جاذبية الموت . ق ق ج((ابراهيم ابويه)).
انتفض من فراشه البارد ، شحن جوفه بدخان سيجارة "ماركيز" ، احتسى ما تبقى من قهوة قضت ليلها على المائدة التي تتوسط الحجرة الصغيرة أعلى العمارة...
سحب ألبوم الصور والقى بجسده على كرسي خشبي .لأول مرة شدته صور الوجوه المبتسمة التي تحمل معها ذكريات من الصعب أن تنسى...أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة ...تأوه ، أو هكذا تخيل نفسه وهو يمزق جدار الصمت بصرخات مدفونة...
فجأة ! أقفل كل ما فتحه الالبوم من أحداث وامتطى الشارع الطويل ...توقف وأشعل سيجارة . رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو...دقات قلبه ترتفع بشكل غريب ...
رآها قادمة ، توقف...فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير ...لم يكن يفصله عنها سوى ذلك الرصيف الاسمنتي البارد . تأمل جسمها اللامع ، حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف...لم يتردد في الركض لمعانقتها ...لم تنتبه اليه ، أشاحت بجسدها عنه ،تجنبت ملاقاته...لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف...
تعليق