الليلة في الغرفة الصوتية-ندوة/ بعض الأميات التي يعاني منها المواطن العربي .

**منار يوسف** · 27-12-2011, 21:30

الغالية مالكة
طرقت و الله موضوعا هاما أحطتيه من جوانب عديدة
نحن نحتاج أعادة هيكلة
نحتاج محو لأميات لازمتنا زمنا بعيدا
و رسّخته بنا الأنظمة و المجتمعات و الإعلام المشوه و التنشئة الخاطئة
نحتاج طفرة ثقافية و إعلامية و تكنولوجية و إنسانية و إبداعية
أما عن الربيع العربي
فثقي عزيزتي أننا نحتاج ثورة داخلية
فلن ينفع معنا أي ثورات إذا لم تلازمها تغييرات جذرية بذواتنا

شكرا مالكة القلب
موضوع رائع
في انتظار سماعة غدا بالغرفة الصوتية
شكرا من القلب

**مالكة حبرشيد** · 28-12-2011, 08:36

صباح الخير عزيزتي منار
كما قلت نحتاج الى ثورة داخلية
ثورة على ذواتنا وانكساراتنا وهزائمنا الداخلية
نحتاج الى اعادة هيكلة ذاتية قبل اي ثورات خارجية
فما تراكم فينا عبر عقود يصعب ردمه في هوة النسيان بسهولة
نحتاج الى ارتجاجات وعواصف تهز دواخلنا لتقتلع جذور
الخوف والكبت والقمع والارهاب والقهر والحرمان
وكل انواع القتل البطيء والسريع للذوات والملكات والقدرات
والمهارات وكل ما حبانا الله به قبل ان يلطخنا هواء الواقع الملوث
شكرا منار رائعة دائما متفاعلة دائما
دمت ودامت هذه الروح الجميلة

**بلقاسم علواش** · 28-12-2011, 17:28

جميل هذا الموضوع أستاذة مالكة حبرشيد
أحببت أن أشاركك هذه الإضافة
شعوبنا تعاني الأمية والجهالة، رغم ما فيها من العبقرية والألمعية وحدة الذكاء وطلائع النبوغ، في كل زمان وفي كل مكان، غير أنّ بعض مثقفيها والقائمين على شؤونها خصوصا في مجال التعلَّم والتعليم قد يكونون أميون ببقائهم على تقليديتهم المستهلكة، فلا يرون في التربية والتعليم إلا الطريقة التلقينية القديمة، التي تحشو العقل وتثقل الحفظ وتغمر الذاكرة، ولا تثري مستويات المعرفة الأخرى، من استنتاج وتحليل وتفكيك وتطبيق وتركيب وغيرها.

إن لم تمتلك الذات العربية المتعلمة، أومن هو في حكمها آليات التفكير العقلي الصحيح، إن لم تمتلك الآلية النقدية، آلية التحليل والتفكيك والربط والاستنتاج وإعادة الصياغة، أومايعرف بثنائية الهدم وإعادة البناء، فستبقى الكثير من المسلمات تظهر عند شعوبنا يقينية قطعية، ويثبت الزمن أنها محض ترسبات تصطدم بصخرة الواقع فتتلاشى وتذوب كما تذوب جبال الثلج في شعاع الشمس، ووقتها تحدث الخيبات، وهذا الذي ترفضه التربية الناجعة والمقاربات الحديثة.

إن الحشو المعرفي المنبني على الحفظ فقط، مثله مثل الماء، الماء المخزن في أي مكان، إن طال به الزمن يأسن ويتغير لونه وطعمه ولا يصلح لا للوضوء ولا للعبادة ولا للشرب ولا للطهي، فيُرمى به في المكان البعيد للتخلص منه ومن الأمراض المتحملة الحصول منه، هذا الذي يحصل بالضبط عند تراكم المعرفة وتكدسها دون آلية للتحليل والغربلة والتمحيص والرفض والزيادة والهدم وإعادة البناء وطرح السؤال والأخذ فيها والرد عليها،كل هذا يدخل في مسمى النقد، وهنا فقد نكون قد فعلنا طاقاتنا المعطلة، الطاقة الأزلية التي منحها الله للبشر وأناط بها التكليف، طاقة العقل التي نعي بها كل ماحولنا فنسبر الأرض والبحر والفضاء ونستوعب بها الماضي ونعيش بها الحاضر وننطلق بها للمستقبل.

وكمثال، نرى اليوم كثيراً من الناس يحفظون القرآن الكريم في أمتنا، وكم تحرص على تعليمه مدارسنا، لكننا في النهاية نخفق في تحصيل النتائج المرجوة، ونجد السلوك والأخلاق والمعاملات بعيدة عن الغايات والأهداف المرسومة والمرجوة من منظومتنا، فأين المشكل؟ هل هو في المادة العلمية أم في المنهجية التربوية؟ ولو اتهمنا المادة العلمية فلن يحالفنا الصواب! لأننا أمام كتاب عزيز!؟ فلابد من أن يكون الفقر في المنهجية والطرائق التربوية والتعليمية. ومن هنا لابد من تجاوز مرحلة الحفظ والتلقين، إلى بقية المراحل التي نتجاهلها، إلى مراحل طرح الأسئلة والنقاش وقبول الرأي والرأي الآخر، والإنطلاق في كل هذا من الحاجة والضرورة ومن الوضعية الإشكاليةكما يقول التربويون، فالنبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاءه ذاك الرجل وطالبه بأن يأذن له في الزنا، الصحابة ضجوا وضج المجلس كله، لكن شخصية المعلم بقيت متزنة، فأتاه من نفس البنية ومن نفس المشكلة ومن نفس المادة ومن ذات الحاجة مواجها في حوار علمي، وكان يسعه للتبليغ أن يقول: لن أستطيع أن أحلِّلَ ما حرمه الله، بل أخذ الرجل بالسؤال والجواب، والأسئلة هي أدوات القياس العلمي عند العقلاء، وهي آداة لاكتساب المعرفة، ولم يستعمل معه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الحشو والتلقين، رغم أنه المبلِّغ عن ربّ العالمين، لكنه كان قد قال: إنما بعثت معلما، فكان معلما بأجود الطرائق التي أثبت جدارتها العلم الحديث.
فقال: أترضاه لأمك...قال الرجل: لا
- أترضاه لأختك... قال الرجل: لا
-أترضاه لزوجك... قال الرجل:لا
............................
هنا نلاحظ الخطاب خطاب عقل ونقد وكشف ومصارحة وليس سؤالاً وجواباً كفضول علمي زائد، ومن هنا نفهم ماقاله أحد الصحابة: أنهم "كانوا يأخذون من القرآن عشر آيات، لا يتجاوزنها"، فيتعلمون العلم والعمل معا.
فلم تكن الطريقة النبوية تلقينية أبدا، بل كانت تعليمية راقية تستعمل العقل وتفعِّله في عملية التعلُّم، فها هو الصحابي الجليل يقول كنا نأخذ عشر آيات (الحفظ) لانتجاوزها، حتى نتعلم العلم (التحليل،القياس، التركيب، والاستنتاج) والعمل (التطبيق) معا، إنها النظريات الغربية التي يتشدق بها الغربيون، وهي من صلب وروح وجوهر معلمنا الأول عليه أجلّ الصلاة وأزكى السلام.
شكرا لك أستاذة مالكة
بالتوفيق كل التوفيق
وتحياتي التي لا تنتهي

**مالكة حبرشيد** · 28-12-2011, 19:49

المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة

جميل هذا الموضوع أستاذة مالكة حبرشيد
أحببت أن أشاركك هذه الإضافة
شعوبنا تعاني الأمية والجهالة، رغم ما فيها من العبقرية والألمعية وحدة الذكاء وطلائع النبوغ، في كل زمان ومكان، وحتى بعض مثقفيها والقائمين على شؤونها خصوصا في مجال التعلَّم والتعليم قد يكونون أميون ببقائهم على تقليديتهم المستهلكة، فلا يرون في التربية والتعليم إلا الطريقة التلقينية القديمة، التي تحشو العقل وتثقل الحفظ وتغمر الذاكرة، ولا تثري مستويات المعرفة الأخرى، من استنتاج وتحليل وتفكيك وتطبيق وتركيب وغيرها.

إن لم تمتلك الذات العربية المتعلمة، أو من هو في حكمها آليات التفكير العقلي الصحيح، إن لم يمتلك الآلية النقدية، آلية التحليل والتفكيك والربط والاستنتاج وإعادة الصياغة، أو مايعرف بثنائية الهدم وإعادة البناء، فستبقى الكثير من المسلمات تظهر عند شعوبنا يقينية قطعية، ويثبت الزمن أنها محض ترسبات تصطدم بصخرة الواقع فتتلاشى وتذوب كما تذوب جبال الثلج في شعاع الشمس، ووقتها تحدث الخيبات، وهذا الذي ترفضه التربية الناجعة والمقاربات الحديثة.

إن الحشو المعرفي المنبني على الحفظ فقط، مثله مثل الماء، الماء المخزن في أي مكان، إن طال به الزمن يأسن ويتغير لونه وطعمه ولا يصلح لا للوضوء ولا للعبادة ولا للشرب ولا للطهي، فيُرمى به في المكان البعيد للتخلص منه ومن الأمراض المتحملة الحصول منه، هذا الذي يحصل بالضبط عند تراكم المعرفة وتكدسها دون آلية للتحليل والغربلة والتمحيص والرفض والزيادة والهدم وإعادة البناء وطرح السؤال والأخذ فيها والرد عليها،كل هذا يدخل في مسمى النقد، وهنا فقد نكون قد فعلنا طاقاتنا المعطلة، الطاقة الأزلية التي منحها لله للبشر، طاقة العقل الذي نعي بها كل ماحولنا فنسبر الأرض والبحر والفضاء ونستوعب بها الماضي ونعيش بها الحاضر وننطلق بها للمستقبل.

وكمثال، نرى كثير هم الذين يحفظون القرآن الكريم في أمتنا، وكم تحرص على تعليمه مدارسنا، لكننا في النهاية نخفق في تحصيل النتائج المرجوة، ونجد السلوك والأخلاق والمعاملات بعيدة عن الغايات والأهداف المرسومة والمرجوة من منظومتنا، فأين المشكل؟ هل هو في المادة العلمية أم في المنهجية التربوية؟ ولو اتهمنا المادة العلمية فلن يحالفنا الصواب! لأننا أمام كتاب عزيز؟ فلابد من أن يكون الفقر في المنهجية والطرائق التربوية والتعليمية. ومن هنا لابد من تجاوز مرحلة الحفظ والتلقين، إلى بقية المراحل التي نتجاهلها، إلى مراحل طرح الأسئلة والنقاش وقبول الرأي والرأي الآخر، والإنطلاق في كل هذا من الحاجة والضرورة ومن الوضعية الإشكاليةكما يقول التربويون، فالنبي صلى الله عليه وسلم، عندماجاء ذاك الرجل وطالبه بأن يأذن له في الزنا، الصحابة ضجوا وضج المجلس، لكن شخصية المعلم بقيت متزنة، فأتاه من نفس البنية ومن نفس المشكلة ومن نفس المادة وبذات الحاجة،كان يسعه للتبليغ أن يقول: لن أستطيع أن أحلل ما حرمه الله، بل أخذ الرجل بالسؤال والجواب، والأسئلة هي أدوات القياس العلمي عند العقلاء، وهي آداة لاكتساب المعرفة، ولم يستعمل معه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الحشو والتلقين، رغم أنه المبلِّغ عن ربّ العالمين، لكنه كان قد قال: إنما بعثت معلما، فكان معلما بأجود الطرائق التي أثبت جدارتها العلم الحديث.
فقال: أترضاه لأمك...قال الرجل: لا
- أترضاه لأختك... قال الرجل: لا
-أترضاه لزوجك... قال الرجل:لا
............................
هنا نلاحظ الخطاب خطاب عقل ونقد وكشف ومصارحة وليس سؤالاً وجواباً كفضول علمي زائد، ومن هنا نفهم ماقاله أحد الصحابة: أنهم "كانوا يأخذون من القرآن عشر آيات، لا يتجاوزنها"، فيتعلمون العلم والعمل معا.
فلم تكن الطريقة النبوية تلقينية أبدا، بل كانت تعليمية راقية تستعمل العقل وتفعله في عملية التعلُّم، فها هو الصحابي الجليل يقول كنا نأخذ عشر آيات (الحفظ) لانتجاوزها، نتعلم العلم (التحليل،القياس، التركيب، والاستنتاج) والعمل (التطبيق) معا، إنها النظريات الغربية التي يتشدق بها الغربيون، وهي من صلب وروح وجوهر معلمنا الأول عليه أجل الصلاة وأزكى السلام.
شكرا لك أستاذة مالكة
بالتوفيق كل التوفيق
وتحياتي التي لا تنتهي

مساء الخير استاذ بلقاسم علواش
أشكرك كثيرا وجدا على قراءتك التي اثرت الموضوع كثيرا
بالامثلة العميقة التي ادرجتها هنا =المعرفة التي لا تتجدد تصبح كما المياه الراكدة
وكذلك المثال الرائع والكبير لسيد الامة الاسلامية =رسولنا محمد عله السلام
وكيف كان حليما بالناس متقبلا لضعفهم وهناتهم وزلاتهم كي يكون قريبا منهم
ويستطيع تعديل سلوكهم بالتي هي احسن
أشكرك أخي مرة أخرى
وارجو ان ترافقني في تقديم الموضوع
حتى نستطع تبليغ الخطاب الانساني والتربيوي والتعليمي والنفسي

**بلقاسم علواش** · 28-12-2011, 22:38

المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة

أشكرك أخي مرة أخرى
وأرجو أن ترافقني في تقديم الموضوع حتى نستطع تبليغ الخطاب الإنساني والتربوي والتعليمي والنفسي

والشكر متبادل أختاه الأستاذة مالكة حبرشيد
والشكر مرة أخرى على حسن ثقـتك بشخصي المتواضع.
والمرافقة إن سايرتنا الظروف لهيَّ من أفضل القُرَبِ إلى الهوية والأهل والانتماء لبناء النشئ وبناء الذات، وهو من خير مايقدم في هذا المكان الذي بُنِيَّ للعلم والمعرفة وفتح الرؤية وإثرائها.
وُفِقْتِ إلى تقديم القويم مما ترومين لأهله ومرتاديه
بالتوفيق كل التوفيق
وشكرا لك

الليلة في الغرفة الصوتية-ندوة/ بعض الأميات التي يعاني منها المواطن العربي .

الليلة في الغرفة الصوتية-ندوة/ بعض الأميات التي يعاني منها المواطن العربي .

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث