تويت
يا ناعيا مصائر البشر هلمّ إلينا
فأرضنا خصبة لمن ينعى ؛
الحق هنا غريب عن شرائعنا
العقول لدينا مُعدمة
و القلوب هنا ... ميّتة
هلمّ و انع
فالشعوب هنا
لا تجد فيها الغربان
إلا و هي ناعقة
...
يا عين مالي رأيتك بالأمس دامعة
و اليوم أراك جافة و شاحبة ؟!
هل تغيّر الحال و وجدت الأمر مصطلحا ؟!
- " ما تغيّر الحال يا صاحبي و لا أراه متغيّرا ،
ثم ما ينفع الدمع ، هل رأيته يوما للفقيد محييا ؟!
هل رأيته يوما للغائب مرجعا ؟
هل رأيته لمثل هاته النفوس مرققا ؟!
لا تبحث عن الدمع يا صاحبي فدمعي أبدا غاليا
و لا شيء في هذا العالم إلى دمعي يرقى "
...
يا من تبحث عن النعي، إلينا المسعى
ستجد في أرضنا ما تشتهيه نفسك و ما تهوى؛
ماذا أقول ... و الكلام في داخلي عاجز لا يقوى .
مسلم أنا ... أمشي في الأرض كمن يحمل لعنة !
مسلم أنا ... و كأنّي صرت للإجرام رمزا !
مسلم أنا ... فهل أخطأت المعتقد ؟!
مسلم أنا ... و فخر لي أن أكون مسلما ،
لكنني ما افتخرت يوما أنّي كنت منكم واحدا
حسدنا الكفار على الدين فحسدتموهم على الدنيا ؟!
مسلم أنا ... لا أملك مالا و لا أجد عملا
مسلم أنا ...لا أملك بساتين تعيي الخيل ركضا
و لا أملك خدما تجد القصور بها مزدحمة
مسلم أنا ، و يكفيني عزّة أني لوطن الإسلام منتميا
تونس بلدي أنا
و العربية لغتنا
و الإسلام سماء تظلّنا
...
يا من كنت تبحث عن النعي ، هلمّ لتنعى
ما لك اثاقلت كأنك لم ترى لحالنا قبيلا ؟!
دعني أصرخ و أسل أنت الدمع ؛
سلبونا الإرادة و حطموا فينا الأحلام و الآمل
شوّهوا ماضينا و سرقوا منا المستقبل
و جعلوا الحاضر كالعلقم مرّا
و الآن يريدون سلب آخر ما تبقّى ؟!
مسلم أنا موتا و محيا
خذوا ما شئتم ، خذوا كل الدنيا
امنعوا المشرب و المأكل
لكن ... لا تمنعوا عنا ديننا
لا تغلقوا في وجوهنا الجوامع
فالله لا يغلق بابه في وجه الكافر حتى
يكون ملك الموت لروحه قابضا
لو علمتم معني أن تكون مسلما
لرفضتم أن يكون لكم غير الإسلام دينا
خذوا الدنيا فنحن فيها قد تزهّدنا
خذوا الدنيا...
خذوا الدنيا...
خذوا الدنيا...
فقط دعونا نعمل لآخرتنا
علّنا نكون من أهل العليا
تعليق