ابوسريع فى قسم الشرطه-قصه قصيره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد الحسيسى
    أديب وكاتب
    • 13-03-2011
    • 290

    ابوسريع فى قسم الشرطه-قصه قصيره


    كان رجلا بسيطاً ، اعتاد أن يعيش حياته بصمت ، بعيداً عن صخب المجتمع ، ومشاكله .
    لم يكن مهتما بالمادة وبزخها ، لايفهم مايدور حوله من الأمور العامة ، فضلا عن الخاصة .
    فى الصباح الباكر .. كان يذهب إلى الحقل بصحبة بهائمه اللطيفة ، حمار لطيف اسماه " بيومى" ، وبقرة حلوب صفراء ، سماها نعيمة ، وخروف رائع ذو شعر كثيف ، سماه أبو سريع .
    كان يشعر أن هؤلاء أبناءه ، فلم يكن له زوجة ولا أولاد ، فقد ماتت زوجته منذ عشرة أعوام ، ولم ينجب منها .
    كما أنه لم يفكر فى الزواج أبداً بعد وفاة زوجته ، فقد كان يشاع أن زوجته تسببت كثيرا فى تعاسته ، وكان موتها تحرراً من قيود تعاسته . فاعتاد من بعدها على حياة الفلاحة ، فكانت أرضه بمثابة حياته والبهائم أولاده .
    لم يكن تعيسا قط ، فلم ينغمس فى المجتمع مع هؤلاء الناس ، الذين يتنافسون ويتصارعون من أجل المادة ، وينقلب الصراع في نهاية الأمر إلى بؤس وشقاء وحقد دفين .
    لم يكن " بسيونى" على اتصال بالعالم الخارجى فلا تهمه أن تقع ثورة فى مصر أو حتى فى الصين . فهو لم يفهم كثيرا فى تلك المسائل التى يصفها بأنها حديث لا طائل من وراءه .
    وحينما تأتى الصدفة ويجلس في أحد المقاهي ، لإنهاء صفقة بيع أو شراء ويرى بعض الناس يتحدثون عن سقوط أحد الرؤساء العرب ، أو حتى يسمع حوارات عن بحار الدم فى سوريا أو المجاعة فى الصومال فلا يهتم بكل ذلك . الذي يعنيه فقط مسائل الأرض وزراعتها ، ويهتم بالأمور المتعلقة بها ، فتارة يتساءل : لماذا لم ترخص الحكومة تقاوى الارز والذرة حتى يستطيع البيع بسعـر عالٍ .
    إن " بسيوني " مثال للفلاح المصرى البسيط ، الذي لا يهتم إلا بأحواله الخاصة .
    والمفاجأة العجيبة أنه تم اقتياده ذات مساء إلى مركز الشرطة ، فوقف مذهولا أمام الضابط ليسأله عدة أسئلة لم يعتد عليها .
    =اسمك ايه ؟
    -بسيونى عبد العال مصيلحى
    =بتشتغل ايه؟
    -مزارع يا بيه
    -شفت القاتل وإلا لا ؟
    -قاتل ايه يا بيه !!
    =انت هتستعبط ؟!
    -والله يا بيه انا ما شفتش حاجه ..!!
    =احنا هنهزر مين اللى قتل مدبولى ؟!!
    -معرفشى يا بيه انا باجى من الغيط بعد العشا وادخل البهايم تاكل وانام
    =لا يا راجل !!
    رد احد الضباط بسخرية
    =تلاقيك بتاكل معاهم يا بسيونى !!
    -ربنا يكرمك يا بيه
    = انت متهم بقتل مدبولى يا بسيونى ..
    -لا والله يا بيه انا كنت نايم !!
    =مدبولى غنى يا بسيونى
    -اه يا بيه
    = ازاى
    = عنده أربع بهايم وثلاثين راس غنم وتلات فدادين
    -الله اكبر بس
    - وبيقولوا عنده فلوس فى البنك اصله كان فى الكويت
    =تفتكر مين اللى له مصلحه فى قتله يا بسيونى
    =والله يا بيه معرفشى
    -ايه رايك فى الثوره يا بسيونى
    =الثوره مشفاهم
    -انت مشعارف ان البلد فى ثوره
    =يعنى ايه يا بيه
    -اه
    رد احد الضباط
    =يعنى شالوا الرئيس القديم وجابوا رئيس جديد
    - والله يا بيه هم ادرى بمصلحتهم
    =هم مين دول
    -اللى عمله الثوره اللى سعادتك بتقول عليها
    =انت رأيك ايه
    -والله يا بيه الرأى رأيك انا معرفشى
    ضحك احد الضباط فتقدم احد الناس
    -يا سعاده البيه عم بسيونى راجل بسيط وفى حاله ومالوش دعوه بالسياسه
    =سياسه طب اسكت انت خالص
    =امشى انت يا بسيونى لو عزناك هنبقى نبعتلك
    -انا خدامك يا بيه
    يغادر بسيونى المكان ، وينطلق مسرعاً حيث وقف أمام "أبو سريع" دامعا
    =شفت يا ابو سريع على آخر الزمن أدخل قسم الشرطة
    شفت أنا ماليش دعوة بحاجة !!
    أنا عارف مين اللى قتل مدبولى بس انا مالى
    اصله سكير وابن ليل والنسوان هى السبب ربنا اداله فلوس وخير مشعارف يحافظ عليهم كل يوم يلعب قمار ويجيب نسوان البيت بس انا مالى انا طول عمرى ماشى جنب الحيط
    يلتفت له الحمار دامعا ، ويرتمى بسيوني فى حضن الخروف باكيا بحزن عميق .. !!

  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    السيد الحسيسي
    لا أدري هل مازال يوجد مثل بسيوني هذا اليوم
    وهل فعلا هو نموذج فعلي للمزارع المصري أو الفلاحين
    ربما الجواب سيأتي وعلى لسان من توغلوا عميقا في تلك الجزئية لأني حقيقة لا أتصور هذا
    لكنه يبقى نصا لطيفا يحكي قصة المواطن البسيط والأجهزة الأمنية وهذا الحاجز بينهما
    ودي ومحبتي لك زميلي
    وليتك تشارك الزميلات والزملاء نصوصهم كي تستفيد وتفيد من خلال تبادل الرؤى


    ألممسوس

    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • السيد الحسيسى
      أديب وكاتب
      • 13-03-2011
      • 290

      #3
      الفاضله-لك منى كل الاحترام والتقدير
      ان الفنان وانت تعلمين ذلك دائما ذا خيال واسع رحب فسيح والفنان لابد ان يتعامل مع الواقع الذى يعيشه ويسرد ما يراه او يتخيله او يشعر به وحيث ان الواقعه التى حدثت لبسيونى وهى موضوع القصه هى قصه من الواقع ولابد ان يمتزج بها شىء من الخيال
      اذن فالسؤال والدهشه التى اصابتك ليس لها ما يبررها
      الامر الهام الاخر وحيث انك فنانه فكان يجب ان يكون النقد موجها الى القصه من حيث انها عمل ابداعى وليس النظره الهامشيه التى لا تفيد لقد تعلمنا هذا وسنظل عليه سائرين
      على العموم شكرا لاهتمامك
      التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيسى; الساعة 19-12-2011, 16:42.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة السيد الحسيسى مشاهدة المشاركة
        الفاضله-لك منى كل الاحترام والتقدير
        ان الفنان وانت تعلمين ذلك دائما ذا خيال واسع رحب فسيح والفنان لابد ان يتعامل مع الواقع الذى يعيشه ويسرد ما يراه او يتخيله او يشعر به وحيث ان الواقعه التى حدثت لبسيونى وهى موضوع القصه هى قصه من الواقع ولابد ان يمتزج بها شىء من الخيال
        اذن فالشسؤال والدهشه التى اصابتك ليس لها ما يبررها
        الامر الهام الاخر وحيث انك فنانه فكان يجب ان يكون النثقد موجها الى القصه من حيث انها عمل ابداعى وليس النظره الهامشيه التى لا تفيد لقد تعلمنا هذا وسنظل عليه سائرين
        على العموم شكرا لاهتمامك
        الزميل القدير
        السيد الحسيسى
        هل بدر مني ما يزعجك زميلي
        أنا وجهت مداخلتي نحو النص فعلا وأبديت أعجابي به
        وعن أي نظرة هامشية تتحدث زميلي
        أنا لا أضع المداخلات الهامشية مطلقا ومداخلاتي دائما نحو النصوص لا لغيرها
        أين وجهت النقد نحو شخصك قل لي لو سمحت
        وبكل الأحوال سعدت بالتعرف عليك
        شكرا وأعتذر لأني قرأت وأدليت بوجهة نظري الصادقة
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #5
          الأخ الفاضل / السيد الحسيسي

          أجواء النص جميلة وتذكرني بأعمال صديقي محمد سلطان ، لكن الحوار العامي جاء أكثر مما يحتمله النص ، خاصة أنك لم تضع ما بالعامية بين قوسين وتركته في متن النص
          كما أرجو منك أن تتقبل كلامي ومداخلات الأخوة بسعة صدر ، فلم يعجبني اطلاقاً تلك الطريقة التي تحدثت بها مع الأديبة القديرة عائدة نادر وهي التي ما فعلت الا أن أشادت بنصك ، وفي نهاية ردها طلبت منك طلباً تطلبه من كل عضو جديد أو قديم وهو أن ترجوه أن يشارك الزملاء والزميلات نصوصهم ورؤيتهم ، فهل في هذا الطلب ما يزعج ؟

          تقبل مودتي
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • السيد الحسيسى
            أديب وكاتب
            • 13-03-2011
            • 290

            #6
            السلام عليكم-الاخت الفاضله الفنانه عائده لقد فهمت كلامى خطا فلم اقصد ازعاجك مطلقا وقصدت النقد البناء وقد فهم كلامى الاخ المحترم احمد عيسى وفعلا قام بنقد النص وانا احييه على ما فعله واتقبل من اى عضو هنا اى نقد فى موضوع اى نص لان بالنقد البناء ننجح ونسموا بافكارنا وادبنا ولا يرتقى الفنان اذا ابتعد عن الناس كما لا ينضج فكره اذا لم يتقبل النقد البناء اى كان مصدره مهما كان قائله
            الفنانه القديره المثقفه عائده لا تغضبك كلماتى فلم اقصد ان اسىء لك مطلقا
            اما من ناحيه المشاركه فى نصوص الاعضاء فانى افعل حين تتاح الفرصه
            الاخوه الافاضل لكم منى كل الاحترام والتقدير فقد قرات اغلب اعمالكم هنا وهى فى منتهى الروعه والجمال
            ايها الساده لا نرتقى ابدا مهما فعلنا الا بالمشاركه يد بيد وقلب بقلب فنحن جميعا لا ننشد عالم مادى زائل بل نبحث عن عالم افضل عالم من الفن الجميل والكلمه الرائعه عالم ترتاح فيه الذات المعذبه بين اروقه الكلمات العطره المدهشه وشكرا للجميع مره اخرى

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              أشكرك أخي الكريم على لطفك وأدبك في الحوار وأتمنى أن أقرأ المزيد والأفضل لك فلا تحرمنا من كل جديد
              ستجد بمعاشرتك للأخوة هنا أننا أسرة واحدة نتعلم ونستفيد من بعضنا البعض كل يوم
              ولسوف يحلو لك المقام باذن الله

              مودتي واحترامي
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • وسام دبليز
                همس الياسمين
                • 03-07-2010
                • 687

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة السيد الحسيسى مشاهدة المشاركة

                كان رجلا بسيطاً ، اعتاد أن يعيش حياته بصمت ، بعيداً عن صخب المجتمع ، ومشاكله .
                لم يكن مهتما بالمادة وبزخها ، لايفهم مايدور حوله من الأمور العامة ، فضلا عن الخاصة .
                فى الصباح الباكر .. كان يذهب إلى الحقل بصحبة بهائمه اللطيفة ، حمار لطيف اسماه " بيومى" ، وبقرة حلوب صفراء ، سماها نعيمة ، وخروف رائع ذو شعر كثيف ، سماه أبو سريع .
                كان يشعر أن هؤلاء أبناءه ، فلم يكن له زوجة ولا أولاد ، فقد ماتت زوجته منذ عشرة أعوام ، ولم ينجب منها .
                كما أنه لم يفكر فى الزواج أبداً بعد وفاة زوجته ، فقد كان يشاع أن زوجته تسببت كثيرا فى تعاسته ، وكان موتها تحرراً من قيود تعاسته . فاعتاد من بعدها على حياة الفلاحة ، فكانت أرضه بمثابة حياته والبهائم أولاده .
                لم يكن تعيسا قط ، فلم ينغمس فى المجتمع مع هؤلاء الناس ، الذين يتنافسون ويتصارعون من أجل المادة ، وينقلب الصراع في نهاية الأمر إلى بؤس وشقاء وحقد دفين .
                لم يكن " بسيونى" على اتصال بالعالم الخارجى فلا تهمه أن تقع ثورة فى مصر أو حتى فى الصين . فهو لم يفهم كثيرا فى تلك المسائل التى يصفها بأنها حديث لا طائل من وراءه .
                وحينما تأتى الصدفة ويجلس في أحد المقاهي ، لإنهاء صفقة بيع أو شراء ويرى بعض الناس يتحدثون عن سقوط أحد الرؤساء العرب ، أو حتى يسمع حوارات عن بحار الدم فى سوريا أو المجاعة فى الصومال فلا يهتم بكل ذلك . الذي يعنيه فقط مسائل الأرض وزراعتها ، ويهتم بالأمور المتعلقة بها ، فتارة يتساءل : لماذا لم ترخص الحكومة تقاوى الارز والذرة حتى يستطيع البيع بسعـر عالٍ .
                إن " بسيوني " مثال للفلاح المصرى البسيط ، الذي لا يهتم إلا بأحواله الخاصة .
                والمفاجأة العجيبة أنه تم اقتياده ذات مساء إلى مركز الشرطة ، فوقف مذهولا أمام الضابط ليسأله عدة أسئلة لم يعتد عليها .
                =اسمك ايه ؟
                -بسيونى عبد العال مصيلحى
                =بتشتغل ايه؟
                -مزارع يا بيه
                -شفت القاتل وإلا لا ؟
                -قاتل ايه يا بيه !!
                =انت هتستعبط ؟!
                -والله يا بيه انا ما شفتش حاجه ..!!
                =احنا هنهزر مين اللى قتل مدبولى ؟!!
                -معرفشى يا بيه انا باجى من الغيط بعد العشا وادخل البهايم تاكل وانام
                =لا يا راجل !!
                رد احد الضباط بسخرية
                =تلاقيك بتاكل معاهم يا بسيونى !!
                -ربنا يكرمك يا بيه
                = انت متهم بقتل مدبولى يا بسيونى ..
                -لا والله يا بيه انا كنت نايم !!
                =مدبولى غنى يا بسيونى
                -اه يا بيه
                = ازاى
                = عنده أربع بهايم وثلاثين راس غنم وتلات فدادين
                -الله اكبر بس
                - وبيقولوا عنده فلوس فى البنك اصله كان فى الكويت
                =تفتكر مين اللى له مصلحه فى قتله يا بسيونى
                =والله يا بيه معرفشى
                -ايه رايك فى الثوره يا بسيونى
                =الثوره مشفاهم
                -انت مشعارف ان البلد فى ثوره
                =يعنى ايه يا بيه
                -اه
                رد احد الضباط
                =يعنى شالوا الرئيس القديم وجابوا رئيس جديد
                - والله يا بيه هم ادرى بمصلحتهم
                =هم مين دول
                -اللى عمله الثوره اللى سعادتك بتقول عليها
                =انت رأيك ايه
                -والله يا بيه الرأى رأيك انا معرفشى
                ضحك احد الضباط فتقدم احد الناس
                -يا سعاده البيه عم بسيونى راجل بسيط وفى حاله ومالوش دعوه بالسياسه
                =سياسه طب اسكت انت خالص
                =امشى انت يا بسيونى لو عزناك هنبقى نبعتلك
                -انا خدامك يا بيه
                يغادر بسيونى المكان ، وينطلق مسرعاً حيث وقف أمام "أبو سريع" دامعا
                =شفت يا ابو سريع على آخر الزمن أدخل قسم الشرطة
                شفت أنا ماليش دعوة بحاجة !!
                أنا عارف مين اللى قتل مدبولى بس انا مالى
                اصله سكير وابن ليل والنسوان هى السبب ربنا اداله فلوس وخير مشعارف يحافظ عليهم كل يوم يلعب قمار ويجيب نسوان البيت بس انا مالى انا طول عمرى ماشى جنب الحيط
                يلتفت له الحمار دامعا ، ويرتمى بسيوني فى حضن الخروف باكيا بحزن عميق .. !!

                لفت نظري العنوان لكني لم أتمكن من قرأتها حزنت لأجل العم بسيوني هو رمز للبساطة والفقر
                قصة جميلة بسيطة كبساطة بسيوني

                تعليق

                • السيد الحسيسى
                  أديب وكاتب
                  • 13-03-2011
                  • 290

                  #9
                  الاخ المحترم احمد لك منى كل الشكر
                  اننا اخى كم ناضلنا وجاهدنا زمنا من اجل اعتلاء عرش الاحساس الجميل وكم تمردنا على كل شىء يبعدنا عن تلك الروعه المثمره التى تجتاح مشاعرنا كما تعبنا من ادمغه الفت القسوه والجمود لا تفهم غير لغه الجيوب المنتفخه
                  ولذا تمردنا حتى على انفسنا حين تميل مرغمه مع التيار المادى السائد فتاره نتجاهل وتاره نماشى الضمير وتاره نعود لنحتضن الحب والكلمه من جديد
                  اخى الفاضل - ان مصيبه الفنان انه يحيا باعصاب من المرح وشعور من القيم وعقل من الطموح المجنح فكلما يلتهمه طموح يطمح مره اخرى الى طموح اخر وهكذا لا تنتهى احلام الفنان وامنياته
                  لقد توغلت كثيرا بين طرقات المدن وتعثرت خطواتى هنا وهناك ما بين شوارع باريس العتيقه وبين شوارع القاهره العظيمه وهناك بين الادغال فى قلب تنزانيا السوداء زمن من الترحال وعدت احمل تاريخا وفنا وادبا وهموما انتصارات وانتكاسات الا اننا فى النهايه نتعلم فلا نغضب لمجرد اننا قد نفشل بل الاهم ان نحاول فمجرد ان نحاول فذاك نصف النجاح
                  اننا حين نحاول نكسب انفسنا والا تعرف ان هناك اناس يبذلون جهودا جباره حتى يصبحون اناس عاديين كما قال البير كامو
                  سيدى الرائع اننا اذ نحاول ان نخوض معارك الحياه فحتما سنكسب لاننا نحمل الخير للجميع والادب عنواننا ورقه المشاعر تاجنا كما ان فلسفتنا تتلخص فى كلمات بسيطه مدهشه احب لغيرك ما تحبه لنفسك شكرا لك سيدى وتمنياتى للجميع بالتوفيق

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    يلتفت له الحمار دامعا ، ويرتمى بسيوني فى حضن الخروف باكيا بحزن عميق .. !!

                    هذا أروع ما شدّني في القصة و أرى أنّه يحمل الكثير و أنّه قصة في حد ذاته !
                    حين يرتمي الإنسان في حضن الحيوان و لا يجد حضن أخيه الإنسان ليحتويه
                    و تدمع له عين الحمار و لا تدمع عين أخيه ... من أجله ..
                    أوَ ليس هنا قمّة الضياع و الخيبة و تشتّت الإنسان ؟
                    بسيوني مثال الرجل العربي الخائف لذلك هو يمشي جنب الحيط ...
                    لا يستطيع التمرّد و لا الثورة و لا حتى النطق بشهادة الحق لأنّ الخوف مزروع في دمه
                    منذ الأزل .
                    سررت بالقراءة لك سيدي .
                    شكرا.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • سمية البوغافرية
                      أديب وكاتب
                      • 26-12-2007
                      • 652

                      #11
                      مرحبا أستاذ السيد الحسيسي
                      جميل منك الالتفات إلى أمثال أبي سريع
                      فما أكثرهم في مجتمعاتنا
                      وما أشد عبئهم على هذا الزمن
                      وما أشد وطأة الزمان عليهم
                      أسباب كثيرة تخلق لنا أمثال أبي سريع
                      كالجهل والخوف وسياسة القمع والترهيب المتبعة في مجتمعاتنا
                      في انتظار جديدك
                      تقبل تحياتي

                      تعليق

                      يعمل...
                      X