن أذهب له مباشرة.. لم أنتظر هدوء أمشير, ولم أكترث بالهطول, شعرتُني فقاعة تطير وترواغ حبات المطر, كأنني فجأة تخففت من أوزاري, وعدت لتوي من أرض الله الحرام.
                      طلبت من "الحاتي" نصف كيلو زيادة, سيكون للغذاء شهية مختلفة تحت أكياس البلاستيك, وللمرة الأولى سيتناول عم سنوسي وجبة الغداء.. قبل اقترابي من الباب بخطوات, شب الحارس الوفي على قدميه الخلفيتين, مراقصا ذيله, غمرتني نشوة فرح عارم, وسعادتي الأكبر أنني لم أنزعج منه, وضعت له طبق الكبدة المشوية, واستغربت عندما رفضه..
                      تأكدت من سلامة التصريح وورقة الموافقة.. جهزتهما.. كانت القاعة معتمة من الداخل, تتساقط من السقف مياه أمشير بغزارة, الراديو الترانزستور _ صنع الصين _ يؤكد أن قرار الأمس سيبدأ في التنفيذ من الغد.. ومذيعة الشرق الأوسط تنعي بغاية الأسى والأسف فقدان مصر واحدا من أشرف أبنائها في برنامج "كلنا جنود".. والقطة المشاكسة تلمع عينيها في حضن عم سنوسي الممدد دون غطاء على أريكته الخشبية كلوح الثلج.
                      حين يمر الضوء من جوار البعض دون أن يلتفت لهم لانهم كانوا على الهامش حتى في موتهم يبقون على الهامش
                      كانت قصة جميلة وحزينة كتبت بقلم أنغمس بحبر الهم الاجتماعي

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #26
                        فليسمح لي زملائي أن أتجاوزهم لأرد على أ / ربيع
                        على أن أعود لهم إن قدر الله العمر.. وبارك فيه:




                        الفكرة ذكية .. الفكرة في احداث هذا التناقض
                        و لكن التنفيذ كان يعوزه الذكاء و الكثير من الفن
                        انك تعود بي الي تلكم المرحلة التي افقدت الواقعية طعمها ورونقها و ذكاءها
                        فأساءت حين أرادت الانتصار ، و أقصت حين كانت ترنو إلي الحب و الاقتراب !

                        حقيقة استغربت هذا التشبيه, فما لي أنا بهؤلاء ولم حشرتني معهم؟ وهل وصل بي الأمر في هذا العمل إلى هذا السوء , وعلى أي شئ كنت أبحث عن انتصار؟ وانتصار ماذا ؟ ومعركتي كانت في أول الأمر وآخره مع نفسي فقط.. لم أقحمها للمناظرة مع أي كاتب آخر, ولم أود في يوم من الأيام مجابهة غير متكافئة مع أحد , فمثلي لا يتملك أصلا الاستطاعة لحمل حربة القلم, فكما ترى - العبد الفقير إلى الله - مازالت طفلا يحبو تحت أقدامكم, أما عن الإقصاء الناتج عن طلب المحبة والاقتراب, فنصي كغيري أضعه وأنصرف لا أبتغي من خلفه سوى مشاركة الغير همومهم .. و(الغير) هنا هم الكتاب الزملاء.. وليس الفقراء الذين حشرتهم معي في نفس المأزق أستجدي بهم نفعا أدبيا.. فهي همومي وهمومهم, وفي النهاية كلٌ يغني على ليلاه, فإذا كنت بهذا العمل قد أسأت فعلا للكتابة والأدب, فلا يشرفكم كأدباء أكابر أن تحتضنوا مسيئا بينكم, وهذا ما أرفضه قطعا للجميع.

                        هناك مساحات كبيرة تدخل فيها الكاتب بأسلوب مباشر
                        و كان يجب أن يعي تماما .. أن هذا يعيب العمل ، و ليس دفاعا عن الفقراء و لا حبا لهم !

                        عدت مرات عديدة أفحص النص وأرى ما به من مباشرة فلم أجد, اللهم إن كنت ترى ما لا أراه.. والنزوح إلى فكرة الكتابة عن الفقراء ليست أداه لأنتصر بهم.. حيث أنا نفسي من ذات الطينة التي عجبنها الكلب "مبارك" فترك فينا ما لاقيناه عارا في بلاد الثلج النار, فصارت سوءتنا بين خلق الله..

                        أنا آسف على اللهجة التي دخلت بها هنا
                        و كنت أتحاشى الحديث

                        لا بالطبع, كنت أسعد بأي انتقاد لو كان الحديث بعيدا عن الاتهام, إلا أنك رأيتني جازوت المدى والإساءة...!!!!

                        و لكن ها أنا معك
                        السابقة كانت أكثر ذكاء ، و لو كانت لقطة بسيطة من فيلم سبق اجتراره !

                        السابقة عمرها الآن تجاوز 15 سنة.. وكانت أول أو ثان قصة أكتبها في حياتي تقريبا,

                        لا تتخل عن جمال قصك ، لا تستسهل الأمر .. أرجوك

                        لك محبتي

                        ولك المحبة كلها
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 11-12-2011, 12:04.
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد سلطان مشاهدة المشاركة
                          فليسمح لي زملائي أن أتجاوزهم لأرد على أ / ربيع
                          على أن أعود لهم إن قدر الله العمر.. وبارك فيه:




                          أراك فهمتني بنفسية أعطت نفسها للشمس
                          و رفعت رجلها لتتسلل الخيوط الذهبية في كل الرقعة
                          طيب .. و لك كل الحق طبعا ، لأن يكون الحديث هكذا
                          فقد أحسسته قبل أن يصلك ، لكني أردتها قرصة حبيب
                          و ليس نحلة ، و ألا تكون في صرصور ودنك !!

                          بالطبع سأكون بين يديك .. و نرى معا .. صحة ما قلت من عدمه
                          ربما بالفعل حمل تجاوزا ، و ابتعد عن رؤية الأمور بشكلها الصحيح

                          سأعود معك محمد .. لكن لا تكسر القلل
                          و تنفخ .. و حتى لو فعلت لك العذر بلا شك !

                          محبتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #28
                            أهلا بك محمد سلطان
                            ها أنذا بين يدي نصك
                            الذي غيرت له العنوان أكثر من أربع مرات ، و لا أدري ما صحة هذا الزعم ،
                            إلا أني حين قرأت رأيت ، أنه قد يكون صحيحا ، لما وجدت من كثرة في الحروف الناسخة ، و أدوات الوصل ، و كثرة وضع كلمات بعينها ، مع أن اللغة العربية غنية ، و المرادفات كثيرة ، و كان من الممكن بل من اللازم اللجوء إلي
                            قاموسك ، و بتروٍّ !

                            مسألة التناول ما بين أنت و هو و أنا مسألة رائعة ، و مقبولة ، بل في بعض الأحيان قد تكون مدهشة ، دلالة على أنك تستخدم كل امكانات القص المتاحة ، لتصل برسالتك إلي حد الإدهاش
                            و لكن تعالى معي لنرصد بعض السلبيات ، و نرجئ الحديث عن الإيجابيات في العمل قليلا "
                            - انظر معي إلي هذه الجملة : يسيطر على شاشة عقلي ( ما الجمال في تلك الذي استدعي وضعها على هذا الشكل ؟)
                            و يستحوذ ذلك على تفكري لوقت طويل ( أنت بدأت بمازال فما الداعي للفظة لوقت طويل )
                            - و ندخل فيما استدعي حديثي ، رغم أنك أتيت به هنا بصيغة الأنا : آمنت بالفقر .................................................. ......... إلي منتهو الصلاحية )
                            أتساءل : ماذا أضافت تلك الفقرة المطولة للعمل
                            ( يحضرني هنا موقفا عجيبا لكاتبنا الجميل جار النبي ، و قد شبق و أشرت إليه .. حين رأي ساكني العشش الصفيح ، و كيف أن هذه العشش تحوي غسالة و تليفزيون ، كفر بالفقراء ، و كفر بالكتابة لهم ، و أعلن بلا فهم أنه لن يعود ليكتب لهم ، و كأن الكتابة مزاج ليس إلا ، و لا يدري أنها إيمان و انتماء )
                            سوى الطبقات العليا ( ما الداعي .. و ما أضافت .. اسأل نفسك جيدا )
                            هل ترى هذا النزل ... عبارة عن قاعة واحدة لوز افترضنا ................ !!
                            أنت قلت كل شىء ، فلم ما بين سطر و آخر تعود ، و كأنك نسيت عمن تتحدث !!
                            انظر حتى لتلك ( الترانزستيور صنع الصين ) و هل لو كان صنع اليابان ألن يكون فقيرا و معدما ؟
                            عم سنوسي يلتحف البرد غطاء كل ليلة و يكمل عشاءه نوما
                            عم سنوسي لديه .................................................. ........ أولاد الذوات !!
                            و قد سبق و وضحت الأمر بصيغة أخري حين كان التعريف به ، و أمشير و البرد
                            فلم تعيد و تكرر ، و هذا مما لا يحتمله القص مطلقا ، و لا حتى الرواية
                            - من " ماستيف " ذا الفراء ......... ( من ماستيف ذي الفراء .................. )
                            و ما بين الأنا و الأنا الغائبة الحاضرة تكمل الحكاية ، و مشهد النهاية الذي أتي جميلا ، رغم ما يعتوره من تزيدات ، و عدم اهتمام باللغة ، و أنت الشاعر .. !
                            إن نسيت لن أنسى لك زبيدة ، و لا ألواح المرمر ، و قصة الشيخ الجميلة التي شدت إليها الانتباه بقوة .. تملك لغة عالية ، و شعرية و مع ذلك ترتضي هنا بماذا ؟!

                            لا .. سوف أعتب لك مئات المرات لأنك تهمني
                            لأنك تشغل ضميري و فكري
                            و إجادتك في حد ذاتها إجادة لي أنا !!

                            أما عن مداخلتي السابقة فلم أقصد ما ذهبت إليه أبدا
                            قصدت .. حينما نحب أحدا ، و نكتب له .. لا بد أن نعطيه عصارة حشاشتنا !!

                            كن بخير حبيبي و ابني
                            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 11-12-2011, 15:23.
                            sigpic

                            تعليق

                            • سعاد ميلي
                              أديبة وشاعرة
                              • 20-11-2008
                              • 1391

                              #29
                              عزيزي محمد أنت مبدع بالسليقة.. ونحن نحب فيك هذا الطابع العربي الأصيل و واقعيتك المحببة..
                              و سوف أقول رأيي بكل موضوعية وحب وجداني.. لك أخي العزيز جدا جدا..
                              مع احترامي لباقي التعليقات وأصحابها..
                              بداية أنا مع أ مصطفى الصالح أكثرية في ما جاء في رده.. ولكن سوف أقول لك بكل حياد انه بالنسبة لرد أ ربيع كان محقا في شيء وهو انك لم تكن موفقا تماما في إبراز الفكرة الذكية للعنوان من الناحية الفنية ويقصد هنا التكثيف والاختزال.. لكن السمات الفنية للنص الحديث خاصة في السرد القصصي.. ليس مجبرا كل قاص أن يطبقها... ولو أنني أحب العمق في القصة القصيرة والقصيرة جدا.. وبُعد الرؤية.. بالنسبة لقصتك كانت لها أبعاد عميقة جدا ولكنها لم توفق في إيصالها بشكلها الأعمق كما ينبغي فكان النص بالتالي في بناءه السردي العام سلسا .. قريبا إلى قلب القارئ .. واكتفيت بإيصال الفكرة بطريقتك الأقرب إلى الكلاسيكية والذي عدها أ ربيع مباشرة.. هذا لأن النص جاء مفهوما في مجمله.. وطبعا هذا لا يعني ان الشفافية ليست جميلة ولكن أحيانا إذا تخللها الأخطاء الإملائية و التكرار اللفظي الذي لا يخدم النص عندها تبدوا مباشرة ... وبدل أن يركز الناقد على الفكرة يظل ينتبه لأخطاء النص ليس إلا.. ^_^
                              اختك الوفية سعاد
                              مدونة الريح ..
                              أوكساليديا

                              تعليق

                              • محمد سلطان
                                أديب وكاتب
                                • 18-01-2009
                                • 4442

                                #30
                                عظيم جدا..
                                وهكذا أجد الحوار له وضعيته السليمة دون ما كتبت سلفا , وكنت تقصد ما رأيته أنا خارجا عن نطاق النقد..
                                حسنا لنلتقى في منتصف الطريق.. نتفق ونختلف.. المهم أنه في صالحي بلا شك, حتى لو كنت أنا الخاسر, لكنه مكسبي الأكيد..
                                لنبدأ إذن:



                                أهلا بك محمد سلطان
                                ها أنذا بين يدي نصك
                                الذي غيرت له العنوان أكثر من أربع مرات ، و لا أدري ما صحة هذا الزعم ،
                                إلا أني حين قرأت رأيت ، أنه قد يكون صحيحا ، لما وجدت من كثرة في الحروف الناسخة ، و أدوات الوصل ، و كثرة وضع كلمات بعينها ، مع أن اللغة العربية غنية ، و المرادفات كثيرة ، و كان من الممكن بل من اللازم اللجوء إلي
                                قاموسك ، و بتروٍّ !

                                أتفق معك , العنوان وكما قلت للأستاذة آسيا.. وكما هي أقرت , أحيانا يكون معضلة قد تواجه الكاتب, وتؤرقه, أما بالنسبة للحروف الناسخة وأدوات الوصل, فهناك وعلى سبيل المثال لا الحصر: في الأدب الفرنسي ـ والذي اعتبرناه إلى جانب الأدب الروسي ـ (موسوعة أو انسكلوبيديا الأدب) للقارئ والكاتب العربي.. كانت معظم بل أغلب الأعمال .. سواء مسرحية.. او روائية .. أو حتى شعرية .. لا تخلو منها .. وذلك بالنظر إلى اللغة الأم (الأصلية) للنص, وبعيدا عن لغة المترجمين حيث في الغالب يتجاهلون النواسخ والوصل, والإستدراكات التي وإن بحث بإمعان ستجدها بوفرة في تلك النصوص المعلمة..


                                **********

                                مسألة التناول ما بين أنت و هو و أنا مسألة رائعة ، و مقبولة ، بل في بعض الأحيان قد تكون مدهشة ، دلالة على أنك تستخدم كل امكانات القص المتاحة ، لتصل برسالتك إلي حد الإدهاش
                                و لكن تعالى معي لنرصد بعض السلبيات ، و نرجئ الحديث عن الإيجابيات في العمل قليلا "
                                - انظر معي إلي هذه الجملة : يسيطر على شاشة عقلي ( ما الجمال في تلك الذي استدعي وضعها على هذا الشكل ؟)

                                ليس من حقي أن أعلف على سبيل تبادل النقد بنقد, وإلا فسأكون ظالما لنفسي وللنص قبل أي شئ, فالنص أصبح ملكك وملك القارئ, ولا يجب أن أتدخل بأي حال, لكن سأوضح شيئا مهما: (قلت في البداية أنه مشهد ومازال يسيطر عليّ) بالتالي فالمشهد الذي يدور فهو مجسد في (كادر) قد يراه المتلقي صورة متحركة.. كما رأيته أنا يملأ الشاشة التي كانت بالمنطق هي شاشتي الخاصة.. عقلا ووجدانا.. وللقارئ أن يستحسنها أو يرفضها.. المهم أنها تمكنت من السارد.. ومازالت لوقت ممتد .. وهذا رد آخر على تعقيبك في الفقرة التالية :

                                و يستحوذ ذلك على تفكري لوقت طويل ( أنت بدأت بمازال فما الداعي للفظة لوقت طويل )

                                *******
                                - و ندخل فيما استدعي حديثي ، رغم أنك أتيت به هنا بصيغة الأنا : آمنت بالفقر .................................................. ......... إلي منتهو الصلاحية )
                                أتساءل : ماذا أضافت تلك الفقرة المطولة للعمل
                                ( يحضرني هنا موقفا عجيبا لكاتبنا الجميل جار النبي ، و قد شبق و أشرت إليه .. حين رأي ساكني العشش الصفيح ، و كيف أن هذه العشش تحوي غسالة و تليفزيون ، كفر بالفقراء ، و كفر بالكتابة لهم ، و أعلن بلا فهم أنه لن يعود ليكتب لهم ، و كأن الكتابة مزاج ليس إلا ، و لا يدري أنها إيمان و انتماء )

                                الفقرة المذكورة ( آمنت بالفقر .................................................. ......... إلي منتهو الصلاحية ) على ما أعتقد انها بمثابة توطئة نفسية, وجدانية, لحالة هذا الموظف العامل كمتلق لشكاوي المواطنين, ورأى أنه مازال متأثرا بمشهد عم سنوسي (المستهل) وكم هو ناقم وساخط على هذا النظام الحكومي البائس الذي أفسده هو شخصيا, فأفسد كل شئ تحت يده, لدرجة أن أنساه شكوى الرجل, نتيجة تعلقه ببنت الرئيس (رئيس الحي).. فوجد نفسه أسيرا لأصحاب المكانات العالية.. والطبقات العليا.. وهذا توضيح آخر أستبقه للرد على الفقرة التالية:


                                سوى الطبقات العليا ( ما الداعي .. و ما أضافت .. اسأل نفسك جيدا )

                                *******
                                هل ترى هذا المنزل ... عبارة عن قاعة واحدة لو افترضنا ................ !!
                                أنت قلت كل شىء ، فلم ما بين سطر و آخر تعود ، و كأنك نسيت عمن تتحدث !!

                                برأيي أن لكل مرحلة من تاريخ الأدب.. لونظرنا لشجرة الأدب وتقسيمة فروعها : منذ الأدب الجاهلي .. وحتى الادب المعاصر والحديث, لوجدنا اختلاف كبير بين كل مرحلة وأخرى.. فعلى سبيل المثال.. لو لم نسمه شهرزاد وحديثها المعتاد كل ليلة لشهريار في لهيئته لنفس الحدوتة التي ما أكملتها في الليلة الماضية (أي لو لم يكن هناك أصلا شئ اسمه ألف ليلة وليلة) وقرأناه في عصرنا هذا لربما استقبحناه, وقلنا عنه غير مقبول, لكن هكذا وردت إلينا ووصلت, وهكذا أحببناها.. على الرغم من اختلاف صيغ الحكي بعد ذلك في العصور التي تلتها.. ومن زاوية أخرى , فكما كان لكل مرحلة من الأدب أسلوبها ومنهجها في التظريز الأدبي .. فأقول أيضا لكل كاتب قماشته التي يجيد فيها الحياكة.. ومن وجهة نظري يجب أن يكون هناك (نفس) للكاتب.. يأخذ منه براحه لطالما هذا البراح يتسع لذهن القارئ ويفرد له المساحة الواضحة أكثر لرسم بيئته التي يحرك فيها الأحداث والشخوص.


                                *****

                                انظر حتى لتلك ( الترانزستيور صنع الصين ) و هل لو كان صنع اليابان ألن يكون فقيرا و معدما ؟

                                وهل هناك اليابان الآن في أسواقنا المصرية ؟ أو العربية؟؟ في تعليق أستاذي الجميل وصديقي الكاتب أحمد عيسى التقطها وقرأها من وجهة نظره التي كانت بالتأكيد هي وجهة نظري.. فأحييه على نباهته..

                                *******
                                عم سنوسي يلتحف البرد غطاء كل ليلة و يكمل عشاءه نوما
                                عم سنوسي لديه .................................................. ........ أولاد الذوات !!
                                و قد سبق و وضحت الأمر بصيغة أخري حين كان التعريف به ، و أمشير و البرد
                                فلم تعيد و تكرر ، و هذا مما لا يحتمله القص مطلقا ، و لا حتى الرواية

                                ألم يأن الحين لأن نتحرر من هذه المنهجيات التقليدية التي أوقعنا فيها (فطالح) الأدب.. ؟؟ على الرغم من حبي لأعمالهم.. لأكن أجدهم فعلوا كل شئ .. إذن فلماذا كان علينا التجريب حتى ولو بالتكرار لطالما اختلفت الصور, وتباينت المشاهد؟؟ أعتقد أن منهجهم مضى زمنه, وإن لم يعمل الكتاب على تطور القصة بالذات سيكون موتها محققا قريبا جدا, فكما قال أحد الكبار (إن ابيض شعر الرأس , ابيض الفكر وشاب)...
                                إذن فدعونا نجرب أن نكتب لهؤلاء الذين حققوا المستحيل وكانوا يطلقون عليهم (الشباب السيس).....

                                *******

                                - من " ماستيف " ذا الفراء ......... ( من ماستيف ذي الفراء .................. )

                                أنت على حق هنا, تماما كأستاذي الرائع مصطفى الصالح, دائما ما كان يصوبني ويردني ردا جميلا , كجمال قلمه..

                                *******
                                و ما بين الأنا و الأنا الغائبة الحاضرة تكمل الحكاية ، و مشهد النهاية الذي أتي جميلا ، رغم ما يعتوره من تزيدات ، و عدم اهتمام باللغة ، و أنت الشاعر .. !
                                إن نسيت لن أنسى لك زبيدة ، و لا ألواح المرمر ، و قصة الشيخ الجميلة التي شدت إليها الانتباه بقوة .. تملك لغة عالية ، و شعرية و مع ذلك ترتضي هنا بماذا ؟!

                                تختلف الكتابات باختلاف الأمكان, وطبيعة نفسية الكاتب, وقالها لي أديب له فضل كبير - كفضلك الأكبر - : ستجد نفسك في فترة من الوقت لا ترتضي ما تكتب, ثم تليها فترة لن تكتب, ثم تليها فترة, تقرأ ولا تكتب, ثم تليها فترة تكتب ولا تكتب, ثم ترفض الكتابة تماما , حتى تأتيك الدفقة التي تجعلك تكتب فتكتب..


                                ******
                                لا .. سوف أعتب لك مئات المرات لأنك تهمني
                                لأنك تشغل ضميري و فكري
                                و إجادتك في حد ذاتها إجادة لي أنا !!

                                وهذا طبعا ما أشيد لك به .. حتى في جلسات الأصدقاء..

                                *******

                                أما عن مداخلتي السابقة فلم أقصد ما ذهبت إليه أبدا
                                قصدت .. حينما نحب أحدا ، و نكتب له .. لا بد أن نعطيه عصارة حشاشتنا !!

                                وهذا ما أنتظر من نفسي أن أفعل..

                                *****

                                كن بخير حبيبي و ابني

                                سأكون لو كنت ..
                                صديقي وأبي



                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 12-12-2011, 03:00.
                                صفحتي على فيس بوك
                                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                                تعليق

                                يعمل...
                                X