الحمــد لله
الحمد لله أن كلهم بخير
ماعدا جمال مبارك الذي بدا عليه الحزن
لأنه كان يمنى بالرئاسة!!!
كان يحلم بخلافة والده، كان يحلم أنه سيركب الطائرات الفخمة ويفرش له البساط الأحمر وتؤدى له التحية العسكرية،................الخ
ليس سهلا عليه، أن يرى المعارضين الذي زج بهم والده من قبل في السجون يحلون محله في تربع مناصب المسؤولية بالخيار الشعبي وهو يحل محلهم في العنابر والزنازين وبالخيار الشعبي أيضاً، ليس سهلا عليه أن يرى كل منجزات أحمد عزّ في تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخير في عهد حكم والده، تذهب سدى، تذهب أدراج الرياح، ولم تشفع له تبريرات أحمد عز في مقاليه في جريدة الشروق، وكيف استطاع أن يقنع العالم بعبقريته التخطيطية التي أتت على كل مقاعد مجلس الشعب، كان عبقريا يومها لأنه أقنع نفسه بالتخطيط للأعلبية المطلقة، لكن انتخابات اليوم الحرة تقول أن كل تلك الانتخابات كانت مزورة، والتزوير فاضح فائح.
كم سيحزن، وكم سيألم، لا لأنه أطيح بوالده، بل لأن عاش في الوهم، في الكذب، في التزوير، صُنِعَ ليعيش في أحلام اليقظة، في أحلامالكبار،كل مايجري في مصر اليوم يقول له: لقد كنت خارج خط الزمن، كنت منفصلا عن الواقع يا أستاذ جمال، ومن هنا يعذر الرجل في حزنه وتحسره، ومن هنا نفهم مدى وحجم الحزن حينما تتحول الأحلام إلى كوابيس وتقلب المعادلة رأسا على عقب.
كان الله في عون الرجل، وأتمنى من كل قلبي أن يعاملون المعاملة الإنسانية ، فيكفي السجين أنه مقيد الحرية بين أربعة جدران، لا يرى سوى حيزا صغيرا من زرقة السماء، والإنسان في السجن لا يجد سوى الله مؤنسا ومعينا في محنته، وحتى وإن كان تائها من قبل، فإنه سيراجع الكثير، ولن يجد خيرا من الأنس بالله.
أستاذة ماجي إن ماوقع لهؤلاء فيه أبلغ الحكمة، فسبحان مغير الأحوال، يعز من يشاء ويذل من يشاء، يرفع من يشاء ويحط من قدرمن يشاء.يؤتي الملك والحكم من يشاء وينزعهما ممن يشاء.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
هذه هي قصص العبر يسطرها القدر المحجوب الشفيف الآن
اللهم لا شماتة، واللهم اجعل لنا من هذه الأوضاع أبلغ العظة، تزيد في الدين وتقوي الإيمان بك يامغير الأحوال من حال إلى حال، ونعوذ بك من حال أهل النيران، والسعيد من اتعظ بغيره، وإنا لله، وإنا إليه راجعون.
وشكرا لك أستاذة ماجي على هذه الموعظة والحكمة وحوادث الدهر خير واعظ.
تحياتي