أغنيتي و الرسالة
أنشطني بذيل النهار
و خاصرته
أناشده
ضاربا خوفي بحصى الموت
فيمتطي ظهر الريح
يسحلني
يخلطني بصراخ الغريب
ثم يلقمني خطم الهباء
عنقي موصول بخاصرته
لايحق له منادمة الشهيق
كما ينافق الزفير
ليعبر ثخين الظهيرة
ثم يعتنقني كحبيبة
أو ككفن
و إلي بوابة الليل يمضي
يبتلع موتي
ثم يختفي كوردة في المدي البعيد
كمدينة زالت عنها أمجادها
ما كان لي التسليم بسرمديته
إعطاءه حق التلاعب بي
حين أعلن عن عطشه
و أعلنت عن حنيني إليها
ليركن إلي فخذي
يغفو موهن العظم
و بيننا حبل سرة
يمدّه
يمدّني بحنجرة و ساعدين ودم !
خلصته من قيظه
بنهر دم
انشق من عيون الطير
وحصى الصهد
منحته أجنحة الصبر : ريشه و زغبه و دمه الفاتر
حشدت له البنين و البنات
قصائد الشعر
و أمنت له المواقيت
أحنيت مسلات القلوب العاهرة
وشنقت أمسي عقلا وروحا
بساريته !
ترقرق بين يدي
تمطى كثعلب مراوغ
ثم لملم ذيله
التهم خاصرته
و اختبأ
ليس بيننا سوى غبار
بعض ريح
كنت معه و كان أغنيتي
فكيف يروغ كزئبق أو كقطرة ماء
بين أنياب الخديعة
وطين القرى ( والقرى أخفت رأسها في الطين ) ؟!
استنامت عيون الحذر
في ظل غفوة ألبسوها
ثياب اليقين
كانوا على درج مفخخ
يستعيدون ما تعرى
من ثياب
من حديث
من نعاج ترتديها أسمال المتاهة
ليسرق مني غفوة
ثم يختفي
غاضبا مستشاطا
كثور جامح
علا ثم علا
ع ... ل
ل
ل
ل
ل
.. ا
وفجأة يحط
فيرتج الدم مغادرا قواريره
طوفانا من ألف جرح و جرح !
يرفع الرداء كي لا تنال منه أصابع الدماء
وهي مرتقاه !
ليعيد ترتيب المساء
بكبريائه الموجوع
قبل ولوج مخدعه !
الميدان يجأر بالثأر
الحشر ضحى
و النهار الذي أشرقته لم يكن ساحرا
ليخضع
يركع
يسلم زنديه
يعلن تمردا لأبجدية فرعون الهزيلة
النهار الذي أشرقته كان الرسالة
كان النبي في مزامير مصر الجديدة !
تعليق