الحانة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعد علي مهدي
    شاعر وأديب
    • 20-05-2007
    • 143

    الحانة

    ( 1 )

    هذه الحانة ُ والليلُ وأصنافُ الهموم
    رحلة ٌ تفتحُ لي بابا ً..
    لكي أغفو على خدّ النجوم
    طائرا ً ما بين أرض ٍ و سماءِ
    وليكن تحت حذائي
    كلّ ما كانَ ..
    فلا شىء مع الوقت يدوم
    أيّها النادلُ كأسا ً ..
    وليكن للثلج فيها ما يكون
    قطعة ٌ تكفي .. أو اجعلها اثنتين ِ
    الآنَ ناولني الثريّا
    واتركِ الأرضَ لمن يسكنها منذ قرون ..
    إنّني أسكنُ وحدي الآنَ أضواءَ (النيون) .

    (2)
    أنا والليلُ و أحزاني
    على ظلّ القمر
    حيثُ تمضي في جراح اللحن آهاتُ الوتر ..
    أو يكونُ الدمعُ أضعاف مسافات المدى ..
    من دون أن يدري إلى أينَ المَفر ..
    إنّ تلك الساعة الخرساءَ لا تدري معاناة الجدار
    منذ أن دقّت مساميرا ً لها في صمته ِ
    ماتَ الهوى ..
    من قبل أن يعلنَ رأيا ً أو قرار
    لم يكن يعرفُ شيئا ً غير صمت ٍ وانتظار
    إنّها تعلمُ أنّ الوقتَ كالسيف ..
    فكانت تعلنُ الحكمة َ في دقاتّها ليلَ نهار
    ذلك الصامتُ لا يتقنُ آدابَ الحوار
    أيّها النادلُ كأسا ً ثانيه

    ( 3 )
    مادَت الأرضُ على صوت انفجار ؟
    أم أنا ارتحتُ لهذا الأصفر المائيِّ
    فامتدَت إلى رأسيَ أشباحُ الدوار ؟
    عد إلى رشدكَ ..
    لا شيءَ يثيرُ الوضعَ فالتيّارُ ساكن
    إذ عويلُ الريح لا تسمعهُ إلا المآذن
    بعضُ زخّات رصاص ٍ ليس إلاّ ..
    غيرَ أنّ الوضع آمن
    طالما يسمعُ في الليل تعاليمَ ابن ِلادن ..
    ثمّ يستقتلُ في تطبيقِها عند النهار .
    أيها النادلُ لا بأسَ بكأس ٍ ثالثه .

    ( 4 )
    قرنُنا العشرونَ ولّى ..
    دون أن يندمَ قابيلُ على قتل أخيه
    أو يرى ظلّ غراب ٍ ..
    يحرث الأرض لكي يهزأ من عقل سفيه
    حيثُ يمضي بخطاه العابثه
    أذكرُ الآنَ بأنّ القطّ يستمتعُ في قتل ذويه
    دون إحساس ٍ بذنب ٍ خلف آثار الخطيئه
    لا ولا يرحمُ أرواحا ً بريئه
    حينما يلعقُ في طيش ٍ دماء ً لبنيه
    بين قطّ ٍ وغراب ٍ عشتُ من تيه ٍ لتيه .
    أيّها النادلُ أدركني بكأس ٍ رابعة .

    ( 5 )
    كلّ حرب ٍ هي لاشكّ دمار ..
    حكمة ٌ ردّدها صمتُ محارب .
    ليس للبوم مكانٌ غير أحضان الخرائب
    منذ أن كان يجوبُ الليلَ بحثا ً ..
    عن دليل ٍ لحروب ٍ ..
    أو بقايا لمصائب .
    سنّة الله ولن يفلحَ في تغييرها ضوءُ النهار
    فليكن للبوم أعشاشٌ على طول المدى ..
    مادامَ للبلبل أنيابٌ ..
    وللورد مخالب
    ولتكن كلّ بلادي مسرحا ً للموت ..
    مادامَ سلاطين الهوى ..
    لم يأخذوا من مسكن البوم تجارب ..
    أو لأنّ العاشقَ الأوحدَ فيهم ..
    يذبحُ الأزهارَ ليلا ً ..
    ثمّ يأتينا نهارا ً باسما ً في زيّ راهب .
    أيّها النادلُ أسعفني بكأس ٍ خامسه .

    ( 6 )
    جرحُ هذي الأرض لم يعرف سوى الملح دواء
    منذ أن كانت قديما ً كربلاء
    واسمُ هذا الوطن ِ المنحوس ِ كربٌ وبلاء
    منذ أن كان العراق ..
    لم يذق يوما ً لغير السيف طعما ً في عناق
    من بقايا خطوة ٍ كانت لهولاكو بأرض الأولياء
    آه ِ يا جرحَ بلادي ..
    كيف أتقنتَ جنون الزحف في هذا المسار
    من حروب ٍ لحروب ٍ لحصار
    دون أن تبصرَ شكلا ً لدواء
    أو ترى في غير طعم الملح أهلا للمذاق
    دمعة ً كنتَ لها شكلُ العراق .
    أيّها النادلُ أدركني بكأس ٍ سادسه .

    ( 7 )
    قد تموتونَ من الحسرة يا أخوة َ يوسف ..
    بعدما يجلدكم سوطُ الندَم !!
    منذ أن أودعهُ الجبّ إلى قعر الألم ..
    منذ أن بيعَ بذاك السوق في سعر ٍ رخيص
    كانَ يستشعرُ ظلّ الله في عطر القميص
    فارتضى سجنا ً به العمر على كفّ العدم
    وارتدى ثوب بريءٍ متّهم .
    هاهو الآنَ يغنّي ..
    ( أضاعوني وأيّ فتى ً أضاعوا
    ليوم كريهة ٍ وسداد ثغر ِ ) .
    أيها النادلُ لا بأسَ بكأس ٍ سابعه .

    ( 8 )
    بعض حبّات ٍ من الزيتون في ماعون (مزّه)
    يجعلُ الوسكيّ ذا طعم ٍ لذيذ ٍ ..
    دونَ أن يكشفَ لغزه
    إنّما التلفازُ يغريني بجلد الذات ..
    يدميني من الأخبار ..
    كي يوقظ أحلامي الجميلات ِ بوخزه
    ( إنّ أطفالا ً يموتون بغزّه ..
    إنّ أطفالا ً يموتونَ بغزّه
    إنّ أطفالا ً .. وقد قالت حماس ...)
    ما به العالمُ لم يجعل مع الموت قياس
    إنّ أحلامَ العصافير لها في كلّ يوم ٍ ..
    وردة ٌ عند النعاس .
    شاهَت الأخبار ..
    إن كان لها في كلّ كاس
    شبهُ إدمان ٍ على القتل بأرض ٍ مُستفزّه
    أيها النادلُ نخبا ً ثامنا ً
    في صحّة الباقينَ من أطفال غزّه

    ( 9 )
    صوتُ زخّات رصاص ٍ ..
    ليس في الأمر جديدٌ ..
    فلقد أدمنتُ أصوات الرصاص
    مثلما أدمنتُ داءً ودواءً ..
    دون أن أعرفَ يوما ً للخلاص
    حين كان العمرُ فيما كان كالطفل الوديع
    كنتُ أستنزف غيم الروح
    كي تمطرَ أزهاريَ عطرا ً للجميع
    نصبُ عينيّ خريفٌ وبأجفاني ربيع !!
    كنتُ لا أرضى من الدنيا بغير الحبّ ..
    أو أحيا بغير الحبّ ٍ ..
    إذ أخرجتُ دفء النار من قلب الصقيع ..
    غيرَ أنّ الوقتَ أعمى ..
    ليس ممّا يفرض العمرُ مناص
    ويكأنّ العمرَ لا يرضى بما دون القصاص
    أيّها النادلُ كأسا ً رابعه ..
    _ سيّدي ..
    كأسكَ الآن تكونُ التاسعه .

    ( 10 )
    هذه الأنثى تغنّي ..
    ولها صدرٌ شهيّ ٌ مرمريّ
    يجعلُ الحبّ يناديني لأنسى ..
    كلّ أحزاني وداءَ السُكريّ
    ماتزالُ الروحُ خضراءا ً ..
    ومازال لهيبُ الشوق يدعوني ..
    ويجتاحُ مساماتي بشكل ٍ بربريّ
    آه ِ لوما كنتُ في الداء ِ حبيسا ..
    كنتُ جمّعتُ نساء الأرض في جمهوريّة الحبّ ..
    وأعلِنتُ عليّهنَ رئيسا
    بعد اجراء انتخاب ٍ صوَريّ ..
    آه ِ كم أهوى بأن أدفنَ مذبوحا ً على صدر إليسا .
    أيّها النادلُ ..
    _ عذرا ً سيّدي ..
    ما عادَ في الحانة روّادٌ سواك .
    يا إلهي ..
    أيّ صوت ٍ باتَ يدعوني لكي أغفو هناك
    أيّها النادلُ ..
    لا أقوى على شيءٍ فرأسي مُثقله
    دون أن تفرغَ منها الأسئله
    غادرِ الحانة َ واتركني هنا ..
    ما بين أشباح ٍ وباب ٍ مقفله
    إنّ بيتي لم يعد بين البيوت ..
    مثقلٌ جسمي ورجلايَ خيوط العنكبوت ..
    هكذا أشعرُ فاتركني لوحدي ..
    إنني أشعرُ أني سأموت ..
    أشعرُ الآن أموت
    [frame="13 85"]

    http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
    [/frame]
  • ظميان غدير
    مـُستقيل !!
    • 01-12-2007
    • 5369

    #2
    إعجابي بما قرأت يا أخي الشاعر سعد علي مهدي

    دائما ما أجد في صفحاتك شيئا مميزا .

    تحية

    ظميان غدير
    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

    صالح طه .....ظميان غدير

    تعليق

    • سعد علي مهدي
      شاعر وأديب
      • 20-05-2007
      • 143

      #3
      أخي الفاضل ظميان غدير ..

      كلماتٌ قليلة ٌ منك ..

      جعلتني أحلّق على أجنحة الفرح .

      أرجو قبول جزيل الشكر مني ..

      مع فائق اعتزازي وتقديري .
      [frame="13 85"]

      http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
      [/frame]

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        الجميل سعد علي مهدي
        قرأتها مرات و مرات و كانت رشفات الكأس التي خرجت من خيالات الشاعر وحيا و مدخلاً لهموم إنسانية عدة
        قصيدة لا تقل روعة عن بقية شعرك
        كل الرضا و الحب
        sigpic

        تعليق

        • محمد ثلجي
          أديب وكاتب
          • 01-04-2008
          • 1607

          #5
          الشاعر الرائع سعد علي مهدي

          قلة هي النصوص التي ارغب في قرائتها مرة ومرتين وثلاث

          وهذا النص الشامخ جعلني اعود اليه كما يعود العصفور الى عشه

          فهنا دفء الكلمات
          وصور الذكريات

          نص في غاية الروعة
          ويسمو بك الى اعناق السماء
          لتطارح هناك الشهب والكواكب ..

          دمت بود
          ***
          إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
          يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
          كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
          أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
          وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
          قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
          يساوى قتيلاً بقابرهِ

          تعليق

          • سعد علي مهدي
            شاعر وأديب
            • 20-05-2007
            • 143

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
            الجميل سعد علي مهدي
            قرأتها مرات و مرات و كانت رشفات الكأس التي خرجت من خيالات الشاعر وحيا و مدخلاً لهموم إنسانية عدة
            قصيدة لا تقل روعة عن بقية شعرك
            كل الرضا و الحب
            الرائع أبا رامي ..

            مسرورٌ أنا لاقترابكَ من قصيدتي هنا وهناك ..

            ولا يسعني إلا أن أتقدم لك بجزيل الشكر ..

            مع وافر الامتنان ..

            وفائق التقدير .
            [frame="13 85"]

            http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
            [/frame]

            تعليق

            • سعد علي مهدي
              شاعر وأديب
              • 20-05-2007
              • 143

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
              الشاعر الرائع سعد علي مهدي

              قلة هي النصوص التي ارغب في قرائتها مرة ومرتين وثلاث

              وهذا النص الشامخ جعلني اعود اليه كما يعود العصفور الى عشه

              فهنا دفء الكلمات
              وصور الذكريات

              نص في غاية الروعة
              ويسمو بك الى اعناق السماء
              لتطارح هناك الشهب والكواكب ..

              دمت بود
              أخي الفاضل محمد ثلجي ..

              حضوركَ بهيّ ..

              واطراؤكَ مميّز ..

              وأمام هذا وذاك ..

              أجد أنّ كل مفردات الشكر لا تكفي ..

              إلا أنني هنا لا أملكُ سوى تلك المفردات ..

              فأرجو قبولها ..

              مع فائق اعتزازي وتقديري .
              [frame="13 85"]

              http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
              [/frame]

              تعليق

              • ليلى ناسيمي
                عضو الملتقى
                • 31-03-2008
                • 122

                #8
                ( 1 )

                [move=up]هذه الحانة ُ والليلُ وأصنافُ الهموم
                رحلة ٌ تفتحُ لي بابا ً..
                لكي أغفو على خدّ النجوم
                طائرا ً ما بين أرض ٍ و سماءِ
                وليكن تحت حذائي
                كلّ ما كانَ ..
                فلا شىء مع الوقت يدوم
                أيّها النادلُ كأسا ً ..
                وليكن للثلج فيها ما يكون
                قطعة ٌ تكفي .. أو اجعلها اثنتين ِ
                الآنَ ناولني الثريّا
                واتركِ الأرضَ لمن يسكنها منذ قرون ..
                إنّني أسكنُ وحدي الآنَ أضواءَ (النيون) [/move].

                شهقة في ليل الحانات
                دالة ومعبرة
                ساعود لامحالة
                مع الود
                [align=center][SIZE="3"][COLOR="Blue"]لَمْ أكُنْ بعيدَةَ النَّظرِ ولكنَّ النّاسَ ابتَعدوا...
                لمْ تكُنْ لي عيْنٌ تَرى، كانَ لي قَلْبٌ يُبصِرُ
                كَأسٌ واحِدةٌ تكْفي لطَمْسِ ألَمي،
                كَأسٌ واحِدةٌ،وَيُزْهِرُالنَّشيدُ في دمي...[/COLOR][/SIZE]
                [SIZE="1"]تشظي لليلى ناسيمي[/SIZE][/align]
                [align=center][img]http://i14.servimg.com/u/f14/11/01/06/72/line1110.gif[/img][/align]

                تعليق

                • سعد علي مهدي
                  شاعر وأديب
                  • 20-05-2007
                  • 143

                  #9
                  الأخت ليلى ناسيمي

                  وبانتظار عودتك ..

                  أرجو قبول جزيل شكري ..

                  وفائق تقديري .
                  [frame="13 85"]

                  http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
                  [/frame]

                  تعليق

                  • عارف عاصي
                    مدير قسم
                    شاعر
                    • 17-05-2007
                    • 2757

                    #10
                    الحبيب الجميل
                    سعد علي مهدي

                    كل هذا ورأسك مثقلة
                    فماذا لولم تكن

                    أبدعت سيدي
                    قد يكون اللاوعي
                    دواء كي نعي

                    طوفت في هموم أمة
                    وكنت بارعا

                    بورك القلب والقلم
                    تحاياي
                    عارف عاصي

                    تعليق

                    • سعد علي مهدي
                      شاعر وأديب
                      • 20-05-2007
                      • 143

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
                      الحبيب الجميل
                      سعد علي مهدي

                      كل هذا ورأسك مثقلة
                      فماذا لولم تكن

                      أبدعت سيدي
                      قد يكون اللاوعي
                      دواء كي نعي

                      طوفت في هموم أمة
                      وكنت بارعا

                      بورك القلب والقلم
                      تحاياي
                      عارف عاصي
                      أخي الحبيب

                      الشاعر المبدع عارف عاصي ..

                      سعادتي بحضورك فوق الوصف ..

                      وسروري بثنائك لا يحدّه حد .

                      عاجزٌ عن الشكر يا صديقي ..

                      وكلّ ما أتمنى هو قبولك مني فيض محبّتي ..

                      وفائق اعتزازي .
                      [frame="13 85"]

                      http://www.saadmahdi.com/vb/index.php
                      [/frame]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X