البنية السردية لــ ( أمنية من ورق ) للأديبة إيمان الدرع / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    البنية السردية لــ ( أمنية من ورق ) للأديبة إيمان الدرع / دينا نبيل

    قراءة في قصة ( أمنية من ورق ) ---- أ / إيمان الدرع

    البنية الـسردية في (أمنية من ورق )

    مقدمة حول ظروف كتابة القصة :

    لمعرفة خلفية النص الأدبي العديد من الفوائد ، إذ أنها تفتح الكثير من المغاليق ؛ فتعرّف المتلقي على الجو الذي كتب فيه النص والتجربة الشعورية التي تعرضت لها الذات المبدعة فأدت لخروج النص بهذا الشكل .

    وقصة ( أمنية من ورق ) هي آخر نص للأديبة السورية أ / إيمان الدرع ، وحول ظروف كتابته تقول في إحدى مشاركتها على المتصفح الخاص بالقصة :
    " قرأت في العدد الأخير من المجلّة السورية: " السالب والموجب" ..: موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوج أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .. سكنتني روح هذا الطفل ..عشت لحظات مصرعه..رسمتُ مشهداً آخر على لسان طفلة في يوم العيد والأماني ( التوقيت أوحى لي بذلك)وتخيلت اللقاء بأمه الراحلة قبله، في عالم الروح ..تشكو لها قسوة البشر،ووقع سياط الحياة على جسدها الفتيّ..وارتياحهاأخيراًبين أحضانها.
    في الواقع صورٌ أقسى ، فزورق الطفلة هنا قد حقّق حلمها، وكم من زوارق في العمر خيّبت الرجاء!"


    فــ ( أمنية من ورق ) هي قصة حقيقية إلا أن الكاتبة قامت بتغيير عنصرين هامين : الشخصية الرئيسة ( من طفل إلى طفلة ) ليكون أكثر تأثيرا لما تنطوي عليه علاقة الابنة بأمها خاصة وإن كانت متوفاة – وعنصر الزمان ( من الغير معروف إلى ليلة رأس السنة ) ليناسب العنوان والتوقيت الذي نشر فيه النص ..
    فكان لتغيير هذين العنصرين وغيرهما من الآليات الأخرى دور كبير في تحويل مجرد خبر في مجلة إلى عمل أدبي ، فالعمل الأدبي ليس مجرد نظر في المرآة وانعكاس لصورة وإنما هو استخدام آليات معينة بفنية عالية من أجل تخليق عمل أدبي .

    بنية الــ ( أمنية من ورق ) :
    تتميز هذه السردية بسمات خاصة في بنيتها من حيث : الحدث القصصي – تقنيات النص الزمنية - المستوى الحكائي - السرد والحوار..
    وهذا ما سيتم معالجته في هذا المقال .

    1-الحدث القصصي :

    لقد شهدت القصة الكثير من التطورات في الآونة الأخيرة من حيث المسار السردي ؛ فقد اعتمدت النصوص الكلاسيكية على عمودية السرد حيث تسير الأحداث في اتجاه واحد ، فــ ( أصل السرد في اللغة العربية هو التتابع الماضي على سيرة واحدة وسرد الحديث) [1] ، ويؤدي إلى نهاية متوقعة للقارئ ليست بعيدة عنه، وكان هذا يؤدي لانغلاق النص فلا يقبل تأويلات ولا قراءات مختلفة . أما القصة الحديثة فقد سلك الكتّاب فيها مسارب جديدة ، فلا يسير الحدث القصصي في اتجاه واحد، بل يسير في مسارات عدة ،ولا يلتزم بالترتيب الزمني وإنما يتركه للقارئ ليصل في نهاية النص بعد جهد وإعمال فكر إلى تأويلات مختلفة تختلف من قارئ لآخر، مما يعطي انفتاحا للنص وهنا يكمن الإبداع .

    والقصة التي بين أيدينا ( أمنية من ورق ) لا تعتمد الكاتبة فيها الأسلوب التقليدي للحكاية. فالقصة تعتمد على حدثين أساسيين تنطلق منهما السردية :

    الحدث الأول ( متكأ السردية ): وهو الحدث الرئيس ، ويتمثل في وصول طفلة صغيرة إلى أمها بعد طول سفر في دروب طويلة وحدها حيث الجو العاصف والثلج الغزير وهذا الحدث يشبه السياج الذي يؤطر القصة ، لكن لا يفصح هذا الحدث عن نفسه إلا في نهاية السردية
    الحدث الثاني ( عجلة السردية ): وهو الحدث الذي يدفع بالسردية للتحرك ، من خلال استرجاع الرحلة الطويلة التي قامت بها الطفلة بمغافلة أهلها بعدما نسوها في الحديقة وانشغالهم بحفل رأس السنة ، ثم طلبها أمنية من زورق الأماني وهي أن تذهب إلى أمها ..
    ليرجع السرد إلى الحدث الأول بتحقيق تلك الأمنية ، وما أن تأتي النهاية حتى تكشف الحقيقة أن الطفلة كانت تحادث أمها المتوفاة في خيالها بينما هي ممسكة بالزورق قد تجمدت في الحديقة قبل أن يصل زورقها إلى الماء !

    2- تقنيات النص الزمنية :

    تعتمد القصة على الزمن إذ أنها سرد للأحداث بالدرجة الأولى ، ولكن لا يلتزم الراوي في القصّ بالترتيب الزمني ، وإنما يترك الترتيب للقارئ يقوم به في مخيلته بناء على فهمه للأحداث وربطه لها، وتعتبر هذه التقنية الأكثر ارتباطا بالواقعية إذ أن ذاكرة الإنسان لا تسير على نحو مطرد متسلسل وإنما تتذبذب بين الأحداث الزمنية.
    و( أمنية من ورق ) لا تعتمد على الترتيب الزمني كما أسلفت بتوضيح الحدث القصصي . فقد اعتمدت الكاتبة على تقنية الاسترجاع في سرد الأحداث بالدرجة الأولى إذ يمثل الاسترجاع هنا العجلة المحركة للسرد ، والاسترجاع ( Flash back) هو ترك مستوى القص في الزمن الحاضر ( متكأ السردية ) للارتداد إلى الماضي واستحضار أحداثا قديمة هامة لها علاقة وطيدة بالزمن الحاضر هنا . وقد تم الاسترجاع في ( أمنية من ورق ) على لسان الشخصية الرئيسة بالقصة – الطفلة " غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً،دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ.." ، وكان لهذا دور في إعطاء ملامح إنسانية واقعية للشخصية الرئيسة
    إلا أنّ التفاصيل الكثيرة التي ذكرتها الطفلة وتعقيبها عليها قد جاء مخالفا للواقع القائل بقصور نظر الطفل وضعف ذاكرته في تذكر دقائق التفاصيل وفهمها على النحو الصحيح ، وهذا ما سيتم تناوله عند حديثي عن موقع الراوي من السرد.

    3- المستوى الحكائي :

    إن تنوع مستويات الحكاية أو القص يعد من أهم ما يميز القصة الحديثة فضلا عن أثره في تشويق وجذب المتلقي وإضفاء فنية عالية على النص الأدبي . وفي هذا النص ، اعتمدت الكاتبة أكثر من مستوى للقص :
    فتبدأ القصة بالخطاب من الأم المتوفاة في خيال الطفلة إلى الطفلة نفسها : " ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج،اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقةبسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك .

    لتتحول القصة بعد ذلك على لسان الطفلة الصغيرة فتقوم هي بسردها باستخدام ضمير المتكلم :" رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ،يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواءأحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ..".
    ويتداخل مع صوت الطفلة صوت الأم الوهمي لتوجه الحوار من خلال أسئلتها الوهمية في خيال الطفلة :" أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟" ...
    "كيف غادرتِ البيتحبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟"


    وفي دواخل هذا الحوار يظهر صوت الراوي العليم الذي يقصّ بضمير الغائب ويوجه الأحداث من خلال إشارات بسيطة : " ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترقأناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم.." ليختم بعد ذلك السردية في النهاية " وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء .. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات."

    4- السرد والحوار وموقعهما في النص :
    ( الحوار وموقعه من السرد – الراوي وموقعه – لغة الراوي)

    ** الحوار وموقعه :

    يعرف السرد بتعريفات عدة طرأ عليها التطور كثيرا حتى تحول إلى معنى إصطلاحي فهو (الطريقة التي يختارها الراوي أو القاص، أو حتى المبدع الشعبي ليقدم بها الحدث إلى المتلقي، فكان السرد إذن نسيج الكلام، ولكن في صورة حكي )[2] ، على لسان راوٍ ، إلا أن القصة التي بين أيدينا يغلب عليها الحوار الذي يشبه الحوار المسرحي إلى حد كبير ، وهذا ما يسمى بالعرض ( وهو طريقة تسود المسرحية فتنقل الأحداث مباشرة من خلال الحوار المباشر)[3] ، ولكن أحيانا تظهر هذه التقنية في القصّ مثل هذه السردية ، ولهذه الآلية – العرض - دور كبير في إظهار الجوانب النفسية للشخصيات " وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموماستوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك."

    ( فيبتعد الراوي قليلا ليتيح الساحة للشخصيات أن تتحرك بعيدا عنه)[4] ولا يكون له دور سوى التعليق ونقل الأحداث فقط من خلال الأسلوب المباشر ([ الذي ] يقوم ..على تقديم الراوي للشخصيات أثناءالحوار فيصف المتكلم وطريقة كلامه )[5]

    ".. أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...
    --- ياللا تنام ريما..
    التفتتْ إليها..

    ---أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
    ـ-- ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه..!"
    ويكون للراوي أيضا في هذه الحالة دور حمل خبر جديد من خلال السرد مثل المشهد الأخير لموت الطفلة" أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماءبعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء."

    فيكون الراوي هنا أقرب لـــ(شخصية حيادية تمثل دور الجوقة في المسرح عندما يقوم بالتعليق على حدث وقع أو يوطئ لحدث سيحدث) [6]

    ** موقع الراوي :

    إن موقع الراوي من أهم عناصر البنية السردية للقصة وأكثرها اتصالا بعملية القص ؛ ذلك لأن موقع الراوي يترتب عليه النظرة للشخصيات والأحداث وترتيبها . وقد يتعدد الرواة لسرد حدث واحد فقط داخل العمل الأدبي الواحد ، وقد تتعدد الأحداث ولا يكون سوى راوٍ واحد فقط ؛ إذن فالفيصل في هذه القضية هو العمل الأدبي نفسه ومقتضاه .

    وفي ( أمنية من ورق ) هناك نوعان من الرواة يقومان بالسرد :

    ** الراوي العليم الخارجي الذي يقصّ بضمير الغائب ، وهو يشبه الكاميرا التي تلتقط التفاصيل الخارجية والخلجات النفسية وما يدور بخلدها وكأنما يشق الصدور ويخرج البواطن
    "شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعهامن جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارعكعصفور دوريّ مضطرب ... أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار "
    وكما أسلفت فإن دور الراوي العليم في هذه القصة بالتحديد محدود للغاية ؛ ( وقد اتجه الروائيون مؤخرا لتقليل مساحة تواجد الراوي وصار من العيوب الفنية التي يمكن أن توجه للرواية أن تعلو النبرة الفلسفية على حساب حركة الشخصيات )[7] ، فيشبه هنا الملقن المسرحي الذي ينقل البسيط من الأحداث أو يوجه دفتها من وقت لآخر ، وتتضح لغة الراوي العليم هنا أنها تغلب عليها الشاعرية واللغة الراقية والتصاوير المتوالدة " شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعهامن جديد"

    ** الراوي بضمير المتكلم حيث يقوم البطل في القصة بسرد الأحداث على لسانه هو ومن وجهة نظره هو إلا أنه قليل في القصة بالمقارنة بالسرد بضمير الغائب ، وفي ( أمنية من ورق ) يتضح أن من يقوم بالسرد في أغلب النص هي الطفلة الصغيرة والتي تمثل مركز الأحداث من خلال استرجاع ما حدث لها قبل المجيء الوهمي إلى أمها. وهذا النوع من القص يضفي نوعا من المصداقية إذ أنها تتحدث عن خواطرها الذاتية ، وقد يكون مطلوبا للغاية من أجل جذب تعاطف القارئ معها كما هو ظاهر من النص " آاااه ما أصعب الوصول! كمدفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوقالسماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت فيمملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!

    إلا أن اللغة المستخدمة قد جاءت أكبر من سن الطفلة رغم أن الكاتبة لم تحدده "علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكونالليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني،والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍتتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم." ، لكن مستوى التعبيرات والوصف والإحاطة بمجريات الأحداث ليست واقعية بالمقارنة بنظرة الطفل التي تكون قاصرة إلى حد كبير .
    وقد لجأ عدد من الكتّاب إلى ضمير الغائب في هذه الحالة للخروج من هذا المأزق ؛ فمثلا عميد الأدب العربي د/ طه حسين في رائعته " الأيام "استخدم ضمير الغائب في السرد ( وما قام به المؤلف يمنحه القدرة على التحرر من نظرة الصبي الضيقة للعالم وللشخصيات )[8] ، وإتاحة الفرصة للراوي العليم بالتدخل في الوصف وسرد الأحداث بالشكل المتكامل المعروف عنه .
    وما تم في ( أمنية من ورق ) يعد مخالفا للواقعية من حيث استخدام اللغة العالية والخيال والصور الشعرية الموحية الغير متناسبة مع الطفلة الراوية خاصة وأنّ للقصة بعدا اجتماعيا ؛ لأنّ ( الواقع عندما يفرض سلطته كمتكأ خطابي إنما يكون بعده الاجتماعي هو صاحب لهذه السلطة لأن الأدب يمثل الحياة والحياة في أوسع مقاييسها حقيقة اجتماعية )[9]
    فكان بإمكان الكاتبة في هذه الحالة إما النزول إلى مستوى الطفلة في حديثها ؛ ولكن هذا لن يغني عن استخدام الراوي العليم لأن الطفلة لن تستطيع تحمل الرواية بأكملها وإلا صارت قصة من أدب الطفل .

    الخاتمة :

    كانت هذه قراءة في البنية السردية لقصة ( أمنية من ورق ) للكاتبة أ / إيمان الدرع ، والنص به الكثير من العناصر والآليات التي تستحق عمل دراسات عدة عليها . وكانت الكاتبة موفقة إلى حد كبير في هذا العمل الأدبي باستثناء موقع الراوي الرئيس – الطفلة – من السرد .


    المصادر :
    1- (مكونات السرد في النص القصصي الجزائري الجديد) ص 56 ، تأليف : عبد القادر بن سالم ، اتحاد الكتاب العرب 2001
    2- المصدر ذاته ص 56
    3-(الراوي وتقنيات القصّ الفني) ص 162، تأليف: عزة عبد اللطيف عامر،الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010
    4- المصدر ذاته ص 163
    5- المصدرذاته ص 170
    6-(مكونات السرد في النص القصصي الجزائري الجديد) ص 101 ، تأليف : عبد القادر بن سالم ، اتحاد الكتاب العرب 2001
    7- (الراوي وتقنيات القصّ الفني) ص 80 ، تأليف: عزة عبد اللطيف عامر،الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010
    8- المصدر ذاته ص 129
    9- (الطريق إلى النّصّ - مقالات في الرّواية العربية ) ص 8 ، تجميع : سليمان حسين ، اتحاد الكتاب العرب 1997



  • وسام دبليز
    همس الياسمين
    • 03-07-2010
    • 687

    #2

    دينا صدف أن دخلت قبل الأستاذة إيمان ولاني أحبها كثيرا سأقول لك شكرا لك على هذه القراءة وفقت السيدة في النص وكنت موفقة أيضا في قرأتك
    تعجبني تواصلك وقراءتك العميقة لما خلف النصوص
    شكرا دينا

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      دينا الغالية:
      أشكرك بحجم أملٍ يحبو نحو العام الجديد..
      بحجم الوقت الثمين الذي خصصته لهذا النصّ ..
      وأحببتك أكثر، لأنك انتصرتِ لروح الطفلة ..
      خفت عليها من أن نقتلها مرتين.
      حقيقة دينا هذا النصّ استجرّني لعالم القهر المجسّد في روح طفلة ، عند أنفاسها الأخيرة..
      وكانت صدمة الموقف هي التي فرضت هذا التخيّل..
      والتعبير عن درب الألم، لروح طفلةٍ، في رصد معاناتها قبيل انتزاع روحها إلى بارئها، يشحنك بحروفٍ تكتبك أنت ، ولا تكتبينها.
      قرأت النصّ من جديدٍ على ضوء روعة حروفك، وتحليلك الذكيّ الناقد للنصّ.
      فرأيت جوانباً أفرحتني، لم أنتبه إليها بسبب تدفّق مشاعر الألم لحظة كتابتها، فأتتْ على غير تخطيط.
      حقيقة أيتها الرائعة: أفدتني كثيراً على الجانب الشخصيّ من هذه الدراسة المستفضية، الموثّقة ..
      التي تدلّ على شخصية مثقّفة، واعية ، تحاور بذكاء ..
      ولو عدت إلى النصّ قبيل نشره، فلن أربط التوقيت بهذه المناسبة( بدء العام الجديد) ..
      حتى لا أستدعي في الذاكرة جانباً لم يخطر على بالي وهو مقارنته بنصّ آخر ولو كُتب من عشرات السنين..
      فنحن أحياناً نستنبط التوقيت من الزمن الذي نعيشه، أو بالمعنى الأدق الفترة القريبة التي نعايش ساعاتها،
      دون أن نسجّل في ذواكرنا ما تراكم من قراءات عبر السنين..وأن نبحث عن الكمّ الهائل من أدباءٍ قد قرأنا لهم يوماً.
      ومن ناحية أخرى ..سأرصد الموقف من زاوية خارجيّة ، ألتقط فيها المشهد بتقريب اللقطة إلى عمق جوارح الطفلة،
      دون أن أحمّلها عبء البوح الذي أرهقها ..
      أيتها الأديبة المبدعة ..
      الرد لا يفي بسعادتي نحو ما بذلتهِ من جهدٍ كبيرٍ،واهتمام..
      سأكتفي وكلمات الشكر لاتنتهي بحقّك ..لأنك احتضنتِ معي هذه الطفلة ، وأسكنتِ روحها المعذّبة ..
      وما سيأتي هو طاقة ورد ننثرها على مثواها ، لترقد بسلامٍ من غير أن نرهق روحها، ونحن على أعتاب عامٍ جديد.
      كل عامٍ وأنت بخير حبيبتي..
      كل عام وانت أديبتنا المبدعة التي تزداد ألقاً ، وروعةً..
      سأثبت المداخلة خشية انقطاع الكهرباء ..شكراً لك دينا

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميلة القديرة الرائعة
        دينا نبيل
        سأعتبرك ثروة كبيرة لأنك تكبرين كل يوم وتدهشينا بقابلياتك وذهنيتك المنفتحة عبر الرؤى
        لو تدرين كم أسعدني هذا العمل
        كم شعرت أننا محظوظين لأنك بيننا
        نكتشف كل يوم خامة جديدة بيننا ويبدو أننا نحفز تلك الخامات ونفتح الأفق الواسعة أمامها ولأنها خامات أصيلة تتقبل بسرعة وتنشط ببراعة وإبداع واجتهاد أيضا
        أفرحتني زميلة دينا حين أخذت هذا النص للمبدعة القديرة الغالية إيمان الدرع وهي ابنة الأدباء والشعراء
        نص استحق التفكيك وتسليط الضوء عليه لما يحتوي من دلالات كثيرة ويخص المجتمع عموما حتى الغربي ربما فهذا يحدث دائما وسيبقى !
        رائعة دينا كنت خاصة وقد استندت على المراجع وهذا يدلل على أنك تنوين سلك هذا الدرب من خلال القراءة والإسناد الشرعي والإمساك بعين الرائي بقدرة وتمعن وإدراك
        شكرا لك سيدتي
        شكرا لهذا الجهد
        سعيدة بك صدقا
        ودي ومحبتي سيدتي

        الممسوس
        الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #5
          الأستاذة الغالية دينا
          دراسة مفيدة ومهمة
          شكرا لك على هذه المبادرة
          وعلى الاعتناء بهذه القصة المميزة
          أطيب التحيات لك وللأستاذة العزيزة إيمان الدرع
          يثبت الموضوع
          ومجددا أشكر جهودك الرائعة
          محبتي
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            نعم الأستاذة دينا كل يوم تسطعين أكثر,

            وقفزاتك ملاحظة وقوية, تمتلكين النظرية وبعد الرؤية واللغة,
            أن شاء الله إلى الأمام دائما.. كي تصبحي في مقدمة الأدباء العرب,

            وقصة الأستاذة إيمان تستحق هذه الدراسة المعمّقة,

            وانتما من أميرات القص لدينا, فهنيئا لنا بكما.

            مودّتي وتقديري.

            تحياااتي.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • محمد سليم
              سـ(كاتب)ـاخر
              • 19-05-2007
              • 2775

              #7
              شكراً أستاذة دينا على هذا المجهود الرااائع ....وتحياتي
              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

              تعليق

              • بلقاسم علواش
                العـلم بالأخـلاق
                • 09-08-2010
                • 865

                #8
                الأستاذة القديرة دينا نبيل
                كنت قلتُ لك من قبل أنك مشروع لناقدة كبيرة طفقت تولد بعنفوان وبكبرياء يوما بعد يوم، وكنت أتابع كتاباتك، وأعجب بها، أيما إعجاب، بعلميتها، بحرفيتها، بفنيتها، بجمالية القراءة، وبجمالية وضوح الرؤية النقدية الحديثة وغيرها الكثير الكثير.
                ولأنك مررت من المحاولات البدئية إلى التجريب إلى تسنم الريادة النقدية في الملتقى، فهل تسمحين لي بهذه المحاورة النقدية، محاورة لا تضيف شيئاً، ولا تلغي من المنجز شيئاً، ولا تلقي في إسار حكم القيمة، لكنها لأجل تبئير أكثر للرؤية، وتجلي ووضوح لها أكبر، وبالتالي آخيرا تثبيتها بإضاءة بعضا من جوانبها الدقيقة:
                -بدءا أسجل أن رؤيتك أضافت قراءةً للنص، فهي قراءةٌ من القراءات المفترضة، بل هي مثالية أو تقترب منها، ومن هنا فالإضاءة التي قدمتيها تزيد إلى النص الأول وتعيدكتابته من جديد بأبهى حلة وفي الثوب القشيب.
                ( أصل السرد في اللغة العربية هو التتابع الماضي على سيرة واحدة وسرد الحديث) [1]
                أحببت التوقف عند هذه النقطة في الاستدلال، وليس في هذا نيةً للتخطئة معاذ الله، بقدر ماهو محاولة لضبط متماهي للأدوات التي يستخدمها الناقد، ولأني أعلم أنها أتت سهوا، لكن من باب الحرص على ناقدة كبيرة في البيئة العربية التي عزّ فيها النقد والنقاد.
                هنا أستاذتي الغالية والناقدة الكبيرة رأيتك سهوت أو ركنت إلى المؤلف في التعريف أو ضبط المصطلح، في حين أن الأستاذ عبد القادربن سالم نفسه أغفل التوثيق الدقيق بكل معانيه، عند نقله عن الأستاذ عبدالملك مرتاض في دراسته عن "ألف ليلة وليلة"، بل سها هو من جهته، في التدقيق والضبط وبالتالي تضعف الأمانة العلمية بمثل هاته النقولات، وأنا أعرف مسوغه لمعرفتي به الشخصية، ولمعرفتي بطريقة الكثير من النقاد الذين يستسهلون التوثيق، تعللا بأن المصطلح شائع معروف، وهو بالنسبة للنقد الأكاديمي البيني أمر عادي فشرح الشرح لغو حديث ليس إلا، لكن المألِّف صاحب المؤلَّف أوهم بتلك الطريقة المستسهلة في التوثيق وتحرير المعني، معنى المصطلح، فأوقع ما نقلتِه عنه في الغموض والحيرة بالنسبة للقارئ، وأنا شخصيا، أستلذ مقارباتك الجميلة الشفيفة، واستمتعت هنا، مع مقاربة نص الأستاذة إيمان، إلى أن انغلق عليّ المعنى، وتشوشت لدي الدلالة المقصودة، فأنا أعرف معنى السرد، لكنني وجدت النص المستشهد به مبهما، توقفت، ثم بحثت عن المرجع، فوجدت أصل النص في السطر الأول على الرابط:
                مكونات السرد في النص القصصي الجزائري الجديد-(بحث في التجريب وعنف الخطاب عند جيل الثمانينات)

                وسأنقله:
                في مفهوم السرد:‏
                يذهب عبد الملك مرتاض إلى أن أصل السرد في اللغة العربية هو التتابع الماضي على سيرة واحدة وسرد الحديث والقراءة من هذا المنطلق الاشتقاقي، ثم أصبح السرد يطلق في الأعمال القصصية على كل ما خالف الحوار، ثم لم يلبث أن تطور مفهوم السرد على أيامنا هذه في الغرب إلى معنى اصطلاحي أهم، وأشمل بحيث أصبح يطلق على النص الحكائي، أو الروائي أو القصصي برمته، فكأنه الطريقة التي يختارها الراوي أو القاص، أو حتى المبدع الشعبي ليقدم بها الحدث إلى المتلقي، فكان السرد إذن نسيج الكلام، ولكن في صورة حكي"(1)‏
                فهنا خانت الأستاذ عبد القادر بن سالم علامات الترقيم، والتي هي علامات دالة في النّص، أنتِ وقعت في مصيَّدة الثقة، وكان الأحرى بك السير بحساسية الناقد وجس المقولة نقديا حتى مع ناقد معروف، باختيار المرغوب دون الوقوع في الزيادة المشوشة، فنص الأستاذعبد القادر بن سالم، يتوزع تركيبه مقطعيا وفق ما لونته في المقتبس أعلاه، فيصير:
                أصل السرد في اللغة العربية هو التتابع (،)الماضي على سيرة واحدة(،) وسرد الحديث والقراءة من هذا المنطلق الاشتقاقي
                فكان عليك أن تنقلي كل الملون في الجمل الثلاثة،أو تتوقفي عند الجملتين الأولتين، وهنا تبقى زيادة
                وسرد الحديث
                مشوشة زائدة، إلا إن أكملتها كما وردت
                والقراءة من هذا المنطلق الاشتقاقي
                الأستاذة القديرة، أعلم أنها محاورة جزئية، حول جزئية معرفية، دلالية وتوثيقية،لكنني أحببت الحوم حولها لأنها أول ماشوش ذهني وهو ينساب مع قراءتك الراقية الجميلة الشفيفة الدقيقة، ولأنك من النوع الذي يصاحب الوجاهة العلمية، ومن هنا تشجعت للكتابة لكِ
                أهنئك جزيلا ومازلت مصرا أن النقد الحديث مربعك وديدنك ومعدنك المعرفي، ولولا هذا اليقين ماأقدمت، فعذرا أستاذتي الراقية الطيبة.
                وجلّ من لا يسهو، وكلنا في ميدان المعرفة نحبو، من المحبرة إلى المقبرة كما قال الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، بل إنني أحيانا أرتكب أخطاءً فاحشة، ورغم تكراري القراءة بغية التصحيح لا أنتبه، في حين أكتشف أخطاء غيري من أول وهلة، ولذلك نصحنا أساتذتنا قديما بأن يصحح لنا هنات نصوصنا غيرنا، فهم يقرؤون لنا برؤية القارئ من الخارج، ونحن نصحح برؤية المتعهد من الداخل، وأخطاء الشكل تتأتى من الخارج عادة.
                وكل التقدير والتوقير والمودة والاحترام
                وشكرا على هذه القراءة الراقية لنص الأستاذة النبيلة إيمان الدرع
                وافر التحيات
                وكل التوفيقات


                التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 30-12-2011, 19:03.
                لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
                ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

                {صفي الدين الحلّي}

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
                  شكراً أستاذة دينا على هذا المجهود الرااائع ....وتحياتي
                  ننتظرك أستاذي محمد سليم الليلة لتشارك الأستاذة دينا نبيل في اكتمال المشهد حول قصة " أمنية من ورق "
                  فلا تتأخر علينا
                  كي يكون للقاء البهجة كاملة !

                  محبتي
                  sigpic

                  تعليق

                  • دينا نبيل
                    أديبة وناقدة
                    • 03-07-2011
                    • 732

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
                    دينا صدف أن دخلت قبل الأستاذة إيمان ولاني أحبها كثيرا سأقول لك شكرا لك على هذه القراءة وفقت السيدة في النص وكنت موفقة أيضا في قرأتك
                    تعجبني تواصلك وقراءتك العميقة لما خلف النصوص
                    شكرا دينا
                    أ / وسام دبليز ..

                    أرحب لكِ غاليتي على متصفح قراءتي المتواضعة ..

                    كم فرحت أن قراءتي قد نالت إعجابك فهي لا شيء بجوار نص الأستاذة إيمان الرائع
                    سعدت بمرورك أيتها الغالية وكلماتك الرقيقة

                    تحياتي

                    تعليق

                    • عبد الرحيم محمود
                      عضو الملتقى
                      • 19-06-2007
                      • 7086

                      #11
                      بداية أرجو أن أقدم شكرا مميزا للرائعة دينا نبيل ، فما تقومين به من جهد فكري متميز يستحق التقدير والإعجاب ، ثم بعد ذلك أنوه باحترام لمداخلة الأستاذ بلقاسم الذي قال ما كنت أود قوله تحديدا ، ومن هنا أود الدخول في الموضوع .
                      القلم النقدي الذي تملكين أختي دينا يعجبني جدا ، وأرى من واجبي أن أقف لجانبك وأضع تجربتي لتسند سلم ارتقائك للعلياء ، لقد أشرت في الفقرة التي اقتبسها :إلا أن اللغة المستخدمة قد جاءت أكبر من سن الطفلة رغم أن الكاتبة لم تحدده "علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكونالليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني،والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍتتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم." ، لكن مستوى التعبيرات والوصف والإحاطة بمجريات الأحداث ليست واقعية بالمقارنة بنظرة الطفل التي تكون قاصرة إلى حد كبير .
                      وضعت يدك على عنصر جد خطير في كتاب القصة أشرت له باقتضاب في تعليقات على بعض نصوص قصصية لكتاب في الملتقى ، وهو تداخل شخصية الكاتب بأبطال القصة بما لا يتناسب بما لدى الكاتب من خبرة وثروة لغوية وبين البطل الذي قد لايمتلكها ويؤدي ذلك لارتفاع لغة القصة للغة الشعر والتحليق فوق أرض الواقع بدلا من السير عليها ، فالقصة من اسمها أحداث مظروفة بزمان ومكان ولا تحدث بغيرهما ، فالهيمان اللغوي هنا يقلل من واقعيتها ، ومن استمرار حدوثها داخل رحم التكوين الحقيقي .
                      إن ارتفاع اللغة عن مستوى الحدث يجعل الحالة الوسطية تمور في نفس القاريء فلا هو يمشي على الأرض ولا هو يحلق في السماء ، وهنا يحدث الفصام وازدواجية الشخوص فيصبح الطفل شاعرا مفوفا ، والعاجز عن السير بطل جري !!
                      ثم إن التسلسل المنطقي والبناء الزمني المتراكب والمتتالي هو عنصر نجاح ، فانتزاع القتريء من زمن لآخر بدون خبرة في كيفية التحرك المنطقي يجعل القاريء أما قطع متجاورات من النصوص لا أمام نص مترابط يسند بعضه بعضا ويتراص ليكون كلا واحدا متماسكا متحد العلة والمعلول ، والسبب بالمسبب ، والفعل بالنتيجة .
                      وملخص القول :
                      هناك أمران مهمان لكتاب القصة حبذا لو اهتموا بها بالقدر الكافي وهما :
                      1 - واقعية اللغة وعدم ارتفاعها عن ظرفيتي الأحداث ( البعد الزمكاني ) .
                      2 - عدم التناقض المنطقي بين الأحداث .
                      ويمكنني أن أضيف أيضا : ترك الشخوص يتحركون بقدراتهم الذاتية فحسب لا بقدرات الكاتب ويعبرون بلغتهم لا بلغته .
                      تحية كبيرة للناقدة المتألقة دينا نبيل .
                      وتحية كبيرة أيضا للكاتبة المتألقة إيمان الدرع .
                      ولك أخي بلقاسم محبتي واحترامي .
                      نثرت حروفي بياض الورق
                      فذاب فؤادي وفيك احترق
                      فأنت الحنان وأنت الأمان
                      وأنت السعادة فوق الشفق​

                      تعليق

                      • الشيخ احمد محمد
                        أديب وكاتب
                        • 16-10-2011
                        • 228

                        #12
                        إذا كنا نستفيد من قراءة كل عمل أدبي متقن وجميل مثل هذه القصة الرائعة ، فإن استفادتنا تكتمل بقراءة مثل هذا النقد البناء ، عمل موفق وقراءة نقدية متميزة ، تحيتي مع التقدير.

                        تعليق

                        • محمد الصاوى السيد حسين
                          أديب وكاتب
                          • 25-09-2008
                          • 2803

                          #13
                          تحياتى البيضاء

                          ربما لى هذى الملاحظات على هذى المقالة الجميلة

                          - فى الحقيقة أرى أن القراءة منذ البداية تقوم على خلفية علاقة النص بحدث اجتماعى آن ، واعتبار أن النص معالجة للحدث الاجتماعى وذلك كما عبرت الكاتبة نفسها والحقيقة أن هذى الوضعية فى رأيى تحد من التلقى من براحه وقدرته على التخيل والتأويل

                          - حيث تقوم بتسييج التلقى مسبقا بفكرة أن النص هو معالجة لحدث اجتماعى محدد بتسلط زوجة الأب وأنه ناتج عن تأثر الكاتبة به ، بل إن المقالة تتضمن شهادة الكاتبة على هذا التأثر بما يجعل التلقى محصورا فى هذى القراءة الاجتماعية للسرد ،

                          - وليس هذا دور الكاتبة ولا الناقدة أن يحصرا السرد عبر كشف جذوره أو خلفياته الاجتماعية لنا كمتلقين هذا دورنا نحن كمتلقين أن تكون لنا قراءة خاصة ، لكنها قراءة لا يجب أن تسيج أو تتقيد بافتراضات مسبقة

                          - والحقيقة أنه كان من الممكن ان يكون البحث فى الحدث الاجتماعى الذى قام عليه النص لو أننا أمام قرءة تقوم على نظريات نفسية أو اجتماعية تقدم لنا منهجا فى دراسة الحدث الاجتماعى وأثره فى النص ، لكن نحن هنا أمام مقالة أدبية وتقوم على أدوات أدبية وليست أدوات بحثية نفسية او اجتماعية لتقدم لنا الأثر الاجتماعى للنص


                          - ملاحظتى الثانية تتمثل فى المعالجة الفنية وبنية السرد : والحقيقة أنى أتوقف أمام هذا السياق

                          ( فأصل السرد في اللغة العربية هو التتابع الماضي على سيرة واحدة وسرد الحديث) [1] ، ويؤدي إلى نهاية متوقعة للقارئ ليست بعيدة عنه، وكان هذا يؤدي لانغلاق النص فلا يقبل تأويلات ولا قراءات مختلفة



                          والحقيقة أن هذا السياق يقدم حكما نقديا غير صحيح فى رأيى ، فالتأويل والقراءة هى فعل فنى نابع من طبيعة القراءة ونهج التأويل وليس بنية السرد ، فمازلنا وسنزال دوما نتلقى قراءة جديدة لكلاسيكات قديمة عبر مناهج التأويل ونظريات التلقى المختلفة ، فالسيرة الواحدة هنا ليست معناها أن تكون صورتها واحدة لدى المتلقين عبر تغاير القراءات واختلاف مناهجها


                          - ربما أيضا لى ملاحظة على هذا السياق

                          ( أما القصة الحديثة فقد سلك الكتّاب فيها مسارب جديدة ، فلا يسير الحدث القصصي في اتجاه واحد، بل يسير في مسارات عدة ،ولا يلتزم بالترتيب الزمني وإنما يتركه للقارئ ليصل في نهاية النص بعد جهد وإعمال فكر إلى تأويلات مختلفة تختلف من قارئ لآخر، مما يعطي انفتاحا للنص وهنا يكمن الإبداع . )


                          والحقيقة أن السياق هنا يقوم على فكرة التعميم لمكن الإبداع والتى تسيج السرد الحديث وتحاول ان تعرفه بأنه هو الذى يتغاير فيه مستويات السرد بينما تفترض أنه لا يمكن إنتاج الدهشة والمفارقة عبر بنية كلاسيكية من مفتتح وصراع وتنوير، وكأن " جمهورية فرحات " على سبيل المثال ليست سردا كلاسيكيا عابقا بالدهشة ويقوم ربما على ذات الفنية التى قام عليها النص الذى بين أيدينا من جهة الخبرية الجديدة التى تعيد تشكيل التلقى أو طاقة لحظة التنوير وقدرتها على إنتاج المفارقة وتحفيز إعادة القراءة ، أو رباعية الأسكندرية هذا العمل الكلاسيكى البديع الذى يقوم على بنية كلاسيكية عادية لكننا مع نهايتها نتلقى إبهارا ودهشة فنية حيث نحن فيها أمام رواية وجهة النظر وفكرة الخبرية الجديدة التى تعيد تشكيل التلقى ، أو قصص محفوظ القصيرة وما فيها من إبهار ودهشة ، بل إن أغلب السرد الروسى الكلاسيكى نستشعر معه أنه قد كتب بالأمس لما فيه من حس إنسانى ووعى فنى بطبيعة الصراع الإنسانى وخيوطه النفسية والذهنية المعقدة وتعدد مستويات السرد وتغاير وجهات التلقى مع نسيجها الفنى المحكم الثرى

                          - والحقيقة أن النقطة الفارقة ليست فى تعدد مستويات السرد ولا إجهاد المتلقى أو عدم إجهاده إنما النقطة الفارقة التى يعول عليها التلقى هى المعالجة الفنية كشكل يستدعيه المضمون ، فتغاير مستويات السرد يكون فى الأصل بناء على الفكرة وطبيعة التجربة التى يقوم عليها النص ، فليس المجال للتفرقة هنا هو تغاير وتعدد الأصوات أو مسارات السرد بل علة هذى المعالجة ودلالة استخدامها كبنية فنية تستوعب مضمونا يناسب هذى البنية التى تحتويه


                          - ربما لى أيضا ملاحظة يسيرة استوقفتنى فى هذى المقالة هى أنها تقسم الحدث السردى الواحد إلى حدث أول وثانى بينما هما ذات الحدث والذى يتمثل فى مشهدية البنت وأمها ، بل الحقيقة إننا أمام حدث واحد لكن عبر خبرية جديدة تغاير من زاوية تلقيه وذلك مع لحظة التنوير فى ختام القصة حيث إعادة إنتاج الحدث الأول عبر خبرية جديدة نتلقاها وهى وفاة الطفلة متجمدة

                          - والحقيقة أن هذا يعيدنى لفكرة النص الحديث والنص الكلاسيكى فهذى الفنية نتلقاها فى جمهورية فرحات لإدريس حيث تتغاير المشهدية تماما مع تلقى فرحات خبرية جديدة عن حقيقة الضيف الذى يجالسه


                          - ربما أود إضافة أن الاسترجاع فى هذا النص قد تم عبر معالجة السرد بعلاقة الفعل الماضى وهى أيسر تقنيات السرد ، لكن المهم والالذى يجب التوقف عنده هو لماذا اختارت الكاتبة هذى التقنية ؟ رغم وجود تقنيات فنية أخرى للسرد منها الحلول التام فى المشهد عبر علاقة المضارعة أوالتوازى بين الاسترجاع والحضور الآنى فى سياق السرد ،

                          - فى رأيى أن الكاتبة استخدمت هذى الفنية عبر علاقة الماضى فى الاسترجاع لأنها تخطط بحرفية للسيطرة على وجهى العملة الواحدة للمشهد دون أن يختلط بوجوه أخرى ، أى إنها تحاول أن تسيطر على حركة المشهد الرئيسى دون أن تلفتنا إلى مشهديات أخرى قد لا يحتملها السياق ، لذا حين تحتاج إلى الاسترجاع فإنها تحيطه فنيا بتأكيد الحضور والوعى باللحظة الآنية وأنها تحكى عبر علاقة الماضى مع وعيها بحضورها الآنى وذلك بهدف تركيز التلقى وعدم لفته عن فنية المعالجة التى تقوم على تغاير المشهد تماما مع لحظة التنوير فى ختام السرد


                          - وختاما أتوقف أمام ما أشار إليه المقال حول استخدام النص للحوار المسرحى واستشهد المقال بهذا السياق من النص " وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك." والحقيقة لا يبدو لى حين أقرأ السياق او ما يشابهه داخل النص لا تبدو لى علاقة هذا الحوار السردى بالحوار المسرحى ، وإذا كان الأمر بهذى البساطة لاعتبرنا كل حوار كهذا الحوار حوارا مسرحيا ، والذى أراه أننا امام الحوار السردى الذى يخص النثر بينما الحوار المسرحى تقنية كتابة مغايرة تقوم على أدوات مختلفة أولها بيئة الحوار ، لذا تكون المشهدية قائمة على أدوات فنية خاصة تشكل المشهد المسرحى بما فيها من إضاءة وحركة وديكور وقبل ذلك كله حضور مسرحى للشخوص فى هذى البيئة الفنية الخاصة ،

                          وختاما أنا سعيد بهذى المقالة النيرة الجميلة وباهتمامها بعمل أدبى جميل ممتع يقوم على معالجة فنية ثرية موحية ، فشكرا لك أستاذتى على أنك قد قدمت لنا هذى الإضاءة الأدبية التى تدل بحق على ناقدة كبيرة مبدعة

                          تعليق

                          • دينا نبيل
                            أديبة وناقدة
                            • 03-07-2011
                            • 732

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                            دينا الغالية:
                            أشكرك بحجم أملٍ يحبو نحو العام الجديد..
                            بحجم الوقت الثمين الذي خصصته لهذا النصّ ..
                            وأحببتك أكثر، لأنك انتصرتِ لروح الطفلة ..
                            خفت عليها من أن نقتلها مرتين.
                            حقيقة دينا هذا النصّ استجرّني لعالم القهر المجسّد في روح طفلة ، عند أنفاسها الأخيرة..
                            وكانت صدمة الموقف هي التي فرضت هذا التخيّل..
                            والتعبير عن درب الألم، لروح طفلةٍ، في رصد معاناتها قبيل انتزاع روحها إلى بارئها، يشحنك بحروفٍ تكتبك أنت ، ولا تكتبينها.
                            قرأت النصّ من جديدٍ على ضوء روعة حروفك، وتحليلك الذكيّ الناقد للنصّ.
                            فرأيت جوانباً أفرحتني، لم أنتبه إليها بسبب تدفّق مشاعر الألم لحظة كتابتها، فأتتْ على غير تخطيط.
                            حقيقة أيتها الرائعة: أفدتني كثيراً على الجانب الشخصيّ من هذه الدراسة المستفضية، الموثّقة ..
                            التي تدلّ على شخصية مثقّفة، واعية ، تحاور بذكاء ..
                            ولو عدت إلى النصّ قبيل نشره، فلن أربط التوقيت بهذه المناسبة( بدء العام الجديد) ..
                            حتى لا أستدعي في الذاكرة جانباً لم يخطر على بالي وهو مقارنته بنصّ آخر ولو كُتب من عشرات السنين..
                            فنحن أحياناً نستنبط التوقيت من الزمن الذي نعيشه، أو بالمعنى الأدق الفترة القريبة التي نعايش ساعاتها،
                            دون أن نسجّل في ذواكرنا ما تراكم من قراءات عبر السنين..وأن نبحث عن الكمّ الهائل من أدباءٍ قد قرأنا لهم يوماً.
                            ومن ناحية أخرى ..سأرصد الموقف من زاوية خارجيّة ، ألتقط فيها المشهد بتقريب اللقطة إلى عمق جوارح الطفلة،
                            دون أن أحمّلها عبء البوح الذي أرهقها ..
                            أيتها الأديبة المبدعة ..
                            الرد لا يفي بسعادتي نحو ما بذلتهِ من جهدٍ كبيرٍ،واهتمام..
                            سأكتفي وكلمات الشكر لاتنتهي بحقّك ..لأنك احتضنتِ معي هذه الطفلة ، وأسكنتِ روحها المعذّبة ..
                            وما سيأتي هو طاقة ورد ننثرها على مثواها ، لترقد بسلامٍ من غير أن نرهق روحها، ونحن على أعتاب عامٍ جديد.
                            كل عامٍ وأنت بخير حبيبتي..
                            كل عام وانت أديبتنا المبدعة التي تزداد ألقاً ، وروعةً..
                            سأثبت المداخلة خشية انقطاع الكهرباء ..شكراً لك دينا
                            أستاذتي الغالية .. إيمان الدرع

                            بل أنا من أشكرك سيدتي العزيزة على كتابتك نصا بهذا الحجم الكبير وهذه اللغة الرائعة والتي لن يختلف اثنان على إبداعها
                            حقيقة سعدت أن الدراسة قد نالت بعضا من استحسانكِ

                            تعلمين سيدتي كم أسعد وأتعلم من مصافحة نصوصك ، لكن لما تناولت إحدها بالدراسة كم شعرت بصغري وضآلة حجمي ..!

                            وما كان ليتسنى لي كتابة هذه القراءة المتواضعة الموفقة إلى حد ما لولا ثراء نصك استاذتي

                            فأشكرك على نصكِ الجميل ومرورك وتعليقك الأجمل ومتابعتك وتوجيهك إياي

                            تحياتي


                            تعليق

                            • محمد سليم
                              سـ(كاتب)ـاخر
                              • 19-05-2007
                              • 2775

                              #15
                              الأستاذة دينا .. أضع على متصفحك
                              هذه القراءة..

                              .....ولتك ن القراءة أفضل وأشمل وأعم مع ما كتبتي
                              من نقد لذات القص....

                              وأتمنى ردا من أستاذتنا / إيمان أيضا..
                              ( بصفتها صاحبة العمل الأصلي )
                              ..

                              ----------
                              محمد سليم كتب:
                              قراءة تفكيكية في قص( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

                              أولاً * مقدمة؛...
                              أولى مطالعتي للقص كانت من خلال قراءة "البنية السردية التىكتبتها القاصة دينا نبيل"..حيث قرأتُ ظروف كتابة القصة ؛"موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوجة أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .."..ومن تلك الظروف الدافعة .. دخلت على القص وأنا في ذهني مُسبقا أن القص سيتناول نفس الظروف وذات الفكرة!..وبالتالي كنت أتتبع مهنية وفنية الأديبة إيمان في مدى حبك سردية قصصية بما قرأت هي من خبر لموت طفل صغير من شدة البرد,, ولا شك أن هذا ما كان يجب أن يكون " سواءً مني أو من القاصة"؟.. والتي جعلت القارئ وجعلتني محصورا في معنى وفحوى الخبر المنشور عن حادثة موت الطفل" ....المهم...

                              دعونا نفكك سردية النص كحكاية ؛
                              ثانياً * العنوان ؛ (أمنية من ورق) ؛
                              عنوان مُختار بعناية..ويعكس الجو العام للنصّ..ويوحي للقارئ مقدما أنه سيقرأ رغبة أو تمنيات مدوّنة على ورق..وهذا يُحيلنا إلى فكرة طريفة من التاريخ المصري القديم" سنحتاج لها بتفكيكنا للقص" إلا وهى " مراكب الشمس" التي اكتُشفت بجوار أهرامات الجيزة بمصر.. بدعوى أن مراكب الشمس هذه وسيلة لنقل الميت إلى دار الخلد والحساب بعالم ما بعد الموت في رحلة سرمدية..ولا أدري كيف سيُركّب ويُعيد الميت بناء ألواحا من الخشب مُفككة ليصنع منها وسيلة نقل للعالم الآخر حيث الحساب والميزان ( وهو ميّت جسدا!؟..فقط روح ..)..,,و......
                              ورد بالقص مثار التفكيك أن " الطفلة" كانت تتنقّل بمركب ورقي تُحمّل وتحمل فيها أمانيها وجسدها..وإن كانت المراكب الورقية هى لُعبة طفولة إلا أن القاصة استغلتها بحرفية ومهنية لافتة..وكان يمكن أن تستغلها أكثر لأنها فكرة راااائعة لنصّ يتناول فكر طفولي لبطلة لها أمنيات وأماني تتمناها من أسرتها الصغيرة وهي برحلتها ..............

                              * بداية السرد؛
                              اختارت القاصة أن تكون الطفلة ( البطلة بالحكاية)في زمان ومكان بعينه ..وهى عائدة من الحديقة إلى منزلها بعد ليلة شديدة البرودة قارصة البرَد قضتها بعيدة ومُبعدة إجباراً عن البيت وحفل رأس السنة الميلادبة" الكريسماس"..,,حيث اختبأت خلف شجرة تتابع ما يجرى بمنزلها وتعانى شدة البرد...ثم.. ذهبت لحمام السباحة وألقت المركبة الورقية وظلت تجدف حتى وصلت لأمها.. وأمها تناديها هيّا يا صغيرتي أقطعي الحديقة وجدّفي.....

                              * ووصلت الطفلة بمركبها الزورقي الورقي قائلة لأمها
                              ؛ ها قد أتيتك أماه..دثريني..قطفت لكِ أزهارا جميلة بطريقي كهدية لك..
                              الخ من سرد توضح فيه أنها رأت ورأت ورأت وما تمنت أن تراه في كل الدنيا !! ......’’....ثم نُفاجئ بعتاب بين الطفلة وأمها على هيئة سؤال وجواب ..... وبسؤال أخير لأبنتها ؛كيف غادرتِ البيت ؟..تجيب الطفلة : أمرأة مرعبة أكرهتني على مغادرة البيت ..واختبأت الطفلة في ليلة الكريسماس الباردة خلف شجرة لنعود لبداية القصة ......

                              ------------------
                              * شخوص القصّ؛
                              الأب؛ لم يرد بالقص غير الجملة التالية (كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي..)..,,مما يدلل على أن الأب غير مبالي غير مهتم وبئس الأب هو ...
                              الأم؛ لم نرى الأم بالقص ..إلا من خلال حديثها للطفلة ..وكانت أم حانية نوعا ما تلاطف وتهدهد وتداعب وتسمع وتسأل ....ولم يرد على لسان هذه الأم غير جملة هامة تبرر بها بعدها عن الابنة ؛
                              (
                              ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه...)..وهنا
                              ( لُب المشكلة ، نقطة إرتكاز القص)...
                              وسيذهب كل منا في تأويلات مختلفة لهذه الجملة بالذات ..مثلا هل الأم ماتت وسهم الموت فرقهما؟....هل كانت حفلة ماجنة ولا تريد الأم أن تشاهدها طفلة صغيرة؟..هل أجبرت الأم على فراق أبنتها لسبب آخر لا نعلم له كِنّة؟..,,وعن نفسي أميل للمعنى الأول ( أن الأم ماتت)..وسأدلّل من النصّ فيما بعد........

                              الإخوة ..أخين؛ لم يظهرا ..ولم نعرف عنهما شيئا إلا من خلال السياق العام للسرد ..ولا أدري ما أهمية وجودهما أصلا بهكذا حكاية وكنت أتمنى عدم التنويه عنهما بل الاكتفاء بطفلة وحيدة كي يكون للحكاية تأثيرا ووقعا أكبر على القارئ ( ولكن الكاتبة أرادات أن تكون أسرة نموذجية عدداً ورخاءً ومعيشة ..) وإن كان لاختيار هذه الأسرة أهمية فإننا سنراه فيما بعد ).....لأن التنويه عن وجود ولدين أخين سيجعل القارئ يذهب في تأويلات شتى لا تفيد في السرد الأساسي..
                              المرأة ذات الألوان المرعبة؛.. أتى عنها فقط :( حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.وانشغلتْ عنّي بضيوفها،..)ووصف زائد عما تكرهه الطفلة فيها .. أذن هي أمرأة مبهرجة الألوان على وجهها وبملابسها ..وفي حفل كريسماس.. ,,قد تكون زوجة الأب ؟..يجوز , قد تكون الخادمة مديرة المنزل ؟..ربما.., قد تكون خليلة الأب؟..ممكن...............وقد تكون هى الأم في أقبح صورة وأقذر وجه؟. برضو ممكن....ولكن أيهما أقرب لكاتبه النص ؟ وكيف نعرف الحقيقة ؟!......
                              --------------------------
                              ثالثاً الخاتمة :
                              هى الصاعقة بحد ذاتها لأنها لحظة الموت
                              ..ولكن

                              يهمنا هنا صياغة القفلة ..كتبت الأديبة إيمان التالي
                              ((-:وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.))........
                              سنجد هنا جملتين وهما

                              (وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.))
                              لو نزعناهما من الخاتمة لكان أجمل وأوقع كمختصر مفيد
                              وعندئذ ستكون الخاتمة بدايتها من هنا

                              ( استفاق الضوء على أصوات مذعورة ...الخ)....ولكن
                              بمدرستي التفكيكية أفهم أنه ولا بد أن يكون لكل فقرة , جملة , مفردة معاني ولها أهمية من حيث سياق السرد "و إلا ما كتبتها القاصة أو حتى أي كاتب يكتب شيئا ما إلا وله مغزى بخياله"..دعونا نفكك ما ندّعي" أنه زيادة وحشو ".. وندخل في مخيلة القاصة .. وهى تكتب:
                              (تبعثرت حقائب السفر تنثر ما عبأته من هدايا),,..ونسأل ؛
                              أي حقائب وأي سفر؟..هل هي حقائب الرحلة السرمدية إلى الحياة الثانية بعد الموت؟..( تنثر ما عبأته من هدايا اللقاء ) ..لا حظ مفردة تنثر..ما عبأته..هدايا اللقاء ؟..ماذا فهمت عزيزي القارئ من تفكيكي للجملة السابقة ؟!...

                              ألا يصل إلى بالك الآن أن الكاتبة تقصد التالي : الأم الحقيقية"أم الطفلة " حضرت بحقائب سفر لتعوض أبنتها بهدايا الكريسماس وهدايا للقاء الأم بابنتها؟؟؟؟؟
                              وأن سيف الموت هو من أبعدها عن أبنتها الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟.....وهذا
                              ما كان .............

                              ---------------
                              أذن,,
                              دخلت الطفلة لبيتها بعد رحلة نادتها فيها الأم ..وانتظرتها الأم ..بحقائب السفر والهدايا لتعوضها في الدنيا القاسية ..ثم أخذتها الى السماء.....,,......واستفاق الضوء على أصوات مذعورة ..تتبادل الإتهات المجنونة..وأصوات تتباكي ( تتباكى مفردة موحية للمعنى ..أنه بكاء تمثيلي) على جسد الطفلة ( ..جسد مفردة لازمة ومعبّرة) ..لأنه بكاء تمثيلي( فكان ولا بد أن يكون على جسد فان..وليس على الطفلة روحا وجسداً)....وما عاد يعني هذا الجسد ما تسمع من بكاء وولولات فارغة ...وهى تنظر للسماء بعينين بريئتين................................

                              .................أنتهت القصة..
                              وأكتفي.. بما كتبت هنا..................
                              .........................
                              رابعاً * فلسفة القصة..الهدف والغاية..
                              القص ليس فقط حكي أو سرد مشوق بشخوص في أمكنة وأزمنة ..بل لا بد من غاية نبيلة يخرج بها القارئ مما قرأ وإلا لكانت الحكاية مضيعة للوقت أو تفاخر بكتابة صور أدبية جميلة مُفككة غير مترابطة في سياق عام..أو يكون القص حزورة نجلس حولها نحزّر ونفزّر ونتبارى أيّنا حل اللغز........
                              الأديبة إيمان أرادت أن توصل لنا مجموعات مختلفة من الرسائل ( وهذا ما حدى بها أن تسرد لنا الكثير والكثير مما تفتقد الطفلة بحياتها ومن جفاء الأهل ومن يحيطون بها) "وكأنها تبارت مع نفسها ألا تترك لنا شيئا لم نمتنى أن نقرأه !!.............
                              وأهم رسالة أنها وضعتنا أمام الحقيقة ..أمام الموت ..
                              أمام لحظة الخلاص( فكرة الكريسماس راااائعة هنا..تؤكد معنى الخلاص )..
                              فالخلاص بالمسيحية هو تخليص الإنسان من الذنوب والآثام بنزول المسيح عليه السلام ليفدي بنفسه المؤمنين به ...و
                              ليلة الخلاص هذة أو يوم مولد المُخلّص كان هناك طفلة تموت من شدة البرد بعدما طردوها ولم يسأل فيها أحد! ...
                              فأي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟!....و
                              من هنا أتت أيضا ضرورة إختفاء الطفلة وصعودها للسماء ولــــ
                              تأخذها الأم بعدما هبطت لتُخلصها من هذا العالم الباغي الشرير الظالم .....
                              ....وأيضا أكتفي بما كتبت هنا............................................... ..

                              -----------------------------------
                              كنت أتمنى أن أطيل ..
                              بردود عن أسئلة ومناقشات دارت بالغرفة الصوتية كثير منها لا يتفق مع رؤيتي بمدرستي التفكيكية!..
                              ( هناك فرق بين قراءة حسب المزاج والفهم..وبين وقراءة تفكيكية من واقع النص المكتوب ).

                              وكنت أتمنى أن أطرح وجهة نظري في العمل ككل خاصة في
                              ما أبدعت فيها الأديبة لأجزل لها الشكر .......

                              ----------------------------
                              شكرا ..................

                              الرابط ؛
                              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?92810-
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 01-01-2012, 11:48.
                              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X