القصة الذهبية الأولى "حنان" للمبدعة أميرة عبدالله لشهر ديسمبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد خالد النبالي
    أديب وكاتب
    • 03-06-2011
    • 2423

    #16
    القديرة اميرة عبد الله

    ماذا اقول الا انك كنت رائعة بل اكثر

    في سرديتك
    كنت تأخذينا حيث تريدين

    وكان السرد مشوقا جدا

    مودتي وتقديري
    https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

    تعليق

    • بلقاسم علواش
      العـلم بالأخـلاق
      • 09-08-2010
      • 865

      #17
      جميل هذا السردالقصصي أستاذة أميرة عبد الله
      لمستُ تحوّلا واضحاً في تجربك الكتابية
      أتمنى أن تفيدك توجيهات الأساتذة في مسير التطوير
      كل التوفيق نتمناه لك

      التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 19-12-2011, 15:19.
      لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
      ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

      {صفي الدين الحلّي}

      تعليق

      • وسام دبليز
        همس الياسمين
        • 03-07-2010
        • 687

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
        كانت حنان تذرع حجرتها ذهاباً وإياباً بينما كانَ والدها يغطُ في نوم عميق أو هذا ما تراءى لها.
        فجأة شعرت أنَ قواها خارت، فارتمت على سريرها تستمطر سلوى تغرد في حمم أحزانها ..
        عيناها الجميلتان جحظتا وهما تتأملان شيئا ما كانَ يداعب سقفَ حجرتها..
        لم تعد تعلم هل هي في حلم أم يقظة؛ فقد رأت سلةً كبيرةً تهبط عليها من السقف المثقوب.. سألت نفسها بتعجب: متى؟ ومن ثقبهُ ؟؟
        وما الذي تحويه السلة التي تهبط رويداً ..رويداً، فوقَ رأسي مباشرة؟؟إن لم أتحرك فربما ستهشمهُ، وإن أوقفتها فلن أعلم ما بداخلها..
        قررت أن تبقى مكانها وتغامر.
        فجأة سمعت صوتَ ارتطام شيء ما بداخل عقلها.. أحست أفكارها بالرعشة تلوَ الرعشة.. اللعنة عليها!.. سأرد لها الصاع صاعين؛ صفعتني بعدَ أن اتهمتني بأني أود خطف خطيبها منها، لمجرد أنني كنتُ أناقشهُ بخصوص محاضرة في حجرة مكتبه بالجامعة، وبعد أن أخبرها أنني... اعتذرت لي..
        قد ظنت الغبية أنني سامحتها.. ستدفع الثمن غالياً.. ما ذنبي إن كانَ خطيبها ينظر إليَ كالأبله، ولا يشيح بصرهُ عني وهو يلقي محاضراته..
        نهضت من سريرها بعصبية وتوجهت نحوَ زهريتها الموجودة على منضدتها.. تأملتها مطولاً، ثم انتزعت منها الورود وطرحتها أرضاً، ثمَ عادت للإستلقاء على سريرها كالأميرة النائمة بعدَ أن انفرجت عن شفتيها ابتسامة قهر وغيظ لو وزع على الكون لأحرقهُ.
        "هدايا كثيرة تلمع داخل السلة.. لم يبقَ إلا القليل، وسأمسكها بيدي بكل قوتي.. هل هي هدنة من نوع ما! أم رفيف النور يعانق نرجسية فكري اللحظية ليطببها؟!
        بينَ كومة قصصه يجلس كطير جريح يغترفَ منها ما يشاء ، يمسح عرق أوهامه الحبلى بخطيئة ربما لبسها طيف الأنانية.. تخيلها كزهرة نيسان تصعد من فنجان قهوته وهيَ تمسح عن أطرافه آثار أحمر شفاهها .."سأثبت لها وللجميع أنني الأفضل فربما ستتنفسني عشقاً في مروجي الدافئة.."
        ترمقهُ من سريرها وتتأمل آثار الصفعات التي أهدرتها هباءً على وجنتيه بعدَ أن قبلها عنوة.. نظرت إليه بتعال ثمَ قالت: "أنتَ الأفضل وماذا بعد؟"
        - لا تصرخي..!! سيسمعك والدك.
        -" لن أسامحها أبداً.." قالتها وهي تمسح ياقوتة أبت إلا أن تقف لبرهة على شفتها العلوية تستنشق عبيرها.
        "- إذن اصفعيها كما صفعتك ثمَ بعدها.. انسي الموضوع.. أريد أن أصبح أفضل كاتب على الإطلاق!!.. لا أريدك أن تجلسي بقربي حتى لا تقطعي حبلَ أفكاري، اجلسي مقابلي.."
        كان يراقب شفاهها القرمزية ويحسد تلك الدمعة التي لا زالت تتأرجح بدلال على شفتها ..
        تمددتْ مرةً أخرى على السرير وفتحت ذراعيها لتستقبل الهدايا الجمة..
        أخذهُ خيالهُ للبعيد.. هناكَ في الحقل الأخضر راقصة هيفاء تتمايل كالزان.. بينما خصلات شعرها الناعمة كالحريرتبعثرها الرياح.. يحاول الراقص أن يقتربَ منها ليرفعها للأعلى، لكنها تبتعدُ عنهُ تدريجياً.. ينظر إليها فتنعكس صورتهُ بعينيها وكأنهما القطب المتجمد..
        يعاقر خمرَ إلهامهِ من خلالهما، ليرى راقصتهُ الفريدة قد عادت تذرع الحجرة وهيَ تتمتم بجمل غير مترابطة :"تباً ..السقف لم يعد مثقوباً.. !! هل أسامحها ؟؟..
        متى سيسدل الستار وينتهي العرض الأخير؟؟" الرقصة الأولى ستكون معي على ضوء القمر بعدَ أن أصدر مجموعتي القصصية الأولى..سأجعلها تتزلج داخل دمائي فربما تصب عواطفها المتدفقة كالحمم في صميم قلبي.. آآآآآآآه، كم أتمنى أن أغزل لها حروفاً مرجانية ."
        لا يزال يذكر أطواق الياسمين التي كانت تضعها على شعرها، ومشيتها الملوكية وكأنها عرفت أنها من أجمل الإناث على الاطلاق.. لمَ وافقَ والدها على زواجها به بالرغم من أنها كانت تحب رجلاً ثرياً يفوقهُ وسامةً.. إنهُ يراهُ الآن من نافذة ذاكرته، يطل على أبراج قلبها!! كم يود أن يثبت لها أنهُ الأفضل.. فربما تنسى الآخر وتراهُ لتنفتح لهُ أحد نوافذ الأمل.
        كسرَ القلم الذي كانَ يمسكهُ بيده وكأنهُ يود أن يدك عنقَ أحدهم.. تأملها وهيَ لا زالت تنفث دخان الغضب، وهمسَ لنفسه: الحب عجيب.. كالنسمة يهب على القلب ليداعبه بطراوة.. يا ترى ما الذي أعجبني فيها!!
        لا يعلم ما الذي دهاهُ ليغادرَ حجرتهما التي أُجبر على العيش معها فيها بناء على رغبة والدها الملحة!. تسلل بخفة على أطراف أصابعه لحجرة والدها، أخذَ مفتاح درجه الذي يرفض إعطاءهُ لأحد، مر من أمام حجرة نومه مرة أخرى، نظرَ إليها مطولاً.. كانت تجلس على حافة النافذة تتأمل اللاشيء، وكأنها ستجمع كل العواصف بقبضة يدها، لتلقيها بكل قواها على شبح ما يتربص لها في الزوايا.
        لم تلتفت إليه.. فتحَ درج مكتب والدها.. أمسك الرسالة بيد مرتجفة يود قراءتها..
        سمعَ خلفهُ صوت إغلاق باب، استدار ليعاتبها لأنها أجفلتهُ.. وإذا به وجهاً لوجه مع والدها..
        كانَ ينظر إليه، ولكن ليسَ بغضب كما توقع، ولكن بحزن وتوتر..
        - "توقعت أنك ستفتح الدرج بأي يوم.." قالها عمهُ وهوَ يقفُ مرتكزاً على الباب .." اعلم شيئاً واحداً.. هيَ تحبك، وأصرت على الزواج بك رغمَ معارضتي الشديدة، راهنتها أنكَ ستطلقها خلالَ عام فقالت:" لن يتركني.. مهما فعلت..".
        قلت لها يومها:"لكنهُ يعتقد أنك تحبين سامر..!! " فردت: أجل، لأنكَ أوهمتهُ بذلك."
        -"إن طلقك بعدَ عام فستفعلين كل ما آمرك به، وإن لم يفعل فخذي المفتاح من حجرتي، تنتظرك رسالة هامة في مكتبي."
        -"رسالة؟؟ "
        -"أجل..رسالة .."
        نظرَ لعمه بامتعاض، ثمَ ضربَ المكتب بعنف بقبضة يده وكأنهُ يود أن يزلزل كل أنحاء البيت بمن فيه..
        سألهُ عمهُ وهوَ يفتح لهُ باب القفص :"ألن تقرأ الرسالة؟.. فهيَ تهمك كما تهمها حيث قاربَ العام على الإنتهاء.."
        ناولهُ الرسالة مرة أخرى بعد أن سقطت منهُ..
        غادرَ البيت مسرعاً لا يلوي على شيء وهوَ يضغط على الرسالة بأصابعه وكانهُ يود أن يعتصر أنفاسها..
        لم ينتبه أن زوجتهُ كانت تراقبهُ بكدر.."هل قررَ أخيراً أنني لا أستحقُ العناء وإنني قشرة جوفاء..؟! " تفرست بالمرآة وكأنها تكلم الماضي القريب الذي لا زال يثير سخطها وحنقها.. " هل أسامحها يا ترى؟ لو كنتُ مكانها لغلفت قلبي الغيرة، وربما لفعلت مثلها..
        اللعنة على هذا التحدي السخيف يا والدي..اللعنة عليه.. لقد خسرتُ زوجي؛ الرجل الوحيد الذي أحببت وفضلت على المال." انهمرت دموعها مدراراً.. حاولت مسحها بعصبية بمنديلها الذي طرزت عليه أول حرف من اسميهما.
        وقفَ طويلاً أمامَ البحيرة، ثم صرخَ بأعلى صوته:" ذلكَ الرجل دمر حياتنا؛ لقد أوهمني ملايين المرات أنها أجبرت على الزواج بي.. أكرهه لأنهُ وضعَ حاجزاً بيني وبينها.. أكرهه..
        طيلة هذا العام وأنا أظنها تود التخلص مني والعودة لوسام."
        سمعَ رنينَ جواله وصوتُ بكاء مرير:"أرجوك، عد لي.. سأذبل وأموت بدونك..أحبك..أحبك .."أغلقَ الجوال وهوَ يرتجف وفتحَ الرسالة ليقرأها كالمخدر..
        ابنتي الحبيبة! أعلم أنك تظنين أنني رجلٌ بلا قلب، لكنك ستتفاجئين حينَ أقول لك أنني تحدثت مع سامر الذي كان يلح على الزواج بك، وحينَ أخبرتهُ أنك مريضة، أخبرني أنهُ لم يعد يريدك. بينما حين كررت نفس الكلام لزوجك، قال لي إنه يعلم أنك مغرورة لدرجة لا تطاق، ولكنهُ سيجعلك تحبينه كما يحبك، وأنهُ سيفعل المستحيل لأجلك..
        أجبرتك على مضايقته؛ لأرى مدى حبهُ لك وهل سيحتملك، حتى أتأكد أنني حينَ أموت سأتركك بينَ أيد أمينة..
        أنا مريضٌ جداً وقد أخبرني الطبيب أنني سأموت عما قريب؛ فقد استفحل بجسدي الهزيل المرض..
        زوجك رجلٌ رائعٌ.. قد أحسنت الإختيار..

        طارت أوراق روايته من النافذة المفتوحة ليبتلعها الفضاء.. بينما كانت أطواق الياسمين تتهادى على سطح البحيرة والقوارب الشراعية تستعد بألق لبدء السباق المصيري.

        أميرة عبد الله
        وكيف لقلم الأمراء أن يخط إلا كل ما هو جميل ومميز كي يليق بهم الاسم ويليقون به
        أميرة هي قصة جميلة كتبت بإحساس عالي وصور متلاحقة وأفكار مترابطة وقفلة رائعة
        دام نزيف قلمك

        تعليق

        • منار يوسف
          مستشار الساخر
          همس الأمواج
          • 03-12-2010
          • 4240

          #19
          الرائعة أميرة
          اعجبني جدا هذا السرد البديع للأحداث
          متنقلة بين ضمير الغائب و المتكلم
          و لغة شاعرية رقيقة
          وجدتني في عمق الحدث أعيش هذه الأطوار و استحضرها
          و أتنقل بين الأبطال
          صياغة أدبية رائعة و انتقال سلس للمشاهد المتلاحقة
          و القصة جميلة جدا
          شكرا أميرة
          استمتعت بروعة قلمك و حسك المرهف
          تحياتى و محبتي لك

          تعليق

          • أحمد على
            السهم المصري
            • 07-10-2011
            • 2980

            #20
            الأستاذة القديرة أميرة عبد الله

            قصة ماتعة وأكثر أظهرتِ فيها مقدرة كبيرة وخيال رحب وبدا واضحا أن بطلتها تعاني هلوسة (كما تراءى لها - لم تعد تعلم أهي في حلم أم يقظة ....) يتحرك عقلها الباطن بأقصى سرعة في محاولة للهروب من الواقع يرسم عالمها الخاص الذي تحلم به وأعتقد أن السلة رمزا لسيل أفكارها ولرسالة والدها التي وعدها اياها .

            ارتطمت السلة بداخل ذهنها وسمعت معها دوي الصفعة الأخرى.
            تداخلت الأحداث بسرعة على نحو يلبس المتلقي لتضفي مزيدا من الروعة على القصة

            تداخل الحوار كان خاطفا هنا ويبدو أن الأفكار كانت تهاجمها من كل حدب وخلق هذا الجو المشحون صراعا مستمرا
            كان اسلوب معالجة الأب قاسيا جدا برغم هدفه النبيل والقفلة أتت قوية .
            وأحييك على التصويرات المبتكرة الرائعة
            والتقنية العالية في القص واللغة الرصينة

            شكرا لك رائعتك
            في انتظار الجديد
            تحيتي وتقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة أحمد على; الساعة 19-12-2011, 20:32.

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #21
              الأميرة الكاتبةأميرة عبدالله
              قصة رائعة بكل المقاييس
              لم أترك هنا إلاّ بعد أن تركت هذه القصة في نفسي كبير أثر
              أحييك على ما يختبئ خلف فوهة قلمك من إبداع
              تقديري ومحبتي
              ركاد أبو الحسن

              تعليق

              • صافي مسك
                أديب وكاتب
                • 26-06-2011
                • 88

                #22
                حنان
                اسم كبير بمعانيه ومدلولاته
                لكن البطلة رغم حملها هذا الاسم الا انها كانت متناقضة معه شخصيتها
                كانت قاسية جدا مع زوجها
                متمحورة حول نفسها
                مفرطة بالانانية وحب الذات
                وكذلك والدها المفروض رباها على حسن الحلق لا ان يشجعها على القسوة والجبروت
                وجدتها قصة هادفة معبرة
                جرح نازف في المجتمع
                تستحق الذهب
                دام لك الابداع
                ومودتي
                التعديل الأخير تم بواسطة صافي مسك; الساعة 20-12-2011, 13:53.
                ترابك طريقنا الى العلياء

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #23
                  الأستاذة الكريمة أميرة عبد الله
                  جميلة جدا هذه القصة
                  جميل اأسلوبك في الكتابة
                  استمتعت و أنا أقرأها
                  شكرا على هذا الألق

                  تعليق

                  • أمل ابراهيم
                    أديبة
                    • 12-12-2009
                    • 867

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                    كانت حنان تذرع حجرتها ذهاباً وإياباً بينما كانَ والدها يغطُ في نوم عميق أو هذا ما تراءى لها.
                    فجأة شعرت أنَ قواها خارت، فارتمت على سريرها تستمطر سلوى تغرد في حمم أحزانها ..
                    عيناها الجميلتان جحظتا وهما تتأملان شيئا ما كانَ يداعب سقفَ حجرتها..
                    لم تعد تعلم هل هي في حلم أم يقظة؛ فقد رأت سلةً كبيرةً تهبط عليها من السقف المثقوب.. سألت نفسها بتعجب: متى؟ ومن ثقبهُ ؟؟
                    وما الذي تحويه السلة التي تهبط رويداً ..رويداً، فوقَ رأسي مباشرة؟؟إن لم أتحرك فربما ستهشمهُ، وإن أوقفتها فلن أعلم ما بداخلها..
                    قررت أن تبقى مكانها وتغامر.
                    فجأة سمعت صوتَ ارتطام شيء ما بداخل عقلها.. أحست أفكارها بالرعشة تلوَ الرعشة.. اللعنة عليها!.. سأرد لها الصاع صاعين؛ صفعتني بعدَ أن اتهمتني بأني أود خطف خطيبها منها، لمجرد أنني كنتُ أناقشهُ بخصوص محاضرة في حجرة مكتبه بالجامعة، وبعد أن أخبرها أنني... اعتذرت لي..
                    قد ظنت الغبية أنني سامحتها.. ستدفع الثمن غالياً.. ما ذنبي إن كانَ خطيبها ينظر إليَ كالأبله، ولا يشيح بصرهُ عني وهو يلقي محاضراته..
                    نهضت من سريرها بعصبية وتوجهت نحوَ زهريتها الموجودة على منضدتها.. تأملتها مطولاً، ثم انتزعت منها الورود وطرحتها أرضاً، ثمَ عادت للإستلقاء على سريرها كالأميرة النائمة بعدَ أن انفرجت عن شفتيها ابتسامة قهر وغيظ لو وزع على الكون لأحرقهُ.
                    "هدايا كثيرة تلمع داخل السلة.. لم يبقَ إلا القليل، وسأمسكها بيدي بكل قوتي.. هل هي هدنة من نوع ما! أم رفيف النور يعانق نرجسية فكري اللحظية ليطببها؟!
                    بينَ كومة قصصه يجلس كطير جريح يغترفَ منها ما يشاء ، يمسح عرق أوهامه الحبلى بخطيئة ربما لبسها طيف الأنانية.. تخيلها كزهرة نيسان تصعد من فنجان قهوته وهيَ تمسح عن أطرافه آثار أحمر شفاهها .."سأثبت لها وللجميع أنني الأفضل فربما ستتنفسني عشقاً في مروجي الدافئة.."
                    ترمقهُ من سريرها وتتأمل آثار الصفعات التي أهدرتها هباءً على وجنتيه بعدَ أن قبلها عنوة.. نظرت إليه بتعال ثمَ قالت: "أنتَ الأفضل وماذا بعد؟"
                    - لا تصرخي..!! سيسمعك والدك.
                    -" لن أسامحها أبداً.." قالتها وهي تمسح ياقوتة أبت إلا أن تقف لبرهة على شفتها العلوية تستنشق عبيرها.
                    "- إذن اصفعيها كما صفعتك ثمَ بعدها.. انسي الموضوع.. أريد أن أصبح أفضل كاتب على الإطلاق!!.. لا أريدك أن تجلسي بقربي حتى لا تقطعي حبلَ أفكاري، اجلسي مقابلي.."
                    كان يراقب شفاهها القرمزية ويحسد تلك الدمعة التي لا زالت تتأرجح بدلال على شفتها ..
                    تمددتْ مرةً أخرى على السرير وفتحت ذراعيها لتستقبل الهدايا الجمة..
                    أخذهُ خيالهُ للبعيد.. هناكَ في الحقل الأخضر راقصة هيفاء تتمايل كالزان.. بينما خصلات شعرها الناعمة كالحريرتبعثرها الرياح.. يحاول الراقص أن يقتربَ منها ليرفعها للأعلى، لكنها تبتعدُ عنهُ تدريجياً.. ينظر إليها فتنعكس صورتهُ بعينيها وكأنهما القطب المتجمد..
                    يعاقر خمرَ إلهامهِ من خلالهما، ليرى راقصتهُ الفريدة قد عادت تذرع الحجرة وهيَ تتمتم بجمل غير مترابطة :"تباً ..السقف لم يعد مثقوباً.. !! هل أسامحها ؟؟..
                    متى سيسدل الستار وينتهي العرض الأخير؟؟" الرقصة الأولى ستكون معي على ضوء القمر بعدَ أن أصدر مجموعتي القصصية الأولى..سأجعلها تتزلج داخل دمائي فربما تصب عواطفها المتدفقة كالحمم في صميم قلبي.. آآآآآآآه، كم أتمنى أن أغزل لها حروفاً مرجانية ."
                    لا يزال يذكر أطواق الياسمين التي كانت تضعها على شعرها، ومشيتها الملوكية وكأنها عرفت أنها من أجمل الإناث على الاطلاق.. لمَ وافقَ والدها على زواجها به بالرغم من أنها كانت تحب رجلاً ثرياً يفوقهُ وسامةً.. إنهُ يراهُ الآن من نافذة ذاكرته، يطل على أبراج قلبها!! كم يود أن يثبت لها أنهُ الأفضل.. فربما تنسى الآخر وتراهُ لتنفتح لهُ أحد نوافذ الأمل.
                    كسرَ القلم الذي كانَ يمسكهُ بيده وكأنهُ يود أن يدك عنقَ أحدهم.. تأملها وهيَ لا زالت تنفث دخان الغضب، وهمسَ لنفسه: الحب عجيب.. كالنسمة يهب على القلب ليداعبه بطراوة.. يا ترى ما الذي أعجبني فيها!!
                    لا يعلم ما الذي دهاهُ ليغادرَ حجرتهما التي أُجبر على العيش معها فيها بناء على رغبة والدها الملحة!. تسلل بخفة على أطراف أصابعه لحجرة والدها، أخذَ مفتاح درجه الذي يرفض إعطاءهُ لأحد، مر من أمام حجرة نومه مرة أخرى، نظرَ إليها مطولاً.. كانت تجلس على حافة النافذة تتأمل اللاشيء، وكأنها ستجمع كل العواصف بقبضة يدها، لتلقيها بكل قواها على شبح ما يتربص لها في الزوايا.
                    لم تلتفت إليه.. فتحَ درج مكتب والدها.. أمسك الرسالة بيد مرتجفة يود قراءتها..
                    سمعَ خلفهُ صوت إغلاق باب، استدار ليعاتبها لأنها أجفلتهُ.. وإذا به وجهاً لوجه مع والدها..
                    كانَ ينظر إليه، ولكن ليسَ بغضب كما توقع، ولكن بحزن وتوتر..
                    - "توقعت أنك ستفتح الدرج بأي يوم.." قالها عمهُ وهوَ يقفُ مرتكزاً على الباب .." اعلم شيئاً واحداً.. هيَ تحبك، وأصرت على الزواج بك رغمَ معارضتي الشديدة، راهنتها أنكَ ستطلقها خلالَ عام فقالت:" لن يتركني.. مهما فعلت..".
                    قلت لها يومها:"لكنهُ يعتقد أنك تحبين سامر..!! " فردت: أجل، لأنكَ أوهمتهُ بذلك."
                    -"إن طلقك بعدَ عام فستفعلين كل ما آمرك به، وإن لم يفعل فخذي المفتاح من حجرتي، تنتظرك رسالة هامة في مكتبي."
                    -"رسالة؟؟ "
                    -"أجل..رسالة .."
                    نظرَ لعمه بامتعاض، ثمَ ضربَ المكتب بعنف بقبضة يده وكأنهُ يود أن يزلزل كل أنحاء البيت بمن فيه..
                    سألهُ عمهُ وهوَ يفتح لهُ باب القفص :"ألن تقرأ الرسالة؟.. فهيَ تهمك كما تهمها حيث قاربَ العام على الإنتهاء.."
                    ناولهُ الرسالة مرة أخرى بعد أن سقطت منهُ..
                    غادرَ البيت مسرعاً لا يلوي على شيء وهوَ يضغط على الرسالة بأصابعه وكانهُ يود أن يعتصر أنفاسها..
                    لم ينتبه أن زوجتهُ كانت تراقبهُ بكدر.."هل قررَ أخيراً أنني لا أستحقُ العناء وإنني قشرة جوفاء..؟! " تفرست بالمرآة وكأنها تكلم الماضي القريب الذي لا زال يثير سخطها وحنقها.. " هل أسامحها يا ترى؟ لو كنتُ مكانها لغلفت قلبي الغيرة، وربما لفعلت مثلها..
                    اللعنة على هذا التحدي السخيف يا والدي..اللعنة عليه.. لقد خسرتُ زوجي؛ الرجل الوحيد الذي أحببت وفضلت على المال." انهمرت دموعها مدراراً.. حاولت مسحها بعصبية بمنديلها الذي طرزت عليه أول حرف من اسميهما.
                    وقفَ طويلاً أمامَ البحيرة، ثم صرخَ بأعلى صوته:" ذلكَ الرجل دمر حياتنا؛ لقد أوهمني ملايين المرات أنها أجبرت على الزواج بي.. أكرهه لأنهُ وضعَ حاجزاً بيني وبينها.. أكرهه..
                    طيلة هذا العام وأنا أظنها تود التخلص مني والعودة لوسام."
                    سمعَ رنينَ جواله وصوتُ بكاء مرير:"أرجوك، عد لي.. سأذبل وأموت بدونك..أحبك..أحبك .."أغلقَ الجوال وهوَ يرتجف وفتحَ الرسالة ليقرأها كالمخدر..
                    ابنتي الحبيبة! أعلم أنك تظنين أنني رجلٌ بلا قلب، لكنك ستتفاجئين حينَ أقول لك أنني تحدثت مع سامر الذي كان يلح على الزواج بك، وحينَ أخبرتهُ أنك مريضة، أخبرني أنهُ لم يعد يريدك. بينما حين كررت نفس الكلام لزوجك، قال لي إنه يعلم أنك مغرورة لدرجة لا تطاق، ولكنهُ سيجعلك تحبينه كما يحبك، وأنهُ سيفعل المستحيل لأجلك..
                    أجبرتك على مضايقته؛ لأرى مدى حبهُ لك وهل سيحتملك، حتى أتأكد أنني حينَ أموت سأتركك بينَ أيد أمينة..
                    أنا مريضٌ جداً وقد أخبرني الطبيب أنني سأموت عما قريب؛ فقد استفحل بجسدي الهزيل المرض..
                    زوجك رجلٌ رائعٌ.. قد أحسنت الإختيار..

                    طارت أوراق روايته من النافذة المفتوحة ليبتلعها الفضاء.. بينما كانت أطواق الياسمين تتهادى على سطح البحيرة والقوارب الشراعية تستعد بألق لبدء السباق المصيري.

                    أميرة عبد الله
                    اميرتي الغاليه ايتها الرائعه
                    قصة جميلة صيغت بحرفه أسعدني ما قرأته هنا
                    حزمة من ورد الياسمين لشخصك الكريم
                    دمت سالمه
                    درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

                    تعليق

                    • البكري المصطفى
                      المصطفى البكري
                      • 30-10-2008
                      • 859

                      #25
                      الغالية أميرة تحيتي العطرة :
                      لن أخفيك سرا أني قرأت القصة أكثر من مرة ؛ وأحببت أن أترك تعليقي إلى هذا الحين . أسلوبك الفني متميز باختيارك العبارات المناسبة للمقام ؛ كما أن قوة إيحائها ورمزيتها دليل على براعتك في رسم وتصوير المشاهد الأكثر تعبيرا عن المعاناة الإنسانية ، عما يحرك النفس البشرية في سبيل تحريرها من التناقضات التي تعكر صفو حياتها . فالنص غني بالإشارات الرمزية التي تحيل إلى ذلك ؛ يكفي القارئ منها وقوفه عند (المنديل) الذي نقش عليه اسما المحبين ؛ لكنه أصبح في النهاية وسيلة لكف الدموع عن الانهمار؛ ومسحها عن المآقي.
                      دمت أديبة مقتدرة .

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #26
                        أميرتي:
                        أسعد الله صباحك ..
                        حيّيت من أديبةٍ..
                        تسير بخطى ثابتة في طريق الإبداع..
                        أرجو لك كلّ التوفيق..
                        نصّ جميل، صيغ بقلب وارفٍ،ويدٍ تدرك أدواتها.
                        حيّاااااااااكِ.

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #27
                          أختي و زميلتي في القص الجميل اميرة..
                          سوف أكون مجحفة و ظالمة في حق نفسي و في حق قلمك لوقلت أن القصة ليست جميلة
                          لكن فيها أمر أقلقني جدا كقارئة ..نوع من التذبذب و الخلط لم أستسغه مع أنّ اللغة في مجملها جاءت جميلة ..
                          و الفكرة انسانية و رائعة و غير مستهلكة .
                          فلو سمحتي لي سأقول ما انطبع لدي بكل صدق و صراحة بعيدا عن المجاملة التي لا تفيد أحدا
                          طبعا هو رأي قارئة تعتقد أنها تملك بعض رؤية حول فن القص .
                          بداية القصة و حتى " ليطببها " لم أجد لها علاقة بباقي النص من حيث الفكرة
                          حيث بدا لي و كأنها قصة مختلفة عن قصة الأب الذي يخاف على ابنته بعد موته ..
                          إذا النص قصّتان ...
                          - الصفعة و خطيب الغبية .
                          - و الأب المهدّد بالموت و ابنته .
                          في رأيي أنّ الشخوص في القصة القصيرة يختارون بعناية
                          و يكون لكلٍّ دوره و كل شخصية لا تؤدي دورا و لا تضيف للفكرة هي زيادة غير مستحبّة ...
                          ما علاقة الغبية و خطيبها الذي يدرّس في الجامعة بموضوع الوالد الخائف على مصير ابنته من بعده ؟
                          و حتى ذكر الأب في مستهل النص لم أفهم جدواه بحيث لم يكن له من دور سوى ما تراءى منه للبطلة ..

                          - بينَ كومة قصصه يجلس كطير جريح يغترفَ منها ما يشاء...
                          كيف يجلس كاتب بين كومة قصصه و كيف يغترف منها و لأي سبب سيغترف منها ؟؟
                          لم أفهم .
                          ثم هل كان ضروريا جعل البطل قاصا و كاتبا ؟
                          ماذا أضافت هذه الجزئية للفكرة و للنص ؟؟
                          أم أنّه لأنّنا نكتب نقحم
                          في كل نصوصنا فكرة أنّ البطل كاتبٌ ؟؟
                          "سأثبت لها وللجميع أنني الأفضل فربما ستتنفسني عشقاً في مروجي الدافئة.."
                          هنا البطل يحدّث نفسه اليس كذلك ؟ فكيف عرفت البطلة ذلك و ردّت عليه بقولها :
                          قالت: "أنتَ الأفضل وماذا بعد؟"
                          و لماذا حتى و البطلة ترقب زوجها و معه الرسالة تفكر في الاخرى
                          " هل أسامحها يا ترى؟ لو كنتُ مكانها لغلفت قلبي الغيرة، وربما لفعلت مثلها..
                          ثم فجأة تعود لتتحدث عن أبيها ..
                          كيف عرف الزوج أنّ هناك رسالة في الدرج ؟
                          و تلك السلة التي ارتطمت برأسها و ذكّرتها بالصفعة كيف تكون فيها هدايا كثيرة ؟؟
                          هذا الزوج خسرته أم لم تخسره ؟ تحبّه أم لا تحبّه ؟
                          و كيف تصفعه لدرجة أنّ الصفعات تترك أثرها على وجهه ؟؟
                          و من وسام هنا :وأنا أظنها تود التخلص مني والعودة لوسام." ؟
                          و ما دخل الزهرية و كيف ترمي الورود و هي التي تنام على سريرها كالأميرة النائمة ؟
                          خلط في خلط في خلط عزيزتي أميرة ..سامحيني و حتى لو ستكرهينني و لا تعجبك صراحتي و
                          لكني أغار على القصة من جهة ...
                          و أحبك و أحب أن تكتبي الأجمل لذلك أقول لك كل هذا ..و انا واثقة و الله أنك ستبدعين
                          لو فقط اشتغلت على نصوصك و وضعت قلمك أمام كثير من الأسئلة قبل و أثناء و بعد كتابة النص .
                          جاءت لفظة " فجأة " مرّتين في النص ..
                          و في القصة يستحسن الإبتعاد عن هذه اللفظة إلا للضرورة و معنى " الفجأة " حقا
                          .
                          طبعا أختي الغالية ليس عليك أن تجيبي على أسئلتي ..
                          هذا كان انطباعي و تساؤلات قفزت أمام عيني ساعة قرأت نصّك
                          لم أحب أن أحتفظ بها لنفسي فأردت أن تصلك.

                          شكرا على رحابة صدرك و ذلك هو خلق الأديب حقا .
                          انفرجت عن شفتيها ابتسامة قهر.../ انفرجت شفتاها عن ابتسامة ..
                          ثم ... هذا القهر الذي لو وزّع على الكون لأحرقه كيف تعبّرعنه ابتسامة ؟؟

                          محبّتي عزيزتي أميرة .
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • عبير هلال
                            أميرة الرومانسية
                            • 23-06-2007
                            • 6758

                            #28
                            عزيزتي آسيا

                            كل ما طرحته من أسئلة

                            لدي اجابته وبصراحة متناهية

                            حين أكتب أية قصة أفكر جيداً

                            قبل أن أضعها بالرغم من بساطة لغتها

                            واعلم متى أضع أي حرف وأين أضعه

                            لي عودة للاجابة على أسئلتك الرائعة

                            التي تدل على قراءتك الواعية

                            كل ما طرحته علي من تساؤلات بخصوص

                            حنان لدي اجاباته بدئا من العنوان حنان

                            لمَ اخترت هذا الأسم بالذات ولم أختر عنوان مبتكر

                            محبتي

                            لي عودة مرة أخرى

                            وأتمنى أن يعذرني الجميع

                            بخصوص تأخر ردودي

                            هناك مشكلة معي لا أعلم هل هيَ بجهازي؟؟

                            أم ضعف نت ؟؟

                            أكتب ردود تختفي ..

                            فقط صندوق بريدي يعمل بشكل مقبول

                            آمل ألا يختفي تعليقي هذا
                            sigpic

                            تعليق

                            • عبير هلال
                              أميرة الرومانسية
                              • 23-06-2007
                              • 6758

                              #29
                              عزيزتي آسيا هل تودين

                              أن اعطيك التفاسير فوراً

                              أم أتركها بعد أن أعلق على الجميع ؟؟

                              كلها تفاسيرها منطقية

                              محبتي مرة أخرى
                              sigpic

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #30
                                كما ترين عزيزتي أميرة ...
                                لست مجبرة على إعطاء أيّة تفاسير ...
                                و النص القصصي عموما لا يُشرّح أو يُفسّر..
                                لم تكن تساؤلاتي تبحث عن إجابات معيّنة مقنعة
                                بقدر ما كانت أفكارا جالت في رأسي لحظة قرأت قصتك ...
                                و ربّما هي أسئلة اطرحها على نفسي أيضا قبل أن انشر نصا :
                                لماذا و كيف و هل يعقل و هل هذا مقنع و معقول ؟
                                خذي راحتك عزيزتي و اعلمي أنّي لولا محبّتي لك و للقصة ما قلت رأيي بوضوح .
                                كوني بخير.
                                شكرا.
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X