سوق العبيد لأمير شعراء ملتقى الأدباء والمبدعين العرب زياد هديب
يلفظ الغيم أنفاسه الأخيرة
ينتزع ريقه
من حويصلات الإسفنج
كي ينطق الشهادة
الريح كفن
والحوض محاط بالعبيد
يرتلون ما يحفظون
من -كوخ العم توم -
يبتلعون أغلالهم
يرسمون على ورق التوت
مواسم الفرح
يملؤون سِلالهم ..غيماً أبيضَ
يشعلون الليل
يرقصون ..هلعا
يسقطون في القاع
تطفو السلاسل
يبتلع الماءُ الملحَ
تعرج الروح..
تصّعد في الطبقات
وليمة للسمك
يغشى البحرَ..اللحمُ
العارف طعم الشمس
ورائحة القيد
تملأالنظرَ ..سفن الورد الهندي الممشوق
يصطف الورد على محيط الحوض
يرقص..مدركاً
مذاق السفن
وصوت السلاسل
يتلبَّد قرصُ الشمس
يتسع الثقب الكوني
محتفلاً بصفقة الدخان
جهدِ المقهورين المسروقِ
بأرقام الترف القادم
مع أول مركب للفايكنج
يكتشف رقاباً بلون الدم
على بوابة المندب
يرفع قرنين فوق سطح الماء الغارق في الأزرق
تقترب الأرض المنبوذة منذ الموز
تكشف عن ثديين
نخرهما صدأ انتظار القوافل
تنحر كبشاً..للسلم العابرللقارات
ترسم أطفالاً سماناً فوق زبد البحر
يرددون النشيد الوطني
لأطلنطا النائمة في بطن الماء
يتضورون من تخمة الموز
واشتعال الأرض بالفلوع
يقرأون كلما تشقق وجه الأرض
-رحلة الشتاء والصيف -
وعن فارس امتطى الرمضاء
ليفك -شفرة دافنشي-
صار البحر ملونا
بكل لغات العالم
ينقل بثه المباشر الى عجوز في ألاسكا
فتختنق الريح ...على ضفاف البائسين
بقشرة موز
ما سرُّ دخول الطبقات الى تجاويف الفقر؟!!
وتجاعيد النهر؟
كم عليك أن تخترع
كي لا يتبعك -الفرسان الثلاثة-؟
أول مفاعل نووي
بناه الله...بين الكاف والنون
وآخر الموز
وجبة سريعة لأينشتاين
........
يتسع الثقب
كي لا يختنق
بحبة تمر
تفتحُ عينيكَ
على قافلةٍ تمشي
بدويٍ يأتيك خنجراً في خاصرتكَ
وساقين للريح
امرأةٍ
تُدخلُ كل أوثان الأرض في رحمها
بمن فيهم..إلهاً من تمر
تأخذك الدهشة
حيث يدب الفيل
فوق الأرض المذعورة
كي يبني القليس
النص الشعري
وشم على جدران الكعبة
ثمالة الكأس
الأرض تطاردها الشاةُ
تموت بلا وطن
(لا أعبدُ ما تعبدون )
يرتد البصر للأعشى
تسقط الصحيفة
لا تُعلِّقها السقيفةُ
والحَرَّةُ سقفُ القيظ
ارتدادُ الماء في الحلقْ
قتل الرِّدة بالِّردة يُصلَبُ الرَّجُلُ ..موُحِّدا
متكئاً على من وُسِموا كما الإبلْ
*****
الغيم الممتدُ
بين الجزيةِ والحربْ
يملأ خزائنَ الخليفةِ ذهباً
كي نَكتُبَ شِعراً
فيُثقِلُنا الوصفُ..المدحُ ...الهجاءُ
نبتدعُ الكلامْ يُصلب الرَّجلُ زنديقاً
******
تأكل السُّفُنُ خَشَبَ الأرضِ
فيطفو فوق البحر كتابُ الخليفة
لتَحرِقَ الأندلسُ جمجمةَ ابنَ رُشد
دفئاٌ لشاعر عشق وَلادة يُصلَبُ العقلُ مظلوماً
*******
تمزَّقَ الثَّوبُ
والنَّهرُ التَهمَ الورَّاقينَ
وسطوةَ البرامكة
وعلى درب الحرير
بقايا إثم صهوةٍ بلا فارسٍ صُلِبَتْ بغدادُ مقهورةً
على وتر زريابَ
سيفِ الحَجَّاجِ
وشاعرٍ يكتشف الله في إيوان كسرى
*******
صار الغيم ثقيلاً
متخماً بسلاسلِ الولاءِ لقُطَّاعِ الطُّرُقِ
غدرِ الشُّح في الدُّعاء
ومكرِ امرأةٍ..تدعى الخليفة صُلب المسجدُ على أبواب روما
نصبوا على أبواب عكا
مشنقةً من أُجاج
حبسوا الموجَ
كي يقضوا ديون الكنيسةِ
قبل أن يدخلوا الجنَّة صلب الماء فوق الماء
******
صائغٌ من لندن
يبيع طُهرَ المشرَّدينَ في الأرضِ
يُهدي ثوباً للملك الأوَّلِ
في عيد النَّصر
فوق بلاط الناصر
مُنتشياً بخِتانِ ولدِهِ البكرِ صُلِبَ القلبُ
على عمودٍ من رمل مشبعٍ بالخوف
********
سقطت أمي إذ جاءَها المخاضُ
وُلِدتُ من كعبها
حجراً بنقش آدمَ
هزَّتْ جذعَ النَّخلةِ
فسَقطتُ على رأس الصائغ من لندن صُلِبَ الخوفُ
على حجرْ
تعليق