[frame="3 98"]
شجرة الجميز وحدها باقية ، توافقني تدعوني لها ، تأخذني بين أذرعها بحنان ورقة ، الوحيدة التي أدركت بؤسي و شقائي … أدركت آلامي و هروبي أمام أولئك الفصيلة البشرية
- لولاك يا شجرة الجميز لأصابني الإحباط … لانتحرت من أمد طويل ، لكن اتحادنا و حبنا الذي أدى إليه ردني عن مقصدي السيئ … و ها أنا قف قدامك عاشقا أبدياً و مبشراً بالخلاص الآتي
- .........................
- نعم .. نعم .. أسمعك جيداً .. أنتِ مسرورة .. مسرورة جداً لأجلي .. أنا أيضا مسرور لأجـــــــــــلك
- .........................
- صدقيني ، لن أتخلى عنك ، سأحارب ، سأناضل ، لن أسمح لأحد أن يصل إليك بسمومه ، لن أسمح لأحد أن تخترقك نظراته الكريهة .
- .........................
- و أنت أيضا ستصدين عني الرياح المتوحشة ، وتحتويني بأحضانك … لكم هي دافئة أنفاسك … إني لأستسلم لك بسلام و هدوء إذ أكون مطوقا بين ثناياك المملوءة عمرا و حكمة … و غناء .
- لكن أخبريني ، أنت حتما عاصرت الكثيرين قبلي ، ولعلك عاصرت جدي و أبي ، أيكون هذا سبب تحاببنا وارتباطنا .
- .........................
- ماذا تقولين … الحياة … ، هي التي جمعتنا ليؤنس كل منا صاحبه ، لنقتل و نحن معا الوحدة المقبرة ، ونقف بقوة أمام اغتيال اللحظات المنسية بين هوامش الأيام … وهوامش الصرخات … و هوامش الضحكات .
- .........................
- معك حق أفكارنا متوافقة نحب الغناء و العصافير والأزهار ، نحب العيش بسلام و أمان ، بعيدا عن الفوضى ، بعيدا عن الزحام
- .........................
- مادمت تقولين بالتوافق الذي بيننا ، فلابد أنك تصدقيني إذ أقول لك أن الشمس أشرقت اليوم من المغرب .. لا .. لا أعتقد أنك ستصدقينني .. بل ستقولين ما يقوله الآخرون .. و أني مجنون .. ستهزئين بي وتضحكين لبلهي … وغبائي اللامعقول .. أليس كذلك .. تكلمي .. قولي لي رأيك بصدق .. أنا مصغ إليك .
- .........................
- ما … ما … ماذا تقولين أحقا تصدقين .. كيف … غير معقول … إن أحداً لم يُرِدْ حتى الاستماع لي … فما بالك بأن يصدقني مثلك .. ثم تأتين أنت و تصدقيني بمجرد أن قلت لك أني رأيت الشمس تشرق من مغربها ..
- .........................
- ماذا … أنت أيضا رأيتها اليوم تشرق من المغرب … يا سبحان الله … ما هذا التوافق الأكيد بيننا … يبدو أن التصاقنا معا أقوى من تصورنا الخامل … ومن انفعالاتنا القلبية .
- .........................
- حقا … تماما … تماما … لكن أخبريني بربك كيف رأيتها … كيف تسنى لك ذلك و قد كنت أعتقد أنني الوحيد القادر على الرؤية … أخبريني …. أخبريني .
- .........................
- ماذا تقولين … أحكي لك أنا أولا كيف تسنى لي رؤية الشمس ساعة إشراقها من غير موضعها اليومي … حسنا … سأقول … لكن على وعد بأن تحكي أنت أيضا خبرك كاملا .
- .........................
- إذن … سأحكي لك … من أين أبدأ الكلام ، إنه أمر صعب … و قاس … مقزز … لكن سأتحمل لأجلك … كانت ليلة طويلة … طويلة بطول الدهر … لم تنقض أبداً عني ، و كان مطلوبا مني فيها أن أصمد وأن أواصل النوم … و إذا استيقظت .. أن أتقبل بروح رياضية ما يجري أمامي من الأحداث الدرامية العريقة في الفجيعة والضياع … أتتصورين أرادوا أن أقف مشلولا و هم يغتصبون مني زهرتي الوحيدة الأثيرة … اليانعة … أحببت الزهور جميعا … لكن زهرتي حفرت مكانها الخاص في قلبي … غذيتها بدمي … و عشقي … وأَرَقي … و خوفي … غذيتها باسمي وعنفواني و قوتي … لم أستطع العيش بدون عبيرها بعيدا عن لونها … غائبا عن ابتسامتها وميلها وضوئها … لا أستطيع العيش دون أن تدمي شفتاي أشواكها دون أن أحتضنها في الصباح .. أقبلها .. و أرتشف الرحيق من ثغرها المتفتح الرطب كالجنين الذي لم يعرف طعم الهروب و الجفاء .
اختاروها من دون الزهرات جميعا .. وقفوا عندها طويلا ، طأطأت رؤوسُهم أمامها .. حاولوا مد أياديهم نحوها ، و لكنها انتصبت وأنشبت أشواكها في أعماق نفوسهم … ملأت قلوبهم رعباً فانهزموا عائدين .. انهزموا أمامها ليدبروا أمراً آخر عندما يحضر ليلهم الأسود المتطاول على الضياء المبهرة ، كرهوا قداستها ، وحنقوا عليها ، لم ينسوا نظراتها وهي ترنوا إلى السماء .. كانت تدينهم .. خذلتهم ساقاها المتجذرتان إلى أعماق الأرض .. بحثوا حولها حتى اكتشفوا سرّها .. لم يُرْضِهم السلام الذي أَضْفَتْهُ على حياتي ، لم يسعدهم أن تسعدني أنا دونهم ، حاولوا مرةً أخرى استمالتها إليهم ، رفضت بإصرار وتحد … هي زهرتي انا ولن تكون لغيري ، حاولوا رشوتها بوعودهم الخاوية بأنهم سيُنَصِبونَها ملكة على الزهور جميعاً ، امتنعت عليهم بقوة الإيمان والصدق والوفاء .. ، وهي معي تشعر أنها ملكة .. وهي معي تملك الدنيا بكل ما فيها جميعا .. ليست بحاجة الى لقب أجوف تحمله ، قد يكون من أسباب ترديها وموتها ، الأمر لن يخلوا من حاقدة أو حاسدة تدبر مؤامرة لتغتالها في ليلة مظلمة
حاولوا معها شتى الوسائل والسبل ، مارسوا ما حفظوه من طقوس وسحر أسود ، قرأوا ما تسنى لهم من تعاويذهم المحرمة الآبقة … لم يجدوا إليها سبيلاً .. واتخذوا في نفوسهم المريضة أمراً .. وقرروا الإسراع فيه ..
***
وكان ليلاً طويلاً .. طويلاً .. بطول الدهر كله .. عندما استيقظت لم أجد حبيبتي معي .. لم أجد زهرتي الجميلة .. ولم أجد نفسي .. لم تترك وراءها رسالة .. كل ما تركته بقايا من دمائها ظلت علامات تشير إلى الطريق الذي سلكوه بها .. كانت تدل عليهم .. إنهم قتلة .. إنهم قتلة .. يعبدون المزهريات الحمراء .. يشربون بها الدم الأحمر المتخذ خمراً ورذيلة .. ، حينها لم أر الشمس أبداً في مكانها .. كانت من هناك آتية .. حيث كان يجب أن تغيب ..
- .........................
- آه دموعي تقلقك .. أعرف ذلك .. سأمسحها الآن .. لكن .. لقد حان دورك لتقصي عليّ حكايتك وكيف بدأت وكيف كانت النهاية ..
- .........................
- النهاية لم تأت بعد .. إذن أخبريني البداية .
- .........................
- ماذا تقولين .. الوقت لن يسعفك بالكلام .. لماذا .. أخبريني
- أنظر خلفي ..!
- يا الله ما هذا .. إنها جرافة ضخمة .. ما الذي أتى بها إلى هنا .. ماذا تفعل .. إنها تقتلع الأشجار في طريقها .. إنها في طريقها إلينا .. ماذا يعني ذلك .. ما.. ماذا .. إنهم يريدونك ..؟ يريدون اقتلاعك بعد طول حياتك بالسنين .. يريدون اغتيالك كما اغتالوا حبيبتي …. زهرتي …
لا.. لا .. لن أسمح لهم .. لن يعملوا سكاكينهم وآلاتهم لتمزيقك يكفي ما فعلوه بزهرتي سأقاومهم .. أنا في كامل وعيي وإدراكي ومستيقظ لكل ما يجري أمامي … سأنتقم لك .. سأنتقم لزهرتي .. سأتشبث بك .. لن يستطيعوا زحزحتي بعيداً عنك .. مجرمون .. مجرمون .. ماذا تفعلون .. ارجعوا أيها القتلة .. عودوا إلى مخابئكم وحاناتكم .. اذهبوا بعيداً عن هنا ، عُبّوا خمركم الدنسة بمفردكم .. لا تشركونا معكم .. لا نريد شراكتكم ..
ماذا يجري .. ماذا يحدث ..أذرعها شجرتي العزيزة تتساقط .. لا .. لن أدعكم تفعلون .. لن أدعكم تقتلون .. لن أدعكم .. لن .. لـ …
...
- من هذا المجنون .. صوته يرتفع كثيراً فوق صوت آلتنا .. انتبهوا جيداً .. لا يجب أن يعلو صوت آخر فوق صوت آلاتنا .. هديرنا فقط هو ما يجب أن يبقى وأن يعلو ويعلو إلى أن تسكت الأصوات جميعاً
- أبعدوه من هنا .. وجوده يعطلنا ..
- يجب أن نزيل الشجرة من الوجود .. طريقنا يمر من هنا ..
- ماذا أرى .. ألا تقدرون عليه .. أحيطوا به من جميع الجهات .. اضربوه بعصيكم الحمراء ..
- هيا تحركوا .. تحركوا
- هيا واصلوا .. واصلوا قطع الأشجار ..
نشرت في صحيفة الاتحاد الإماراتية في 13/7/ 1989
[/frame]
شجـرة الجـمـــيز
شجرة الجميز وحدها باقية ، توافقني تدعوني لها ، تأخذني بين أذرعها بحنان ورقة ، الوحيدة التي أدركت بؤسي و شقائي … أدركت آلامي و هروبي أمام أولئك الفصيلة البشرية
- لولاك يا شجرة الجميز لأصابني الإحباط … لانتحرت من أمد طويل ، لكن اتحادنا و حبنا الذي أدى إليه ردني عن مقصدي السيئ … و ها أنا قف قدامك عاشقا أبدياً و مبشراً بالخلاص الآتي
- .........................
- نعم .. نعم .. أسمعك جيداً .. أنتِ مسرورة .. مسرورة جداً لأجلي .. أنا أيضا مسرور لأجـــــــــــلك
- .........................
- صدقيني ، لن أتخلى عنك ، سأحارب ، سأناضل ، لن أسمح لأحد أن يصل إليك بسمومه ، لن أسمح لأحد أن تخترقك نظراته الكريهة .
- .........................
- و أنت أيضا ستصدين عني الرياح المتوحشة ، وتحتويني بأحضانك … لكم هي دافئة أنفاسك … إني لأستسلم لك بسلام و هدوء إذ أكون مطوقا بين ثناياك المملوءة عمرا و حكمة … و غناء .
- لكن أخبريني ، أنت حتما عاصرت الكثيرين قبلي ، ولعلك عاصرت جدي و أبي ، أيكون هذا سبب تحاببنا وارتباطنا .
- .........................
- ماذا تقولين … الحياة … ، هي التي جمعتنا ليؤنس كل منا صاحبه ، لنقتل و نحن معا الوحدة المقبرة ، ونقف بقوة أمام اغتيال اللحظات المنسية بين هوامش الأيام … وهوامش الصرخات … و هوامش الضحكات .
- .........................
- معك حق أفكارنا متوافقة نحب الغناء و العصافير والأزهار ، نحب العيش بسلام و أمان ، بعيدا عن الفوضى ، بعيدا عن الزحام
- .........................
- مادمت تقولين بالتوافق الذي بيننا ، فلابد أنك تصدقيني إذ أقول لك أن الشمس أشرقت اليوم من المغرب .. لا .. لا أعتقد أنك ستصدقينني .. بل ستقولين ما يقوله الآخرون .. و أني مجنون .. ستهزئين بي وتضحكين لبلهي … وغبائي اللامعقول .. أليس كذلك .. تكلمي .. قولي لي رأيك بصدق .. أنا مصغ إليك .
- .........................
- ما … ما … ماذا تقولين أحقا تصدقين .. كيف … غير معقول … إن أحداً لم يُرِدْ حتى الاستماع لي … فما بالك بأن يصدقني مثلك .. ثم تأتين أنت و تصدقيني بمجرد أن قلت لك أني رأيت الشمس تشرق من مغربها ..
- .........................
- ماذا … أنت أيضا رأيتها اليوم تشرق من المغرب … يا سبحان الله … ما هذا التوافق الأكيد بيننا … يبدو أن التصاقنا معا أقوى من تصورنا الخامل … ومن انفعالاتنا القلبية .
- .........................
- حقا … تماما … تماما … لكن أخبريني بربك كيف رأيتها … كيف تسنى لك ذلك و قد كنت أعتقد أنني الوحيد القادر على الرؤية … أخبريني …. أخبريني .
- .........................
- ماذا تقولين … أحكي لك أنا أولا كيف تسنى لي رؤية الشمس ساعة إشراقها من غير موضعها اليومي … حسنا … سأقول … لكن على وعد بأن تحكي أنت أيضا خبرك كاملا .
- .........................
- إذن … سأحكي لك … من أين أبدأ الكلام ، إنه أمر صعب … و قاس … مقزز … لكن سأتحمل لأجلك … كانت ليلة طويلة … طويلة بطول الدهر … لم تنقض أبداً عني ، و كان مطلوبا مني فيها أن أصمد وأن أواصل النوم … و إذا استيقظت .. أن أتقبل بروح رياضية ما يجري أمامي من الأحداث الدرامية العريقة في الفجيعة والضياع … أتتصورين أرادوا أن أقف مشلولا و هم يغتصبون مني زهرتي الوحيدة الأثيرة … اليانعة … أحببت الزهور جميعا … لكن زهرتي حفرت مكانها الخاص في قلبي … غذيتها بدمي … و عشقي … وأَرَقي … و خوفي … غذيتها باسمي وعنفواني و قوتي … لم أستطع العيش بدون عبيرها بعيدا عن لونها … غائبا عن ابتسامتها وميلها وضوئها … لا أستطيع العيش دون أن تدمي شفتاي أشواكها دون أن أحتضنها في الصباح .. أقبلها .. و أرتشف الرحيق من ثغرها المتفتح الرطب كالجنين الذي لم يعرف طعم الهروب و الجفاء .
اختاروها من دون الزهرات جميعا .. وقفوا عندها طويلا ، طأطأت رؤوسُهم أمامها .. حاولوا مد أياديهم نحوها ، و لكنها انتصبت وأنشبت أشواكها في أعماق نفوسهم … ملأت قلوبهم رعباً فانهزموا عائدين .. انهزموا أمامها ليدبروا أمراً آخر عندما يحضر ليلهم الأسود المتطاول على الضياء المبهرة ، كرهوا قداستها ، وحنقوا عليها ، لم ينسوا نظراتها وهي ترنوا إلى السماء .. كانت تدينهم .. خذلتهم ساقاها المتجذرتان إلى أعماق الأرض .. بحثوا حولها حتى اكتشفوا سرّها .. لم يُرْضِهم السلام الذي أَضْفَتْهُ على حياتي ، لم يسعدهم أن تسعدني أنا دونهم ، حاولوا مرةً أخرى استمالتها إليهم ، رفضت بإصرار وتحد … هي زهرتي انا ولن تكون لغيري ، حاولوا رشوتها بوعودهم الخاوية بأنهم سيُنَصِبونَها ملكة على الزهور جميعاً ، امتنعت عليهم بقوة الإيمان والصدق والوفاء .. ، وهي معي تشعر أنها ملكة .. وهي معي تملك الدنيا بكل ما فيها جميعا .. ليست بحاجة الى لقب أجوف تحمله ، قد يكون من أسباب ترديها وموتها ، الأمر لن يخلوا من حاقدة أو حاسدة تدبر مؤامرة لتغتالها في ليلة مظلمة
حاولوا معها شتى الوسائل والسبل ، مارسوا ما حفظوه من طقوس وسحر أسود ، قرأوا ما تسنى لهم من تعاويذهم المحرمة الآبقة … لم يجدوا إليها سبيلاً .. واتخذوا في نفوسهم المريضة أمراً .. وقرروا الإسراع فيه ..
***
وكان ليلاً طويلاً .. طويلاً .. بطول الدهر كله .. عندما استيقظت لم أجد حبيبتي معي .. لم أجد زهرتي الجميلة .. ولم أجد نفسي .. لم تترك وراءها رسالة .. كل ما تركته بقايا من دمائها ظلت علامات تشير إلى الطريق الذي سلكوه بها .. كانت تدل عليهم .. إنهم قتلة .. إنهم قتلة .. يعبدون المزهريات الحمراء .. يشربون بها الدم الأحمر المتخذ خمراً ورذيلة .. ، حينها لم أر الشمس أبداً في مكانها .. كانت من هناك آتية .. حيث كان يجب أن تغيب ..
- .........................
- آه دموعي تقلقك .. أعرف ذلك .. سأمسحها الآن .. لكن .. لقد حان دورك لتقصي عليّ حكايتك وكيف بدأت وكيف كانت النهاية ..
- .........................
- النهاية لم تأت بعد .. إذن أخبريني البداية .
- .........................
- ماذا تقولين .. الوقت لن يسعفك بالكلام .. لماذا .. أخبريني
- أنظر خلفي ..!
- يا الله ما هذا .. إنها جرافة ضخمة .. ما الذي أتى بها إلى هنا .. ماذا تفعل .. إنها تقتلع الأشجار في طريقها .. إنها في طريقها إلينا .. ماذا يعني ذلك .. ما.. ماذا .. إنهم يريدونك ..؟ يريدون اقتلاعك بعد طول حياتك بالسنين .. يريدون اغتيالك كما اغتالوا حبيبتي …. زهرتي …
لا.. لا .. لن أسمح لهم .. لن يعملوا سكاكينهم وآلاتهم لتمزيقك يكفي ما فعلوه بزهرتي سأقاومهم .. أنا في كامل وعيي وإدراكي ومستيقظ لكل ما يجري أمامي … سأنتقم لك .. سأنتقم لزهرتي .. سأتشبث بك .. لن يستطيعوا زحزحتي بعيداً عنك .. مجرمون .. مجرمون .. ماذا تفعلون .. ارجعوا أيها القتلة .. عودوا إلى مخابئكم وحاناتكم .. اذهبوا بعيداً عن هنا ، عُبّوا خمركم الدنسة بمفردكم .. لا تشركونا معكم .. لا نريد شراكتكم ..
ماذا يجري .. ماذا يحدث ..أذرعها شجرتي العزيزة تتساقط .. لا .. لن أدعكم تفعلون .. لن أدعكم تقتلون .. لن أدعكم .. لن .. لـ …
...
- من هذا المجنون .. صوته يرتفع كثيراً فوق صوت آلتنا .. انتبهوا جيداً .. لا يجب أن يعلو صوت آخر فوق صوت آلاتنا .. هديرنا فقط هو ما يجب أن يبقى وأن يعلو ويعلو إلى أن تسكت الأصوات جميعاً
- أبعدوه من هنا .. وجوده يعطلنا ..
- يجب أن نزيل الشجرة من الوجود .. طريقنا يمر من هنا ..
- ماذا أرى .. ألا تقدرون عليه .. أحيطوا به من جميع الجهات .. اضربوه بعصيكم الحمراء ..
- هيا تحركوا .. تحركوا
- هيا واصلوا .. واصلوا قطع الأشجار ..
نشرت في صحيفة الاتحاد الإماراتية في 13/7/ 1989
[/frame]
تعليق