عُد يا أنا /
شعر / جبر البعداني
عُد يا حبيبيَ إنّ روحكَ بيننا
والزمْ رقيقَ الوصلِ واهجر بَينَنا
فأنا بُعيدَكَ ألفُ ألف مضيّعٍ
فارجع -فديتكَ - علّ أُرجعني أنا
فإلى متى سيظلّ وجهُ سعادتي
في روضة الأحزان يفترش العنا
وإلى متى ستظلّ لحظةُ مولدي
يا آخرَ الأديان تعتنقُ الفنا
فلقد تعبتُ من البعاد وهدّني
طولُ الفراق وكم أخاف فراقنا !
عد يا أنا، فالأمنياتُ تصحّرت
واغتالت الأيّامُ لحظات الهنا
وذوى البنفسجُ حين غادرهُ الندى
حُزناً وفارقت العطورُ السوسنا
وتسربلت بالحزن غيدُ قصائدي
وبكت على فقد المحاجر للسّنا
ومضت يتيماتُ الحروف قوافلاً
تحكي لموحشة المقابر يتمنا
ما بالُها الأيامُ ما أبقت على
همٍّ لتكتبَهُ بصفحةِ غيرِنا
ولقد بخلْنا باللقاءِ فما الذي
يجري لنُكرمَ بالعطاءِ وداعنا !
لنمدّ مِن قبلِ الوصال قطيعةً
ستحُول دون الوصلِ تمنعُ وصلنا
هذا أنا موج الهموم يلفّني
كاليائسين فأيّ حظٍ للمنى؟!
قلبي لقلبِ الحُزنِ أشرعَ بابَهُ
ودمي بلونِ المُوجِعاتِ تلوٌنا
مازلتَ تسألني حدودَ توجّعي
لا لا أظنّ شفاءَ مثليَ مُمكنا
مُذ أن ولدتُ ولا أزالُ كما ترى
خصماً لدوداً لا يُسلّم للدُّنا
حظّي من الدنيا خصامٌ دائمٌ
فبأيّ وجهٍ قد نُصالحُ بعضَنا
لا تُلبسِ الأيام ثوبَ سعادةٍ
يا مُطعماً شوقَ المحبّ "لعلّنا"
لا شيء ينبئُنا ببشرٍ قادمٍ
فالحبُّ حتى الحبّ أصبحَ ضدَّنا
عقدانِ مرّا مذ بذرنا حُلْمهُ
وأتى قبيل النُّضج يحصدُ حلمَنا
وأنا أنا ! مازلتُ منتظراً متى
تأتي لتكشفَ للعواذل حُبِّنا
فاليومَ قد نروي أحاديثَ الهوى
وغداً سيروى يا حبيبيَ عنَّنا
سكرٌ على سكرٍ وأسرفنا معاً
عند احتساء الدّمع لحظة سُكرِنا
أمنتُ بالحبِّ الطهور عقيدةً
فارتد قلبي بعد كفرهِ مؤمنا
ومسلّماً بالحبّ رغم جحودهِ
بالعشقِ والعشّاق عبدا موقنا
قامت إلى فرض الصلاة جوانحي
لمّا غرامُكَ في فؤاديَ أذّنا
فقرأتُ فاتحةَ القلوبِ قصيدةً
فبكى فؤادُكَ أذ فرغتُ وأمّنا
فالعاشقون على اختلافِ قلوبهم
ما أدركوا للحبِّ كنهاً مثلنا
بل إنّ هذا الحبّ رغم سموّهِ
ما ذاق طعم الطّهر يوماً قبلنا
فبأيّ ذنبٍ قد عزمت قطيعتي
وهدمت ويحك بالوشاية بيتنا
وأنا الذي ما خنت عهدك بالهوى
يوماً ولا أفشيتُ سرّاً بيننا
فارحم رجوتكَ ما تبقى في فمي
لفظٌ لأنشدهُ سوى : عد يا أنا
شعر / جبر البعداني
عُد يا حبيبيَ إنّ روحكَ بيننا
والزمْ رقيقَ الوصلِ واهجر بَينَنا
فأنا بُعيدَكَ ألفُ ألف مضيّعٍ
فارجع -فديتكَ - علّ أُرجعني أنا
فإلى متى سيظلّ وجهُ سعادتي
في روضة الأحزان يفترش العنا
وإلى متى ستظلّ لحظةُ مولدي
يا آخرَ الأديان تعتنقُ الفنا
فلقد تعبتُ من البعاد وهدّني
طولُ الفراق وكم أخاف فراقنا !
عد يا أنا، فالأمنياتُ تصحّرت
واغتالت الأيّامُ لحظات الهنا
وذوى البنفسجُ حين غادرهُ الندى
حُزناً وفارقت العطورُ السوسنا
وتسربلت بالحزن غيدُ قصائدي
وبكت على فقد المحاجر للسّنا
ومضت يتيماتُ الحروف قوافلاً
تحكي لموحشة المقابر يتمنا
ما بالُها الأيامُ ما أبقت على
همٍّ لتكتبَهُ بصفحةِ غيرِنا
ولقد بخلْنا باللقاءِ فما الذي
يجري لنُكرمَ بالعطاءِ وداعنا !
لنمدّ مِن قبلِ الوصال قطيعةً
ستحُول دون الوصلِ تمنعُ وصلنا
هذا أنا موج الهموم يلفّني
كاليائسين فأيّ حظٍ للمنى؟!
قلبي لقلبِ الحُزنِ أشرعَ بابَهُ
ودمي بلونِ المُوجِعاتِ تلوٌنا
مازلتَ تسألني حدودَ توجّعي
لا لا أظنّ شفاءَ مثليَ مُمكنا
مُذ أن ولدتُ ولا أزالُ كما ترى
خصماً لدوداً لا يُسلّم للدُّنا
حظّي من الدنيا خصامٌ دائمٌ
فبأيّ وجهٍ قد نُصالحُ بعضَنا
لا تُلبسِ الأيام ثوبَ سعادةٍ
يا مُطعماً شوقَ المحبّ "لعلّنا"
لا شيء ينبئُنا ببشرٍ قادمٍ
فالحبُّ حتى الحبّ أصبحَ ضدَّنا
عقدانِ مرّا مذ بذرنا حُلْمهُ
وأتى قبيل النُّضج يحصدُ حلمَنا
وأنا أنا ! مازلتُ منتظراً متى
تأتي لتكشفَ للعواذل حُبِّنا
فاليومَ قد نروي أحاديثَ الهوى
وغداً سيروى يا حبيبيَ عنَّنا
سكرٌ على سكرٍ وأسرفنا معاً
عند احتساء الدّمع لحظة سُكرِنا
أمنتُ بالحبِّ الطهور عقيدةً
فارتد قلبي بعد كفرهِ مؤمنا
ومسلّماً بالحبّ رغم جحودهِ
بالعشقِ والعشّاق عبدا موقنا
قامت إلى فرض الصلاة جوانحي
لمّا غرامُكَ في فؤاديَ أذّنا
فقرأتُ فاتحةَ القلوبِ قصيدةً
فبكى فؤادُكَ أذ فرغتُ وأمّنا
فالعاشقون على اختلافِ قلوبهم
ما أدركوا للحبِّ كنهاً مثلنا
بل إنّ هذا الحبّ رغم سموّهِ
ما ذاق طعم الطّهر يوماً قبلنا
فبأيّ ذنبٍ قد عزمت قطيعتي
وهدمت ويحك بالوشاية بيتنا
وأنا الذي ما خنت عهدك بالهوى
يوماً ولا أفشيتُ سرّاً بيننا
فارحم رجوتكَ ما تبقى في فمي
لفظٌ لأنشدهُ سوى : عد يا أنا
تعليق