في الوادي الخصيب
إذا جاءني من صاحب لي قصيدة
محككة هزّت فؤادي المقطّعا
فما كان أرماها وأنفذ سهمها
لحبة قلب يطلب الشعْر مفزعا
ومن كهلال لا يزال مناوشي
بقافية ترضي الكليم المسفّعا
تدغدغ جلمودي وتمسح صخرتي
إلى أن يسحّ القطر في الربع ممرعا
وإني امرؤ من أطلس الخيرمحتدا
أهيم بعُلياه كأطلس أوضعا
وما زلت بين الأرز والنسر والشجى
وأنشد لي بين الينابيع منبعا
إلى أن عراني من بني الشيْصبان في
خلائي مريد للقوافي فأوقعا
فصرت به أصغي إلى الشعر مدنَفا
إذا اتسقت أبياته وترصّعا
فأجهش في ترجيعه وأسير في
مراميه لا ألوي على من تنطّعا
ألا ايها اللاحي رويدك صاحبي
لعلك من سنخ الأعاجم مرجعا
فلو كنت تدري ما أحس وتتنتشي
به أضلعي ما لمت منيَ أضلعا
ونافستني فيما أروم وأبتغي
وقلت ألا مرحى بذاك ودعدعا
فلله إخوان تضُوع حروفهمْ
أريجا ويهدي الهادج المتصدعا
إذا زرتهم نفْسا أتاني هسيسهمْ
وثقّف عودا كاد أن يتسلّعا
أراهم وفيما بيننا من مسافة
أشطّ وأنأى أن تجاز وتُقْطعا
وفيهمْ من الأقحاح من كل خضرم
يسرّ فؤادي أن يقول وأسمعا
كأنهمو غرّ الزهور بروضة
بها كل لون حوّل القفر مرتعا
فأمسى بها الأطيار والدبر والندى
وقد كان جنباها من الجدب بلقعا
وشائجنا الأنقاس إن حبالها
أشد وأقوى أن تجذَّ وتدفعا
فلا رِحْم فيما بيننا أو مواطن
عدا أدب صرف علا وتفرّعا
فكان لنا مأوى وكان لنا منى
على قسر ما نلقى عليه وروّعا
أغذّوا لنا هذا السرى صحبتي إلى
مرام الصدِي حتى يعبّ ويكرعا
فما من فتى إلا وصديانُ هائمٌ
يقاسي ظما أقصى الكرى فتمنّعا
31-12-09
تعليق