قصيدة كتبتها في 12/05/2000 ونشرتها في مجموعتي الشعرية الأولى : قصائد كتبتني
ونفّذ الأمنية التي وردت بمقطعها الأخير البطل الشهيد محمد البوعزيزي في 17/12/2011
فكان الربيع العربي...
وكانت الثورات التي نسأل الله لها السداد...
العُبُورْ...
تَصْبِرُ ... لا تصبرُ ... تنفجرُ...
تَبْكي ... تتألّمُ ... تنْشَطِرُ ...
تتقطّبُ كلّ تَجاعيدِكَ ...
تتَحَطّمُ ... رأسُك ينكسِرُ ...
تشربُ كلّ مِياهِ البحْرِ ...
تُغْمَى ... تحترِقُ ... تُحْتَضَرُ ...
تتلوّى ... تصرُخُ في غضبٍ...
تشرحُ بالحُجَجِ ... تُعْتَصَرُ...
تتمرّغُ في كلّ الأوحالِ...
تحْتَدِمُ ... تصعدُ ... تنْحَدِرُ...
وتصيحُ ، وفي صوتِك ألمٌ...
ودموعُكَ تجري ... تنهمِرُ...
لَوْ يُفْقَهُ قَوْلُكَ مِنْ حَجَرٍ ...
يهْتَزّ ... يذُوبُ ... ويَنْصَهِرُ...
والأرضُ تَدور بلا وهنٍ ...
والنّاسُ نِيامٌ ... أوْ سَكَرُوا...
إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا
ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...
***
أروِقَةُ الأذهانِ غزاها ...
جهل ... مشؤومٌ ...يَزْدَهِرُ ...
اِلتأمَ الظّلمُ على الطّغيان ...
وكلّ الأشرار قدِ انتصروا...
قِيَمُ الأسْلافِ ذَوَتْ ذبُلتْ ...
والدّينُ تولّى يَعْتَذِرُ ...
أستاذُ الأدَبِ ، بلا أدَبٍ ...
قانون الغابة ينتَشِرُ ...
البِنْتُ تعرّتْ في بَجَحٍ ...
والطّفْلُ اليَافِعُ ...يَخْتَمِرُ ...
إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا
ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...
***
الغَرْبُ يُصَلْصِلُ في صَلَفٍ ...
ينفُخُ أوداجَهُ ... يَفْتَخِرُ ...
وعروشُ العَرَبِ ، وقد بَلِيَتْ ...
تتراشَقُ تُهَمٌا ... تَنْتَحِرُ ...
يا لهفَ حياتي ...يا وَجَعي ...
مِنْ دينٍ ... قَادَتُهُ كفَرُوا ...
علِقَ الإرْهابُ بأنهُجِهِ ...
والعنفُ صارَ لهُ قَدَرُ ...
إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا
ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...
***
ياربّ ... أجِرْني بِجَلالك ...
مِنْ كونٍ ... دنّسَهُ البَشَرُ ...
ما أهونَ أنْ أقْبَرَ حيّا ...
ويعودَ الحَقُّ ... فيُعْتَبَرُ ...
ما أهوَنَ أنْ أجعل نفسي ...
نيرانًا ... تعلو ... تسْتَعِرُ ...
فَأوَجّهَ للظّلمِ لهيبًا ...
ينْكفِئُ ... يسْقُطُ ...يندثر...
والخُبْثُ ... أحرِّقُهُ حَرْقًا ...
واللؤْمُ ...يُطارِدُهُ الشّرَرُ ...
إمّا أن تَصْمُتَ مُنهزِمًا،
أوْ تَسْكنَ غابةَ مَن غَدَرُوا
ماذا يُثنيك عن السّفرِ ؟...
وكلّ أمثالك قد عبَرُوا...
12/05/2000
تعليق