العُبُورْ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد نجيب بلحاج حسين
    مدير عام
    • 09-10-2008
    • 619

    العُبُورْ...

    قصيدة كتبتها في 12/05/2000 ونشرتها في مجموعتي الشعرية الأولى : قصائد كتبتني
    ونفّذ الأمنية التي وردت بمقطعها الأخير البطل الشهيد محمد البوعزيزي في 17/12/2011
    فكان الربيع العربي...
    وكانت الثورات التي نسأل الله لها السداد...

    العُبُورْ...

    تَصْبِرُ ... لا تصبرُ ... تنفجرُ...
    تَبْكي ... تتألّمُ ... تنْشَطِرُ ...

    تتقطّبُ كلّ تَجاعيدِكَ ...
    تتَحَطّمُ ... رأسُك ينكسِرُ ...

    تشربُ كلّ مِياهِ البحْرِ ...
    تُغْمَى ... تحترِقُ ... تُحْتَضَرُ ...

    تتلوّى ... تصرُخُ في غضبٍ...
    تشرحُ بالحُجَجِ ... تُعْتَصَرُ...

    تتمرّغُ في كلّ الأوحالِ...
    تحْتَدِمُ ... تصعدُ ... تنْحَدِرُ...

    وتصيحُ ، وفي صوتِك ألمٌ...
    ودموعُكَ تجري ... تنهمِرُ...

    لَوْ يُفْقَهُ قَوْلُكَ مِنْ حَجَرٍ ...
    يهْتَزّ ... يذُوبُ ... ويَنْصَهِرُ...

    والأرضُ تَدور بلا وهنٍ ...
    والنّاسُ نِيامٌ ... أوْ سَكَرُوا...

    إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
    أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا

    ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
    وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...

    ***

    أروِقَةُ الأذهانِ غزاها ...
    جهل ... مشؤومٌ ...يَزْدَهِرُ ...

    اِلتأمَ الظّلمُ على الطّغيان ...
    وكلّ الأشرار قدِ انتصروا...

    قِيَمُ الأسْلافِ ذَوَتْ ذبُلتْ ...
    والدّينُ تولّى يَعْتَذِرُ ...

    أستاذُ الأدَبِ ، بلا أدَبٍ ...
    قانون الغابة ينتَشِرُ ...

    البِنْتُ تعرّتْ في بَجَحٍ ...
    والطّفْلُ اليَافِعُ ...يَخْتَمِرُ ...

    إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
    أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا

    ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
    وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...

    ***

    الغَرْبُ يُصَلْصِلُ في صَلَفٍ ...
    ينفُخُ أوداجَهُ ... يَفْتَخِرُ ...

    وعروشُ العَرَبِ ، وقد بَلِيَتْ ...
    تتراشَقُ تُهَمٌا ... تَنْتَحِرُ ...

    يا لهفَ حياتي ...يا وَجَعي ...
    مِنْ دينٍ ... قَادَتُهُ كفَرُوا ...

    علِقَ الإرْهابُ بأنهُجِهِ ...
    والعنفُ صارَ لهُ قَدَرُ ...

    إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
    أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا

    ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
    وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...

    ***

    ياربّ ... أجِرْني بِجَلالك ...
    مِنْ كونٍ ... دنّسَهُ البَشَرُ ...


    ما أهونَ أنْ أقْبَرَ حيّا ...
    ويعودَ الحَقُّ ... فيُعْتَبَرُ ...


    ما أهوَنَ أنْ أجعل نفسي ...
    نيرانًا ... تعلو ... تسْتَعِرُ ...


    فَأوَجّهَ للظّلمِ لهيبًا ...
    ينْكفِئُ ... يسْقُطُ ...يندثر...


    والخُبْثُ ... أحرِّقُهُ حَرْقًا ...
    واللؤْمُ ...يُطارِدُهُ الشّرَرُ ...


    إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
    أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا

    ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
    وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...


    12/05/2000
    [align=center]محمد نجيب بلحاج حسين
    الميدة - تونس[/align]
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    شاعرنا الكبير و أستاذنا الفاضل
    " محمد نجيب بلحاج "
    عجباً لتاريخ القصيدة و عجباً لموافقتها الأحداث الجارية
    لكأنّها كتبت رأي عين ، فيا للحدس الصّادق .
    مبدع في قديمك و جديدك و مشاعرك ثائرة لا تخبو بإذن الله
    دمت بحفظ المولى الكريم
    تثبّت
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • رجاء نويصري
      عضو الملتقى
      • 04-01-2012
      • 41

      #3
      يا لروعة قلمك يا أستاذنا الرائع محمد نجيب بلحاج حسين دمت متألقا

      تعليق

      • منيره الفهري
        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
        • 21-12-2010
        • 9870

        #4
        إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
        أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا

        ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
        وكلّ أمثالك قد عبَرُوا..

        كانت استغاثة الثائر منذ الأزل
        شكرا لهذا الألق و العبور إلى أعلى مراتب الروعة
        أخي الفاضل محمد نجيب بلحاج حسين

        تعليق

        يعمل...
        X