
السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أَشْعَلْتُ سيجارتي الأخيرة و سحبتُ منها نفسا عميقا أرفقتُه برشفة ممّا تبقى من فنجان قهوة باردة ثمّ ألقيتُ نظرة حزينة على الورقة البيضاء التي تنتظر أن أخُطّ عليها ما تجودُ به قريحتي لكن دون جدوى
أشدُّ ما يثيرُ هلعي هو أن تسْتمِرَّ هذهِ الحالةُ التي تلازمني منذ مُدَّةٍ ليست بالقصيرةِ فقد هَجرتْني الأفكارُ وغاب عنّي مصدرُ الإِلهامِ و بقيتُ وحيدا أشكو عجزي و حَيْرَتي إلى نفسي . كلّما استجديتُ قريحتي لعلّها تهبني ما أُطْلِعُ عليه قُرّائي و أحفظُ به مكانتي لديهم يأبى عقلي إلّا أن يبحث عن سبب هذا الهجرِ و العجزِ .
كنتُ في السّابق أَطْرُدُ الأفكارَ و أُرْجِئُها إلى حينٍ لغزارة تدفّقها , أمّا الآن فأنا أتوسّل إليها حتّى تعودَ و أعتذرَ لها عن صنيعي , كان قلمي ينساب في سلاسة و يُسْرٍ يرسم أفكاري على الصّفحات العديدة , و أجِدُنيَ الآن عاجزًا على كتابة سطر يتيم و قلمي متعثّر كما المحراث الذي يجرّه ثور هزيل في أرض صخرية
ماذا عساني أفعل ؟ بماذا أجيب رئيس تحرير المجلّة ؟ حدّثني شيطاني بأمر سرعان ما طردته من خاطري فأنا لن أَحْتَرِمَ نفسي إن استوليتُ على إنتاج غيري .
في الأخير حطّمت قلمي و مزّقت الورقة التي أبت إلّا أن تحافظ على عذريّتها ثمّ أسرعتُ الخطى نحو مشروع السّدّ الجديد بالبلدة لعلِّيَ أفوزُ بعمل .
...
أرفقتُ هذه المحاولة حتّى لا أبقى
دون مشاركةٍ في هذا الصّرح
تعليق