محمد سليم وقراءة نقدية في قص( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    محمد سليم وقراءة نقدية في قص( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

    أمنية من ورق
    الأديبة / إيمان الدرع..كتبت:
    ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك ..
    هاقد أتيتك أمي ..دثّريني ..الطقس شديد البرودة، والريح تصفر، وأمواج البحر تعلو ..تعلو ..ترطم الشاطئ بلا هوادة ، خذي أمي، قطفت لك طاقة من الزهور البريّة هديّة العام الجديد، لملمتها من بوادي أشواقي .
    رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ، يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواء أحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ، يلتفّون حولها بلهفةٍ، ليفضّوها بدهشةٍ وفرحٍ.
    شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعها من جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارع كعصفور دوريّ مضطرب، وتغلغلتْ بأناملها تلامس نجوم الليل العالقة بشعرها ، تقبّلها ، تشمّها، تهدهدها..
    أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...ياللا تنام ريما..
    التفتتْ إليها..أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
    ــ ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه ـ أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟
    غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ، أحنّ إلى نبضك في الحشايا، وأنام وحدي على طيفك ، بلا غطاء، بلا دواء، مرتعدةً من العتمة، من أشباحٍ تركض أمامي، ولا أقوى على الصراخ.
    تحملها إلى سرير حضنها...هيييه ...ياللا تنام ريما ..ياللا يجيها النوم..ياللا تحب الصلاة ...ياللا تحبّ الصوم..
    ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترق أناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم..
    طمأنتها: لن يأخذك أحدٌ من حضني،ولكن ياصغيرتي كيف غادرتِ البيت حبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟وأنت تقطعين الدروب وحدك؟؟
    لم يشعر بي أحدٌ أمي، نسَوني، كانت المرأة ذات الألوان المرعبة ، تعدّ سهرة رأس السنة،تكدّس الأطباق على الطاولة ،تزدحم أصناف الطعام أمام ناظري، وأنا جائعة.
    غافلتها وهي ملهيّة عني بالانصراف إلى ولديها، وقفت على رأس أصابعي ، أمطّ جسمي، أبتغي زاداً قليلاً بحجم يدي ، تعثّرتُ بمفرش الطاولة، اندلق الوعاء، رأتني ، ركضت نحوي، لمحتُ عينيها، أخاف من عينيها حينما تغضبان، ألمح ناراً، تتطاير شررا،ً من جفني وحشٍ، يريد أن يلتهمني،لملمت أطراف ثيابي ، وأنا أحسّ بللاً ينسرب منها ،أسفل فستاني.اقتربت مني، كم أكره رائحة صدرها..!!!؟؟إنه لا يشبه أريجك..؟؟!!وشذى عطرك
    اقتربتْ أكثر، رنّة كعبها العالي أوشكت أن تطرق رأسي ، ولهاثها يفحّ في وجهي، انفلتّ من أمامها إلى الحديقة، لحقتْ بي ، حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.
    وانشغلتْ عنّي بضيوفها، علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكون الليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني، والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍ تتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم.
    لهفي عليك يا صغيرتي وماذا بعد؟
    نعستُ ..طال انتظاري لندائهم، لافتقادهم لي ، ما تذكّرني أحد، خفتُ أن أدخل ، فثيابي متّسخة مبلّلة، وشعري منفوش، ووجهي يحتاج إلى رشقة ماءٍ ، تنظّفه ، وتعيد إليه ابيضاضه..
    نعستُ وما من فراشٍ يؤويني، أصطكّ برداً.
    وغادر الضيوف الصالة، وما تذكّرني أحد.
    لمحتها وهي تلمّ الأطباق، تنظّفها، تصفّفها، وصوت المكنسة الكهربائيّة، غطّتْ على صوت بكائي،وأنا أرتجف ، أخبّئ أصابعي المتيبّسة من البرد تحت إبطيّ ، ولم أعد أشعر بقدميّ كأنّ عطباً أصابهما بالخدر والموات، كنت أعانق الشجرة كلما هزّتني الريح العاصفة أتوارى خلفها..
    تعبتِ في طريقك إليّ يا قرّة عيني...أعرف كم تعبت حتى وصلتِ.!!!
    ـــ طال الانتظار ...وخدر النعاس يأخذني إليك ، كان الصقيع يلتهم كلّ قطعة من جسمي ببطءٍ، يزحف بدبيبٍ أبيضَ يقرّبني منك؟؟؟آاااه ما أصعب الوصول! كم دفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوق السماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت في مملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!
    ـــ وكيف عرفت الطريق إليّ يا عمري ..؟؟!!!
    لمّا أُطفئتْ أنوار الغرف واحدة، تلو أخرى، أيقنت بأني محرومة منسيّة، حاولت النهوض أتلمّس قبضة من أمل، خانتني قدماي ، وانطمر صدى صوتي مع هبّات الثلج ، حينذاك تذكّرت رمال البحرالذهبيّة ..حين افترشناها معاً ...وصنعتِ لي زورقاً من ورق، أنسيتِ أمي ؟؟؟أما علّمتني كيف أطلقه على صفحات الماء بعد أن أوشوشه بحلو الأمنيات كي تتحقّق ..!!؟؟
    وهذا ماكان...زحفت إلى حوض السباحة في الحديقة، أطلقتُ زورقي ، أرأيتِ هاقد أوصلني إليك، وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك.
    ـ لن ينتزعك من صدري أحد يا حلوتي ...هييييييه ..ياللا تنام ..ياللا تنام ..غيبي بين ضلوعي، سريرك حضني، وذراعي وسادتك، أمشط عليها شعرك الناعم بأصابعي، حتى تنامي.
    وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.
    وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.
    أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 31-12-2011, 14:01.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    #2
    محمد سليم :
    قراءة تفكيكية في قص
    ( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

    أولاً * مقدمة؛...
    أولى مطالعتي للقص كانت من خلال قراءة "البنية السردية التىكتبتها القاصة دينا نبيل"..حيث قرأتُ ظروف كتابة القصة ؛"موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوجة أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .."..ومن تلك الظروف الدافعة .. دخلت على القص
    وأنا في ذهني مُسبقا أن القص سيتناول نفس الظروف وذات الفكرة!..وبالتالي كنت أتتبع مهنية وفنية الأديبة إيمان في مدى حبك سردية قصصية بما قرأت هي من خبر لموت طفل صغير من شدة البرد,, ولا شك أن هذا ما كان يجب أن يكون " سواءً مني أو من القاصة"؟.. والتي جعلت القارئ وجعلتني محصورا في معنى وفحوى الخبر المنشور عن حادثة موت الطفل" ....المهم...

    دعونا نفكك سردية النص كحكاية ؛
    ثانياً * العنوان ؛ (أمنية من ورق) ؛
    عنوان مُختار بعناية..ويعكس الجو العام للنصّ..ويوحي للقارئ مقدما أنه سيقرأ رغبة أو تمنيات مدوّنة على ورق..وهذا يُحيلنا إلى فكرة طريفة من التاريخ المصري القديم" سنحتاج لها بتفكيكنا للقص" إلا وهى " مراكب الشمس" التي اكتُشفت بجوار أهرامات الجيزة بمصر.. بدعوى أن مراكب الشمس هذه وسيلة لنقل الميت إلى دار الخلد والحساب بعالم ما بعد الموت في رحلة سرمدية..ولا أدري كيف سيُركّب ويُعيد الميت بناء ألواحا من الخشب مُفككة ليصنع منها وسيلة نقل للعالم الآخر حيث الحساب والميزان ( وهو ميّت جسدا!؟..فقط روح ..)..,,و......
    ورد بالقص مثار التفكيك أن " الطفلة" كانت تتنقّل بمركب ورقي تُحمّل وتحمل فيها أمانيها وجسدها..وإن كانت المراكب الورقية هى لُعبة طفولة إلا أن القاصة استغلتها بحرفية ومهنية لافتة..وكان يمكن أن تستغلها أكثر لأنها فكرة راااائعة لنصّ يتناول فكر طفولي لبطلة لها أمنيات وأماني تتمناها من أسرتها الصغيرة وهي برحلتها ..............

    * بداية السرد؛
    اختارت القاصة أن تكون الطفلة ( البطلة بالحكاية)في زمان ومكان بعينه ..وهى عائدة من الحديقة إلى منزلها بعد ليلة شديدة البرودة قارصة البرَد قضتها بعيدة ومُبعدة إجباراً عن البيت وحفل رأس السنة الميلادبة" الكريسماس"..,,حيث اختبأت خلف شجرة تتابع ما يجرى بمنزلها وتعانى شدة البرد...ثم.. ذهبت لحمام السباحة وألقت المركبة الورقية وظلت تجدف حتى وصلت لأمها.. وأمها تناديها هيّا يا صغيرتي أقطعي الحديقة وجدّفي.....

    * ووصلت الطفلة بمركبها الزورقي الورقي قائلة لأمها
    ؛ ها قد أتيتك أماه..دثريني..قطفت لكِ أزهارا جميلة بطريقي كهدية لك..
    الخ من سرد توضح فيه أنها رأت ورأت ورأت وما تمنت أن تراه في كل الدنيا !! ......’’....ثم نُفاجئ بعتاب بين الطفلة وأمها على هيئة سؤال وجواب ..... وبسؤال أخير لأبنتها ؛كيف غادرتِ البيت ؟..تجيب الطفلة : أمرأة مرعبة أكرهتني على مغادرة البيت ..واختبأت الطفلة في ليلة الكريسماس الباردة خلف شجرة لنعود لبداية القصة ......

    ------------------
    * شخوص القصّ؛
    الأب؛ لم يرد بالقص غير الجملة التالية (كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي..)..,,مما يدلل على أن الأب غير مبالي غير مهتم وبئس الأب هو ...
    الأم؛ لم نرى الأم بالقص ..إلا من خلال حديثها للطفلة ..وكانت أم حانية نوعا ما تلاطف وتهدهد وتداعب وتسمع وتسأل ....ولم يرد على لسان هذه الأم غير جملة هامة تبرر بها بعدها عن الابنة ؛
    (
    ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه...)..وهنا
    ( لُب المشكلة ، نقطة إرتكاز القص)...وسيذهب كل منا
    في تأويلات مختلفة لهذه الجملة بالذات ..مثلا هل الأم ماتت وسهم الموت فرقهما؟....هل كانت حفلة ماجنة ولا تريد الأم أن تشاهدها الطفلة الصغيرة؟..هل أجبرت الأم على فراق أبنتها لسبب آخر لا نعلم له كِنّة؟..,,
    وعن نفسي أميل للمعنى الأول ( أن الأم ماتت)..وسأدلّل من النصّ فيما بعد........

    الإخوة ..أخين؛ لم يظهرا ..ولم نعرف عنهما شيئا إلا من خلال السياق العام للسرد ..ولا أدري ما أهمية وجودهما أصلا بهكذا حكاية وكنت أتمنى عدم التنويه عنهما بل الاكتفاء بطفلة وحيدة كي يكون للحكاية تأثيرا ووقعا أكبر على القارئ ( ولكن الكاتبة أرادات أن تكون أسرة نموذجية عدداً ورخاءً ومعيشة ..) وإن كان لاختيار هذه الأسرة أهمية فإننا سنراه فيما بعد ).....لأن التنويه عن وجود ولدين أخين سيجعل القارئ يذهب في تأويلات شتى لا تفيد في السرد الأساسي..
    المرأة ذات الألوان المرعبة؛.. أتى عنها فقط :( حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.وانشغلتْ عنّي بضيوفها،..)ووصف زائد عما تكرهه الطفلة فيها .. أذن هي أمرأة مبهرجة الألوان على وجهها وبملابسها ..وفي حفل كريسماس.. ,,قد تكون زوجة الأب ؟..يجوز , قد تكون الخادمة مديرة المنزل ؟..ربما.., قد تكون خليلة الأب؟..ممكن...............وقد تكون هى الأم في أقبح صورة وأقذر وجه؟. برضو ممكن....ولكن أيهما أقرب لكاتبه النص ؟ وكيف نعرف الحقيقة ؟!......
    --------------------------
    ثالثاً الخاتمة :
    هى الصاعقة بحد ذاتها لأنها لحظة الموت
    ..ولكن

    يهمنا هنا صياغة القفلة ..كتبت الأديبة إيمان التالي
    ((-:وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.))........
    سنجد هنا جملتين وهما

    (وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.))
    لو نزعناهما من الخاتمة لكان أجمل وأوقع كمختصر مفيد
    وعندئذ ستكون الخاتمة بدايتها من هنا

    ( استفاق الضوء على أصوات مذعورة ...الخ)....ولكن
    بمدرستي التفكيكية أفهم أنه ولا بد أن يكون لكل فقرة , جملة , مفردة معاني ولها أهمية من حيث سياق السرد "و إلا ما كتبتها القاصة أو حتى أي كاتب يكتب شيئا ما إلا وله مغزى بخياله"..دعونا نفكك ما ندّعي" أنه زيادة وحشو "..
    وندخل في مخيلة القاصة .. وهى تكتب:
    (تبعثرت حقائب السفر تنثر ما عبأته من هدايا),,..ونسأل ؛
    أي حقائب وأي سفر؟..هل هي حقائب الرحلة السرمدية إلى الحياة الثانية بعد الموت؟..( تنثر ما عبأته من هدايا اللقاء ) ..لا حظ مفردة تنثر..ما عبأته..هدايا اللقاء ؟..ماذا فهمت عزيزي القارئ من تفكيكي للجملة السابقة ؟!...

    ألا يصل إلى بالك الآن أن الكاتبة تقصد التالي :
    الأم الحقيقية"أم الطفلة " حضرت بحقائب سفر لتعوض أبنتها بهدايا الكريسماس وهدايا للقاء الأم بابنتها؟؟؟؟؟
    وأن سيف الموت هو من أبعدها عن أبنتها الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟.....وهذا
    ما كان .............

    ---------------
    أذن,,
    دخلت الطفلة لبيتها بعد رحلة نادتها فيها الأم ..وانتظرتها الأم ..بحقائب السفر والهدايا لتعوضها في الدنيا القاسية ..ثم أخذتها الى السماء.....,,......واستفاق الضوء على أصوات مذعورة ..تتبادل الإتهات المجنونة..وأصوات تتباكي ( تتباكى مفردة موحية للمعنى ..أنه بكاء تمثيلي) على جسد الطفلة ( ..جسد مفردة لازمة ومعبّرة) ..لأنه بكاء تمثيلي( فكان ولا بد أن يكون على جسد فان..وليس على الطفلة روحا وجسداً)....وما عاد يعني هذا الجسد ما تسمع من بكاء وولولات فارغة ...وهى تنظر للسماء بعينين بريئتين................................

    .................أنتهت القصة..
    وأكتفي.. بما كتبت هنا..................
    .........................
    رابعاً * فلسفة القصة..الهدف والغاية..
    القص ليس فقط حكي أو سرد مشوق بشخوص في أمكنة وأزمنة ..بل لا بد من غاية نبيلة يخرج بها القارئ مما قرأ وإلا لكانت الحكاية مضيعة للوقت أو تفاخر بكتابة صور أدبية جميلة مُفككة غير مترابطة في سياق عام..أو يكون القص حزورة نجلس حولها نحزّر ونفزّر ونتبارى أيّنا حل اللغز........
    الأديبة إيمان أرادت أن توصل لنا مجموعات مختلفة من الرسائل ( وهذا ما حدى بها أن تسرد لنا الكثير والكثير مما تفتقد الطفلة بحياتها ومن جفاء الأهل ومن يحيطون بها) "وكأنها تبارت مع نفسها ألا تترك لنا شيئا لم نمتنى أن نقرأه !!.............
    وأهم رسالة أنها وضعتنا أمام الحقيقة ..أمام الموت ..
    أمام لحظة الخلاص( فكرة الكريسماس راااائعة هنا..تؤكد معنى الخلاص )..
    فالخلاص بالمسيحية هو تخليص الإنسان من الذنوب والآثام بنزول المسيح عليه السلام ليفدي بنفسه المؤمنين به ...وليلة الخلاص هذة أو يوم مولد المُخلّص كان هناك طفلة تموت من شدة البرد بعدما طردوها ولم يسأل فيها أحدا ...
    فأي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟!....و
    من هنا أتت أيضا ضرورة اختفاء الطفلة وصعودها للسماء وتأخذها الأم بعدما هبطت لتُخلصها من هذا العالم الباغي الشرير الظالم .....
    ....وأيضا أكتفي بما كتبت هنا............................................... ..

    --------------------------
    وإلى وعد بلقاء آخر إن شاء الله ....
    كنت أتمنى أن أطيل ..بردود عن أسئلة ومناقشات دارت بالغرفة الصوتية كثير منها لا يتفق مع رؤيتي بمدرستي التفكيكية!..( هناك فرق بين قراءة حسب المزاج ..وبين وقراءة تفكيكية من واقع النص المكتوب ).
    وكنت أتمنى أن أطرح وجهة نظري في العمل ككل خاصة
    ما أبدعت فيها الأديبة إيمان لأجزل لها الشكر .......

    بس خلاص
    شكرا سيداتي سادتي . ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 01-01-2012, 11:41.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
      محمد سليم :
      قراءة تفكيكية في قص
      ( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع
      أولاً * مقدمة؛...
      أولى مطالعتي للقص كانت من خلال قراءة "البنية السردية التىكتبتها القاصة دينا نبيل"..حيث قرأتُ ظروف كتابة القصة ؛"موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوجة أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .."..ومن تلك الظروف الدافعة .. دخلت على القص
      وأنا في ذهني مُسبقا أن القص سيتناول نفس الظروف وذات الفكرة!..وبالتالي كنت أتتبع مهنية وفنية الأديبة إيمان في مدى حبك سردية قصصية بما قرأت هي من خبر لموت طفل صغير من شدة البرد,, ولا شك أن هذا ما كان يجب أن يكون " سواءً مني أو من القاصة"؟.. والتي جعلت القارئ وجعلتني محصورا في معنى وفحوى الخبر المنشور عن حادثة موت الطفل" ....المهم...
      دعونا نفكك سردية النص كحكاية ؛
      ثانياً * العنوان ؛ (أمنية من ورق) ؛
      عنوان مُختار بعناية..ويعكس الجو العام للنصّ..ويوحي للقارئ مقدما أنه سيقرأ رغبة أو تمنيات مدوّنة على ورق..وهذا يُحيلنا إلى فكرة طريفة من التاريخ المصري القديم" سنحتاج لها بتفكيكنا للقص" إلا وهى " مراكب الشمس" التي اكتُشفت بجوار أهرامات الجيزة بمصر.. بدعوى أن مراكب الشمس هذه وسيلة لنقل الميت إلى دار الخلد والحساب بعالم ما بعد الموت في رحلة سرمدية..ولا أدري كيف سيُركّب ويُعيد الميت بناء ألواحا من الخشب مُفككة ليصنع منها وسيلة نقل للعالم الآخر حيث الحساب والميزان ( وهو ميّت جسدا!؟..فقط روح ..)..,,و......
      ورد بالقص مثار التفكيك أن " الطفلة" كانت تتنقّل بمركب ورقي تُحمّل وتحمل فيها أمانيها وجسدها..وإن كانت المراكب الورقية هى لُعبة طفولة إلا أن القاصة استغلتها بحرفية ومهنية لافتة..وكان يمكن أن تستغلها أكثر لأنها فكرة راااائعة لنصّ يتناول فكر طفولي لبطلة لها أمنيات وأماني تتمناها من أسرتها الصغيرة وهي برحلتها ..............
      * بداية السرد؛
      اختارت القاصة أن تكون الطفلة ( البطلة بالحكاية)في زمان ومكان بعينه ..وهى عائدة من الحديقة إلى منزلها بعد ليلة شديدة البرودة قارصة البرَد قضتها بعيدة ومُبعدة إجباراً عن البيت وحفل رأس السنة الميلادبة" الكريسماس"..,,حيث اختبأت خلف شجرة تتابع ما يجرى بمنزلها وتعانى شدة البرد...ثم.. ذهبت لحمام السباحة وألقت المركبة الورقية وظلت تجدف حتى وصلت لأمها.. وأمها تناديها هيّا يا صغيرتي أقطعي الحديقة وجدّفي.....
      * ووصلت الطفلة بمركبها الزورقي الورقي قائلة لأمها
      ؛ ها قد أتيتك أماه..دثريني..قطفت لكِ أزهارا جميلة بطريقي كهدية لك..
      الخ من سرد توضح فيه أنها رأت ورأت ورأت وما تمنت أن تراه في كل الدنيا !! ......’’....ثم نُفاجئ بعتاب بين الطفلة وأمها على هيئة سؤال وجواب ..... وبسؤال أخير لأبنتها ؛كيف غادرتِ البيت ؟..تجيب الطفلة : أمرأة مرعبة أكرهتني على مغادرة البيت ..واختبأت الطفلة في ليلة الكريسماس الباردة خلف شجرة لنعود لبداية القصة ......
      ------------------
      * شخوص القصّ؛
      الأب؛ لم يرد بالقص غير الجملة التالية (كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي..)..,,مما يدلل على أن الأب غير مبالي غير مهتم وبئس الأب هو ...
      الأم؛ لم نرى الأم بالقص ..إلا من خلال حديثها للطفلة ..وكانت أم حانية نوعا ما تلاطف وتهدهد وتداعب وتسمع وتسأل ....ولم يرد على لسان هذه الأم غير جملة هامة تبرر بها بعدها عن الابنة ؛
      ( ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه...)..وهنا
      ( لُب المشكلة ، نقطة إرتكاز القص)...وسيذهب كل منا
      في تأويلات مختلفة لهذه الجملة بالذات ..مثلا هل الأم ماتت وسهم الموت فرقهما؟....هل كانت حفلة ماجنة ولا تريد الأم أن تشاهدها الطفلة الصغيرة؟..هل أجبرت الأم على فراق أبنتها لسبب آخر لا نعلم له كِنّة؟..,,
      وعن نفسي أميل للمعنى الأول ( أن الأم ماتت)..وسأدلّل من النصّ فيما بعد........
      الإخوة ..أخين؛ لم يظهرا ..ولم نعرف عنهما شيئا إلا من خلال السياق العام للسرد ..ولا أدري ما أهمية وجودهما أصلا بهكذا حكاية وكنت أتمنى عدم التنويه عنهما بل الاكتفاء بطفلة وحيدة كي يكون للحكاية تأثيرا ووقعا أكبر على القارئ ( ولكن الكاتبة أرادات أن تكون أسرة نموذجية عدداً ورخاءً ومعيشة ..) وإن كان لاختيار هذه الأسرة أهمية فإننا سنراه فيما بعد ).....لأن التنويه عن وجود ولدين أخين سيجعل القارئ يذهب في تأويلات شتى لا تفيد في السرد الأساسي..
      المرأة ذات الألوان المرعبة؛.. أتى عنها فقط :( حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.وانشغلتْ عنّي بضيوفها،..)ووصف زائد عما تكرهه الطفلة فيها .. أذن هي أمرأة مبهرجة الألوان على وجهها وبملابسها ..وفي حفل كريسماس.. ,,قد تكون زوجة الأب ؟..يجوز , قد تكون الخادمة مديرة المنزل ؟..ربما.., قد تكون خليلة الأب؟..ممكن...............وقد تكون هى الأم في أقبح صورة وأقذر وجه؟. برضو ممكن....ولكن أيهما أقرب لكاتبه النص ؟ وكيف نعرف الحقيقة ؟!......
      --------------------------
      ثالثاً الخاتمة :
      هى الصاعقة بحد ذاتها لأنها لحظة الموت ..ولكن
      يهمنا هنا صياغة القفلة ..كتبت الأديبة إيمان التالي
      ((-:وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.))........
      سنجد هنا جملتين وهما
      (وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.))
      لو نزعناهما من الخاتمة لكان أجمل وأوقع كمختصر مفيد
      وعندئذ ستكون الخاتمة بدايتها من هنا
      ( استفاق الضوء على أصوات مذعورة ...الخ)....ولكن
      بمدرستي التفكيكية أفهم أنه ولا بد أن يكون لكل فقرة , جملة , مفردة معاني ولها أهمية من حيث سياق السرد "و إلا ما كتبتها القاصة أو حتى أي كاتب يكتب شيئا ما إلا وله مغزى بخياله"..دعونا نفكك ما ندّعي" أنه زيادة وحشو "..
      وندخل في مخيلة القاصة .. وهى تكتب:
      (تبعثرت حقائب السفر تنثر ما عبأته من هدايا),,..ونسأل ؛
      أي حقائب وأي سفر؟..هل هي حقائب الرحلة السرمدية إلى الحياة الثانية بعد الموت؟..( تنثر ما عبأته من هدايا اللقاء ) ..لا حظ مفردة تنثر..ما عبأته..هدايا اللقاء ؟..ماذا فهمت عزيزي القارئ من تفكيكي للجملة السابقة ؟!...
      ألا يصل إلى بالك الآن أن الكاتبة تقصد التالي :
      الأم الحقيقية"أم الطفلة " حضرت بحقائب سفر لتعوض أبنتها بهدايا الكريسماس وهدايا للقاء الأم بابنتها؟؟؟؟؟
      وأن سيف الموت هو من أبعدها عن أبنتها الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟.....وهذا
      ما كان .............
      ---------------
      أذن,,
      دخلت الطفلة لبيتها بعد رحلة نادتها فيها الأم ..وانتظرتها الأم ..بحقائب السفر والهدايا لتعوضها في الدنيا القاسية ..ثم أخذتها الى السماء.....,,......واستفاق الضوء على أصوات مذعورة ..تتبادل الإتهات المجنونة..وأصوات تتباكي ( تتباكى مفردة موحية للمعنى ..أنه بكاء تمثيلي) على جسد الطفلة ( ..جسد مفردة لازمة ومعبّرة) ..لأنه بكاء تمثيلي( فكان ولا بد أن يكون على جسد فان..وليس على الطفلة روحا وجسداً)....وما عاد يعني هذا الجسد ما تسمع من بكاء وولولات فارغة ...وهى تنظر للسماء بعينين بريئتين................................
      .................أنتهت القصة..
      وأكتفي.. بما كتبت هنا..................
      .........................
      رابعاً * فلسفة القصة..الهدف والغاية..
      القص ليس فقط حكي أو سرد مشوق بشخوص في أمكنة وأزمنة ..بل لا بد من غاية نبيلة يخرج بها القارئ مما قرأ وإلا لكانت الحكاية مضيعة للوقت أو تفاخر بكتابة صور أدبية جميلة مُفككة غير مترابطة في سياق عام..أو يكون القص حزورة نجلس حولها نحزّر ونفزّر ونتبارى أيّنا حل اللغز........
      الأديبة إيمان أرادت أن توصل لنا مجموعات مختلفة من الرسائل ( وهذا ما حدى بها أن تسرد لنا الكثير والكثير مما تفتقد الطفلة بحياتها ومن جفاء الأهل ومن يحيطون بها) "وكأنها تبارت مع نفسها ألا تترك لنا شيئا لم نمتنى أن نقرأه !!.............
      وأهم رسالة أنها وضعتنا أمام الحقيقة ..أمام الموت ..
      أمام لحظة الخلاص( فكرة الكريسماس راااائعة هنا..تؤكد معنى الخلاص )..
      فالخلاص بالمسيحية هو تخليص الإنسان من الذنوب والآثام بنزول المسيح عليه السلام ليفدي بنفسه المؤمنين به ...وليلة الخلاص هذة أو يوم مولد المُخلّص كان هناك طفلة تموت من شدة البرد بعدما طردوها ولم يسأل فيها أحدا ...
      فأي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟!....و
      من هنا أتت أيضا ضرورة اختفاء الطفلة وصعودها للسماء وتأخذها الأم بعدما هبطت لتُخلصها من هذا العالم الباغي الشرير الظالم .....
      ....وأيضا أكتفي بما كتبت هنا............................................... ..
      --------------------------
      وإلى وعد بلقاء آخر إن شاء الله ....
      كنت أتمنى أن أطيل ..بردود عن أسئلة ومناقشات دارت بالغرفة الصوتية كثير منها لا يتفق مع رؤيتي بمدرستي التفكيكية!..( هناك فرق بين قراءة حسب المزاج ..وبين وقراءة تفكيكية من واقع النص المكتوب ).
      وكنت أتمنى أن أطرح وجهة نظري في العمل ككل خاصة
      ما أبدعت فيها الأديبة إيمان لأجزل لها الشكر .......
      بس خلاص
      شكرا سيداتي سادتي . ..
      زميلي الراقي: محمد سليم
      يا إلهي..؟؟؟
      كيف لم ألفت إلى أنك قد أفردت صفحة مستقلّة لنصّي / أمنية من ورق/ ؟؟
      كنت أظنّ لقصرٍ في نظري، بأنّ ما كتبته في الدراسة النقدية لا بنتي المبدعة، الأديبة المبدعة دينا نبيل هو ماوصلني من مداخلتك في متصفّحها..
      آااااااسفة والله ..
      وأستحقّ زورقاً يقذفني في اليمّ لأني لم أرَ جيّداً..
      ولكن لن أفعلها، لأني أعرف بأنك قد عذرتني، وسامحتني عن جهلي ،وتقصيري .
      أستاذي الكريم:
      الإشارة الذكيّة التي ألمحت إليها في البداية عن تأطير النص بفكرة مسبقة عنه قبل الدخول إليه.
      هذه المرة الأولى التي أنوّه بها عن الفكرة، ومعك حقّ، ولم أكن لأفعلها لولا تبيان السبب في اعتمادي هذا التخيّل ، والإضافات ، وربط التصوّر بالزمن الراهن.
      بسبب مقارنة مباشرة أجراها بعض الزملاء الأكارم، مع نصّ قديمٍ في أرشيف الأدب، أقسم بأنه لم يخطر على بالي ساعة كتابة النصّ، ووالله فعلت ذلك بعد هذه الملاحظة عدت للنصّ في غوغل لأقرأه من جديدٍ.
      لسنا نملك هذه الذاكرة العجائبيّة التي نستحضر بها كلّ ما كتب عبر تاريخ الأدب، لحظة سطوة القلم على أفكارنا، لفكرةٍ شاغلتنا، وأخذتنا بعيداً.
      راقني أن أعجبك العنوان أستاذ محمد، وأفرحني أكثر حديثك عن مراكب الشمس قديماً في النيل العظيم، هذه المعلومة لم أكن لأعرفها قبلك.
      أحببت أن أنقل فكرة موت الأمّ عبر استنتاجٍ لمجريات الحوار ، والخاتمة، تأتي لتأكيدها، عند ارتحال الطفلة إليها.
      أما عن شخوص النصّ : فلقد أتيت على ذكر أخويها من أبيها، لألفت انتباه القارئ، بأنّ الخالة زوجة الأب لم تكن تراعي حدود الله في تللك الطفلة، ولم تكن تعاملها كما تعامل ولديها، وخاصة عند مشهد الطفلة وهي تحاول خطف بعض الطعام بقبضتها الصغيرة لجوعٍ ألمّ بها، ولمشاهدتها لأختها التي تشبه اللعبة ، تتخاطفها الأيدي، وشرائطها المكويّة، عبر النافذة.
      أدهشني أستاذي محمد تناولك لرمز / حقائب السفر/ التي نثرت هداياهاعند لقاء الأمّ بابنتها، بتعمّقٍ يشهد لك، بأن الناقد أحياناً يتفوّق على صاحب النصّ ذاته في بعض التقاطاتٍ هي أقوى من لحظة ولادتها.
      وأيضاً مفردة/ تتباكى/ حقيقة هي ما أردت إيصاله تماماً من رصد اللحظة فوق جسدها المسجّى ، إذ لو كان في هذه الدمعة خير، لكانت أجدر لو أنها سكبت وهي على قيد الحياة.
      كنت قد فكّرت بإلغاء فكرة الكريسماس في غير مداخلة، ولكني أحببتُ وجهة نظرك، وتفرّدك بوجهة نظرٍ خاصّة بك ، تناولتها بعين ذائقتك.
      وحقيقة.. النصّ لا يولد مرّتين، إنها لحظة مخاضٍ واحدةٍ ، مهما كانت الملامح
      قد تعود إليه بوجهة نظرٍ أكاديميّة تعالجه بها ، ولكنّه لن يعترف إلا بملامحه الأولى التي تشكّل بها..
      لذلك نستنبط من الذاكرة، مشاهد أخرى نصوغها نصوصاً جديدةً ، بعينٍ استقرأتْ إنارات على الطريق
      كالتي زرعتها الآن في دراستك المستفيضة الرائعة، التي أدهشتني..
      ألف شكرٍ لك زميلنا الرائع محمد..
      وهنيئاً لك، ولنا، على هذه الملكة التي حباك الله بها..
      فلقد رسمت بخطّك المتفرّد لوناً جديداً غير مسبوقٍ
      بالنقد الواعي الهادف ، ممتزجاً بروح الدعابة التي تشعّ فرحاً وبشاشةً..
      حتى لنقول ونحن نتابع مداخلتك : ليتها لم تنتهِ..
      أمنياتي لك بعامٍ كله سعادة ، ومسرّات وخير..
      وحيّاااااااااااااكَ.












      ومش بس خلااااااااااااااااااااص .....

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
        أستاذي محمد سليم:
        أنت فعلاً هدية الملتقى لأرواحنا المتعبة..
        لك ملكة قد خصّك الله بها..
        وهي موهبةٌ لا تدرّس ، وليس باستطاعة أيّ كان الفوز بها..
        إنها الروح التي تملك الدعابة المحبّبة، بروحٍ ناقدةٍ واثقةٍ..
        فيأتي تحليل ..أو تفكيك النصّ كما تحبّ أن تطلق عليه
        بقالب جميلٍ ، لا تملّه العين للظُرف الذكيّ الذي تنطلق منه كلماتك، وملاحظاتك..
        حيث أحدنا يتقبّل كلّ ما تكتب عنه بروحٍ رياضيّة تستزيد حروفك، وتسألها بألاّ تنتهي لفرط انسيابيّتها،
        والأجمل منها أنها لا تأتي اعتباطاً ، بل في الواقع تدلّ على شخصيّة مثقّفة، لها مرجعيّات ثقافيّة مقنعة، وتدلّ أيضاً على ناقدٍ حصيفٍ ،له نظرته المستقلّة التي يستلهمها من عمق النصّ ، ومفرداته التي تولّدت بفكر الكاتب ساعة طرحها في عمله الأدبيّ، أكتب هذا عن تجربةٍ لمستها في تناولك لنصّي / أمنية من ورق/ فلقد أدهشتني رؤيتك، وإضافاتك،وغوصك فيما بين السطور، وألمسها اليوم في تفكيكك الرائع لنصّ زميلي القديرد. أشرف / اللي خلّف ما متش/..وكان لي الشرف في متابعة ماكتبه، وما أضأت في زواياه، وأنرت..
        وحقيقة أديبنا المبدع أشرف كتب سلسلة ناجحة من قضايا معاشة نلمسها في محيطنا بكل مصداقيّة، ووجدانية، وهذا النص كان واحداً منها .
        أردت أن أعبّر عن سعادتي بكما ..
        حيّاااااااكما...
        ومش بس خلااااااااااااااااااااااص ...ه


        -----------------------------
        زميلي الراقي: محمد سليم
        يا إلهي..؟؟؟
        كيف لم ألفت إلى أنك قد أفردت صفحة مستقلّة لنصّي / أمنية من ورق/ ؟؟
        كنت أظنّ لقصرٍ في نظري، بأنّ ما كتبته في الدراسة النقدية لا بنتي المبدعة، الأديبة المبدعة دينا نبيل هو ماوصلني من مداخلتك في متصفّحها..
        آااااااسفة والله ..
        وأستحقّ زورقاً يقذفني في اليمّ لأني لم أرَ جيّداً..
        ولكن لن أفعلها، لأني أعرف بأنك قد عذرتني، وسامحتني عن جهلي ،وتقصيري .
        أستاذي الكريم:
        الإشارة الذكيّة التي ألمحت إليها في البداية عن تأطير النص بفكرة مسبقة عنه قبل الدخول إليه.
        هذه المرة الأولى التي أنوّه بها عن الفكرة، ومعك حقّ، ولم أكن لأفعلها لولا تبيان السبب في اعتمادي هذا التخيّل ، والإضافات ، وربط التصوّر بالزمن الراهن.
        بسبب مقارنة مباشرة أجراها بعض الزملاء الأكارم، مع نصّ قديمٍ في أرشيف الأدب، أقسم بأنه لم يخطر على بالي ساعة كتابة النصّ، ووالله فعلت ذلك بعد هذه الملاحظة عدت للنصّ في غوغل لأقرأه من جديدٍ.
        لسنا نملك هذه الذاكرة العجائبيّة التي نستحضر بها كلّ ما كتب عبر تاريخ الأدب، لحظة سطوة القلم على أفكارنا، لفكرةٍ شاغلتنا، وأخذتنا بعيداً.
        راقني أن أعجبك العنوان أستاذ محمد، وأفرحني أكثر حديثك عن مراكب الشمس قديماً في النيل العظيم، هذه المعلومة لم أكن لأعرفها قبلك.
        أحببت أن أنقل فكرة موت الأمّ عبر استنتاجٍ لمجريات الحوار ، والخاتمة، تأتي لتأكيدها، عند ارتحال الطفلة إليها.
        أما عن شخوص النصّ : فلقد أتيت على ذكر أخويها من أبيها، لألفت انتباه القارئ، بأنّ الخالة زوجة الأب لم تكن تراعي حدود الله في تللك الطفلة، ولم تكن تعاملها كما تعامل ولديها، وخاصة عند مشهد الطفلة وهي تحاول خطف بعض الطعام بقبضتها الصغيرة لجوعٍ ألمّ بها، ولمشاهدتها لأختها التي تشبه اللعبة ، تتخاطفها الأيدي، وشرائطها المكويّة، عبر النافذة.
        أدهشني أستاذي محمد تناولك لرمز / حقائب السفر/ التي نثرت هداياهاعند لقاء الأمّ بابنتها، بتعمّقٍ يشهد لك، بأن الناقد أحياناً يتفوّق على صاحب النصّ ذاته في بعض التقاطاتٍ هي أقوى من لحظة ولادتها.
        وأيضاً مفردة/ تتباكى/ حقيقة هي ما أردت إيصاله تماماً من رصد اللحظة فوق جسدها المسجّى ، إذ لو كان في هذه الدمعة خير، لكانت أجدر لو أنها سكبت وهي على قيد الحياة.
        كنت قد فكّرت بإلغاء فكرة الكريسماس في غير مداخلة، ولكني أحببتُ وجهة نظرك، وتفرّدك بوجهة نظرٍ خاصّة بك ، تناولتها بعين ذائقتك.
        وحقيقة.. النصّ لا يولد مرّتين، إنها لحظة مخاضٍ واحدةٍ ، مهما كانت الملامح
        قد تعود إليه بوجهة نظرٍ أكاديميّة تعالجه بها ، ولكنّه لن يعترف إلا بملامحه الأولى التي تشكّل بها..
        لذلك نستنبط من الذاكرة، مشاهد أخرى نصوغها نصوصاً جديدةً ، بعينٍ استقرأتْ إنارات على الطريق
        كالتي زرعتها الآن في دراستك المستفيضة الرائعة، التي أدهشتني..
        ألف شكرٍ لك زميلنا الرائع محمد..
        وهنيئاً لك، ولنا، على هذه الملكة التي حباك الله بها..
        فلقد رسمت بخطّك المتفرّد لوناً جديداً غير مسبوقٍ
        بالنقد الواعي الهادف ، ممتزجاً بروح الدعابة التي تشعّ فرحاً وبشاشةً..
        حتى لنقول ونحن نتابع مداخلتك : ليتها لم تنتهِ..
        أمنياتي لك بعامٍ كله سعادة ، ومسرّات وخير..
        وحيّاااااااااااااكَ.

        ومش بس خلااااااااااااااااااااص .....
        نعم سيدتي إيمان الدرع...
        الأديبة الرااائعة ..
        * شكرا لتعليقك هنا ..وأعترف أني
        كنت أطلبه وأتمناه على ذات المتصفح المستقل هذا ..لولا خجلي إذ طلبته منكِ ..
        فكاتب أي قراءة بنصّ ما يتمنى أيضا أن يرى ردة فعل مؤلف النصّ ..كلاهما مرآة الأخر
        * وبخصوص كشف فكرة / الدافع لكتابة القص ...قد تكون واجبة كنوع من الصدق ونوع من التحدي في آن ..ولكني أظن أنه قد يكون غير ذى بال مع بعض القراء ..وبعض قراء قد تشغلهم الفكرة ومن ثم يتتبعون القص لمعرفة كيف صاغ وكيف عبّر القاص عن فكرته (ك تناول لخبر عابر ومؤثر بجريدة ) في قص أدبي مشوّق ....
        والكل يشهد أنك ِ أبدعت في ما كتبتِ ......
        *وبخصوص الأخوين ...ما زلت عند موقفي ..
        لأنه من المنطقي أن تكون الطفلة هى أصغرهم سنا وبالتالي تكون أم الطفلة هى زوجة ثانية بعد أم الطفلين ..والطفلة عادت للأب بعد موت أمها... والأب أخذ الطفلة لتعيش معه ...الخ من إشكاليات وتخمينات من القارئ ......
        * أستاذتنا إيمان ...تشرفت واللهِ ( بكسر الهاء ..ديري بالك بالكسرة)
        بمرورك وتعليقكم الكريم ...كما ويشرفني أنى كتبت قراءة بسيطة نالت قبولك ...
        أشكرك أشكرك أستاذتنا الراااائعة
        وكل عام وأنت بخير وصحة وسعادة ..ودمت لنا نعتز بك ونفتخر دوما ....
        و مُشْ بسْ خلاااص ...... يعنى مع لقاء آخر بقص آخر نستمتع بالقراءة

        ونتعلم منك فن القصّ..
        تحياتي
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #5
          الاستاذ محمد سليم

          أدعوك لقراءة حديقة (أمنية من ورق) مهداة إلى التفكيكي الساخر أ محمد سليم وإلى حديقة أخرى

          تعليق

          • محمد سليم
            سـ(كاتب)ـاخر
            • 19-05-2007
            • 2775

            #6
            شكرا جزيلا أخي الفاضل /أبو الفهد..
            وهدية مقبولة أخي الكريم أعتز بها وأفتخر..
            وبما أنك أحلتني إلى رابطك هذا من خلال وضعك لرابط (فقط) بملتقاي ..
            فأتيتك على عجل لأستلم هديتي ...ولأستمتع بتلك القراءة النقدية الحديثة ......
            أشكرك أ أبو الفهد شكرا جزيلا ...
            ممنون ممنون أخي ....
            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

            تعليق

            يعمل...
            X