فاعلُ خير ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    فاعلُ خير ..

    فاعلُ خير


    تعطّلتْ سيّارتي فجأةً وأنا عائدٌ إلى المدينة ، فركنْتُها إلى جانب الطريق ، ووقفتُ أرجو سيّارةً تُنقذني من حَمّ الظهيرة القاتل في آب الخليج ! واستجابتْ لي سيّارة بعد دقائق حسبتُها يوماً كاملاً كادَ في أثنائها دماغي أن يغلي ! فألقيتُ نفسي داخلَها وأنا أشكرُ صاحبَها العابسَ بعباراتٍ متلاحقة تُسابقُ العرَقَ المتصبّب من كاملِ جسمي .. وكان يُجيبني متمتماً :
    - العفو .. العفو .. أهلاً وسهلاً
    لم تسـرْ بنا السيّارةُ إلاّ بضعة كيلو مترات حتى أوقفها الرجلُ ، ثمّ طلبَ منّي ببرود أنْ أغادرَهـا !
    حملقتُ إليهِ مستغرباً وسألتُهُ :
    - لمَ تُنزلني هنا يا أخي ؟! المدينةُ لا تزالُ بعيدةً ، والحرّ قاتل !!
    فَنَهَرني بحدّة :
    - انزلْ يا أخي .. انزلْ .. ستأخذكَ سيّارةٌ أخرى بعد قليل ..سبحان الله ، ألا تريد أن يُشاركني الناسُ في الأجرِ والثواب ؟!!
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    فاعلُ خير


    تعطّلتْ سيّارتي فجأةً وأنا عائدٌ إلى المدينة ، فركنْتُها إلى جانب الطريق ، ووقفتُ أرجو سيّارةً تُنقذني من حَمّ الظهيرة القاتل في آب الخليج ! واستجابتْ لي سيّارة بعد دقائق حسبتُها يوماً كاملاً كادَ في أثنائها دماغي أن يغلي ! فألقيتُ نفسي داخلَها وأنا أشكرُ صاحبَها العابسَ بعباراتٍ متلاحقة تُسابقُ العرَقَ المتصبّب من كاملِ جسمي .. وكان يُجيبني متمتماً :
    - العفو .. العفو .. أهلاً وسهلاً
    لم تسـرْ بنا السيّارةُ إلاّ بضعة كيلو مترات حتى أوقفها الرجلُ ، ثمّ طلبَ منّي ببرود أنْ أغادرَهـا !
    حملقتُ إليهِ مستغرباً وسألتُهُ :
    - لمَ تُنزلني هنا يا أخي ؟! المدينةُ لا تزالُ بعيدةً ، والحرّ قاتل !!
    فَنَهَرني بحدّة :
    - انزلْ يا أخي .. انزلْ .. ستأخذكَ سيّارةٌ أخرى بعد قليل ..سبحان الله ، ألا تريد أن يُشاركني الناسُ في الأجرِ والثواب ؟!!
    ولأني عشت في الخليج أعرف حرها وأقدر الموقف

    يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

    وهذا الرجل هو فعلا فاعل خير؛ إذ نادرا ما يتوقف أحد ليقل شخصا غريبا في تلك البلاد

    لكنه لم يتم معروفه، أو ربما وجهته تنتهي هنا- حيث لم توضح استمراره بالمسير-

    كلمة العابس هنا لها فعلها فهذا يدل على أنه كأنه مرغم على هذا الفعل!

    ربما وجدت ألقيت بنفسي أفضل من ألقيت نفسي

    ربما هناك شيء لم ألتقطه، سأعود إن وجدت ما يفيد

    تحيتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 21-12-2011, 09:52.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • تاقي أبو محمد
      أديب وكاتب
      • 22-12-2008
      • 3460

      #3
      لم يفعل سوى نصف الخير ولا ندري كيف سيكون نصفه الثاني ، مادام في علم الغيب ، ربما يكون في تصرفه حكمة عميت علينا..نص ماتع ، تحيتي لألقك الزاهر ، مودتي.


      [frame="10 98"]
      [/frame]
      [frame="10 98"]التوقيع

      طَاقَاتُـــــنَـا شَـتَّـى تَأبَى عَلَى الحسبَانْ
      لَكنَّـنَـا مَـوتَـــــــى أَحيَـاءُ بالقــــــــرآن




      [/frame]

      [frame="10 98"]
      [/frame]

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        أعجبني النصّ جدّا.. وهو مرمّز بدرجة عالية.
        يريد رميه في القيظ حتى يشاركه الآخرين بالأجر,
        لربّما لم يتوقّف له أحد فهل يموت من حرارة الشمس؟

        بالفعل نص خفيف الظلّ فيه رسالة وفكرة قويّة..

        مودتي وتقديري.

        تحياااتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          الزميل القدير
          مصطفى حمزة
          يبدو أن فاعل الخير هذا له مزاج متقلب
          يفعل الخير عابسا لقطة عميقة منك وكأنك تريد وصف نوعية البشر
          النص بدا لي أطول من ال ق ق ج
          لكني مع ذلك بقيت أبحلق بالحروف
          من يترك الناس بمثل هذا الحر ولأني عراقية والحرارة عندنا واو
          ودي ومحبتي لك


          الممسوس

          الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • مُعاذ العُمري
            أديب وكاتب
            • 24-04-2008
            • 4593

            #6
            أتذكر أن السائق الألماني الشهير، بطل الفورميلا، شوماخر تبرع لضحايا كارثة، وقعت في دولة إسلامية، قريبا من المبلغ، الذي مما تبرعت به دولة، هذه التي تغرق في النفط.

            أنزع ما في شخصية العربي هي مزاجاتها المنفلتة وتناقضاتها المتضاربة، وفقدانها لقوام، وميوعتها الزئبقية.

            يُشنع الإسماعليون على الإسرائليين تحريفهم للكلام عن مواضعة، والاستهزاء بتعاليم الدين ...؟
            هل كانوا أشرف حالا، وأصدق مقالا، وأعدل قواما؟!

            صديقي الأستاذ مصطفى

            قصة ممتعة وفيها شغل طيب، مشهد وشخوص، وكذلك القفلة من نوعية عالية
            كما أقدر عاليا عنايتك باللغة، نحوها وصرفها، وبالكتابة، شكلها وأسلوبها!

            تحية خالصة
            صفحتي على الفيسبوك

            https://www.facebook.com/muadalomari

            {ولا تقف، ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك، كان عنه مسئولا}

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7

              قصة مؤثرة ...محاكة باتقان

              قد تمتعت بقراءتها

              خالص الود

              تعليق

              • جودت الانصاري
                أديب وكاتب
                • 05-03-2011
                • 1439

                #8
                مؤثر صديقي مصطفى واحييك
                وبالعراقي,, سوي خير وذبه بالشط
                نتواصل بود ,, كان بامكانك ان تجعل منها اقصوصه هادفه وجميله
                لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                تعليق

                • مصطفى حمزة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2010
                  • 1218

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة


                  ولأني عشت في الخليج أعرف حرها وأقدر الموقف

                  يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

                  وهذا الرجل هو فعلا فاعل خير؛ إذ نادرا ما يتوقف أحد ليقل شخصا غريبا في تلك البلاد

                  لكنه لم يتم معروفه، أو ربما وجهته تنتهي هنا- حيث لم توضح استمراره بالمسير-

                  كلمة العابس هنا لها فعلها فهذا يدل على أنه كأنه مرغم على هذا الفعل!

                  ربما وجدت ألقيت بنفسي أفضل من ألقيت نفسي

                  ربما هناك شيء لم ألتقطه، سأعود إن وجدت ما يفيد

                  تحيتي وتقديري
                  -------
                  حياك الله وأسعد أوقاتك أخي الأكرم الأستاذ مصطفى
                  بطيب سريرتك أحببتَ أن تلتمسَ لصاحبنا عذراً على فعلته ..لكنه بلسانه برّرَها ..!
                  هناك حديث شريف أقرب لموضوع النص ، وهو حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام : " ( من كان معه فضلُ ظَهرٍ فليعد به على من لا ظَهر له ، ومن كان له فضلٌ من زاد فليعد به على من لا زاد له ) .
                  وإشارتك إلى ندرة من يقفون للآخرين ليقلّوهم معهم في هذه البلاد صحيحة .. وربما تصدق في أماكن أكثر من أخرى .. وقد يكون مردّ ذلك إلى ندرة من يمشون على الأرض ههه
                  وملحوظتك باستخدام الباء الزائدة في ( ألقيت بنفسي ) تشي برهافتك اللغوية العالية .. وأنت محق بها .
                  تحياتي لكَ ..واحترامي
                  جمعة مبارَكة

                  تعليق

                  • مصطفى حمزة
                    أديب وكاتب
                    • 17-06-2010
                    • 1218

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة تاقي أبو محمد مشاهدة المشاركة
                    لم يفعل سوى نصف الخير ولا ندري كيف سيكون نصفه الثاني ، مادام في علم الغيب ، ربما يكون في تصرفه حكمة عميت علينا..نص ماتع ، تحيتي لألقك الزاهر ، مودتي.
                    -----
                    أسعد الله أوقاتك أخي العزيز الأستاذ تاقي
                    وماذا سيكون النصف الثاني غير التهاب في السحايا ، أو غليان في الدماغ ؟!!! وأي حكمة هذه ؟!! على رأي أختنا الأريبة ريما ..
                    أشكر مرورك اللطيف
                    تحياتي وتقديري
                    جمعة مبارَكة

                    تعليق

                    • مصطفى حمزة
                      أديب وكاتب
                      • 17-06-2010
                      • 1218

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      أيّ حكمة هذه ولكن أعتقد أنّ بطلنا كان نيّق..
                      فأراد التخلّص منه بسرعة لأنّه تدخّل في كيفية
                      قيادة السائق لسيّارته!!

                      بمزح برضو,

                      لا بجد أعجبني النصّ جدّا.. وهو مرمّز بدرجة عالية.
                      يريد رميه في القيظ حتى يشاركه الآخرين بالأجر,
                      لربّما لم يتوقّف له أحد فهل يموت من حرارة الشمس؟

                      بالفعل نص خفيف الظلّ فيه رسالة وفكرة قويّة..

                      مودتي وتقديري.

                      تحياااتي.
                      ------
                      أختي العزيزة ، وأديبتنا الأريبة الأستاذة ريما
                      أسعد الله أوقاتك بكل الخير
                      لعلها حكمة مَنْ عنده رُهابٌ من الآخرين هه..
                      ( نيّق ) ؟ لعلي أفهم منها ( نقّيق ) على لهجتنا في سوريا .. ربما ..
                      الله وحده أعلم بسريرته .. لعله أراد الخير ..حتى ولو مات ذاك المسكين شوياً هه
                      أسعدني مرورك ورأيك ومزاحك الذي يُضفي على ردودك ما يُشبه ماء الورد
                      تحياتي
                      وجمعة مبارَكة

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #12
                        أهلا أستاذ مصطفى حاولت أعدّل و أمسح المزحة,
                        لكن أنت سبقتني بالرد, ههههه,
                        "نيق أو نيقا" بلهجتنا الشخص الذي
                        لا يعجبه العجب ولا صيام برجب ويتدخّل في كل
                        شاردة وواردة!!

                        شكرا على ردك السمح,
                        احترامي وتقديري.

                        تحياااتي.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        • مصطفى حمزة
                          أديب وكاتب
                          • 17-06-2010
                          • 1218

                          #13
                          أسعد الله أوقاتك أختي العزيزة ريما
                          وبلهجة مدينتي اللاذقية يقولون : ( نـِيئة عن الخليئة .. ) ههه
                          دمتِ بخير

                          تعليق

                          • مصطفى حمزة
                            أديب وكاتب
                            • 17-06-2010
                            • 1218

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                            الزميل القدير
                            مصطفى حمزة
                            يبدو أن فاعل الخير هذا له مزاج متقلب
                            يفعل الخير عابسا لقطة عميقة منك وكأنك تريد وصف نوعية البشر
                            النص بدا لي أطول من ال ق ق ج
                            لكني مع ذلك بقيت أبحلق بالحروف
                            من يترك الناس بمثل هذا الحر ولأني عراقية والحرارة عندنا واو
                            ودي ومحبتي لك


                            الممسوس

                            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادر
                            -------
                            أختي الفاضلة ، الأديبة الأريبة عائدة
                            أسعد الله أوقاتك بكل الخير
                            في إشارتك إلى ( عابساً ) رهافة وذكاء .
                            وفي لفظتك ( أبحلق ) إيحاءٌ أعطى للنص بُعداً من الدهشة والاستغراق معاً
                            الحرارة في العراق ألفٌ مُنوّعة !! أرجو الله أن يعوضكم عنها برداً وسلاماً في الجنة
                            تحياتي وتقديري دائماً

                            تعليق

                            • مصطفى حمزة
                              أديب وكاتب
                              • 17-06-2010
                              • 1218

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مُعاذ العُمري مشاهدة المشاركة
                              أتذكر أن السائق الألماني الشهير، بطل الفورميلا، شوماخر تبرع لضحايا كارثة، وقعت في دولة إسلامية، قريبا من المبلغ، الذي مما تبرعت به دولة، هذه التي تغرق في النفط.

                              أنزع ما في شخصية العربي هي مزاجاتها المنفلتة وتناقضاتها المتضاربة، وفقدانها لقوام، وميوعتها الزئبقية.

                              يُشنع الإسماعليون على الإسرائليين تحريفهم للكلام عن مواضعة، والاستهزاء بتعاليم الدين ...؟
                              هل كانوا أشرف حالا، وأصدق مقالا، وأعدل قواما؟!

                              صديقي الأستاذ مصطفى

                              قصة ممتعة وفيها شغل طيب، مشهد وشخوص، وكذلك القفلة من نوعية عالية
                              كما أقدر عاليا عنايتك باللغة، نحوها وصرفها، وبالكتابة، شكلها وأسلوبها!

                              تحية خالصة
                              ---------
                              صديقي الحبيب الأستاذ معاذ
                              أسعد الله أوقاتك بكل الخير
                              تأبى ردودُك ومداخلاتُك إلا أن تشي بما في شخصيتك من نبل وغيرة وثقافة .. أكرمك الله .
                              أسعدني أن يُعجب مثلُكَ بما أكتب ، وينقده بهذا النقد الوجيز العميق .
                              تحياتي لك وتقديري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X