الغاية تبرر الوسيلة ..............محمد محضار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محضار
    أديب وكاتب
    • 19-01-2010
    • 1270

    الغاية تبرر الوسيلة ..............محمد محضار

    لغاية تبرر الوسيلة.....محمد محضار معاينة نص للكاتب: محمد محضار


    ظل طوال الليل يتقلب في فراشه . كان مسهدا ، والأرق قد سلب من عينيه نعمة الكرى ، كان عقله مشوشا وغارقا في آتون التفكير ..قد مضى عليه الآن أكثر من أسبوع على هذا الحال ..وهو يحاول عبثا الخروج من من هذا الوضع بأقل الخسائر الممكنة ، لم تعد الحبوب المهدئة قادرة على احتواء فورة أعصايه وانفلاتها ، ولا زجاجات الجعة التي يلجأ إليها لتعطيل هواجسه حافظت على ذلك المفعول السحري الذي يحدث في نفسه المتعة اللحظية . إنه يجد صعوبة في ضبط نفسه، والتكيف مع الوضع الجديد الذي أصبح يعيشه ..الأمر بالنسبة له يشبه حلما رهيبا ، بل قل كابوسا مزعجا لم يخطر له على بال .
    ....................2..........................
    زئير أسد جريح يدوي في أعماقك ، لهفة وحيرة تجثمان على صدرك العليل ..رغبة قوية في التميز الذاتي تسيطر على عقلك ، تَودّ لًوْ أنك تأبطت مدفعا رشاشا ، ثم اندفعت إلى مكان مزدحم وأطلقت العنان لرصاصه يلعلع فيحصد أرواح القطيع المهرول في كل الاتجاهات دون غاية أو هدف ، عندها سَينتَبهُ إليك الجميع ، وستصبح أشهر من نار على علم ، ستكتب عنك الصحف ، وتقدم الفضائيات نشرات خاصة بك .
    .......................3....................
    تهادى إلى أسماعه آذان الفجر ، لعن الشيطان عدة مرات ثم تلا المعوذتين، وقام من فراشه ، توضأ ثم صلّى ركعتين وخرج .
    كانت المدينة ماتزال غارقة في سباتها ، والسماء قد بدأ ظلامها يتبدد ، والعمال والعاملات ينحدرون نحو مصانعهم وشركاتهم وهم يَدعكون عُيونهم ..أما هو فكان بلا هدف يسير على غير هدى نحو المجهول..كانت لديه قناعة بأن رحلته تبدأ من الصفر ، وتنتهي إليه ، والخروج من هذا الوضع يرتبط بمدى قدرته على القيام بعمل جبار يشد إليه الانتباه ويكسر طوق الصمت الذي يغمره ..حتما مثل هذا العمل يتطلب تضحية كبيرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا الرجال الأفذاذ.
    كان قد وصل إلى حديقة المدن المتوأمة ، المكان شبه والمقاهي المحيطة قد فتح بعضها أبوابه لبعض الرواد ، وقعت عيناه على مقصف " فينيسيا" تذكر أنه دفع مأتي درهم مقابل طرطة مثلجة وكأسي عصير ، لما صاحب إحدى الفتيات إلى هناك منذ أسبوعين، تابع سيره على امتداد الحديقة ، نسمات هواء الصباح تلفح وجهه فيحس ببعض الانتعاش ، لا حت له بناية العمالة ، وسمع لغطا قادما من هناك ، فاستحث الخطى متجها إلى مصدر اللغط.
    ..................4............................... ...
    ها أنت تجد نفسك أمام جمع من الشباب يحملون لا فتة يحملون لا فتة كتب عليها بخط واضح : " المكفوفون يطالبون بحقهم في الشغل والحياة الكريمة "،..تقترب منهم ..هناك رجال أمن وسلطة يحيطون بهم ، كانوا يحملون قنينات بنزين وولاعات ، وكان متزعمهم يمسك مكبر صوت ويردد شعارات منددة بالحكومة والمخزن، فيجاريه رفاقه فيما يفعل ، ثم ما يلبث أن يهدد بانتحار جماعي عن طريق الحرق الذاتي .
    تحس بالرهبة والدهشة في نفس الوقت ، تستيقظ كل حواسك ، ويتردد داخلك قوي :" المكفوفون أقوى منك لهم إرادة ويعرفون ماذا يريدون "
    تتقدم خطوات إلى الأمام ، تصبح وسط الجماعة المحتجة ، تشاركهم الاحتجاج ..فجأة تخطف قنينة بنزين وولاعة من أحدهم ثم تصرخ وأنت تصب البنزين على جسدك :" الآن سأقوم بعمل جبار ، سأدخل التاريخ وأخرج من عالم القطيع "
    وقبل أن ينتبه إليك أحد كانت ألسنة اللهب قد يدأت تأكل جسدك ، وكان الصراخ يأتي من كل مكان ، ورجال الأمن يحيطون بك محاولين إطفاء النار ، أما رجال الصحافة قكانوا يلتقطون صورا لك وأنت تحترق...!!!


    محمد محضار 21دجنير 2011
    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمد محضار
    نص جعلني أجفل
    هل كان يريد أن يدخل التاريخ من أوسع ابوابه
    وهاهو أصبح رجلا مهما وستلتقط الفضائيات صورته لتنشرها على عجل
    جاءنا مايلي توا
    أحرق رجلا نفسه احتجاجا على ...................
    ليصبح حرق النفس علامة للإحتجاج
    توظيف جميل زميل محضار
    ودي ومحبتي لك

    الممسوس

    الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عبير هلال
      أميرة الرومانسية
      • 23-06-2007
      • 6758

      #3
      نص فاخر

      أديبنا القدير

      محمد محضار

      أهنئك عليه

      بانتظار جديدك

      فلا تتأخر علينا
      sigpic

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        حقيقة أستاذ محمد محضار
        حيرتني هذه الشخصية التي تتناولها
        هو انسان تائه ولا شك
        لا يعرف عم يبحث ولماذا ؟
        فهو يصلي ، ويعرف الطريق الى الراحة العظمى باللجوء الى الله
        لكنه لم يجد حلاوة الايمان
        ولم يجد ثقته بنفسه
        ولم يجد الراحة
        فصار يبحث عن عمل بطولي يظهر به نفسه
        ليثبت ماذا ؟ ولماذا ؟
        لا أعلم ..
        لكنه في النهاية دفع نفسه في قضية ليس له فيها لا ناقة ولا جمل
        ثم تفاعل معهم وانفعل
        الى أن حرق نفسه
        وهي النهاية التي لم نكن نتوقعها
        لأن هذا هو الانتحار بعينه

        النص جاء جميلاً والتبديل بين الأسلوبين في السرد جاء رائعاً

        أحييك
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • محمد محضار
          أديب وكاتب
          • 19-01-2010
          • 1270

          #5
          الغاية تبرر الوسيلة ..............محمد محضار
          ظل طوال الليل يتقلب في فراشه . كان مسهدا ، والأرق قد سلب من عينيه نعمة الكرى ، كان عقله مشوشا وغارقا في آتون التفكير ..قد مضى عليه الآن أكثر من أسبوع على هذا الحال ..وهو يحاول عبثا الخروج من من هذا الوضع بأقل الخسائر الممكنة ، لم تعد الحبوب المهدئة قادرة على احتواء فورة أعصايه وانفلاتها ، ولا زجاجات الجعة التي يلجأ إليها لتعطيل هواجسه حافظت على ذلك المفعول السحري الذي يحدث في نفسه المتعة اللحظية . إنه يجد صعوبة في ضبط نفسه، والتكيف مع الوضع الجديد الذي أصبح يعيشه ..الأمر بالنسبة له يشبه حلما رهيبا ، بل قل كابوسا مزعجا لم يخطر له على بال .
          ....................2..........................
          زئير أسد جريح يدوي في أعماقك ، لهفة وحيرة تجثمان على صدرك العليل ..رغبة قوية في التميز الذاتي تسيطر على عقلك ، تَودّ لًوْ أنك تأبطت مدفعا رشاشا ، ثم اندفعت إلى مكان مزدحم وأطلقت العنان لرصاصه يلعلع فيحصد أرواح القطيع المهرول في كل الاتجاهات دون غاية أو هدف ، عندها سَينتَبهُ إليك الجميع ، وستصبح أشهر من نار على علم ، ستكتب عنك الصحف ، وتقدم الفضائيات نشرات خاصة بك .
          .......................3....................
          تهادى إلى أسماعه آذان الفجر ، لعن الشيطان عدة مرات ثم تلا المعوذتين، وقام من فراشه ، توضأ ثم صلّى ركعتين وخرج .
          كانت المدينة ماتزال غارقة في سباتها ، والسماء قد بدأ ظلامها يتبدد ، والعمال والعاملات ينحدرون نحو مصانعهم وشركاتهم وهم يَدعكون عُيونهم ..أما هو فكان بلا هدف يسير على غير هدى نحو المجهول..كانت لديه قناعة بأن رحلته تبدأ من الصفر ، وتنتهي إليه ، والخروج من هذا الوضع يرتبط بمدى قدرته على القيام بعمل جبار يشد إليه الانتباه ويكسر طوق الصمت الذي يغمره ..حتما مثل هذا العمل يتطلب تضحية كبيرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا الرجال الأفذاذ.
          كان قد وصل إلى حديقة المدن المتوأمة ، المكان شبه والمقاهي المحيطة قد فتح بعضها أبوابه لبعض الرواد ، وقعت عيناه على مقصف " فينيسيا" تذكر أنه دفع مائتي درهم مقابل طرطة مثلجة وكأسي عصير ، لما صاحب إحدى الفتيات إلى هناك منذ أسبوعين، تابع سيره على امتداد الحديقة ، نسمات هواء الصباح تلفح وجهه فيحس ببعض الانتعاش ، لا حت له بناية العمالة ، وسمع لغطا قادما من هناك ، فاستحث الخطى متجها إلى مصدر اللغط.
          ..................4............................... ...
          ها أنت تجد نفسك أمام جمع من الشباب يحملون لا فتة يحملون لا فتة كتب عليها بخط واضح : " المكفوفون يطالبون بحقهم في الشغل والحياة الكريمة "،..تقترب منهم ..هناك رجال أمن وسلطة يحيطون بهم ، كانوا يحملون قنينات بنزين وولاعات ، وكان متزعمهم يمسك مكبر صوت ويردد شعارات منددة بالحكومة والمخزن، فيجاريه رفاقه فيما يفعل ، ثم ما يلبث أن يهدد بانتحار جماعي عن طريق الحرق الذاتي .
          تحس بالرهبة والدهشة في نفس الوقت ، تستيقظ كل حواسك ، ويتردد داخلك قوي :" المكفوفون أقوى منك لهم إرادة ويعرفون ماذا يريدون "
          تتقدم خطوات إلى الأمام ، تصبح وسط الجماعة المحتجة ، تشاركهم الاحتجاج ..فجأة تخطف قنينة بنزين وولاعة من أحدهم ثم تصرخ وأنت تصب البنزين على جسدك :" الآن سأقوم بعمل جبار ، سأدخل التاريخ وأخرج من عالم القطيع "
          وقبل أن ينتبه إليك أحد كانت ألسنة اللهب قد يدأت تأكل جسدك ، وكان الصراخ يأتي من كل مكان ، ورجال الأمن يحيطون بك محاولين إطفاء النار ، أما رجال الصحافة قكانوا يلتقطون صورا لك وأنت تحترق...!!!


          محمد محضار 21دجنير 2011


          النص مصحح ومنقح
          sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

          تعليق

          • محمد محضار
            أديب وكاتب
            • 19-01-2010
            • 1270

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الزميل القدير
            محمد محضار
            نص جعلني أجفل
            هل كان يريد أن يدخل التاريخ من أوسع ابوابه
            وهاهو أصبح رجلا مهما وستلتقط الفضائيات صورته لتنشرها على عجل
            جاءنا مايلي توا
            أحرق رجلا نفسه احتجاجا على ...................
            ليصبح حرق النفس علامة للإحتجاج
            توظيف جميل زميل محضار
            ودي ومحبتي لك

            الممسوس

            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?92014-الممسوس-عائده-محمد-نادر
            هؤلاء الأشخاص هم انتاج خالص للربيع العربي الذي نعيش ملامحه ، والذي اختلطت خلاله المفاهيم ، وصار الجميع يفهم وينظر للفوضى ، الفوضى التي فتحت الباب على مصرعيه للعوام والرعاع المجال لاحتلال الملك العام والاعتداء على المواطنين الأبرياء ، أمام جبن وحقارة كشفت عنها الأنظمة البائدة التي لاهم لها سوى حماية كراسيها ، شخصية التص تعيش بلبلبة فكرية وله معتقدات تكشف عن مرض نفسي عميق فهو يتمنى أن يحمل مدفعا رشاشا وينزلإلى أي ساحة عمومية ويحصد أرواح الناس....نحن أمام وضع غريب ورهيب ومثير للجدل.........مودتي
            sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

            تعليق

            • محمد محضار
              أديب وكاتب
              • 19-01-2010
              • 1270

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
              نص فاخر

              أديبنا القدير

              محمد محضار

              أهنئك عليه

              بانتظار جديدك

              فلا تتأخر علينا
              أميرة الشاعرة الرقيقة والمبدعة الرقية ، حضورك هو بطعم المسك ومرورك له الوقع الكبير على العقل والقلب ،
              sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

              تعليق

              • محمد محضار
                أديب وكاتب
                • 19-01-2010
                • 1270

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                حقيقة أستاذ محمد محضار
                حيرتني هذه الشخصية التي تتناولها
                هو انسان تائه ولا شك
                لا يعرف عم يبحث ولماذا ؟
                فهو يصلي ، ويعرف الطريق الى الراحة العظمى باللجوء الى الله
                لكنه لم يجد حلاوة الايمان
                ولم يجد ثقته بنفسه
                ولم يجد الراحة
                فصار يبحث عن عمل بطولي يظهر به نفسه
                ليثبت ماذا ؟ ولماذا ؟
                لا أعلم ..
                لكنه في النهاية دفع نفسه في قضية ليس له فيها لا ناقة ولا جمل
                ثم تفاعل معهم وانفعل
                الى أن حرق نفسه
                وهي النهاية التي لم نكن نتوقعها
                لأن هذا هو الانتحار بعينه

                النص جاء جميلاً والتبديل بين الأسلوبين في السرد جاء رائعاً

                أحييك
                أخي الحبيب أحمد عيسى نصي هذا ، اردت من خلاله أن أصل إلى الخلاصة التي خرجت بها أيها المبدع الجميلة حين أكدت أن الأمر يتعلق با نتحار عبثي ، يكشف عن البلبلة الفكرية التي كانت تسيطر على شخصية النص الرئيسية وهي شخصية يكاد يتماهى معها العشرات ممن لجؤوا إلى الحرق الذتي كوسيلة احتجاجية ، وهذا دليل على وجود خلل ما يسيطر على مجتمعاتنا العربية ، وكذا على الأجيال التني ننتظر منها حمل المشعل ، حكلمنا مع كامل الأسف طغاة وجبناء في نفس الوقت ، يستعينون بالأجانب لحماية كراسيهم ، والأجنبي باعهم برخص التراب ، لو كانت لهم الشجاعة لاختاروا الدمقراطية حلا ، وجعلوا الكراسي وسيلة لخدمة شعويهم ، نحن في حاجة إلى دولة مؤسسات ، لا دولة أشخاص
                sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

                تعليق

                يعمل...
                X