اذن، التحول الحاصل الان ليس الا زائفا، كما زيف الذي سبقه، و بقي انتظار الاساس، صدق و حب و حنين..
تشكيل جميل و مختلف عما تعودته قبلا.
مودتي

تُجري تصويرا دقيقا للنص ( طبقي ...محوري )
تحية لك أخي المبدع عبد الرحيم

الأخ (غاندي يوسف سعد): كلّ عام وأنتم والإنسانية جمعاء في خير وسلام إن شاء الله.
مشكلنا - نحن الشرقيين، أو المسلمين - أنّنا حين نسمع الآخرين يتحدّثون عن القِيَمِ والمُثلِ، مثل (حقوق الإنسان - الحرّية - الكرامة - حرّيّة التعبير - الديمقراطيّة..) نظنَّ أنّهم يعنوننا بهذه الحقوق كما يعنون أنفسَهم وشُعوبَهم، ونظنّ أنَّهم يروننا أصحاب حقٍّ كما أنَّ شعوبهم تمتلك هذا الحقّ، والحقيقة في الواقعِ المُعاش شيءٌ مُغاير تماماً، فهم لا يعترفون بنا كائناً بشريّاً له حقوق كما لهم حقوق، بل يروننا طُفيليين يجب الخلاص منهم، أو انَّنا موجودون لخدمتهم، ولنزيدهم رفاهاً، ويرون ما في أيدينا ليس من حقّنا بل هو لهم، ونحن نعتدي على مِلْكِيّاتهم الخاصّة، فإذا تحدّثوا عن (حقوق الإنسان) عَنَوا إنسانَهُمْ، فهم وحدهم الإنسان، وغيرهم لا حقّ له وليس من (الإنسان)، لهذا إذا قارنّا بين ما يقولون، وبين ما يفعلون وجدنا بَوْناً شاسعاً، ولمسنا نِفاقاً بيّناً، ولو نظرنا إلى ذلك بمنظار شعوبهم، لوجدناهم صادقين قِدّسين أطهاراً من كلّ دَنَسٍ.
عقيدتنا تقول: (وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين)، والعالمون عندنا هم البشريّة جمعاء، نحن وهم وكل ابن آدم.
شتّان بين العادلين والظالمين، شتّان بين من (يعترف بالآخر ومن يُقصيه)، نعم، هذه بؤرة الاختلاف بيننا وبينهم.
أخي غاندي: يسعدني التعرّف عليكم، وأشكر لكم مروركم الميمون بصفحتي، وكل عام و(الإنسان كلّ الإنسان) بالف خير.