قَارئُ الـرّوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالكريم الياسري
    شاعر من العراق
    • 20-05-2010
    • 387

    قَارئُ الـرّوح

    قَارئُ الـرّوح / شعر عبد الكريم رجب الياسري


    يا قَارِئَ الرّوحِ رَتّلْ سورَةَ الْفَلَقِ،
    وَالـنّاسِ،
    وَاسْجُدْ،
    تَـجِدْني شَاهِـراً قَلَقي

    بِـجُرحِ أَسْئِلَةِ الْمَحْزونِ مِنْ صِغَـرِ
    لِكَي يُغَادِرَ صَبَّ الْهَمِّ بِالْوَرقِ

    وَاكْتُبْ عَلى الرَّمْلِ مَاءً
    تَـخْتَصِرْ زَمَناً
    يُــقيمُ مَـمْلَكَـةَ الدُّنْيَا عَلَـى طُرُقي

    فَتَسْتَظلُّ بِعيدِ الشَّوقِ
    أَوْرِدَتـي الْعَطْشَى
    إِلَى الْكَوْثَرِ الْمَعْقودِ بِالأُفُقِ

    وَارْسُمْ عَلَى شَفَتي وَرْداً وَأُغْنِـيَـةً
    أَهْـزمْ عِنَـادَ اللَّيَالي دونَمَا أَرَقِ

    أَنَا بِلَادُ الْأَغَاني فَهْيَ أَمْتِعَتـي
    لِلِمُسْتَحيل،
    فَلَحْنُ الْأَرْضِ في عُنُقي

    أَعودُ،
    وَالْـهُدْهُـدُ الْـجَــوَّابُ يَــحْمِلُ لي
    أَنْـبَاءَ عَـرْشٍ وَلكِنْ تَاجَهُ عَرَقي

    كَنْزُ الــتُّـرَابِ إِذَا مَا اخْضَرَّ أَوَلُّهُ
    يَصْفَرُّ آخِرُهُ فـي أَوَّلِ الغَسَـقِ

    أُمَّاهُ دَعَـَوتُكِ الْـخَرْسَاءُ أَجْنِحَتي
    وَسَجْدَةُ اللَّيْلِ مَنْجَاةٌ مِنَ الغَـرَقِ

    عَـيْـنَاكِ ريـفٌ،
    صَبـَاحُ الْـيُسْرِ يوقِظُني
    كَيْمَا أُصَلّي بِـهِ فَوْقَ الثَّرى الْـعَبِقِ

    قَدْ ذُقْتُ مَا ذُقْتُ يَا أُمَّاهُ
    مُرْتَوياً
    لكنَّني كَنَدى كَفَّيـْكِ لَـمْ أَذُقِ
    ........................
    من ديواني " مارددته الأزقة"
    ..........................






    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالكريم الياسري; الساعة 02-01-2012, 14:03.
    صفحتي في مركز النور
    http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
    ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
    http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
    صفحتي في دروب
    http://www.doroob.com/?author=1386
    الأيميل k_yasiry@hotmail.com
  • جميل داري
    شاعر
    • 05-07-2009
    • 384

    #2
    طوبى لشعر يبث النور في المؤق ** يفيض مثل صباح عابق ونقي

    قصيدة باذخة ترتشف مع قهوة الصباح
    بلسم للروح
    دمت بشعر وبهاء

    تعليق

    • محمدمحمدمسعودالزليتنى
      صعيد مصر
      • 30-12-2007
      • 1016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم الياسري مشاهدة المشاركة
      قَارئُ الـرّوح / شعر عبد الكريم رجب الياسري


      يا قَارِئَ الرّوحِ رَتّلْ سورَةَ الْفَلَقِ،
      وَالـنّاسِ،
      وَاسْجُدْ،
      تَـجِدْني شَاهِـراً قَلَقي

      بِـجُرحِ أَسْئِلَةِ الْمَحْزونِ مِنْ صِغَـرِ
      لِكَي يُغَادِرَ صَبَّ الْهَمِّ بِالْوَرقِ

      وَاكْتُبْ عَلى الرَّمْلِ مَاءً
      تَـخْتَصِرْ زَمَناً
      يُــقيمُ مَـمْلَكَـةَ الدُّنْيَا عَلَـى طُرُقي

      فَتَسْتَظلُّ بِعيدِ الشَّوقِ
      أَوْرِدَتـي الْعَطْشَى
      إِلَى الْكَوْثَرِ الْمَعْقودِ بِالأُفُقِ

      وَارْسُمْ عَلَى شَفَتي وَرْداً وَأُغْنِـيَـةً
      أَهْـزمْ عِنَـادَ اللَّيَالي دونَمَا أَرَقِ

      أَنَا بِلَادُ الْأَغَاني فَهْيَ أَمْتِعَتـي
      لِلِمُسْتَحيل،
      فَلَحْنُ الْأَرْضِ في عُنُقي

      أَعودُ،
      وَالْـهُدْهُـدُ الْـجَــوَّابُ يَــحْمِلُ لي
      أَنْـبَاءَ عَـرْشٍ وَلكِنْ تَاجَهُ عَرَقي

      كَنْزُ الــتُّـرَابِ إِذَا مَا اخْضَرَّ أَوَلُّهُ
      يَصْفَرُّ آخِرُهُ فـي أَوَّلِ الغَسَـقِ

      أُمَّاهُ دَعَـَوتُكِ الْـخَرْسَاءُ أَجْنِحَتي
      وَسَجْدَةُ اللَّيْلِ مَنْجَاةٌ مِنَ الغَـرَقِ

      عَـيْـنَاكِ ريـفٌ،
      صَبـَاحُ الْـيُسْرِ يوقِظُني
      كَيْمَا أُصَلّي بِـهِ فَوْقَ الثَّرى الْـعَبِقِ

      قَدْ ذُقْتُ مَا ذُقْتُ يَا أُمَّاهُ
      مُرْتَوياً
      لكنَّني كَنَدى كَفَّيـْكِ لَـمْ أَذُقِ
      ........................
      من ديواني " مارددته الأزقة"
      ..........................






      شاعرنا المبدع الجميل


      عبدالكريم الباسرى

      قرأنا سورة الفلق والناس وعوذناك بهما من شرحاسد إذ ا حسد ومن شرالوسواس الخناس وسنسجد لله سجدة دعاء ورجاء أن يحفظك لدولة الشعر حاملا راية الجمال والإبداع
      كل المودة والحب
      [poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="groove,7,deeppink" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
      قف دون رأيك فى الحياة مجاهدا= إن الحياة عقيدة وجهاد[/poem]

      تعليق

      • خالد شوملي
        أديب وكاتب
        • 24-07-2009
        • 3142

        #4
        أخي الشاعر عبدالكريم الياسري

        ما أجمل القصيدة وأعذب الشعر هنا!

        سعدت جدا بقراءة هذه الرائعة لما تحتويه على بهاء ونقاء.

        تثبت إعجابا وتقديرا!

        وكل عام وأنت بألف خير!

        محبتي وتقديري

        خالد شوملي
        متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
        www.khaledshomali.org

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          هنا غيوم ممطرة
          على روح الشعر
          ضياء
          كل التقدير

          تعليق

          • عبدالكريم الياسري
            شاعر من العراق
            • 20-05-2010
            • 387

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
            طوبى لشعر يبث النور في المؤق ** يفيض مثل صباح عابق ونقي

            قصيدة باذخة ترتشف مع قهوة الصباح
            بلسم للروح
            دمت بشعر وبهاء

            الأخ الشاعر جميل داري
            السلام عليكم
            شكرا جزيلا لك هذا الحضور الجميل
            والشعور النبيل
            تشرفت بحضورك
            مودتي كلها
            اخي العزيز
            صفحتي في مركز النور
            http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
            ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
            http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
            صفحتي في دروب
            http://www.doroob.com/?author=1386
            الأيميل k_yasiry@hotmail.com

            تعليق

            • حسناء الفرساني
              حظر لمدة شهر 17ابريل 2012
              • 16-10-2011
              • 79

              #7
              وهنا وجدت شعر كثير
              لشاعر أصيل
              تحيتي

              تعليق

              • عبدالكريم الياسري
                شاعر من العراق
                • 20-05-2010
                • 387

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمدمحمدمسعودالزليتنى مشاهدة المشاركة
                شاعرنا المبدع الجميل


                عبدالكريم الباسرى

                قرأنا سورة الفلق والناس وعوذناك بهما من شرحاسد إذ ا حسد ومن شرالوسواس الخناس وسنسجد لله سجدة دعاء ورجاء أن يحفظك لدولة الشعر حاملا راية الجمال والإبداع
                كل المودة والحب

                الأخ الشاعر محمدمحمدمسعودالزليتنى
                السلام عليكم
                ما اسعدني بك
                وانت تنثر الورد هنا ليكون نصي بك معطرا
                محبتي وتقديري
                أخي الجميل
                صفحتي في مركز النور
                http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                صفحتي في دروب
                http://www.doroob.com/?author=1386
                الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                تعليق

                • ركاد حسن خليل
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2008
                  • 5145

                  #9
                  شاعرنا العزيز عبد الكريم الياسري
                  ما أعذب هذه الحروف وما أنقاها
                  وددت ألا أبرح من هنا لشدة ما تعلق قلبي بهذا البديع
                  تحياتي لك
                  تقديري ومحبتي
                  ركاد أبو الحسن

                  تعليق

                  • ظميان غدير
                    مـُستقيل !!
                    • 01-12-2007
                    • 5369

                    #10
                    شعر وروح تترفع عن الحزن والقلق والارق وتتحداه
                    تحيتي لك
                    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                    صالح طه .....ظميان غدير

                    تعليق

                    • عبدالكريم الياسري
                      شاعر من العراق
                      • 20-05-2010
                      • 387

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
                      شاعرنا العزيز عبد الكريم الياسري
                      ما أعذب هذه الحروف وما أنقاها
                      وددت ألا أبرح من هنا لشدة ما تعلق قلبي بهذا البديع
                      تحياتي لك
                      تقديري ومحبتي
                      ركاد أبو الحسن

                      الأخ الأستاذ ركاد حسن خليل
                      السلام عليكم
                      شكرا جزيلا لك روعة الحضور
                      وجميل المنثور
                      محبتي وتقديري
                      أخي الجميل
                      صفحتي في مركز النور
                      http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                      ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                      http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                      صفحتي في دروب
                      http://www.doroob.com/?author=1386
                      الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                      تعليق

                      • عبدالكريم الياسري
                        شاعر من العراق
                        • 20-05-2010
                        • 387

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
                        أخي الشاعر عبدالكريم الياسري

                        ما أجمل القصيدة وأعذب الشعر هنا!

                        سعدت جدا بقراءة هذه الرائعة لما تحتويه على بهاء ونقاء.

                        تثبت إعجابا وتقديرا!

                        وكل عام وأنت بألف خير!

                        محبتي وتقديري

                        خالد شوملي
                        الأخ الأستاذ خالد شوملي
                        السلام عليكم
                        شكرا جزيلا لك
                        تشرفت بحضورك، وجمال منثورك
                        أخي العزيز شهادتك اعتز بها كثيرا،
                        فأنت علم ادبي، يعتز به، ويحترمه الوسط الادبي
                        شكرا لك مرة اخرى
                        والسلام عليكم
                        صفحتي في مركز النور
                        http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                        ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                        http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                        صفحتي في دروب
                        http://www.doroob.com/?author=1386
                        الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                        تعليق

                        • فجر عبد الله
                          ناقدة وإعلامية
                          • 02-11-2008
                          • 661

                          #13
                          " ما ردّدته الأزقة " عنوان الديوان - كما أشار الشاعر - الذي يضمّ بين أفيائه هذه القصيدة الوارفة
                          والشاعر حين يختار عنوانا لديوانه يختاره ليكون واسطة العقد .. ليكون الزمردة التي تدور في فلكه باقي الجواهر .. ليكون الحلقة الأقوى في سلسلة قصائده ..
                          وليكون أيضا الزاوية التي ينظر من خلالها للقصائد نظرة سداسية الأبعاد .. فهوالنبع الذي تتزمزم منه القافية لترسم ملامح كل قصيدة بألوان مختلفة .. لتشكل لوحة قزحية ..
                          وضمن هذا الديوان الذي يحمل هذا العنوان الرائع " ما رددته الأزقية " نجد هذه القصيدة الماتعة لتحمل بدورها عنوانا هو : " قارئ الروح " ترى ما العلاقة ما بين " قارئ الروح " و " ما رددته الأزقة " ..؟
                          شدتني القصيدة حين قرأتها الآن لذا سأحاول أن أجد العلاقة ما بين هذا وذاك

                          " قارئ الروح " قصيدة رسم الشاعر فيها مشاعره على جدار الشعر بألوان الروح .. وما أدراك ما الروح ! ..
                          وهناك في الطرف المقابل جدارا آخر يتكئ عليه يحمل اسم " قارئ الروح " يكتب الشاعر ويزخرف القافية ليقرأ ما كتبه ذاك الذي يريد أن يوصل إليه ما في عمق روحه
                          لكن من هذا " قارئ الروح " أتراه صديقا أم عدوا أم حبيبا ؟
                          لنحاول معرفة ذلك من مقدمة القصيدة

                          يا قارئ الروح رتّل سورة الفلق
                          والناس
                          واسجد
                          تجدني شاهرا قلقي

                          الشاعر يطلب من " قارئ الروح " أن يرتّل سورة الفلق وسورة الناس ويسجد .. ترى لماذا هذا الطلب الغريب ؟ !
                          لماذا يطلب الشاعر من – الآخر – أن يرتل ويسجد وهذه طقوس للعبادة يستطيع أن يقيمها هو ؟.. لكن لماذا لم يقل الشاعرمثلا " اقرأ " وقال : " رتّل " ونحن نعرف أن الترتيل معناه : القراءة بتؤدة وطمأنينة وتدبر وبمعنى آخر هو التجويد .. يطلب منه أن يجوّد سورة الفلق وكذلك سورة الناس .. لماذا هاتان السورتان بالذات ؟
                          لو تعمقنا في القصيدة نجد الشاعر استعمل كلمة الغسق عدة مرات
                          " عناد الليالي " .. " يصفرّ آخره في أول الغسق " .. وسجدة الليل " .. والليل والغسق منظومة واحدة
                          الغسق : هو أول ظلمة الليل

                          إذاً الشاعر طلب من " قارئ الروح " أن يرتّل السور الصحيحة التي تلائم الزمان والمكان ..
                          ففي سورة الفلق نجد الآية الكريمة " ومن شرّغاسق إذا وقب " وفي سورة الناس " من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس "
                          الشاعر يطلب لا من عدوه ولا من صديقه ترتيل القرآن .. العدو لا يقرأ الروح لأن الأرواح جنود مجندة .. العدو لا يتبادل مع عدوه لغة الروح .. لا جسر للتواصل بينهما – الجسر الروحي – هناك حواجز فولاذبية بين الأرواح التي تتنافر والأعداء أرواحهم متنافرة .. حتى ولو كان صديقا فالصداقة لا تعني أنه شقيق الروح ليقرأ الروح .. الشاعر يطلب الترتيل من شخص آخر .. إنه يطلبه من الحبيبة نعم هو يطلب من حبيبته وليس من أحد آخر .. يطلب منها أن تقرأ المعوذتين وهو وسط زحام من جحافل الليل التي تداهمه .. وحين يُقبل الغسق يشهر الشاعر – بطل القصيدة – في وجه هذا الجيش العرمرم سيفه لكن أيّ سيف .. إنه يشهر القلق .. لا سلاح يتقي به جحافل الليل الذي يخشاه إلا القلق .. ولهذا يطلب من حبيبته أن ترتّل القرآن ليكون بدوره درعا يقيه كما تقيه وتحميه دعوات أمه - قد أورد ذلك في آخر القصيدة -
                          " تجدني شاهرا قلقي "
                          يطلب من الحبيبة أن ترتل وتسجد لأجل أن لايداهمه الغسق ويكون سجنا بقضبان ظلامه يفترس روحه التي يقتات عليها الهمّ و الحزن .. يطلب من حبيبته أن تصلي من أجله وتدعو له بالحماية – من الوساوس والهموم والأحزان - الشاعر منذ صغره والهمّ يصبّ عليه ولا يتقيه إلا بالورق .. وهنا كناية على أن الهم يمطره ويهمي عليه بغزارة ولا يتقيه إلا بالورق .. ترى هل الورق يستطيع أن يقاوم المطر ؟ ! ربما .. لا.. بل أكيد إذا عرفنا أن الشاعر هنا يتقي انصباب الهمّ والأحزان التي تنصبّ عليه منذ الصغر .. بالورق .. ورق مقاوم لمياه الأحزان .. إنه الشعر ورق الشاعر هو الشعر والقافية التي يكتبها لتكون مضادا تحميه ويتقي بها مطر الأحزان والهمّ

                          واكتب على الرمل ماءً
                          تختصر زمنا
                          يقيم مملكة الدنيا على طرقي

                          ثم ينتقل الشاعر ليطلب من قارئ الروح – حبيبته - أن يكتب على الرمل ماءً .. يكتب على الرمل ماءً؟! .. هل يُكتب الماء على الرمل ؟ !
                          الشاعر لم يقل " اكتب على الرمل بالماء " حرف الباء لا وجود له هنا .. بل قال : " اكتب على الرمل ماءً "
                          الماء هو كلمات وحروف
                          الشاعر يطلب من حبيبته أن تكون موجة وهو البحر
                          أن تكون موجة تكتب الماء على الرمل تسكب كلماته على الرمال .. أن تكون موجة تهمس للرمل وتكتب ما في أعماق البحر - أعماق الشاعر - عليه فالموجة لأنها قرأت - الحبيبة - وتعرف ما في عمقه كما تعرف الأمواج ما في عمق البحر .. يطلب من حبيبته أن تكون موجة تحمل ما في عمقه من الأحزان لتسكبها على الرمل فيتشربها وتريحه ..

                          وينتقل إلى طلب آخر إذ يطلب منهاأن تختصر الزمن لتقيم مملكة الدنيا على طرقه .. مملكة الدنيا ..
                          أهي بلقيس أيها الشاعر ذو القافية الوارفة ؟
                          لو ربطنا بعض الكلمات نجد الشاعر فعلا في صوره الشعرية يشبه ويجعل حبيبته كما بلقيس ..
                          البحر ، الليل ، الهدهد ، المملكة
                          الملكة التي تستطيع أن تلج لجة البحر وتكون تحت أمره وتعينه على استقامة مملكته - حياته - فهي القادرة على هذا وهي التي تعرف كيف تفعل هذا دون غيرها .. مملكة حياته في حاجة لمكة هي " قارئ الروح "

                          ومن الحبيبة والهمّ والأحزان وترانيم الموج على الرمل حاملا ما في عمق البحر- عمق الشاعر - من الشجن وما في طريقه من إقامة مملكة الدنيا إلى لحن الأرض الذي في عنقه ينتقل بنا الشاعر إلى الأمومة .. إلى أمه .. إلى دعوة أمه الخرساء ..
                          دعوة خرساء لا صوت لها .. لأنها انطلقت من قلب الأمّ في صمت وهدوء .. تشبيه رائع من الشاعر أن يجعل الدعوة خرساء ليقول لنا أن دعوة أمه كانت في صمت تام لا يعرف بها إلا الله تعالى .. الأم تدعو له في غرفة قلبها في حشاشة روحها .. لتنطلق الدعوة إلى السماء مباشرة دون أن تثير ضجيج الكلام ودون أن تترك لها صدى بين الجدران .. تنطلق الدعوة في هدوء الروح كما تكون السجدة في جوف الليل هادئة لا يعلم بهما إلا الله عز وجل .. دعوة أمه وسجدة في جوف الليل هما مجدافين لزورق أيامه لتسير في طمأنينة وسكينة دون أن تعكّر صفوها رياح الغسق رغم ما يحمله الغسق - الليل - من أحزان منذ الصغر يمطره بوبيل أشجانه وهمّه وما فيه من وساوس تسدل ظلمتها على نفسه . لكن ترتيل الحبيبة ودعوة الأم وسجدة .. نور يقتل جحافل الليل ..

                          ويضيف الشاعر في آخر القصيدة أن أمه كما صبح يشرق على الريف بكل خضرته ونسائمه ووروده .. بكل ما يعنيه الريف من هدوء وسكون وجمال فتان ..
                          " قارئ الروح " قارئ لأزقة روحه التي تنعرج ذات الشمال وذات اليمين ما بين الهمّ والأحزان وما بين الطمأنينة والسكينة والهدوء ..

                          لنجد أن علاقة " قارئ الروح " مع عنوان الديوان " ما رددته الأزقة " علاقة واسطة العقد بقفل العقد .. لا يكون أحدهما إلا بالآخر .. أزقة روحه وأزقة حياته وأيامه .. لا يقرأها ويجيد قراءتها إلا " قارئ الروح " - الحبيبة - إنهما .. الشاعر وقارئ الروح مثل البحر وأموجه ..أمواجه التي تعرف تفاصيل أزقة العمق وما فيها وما تخفي وما تشتاق وما يفرحها وما يحزنها ..
                          ليجعل الشاعر الحبيبة والأم درع يحميه كلّ منهما له دور معين في حمايته
                          في ديوان " ما رددته الأزقة " ترديد لما في أزقة روحه وحياته لتكون قصيدة " قارئ الروح " توأم الديوان

                          الشاعر المبدع أخي الفاضل عبد الكريم تقبل مروري على وارفتك
                          دمت مبدعا
                          قصيدة رائعة
                          تقديري

                          تعليق

                          • عبدالكريم الياسري
                            شاعر من العراق
                            • 20-05-2010
                            • 387

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                            هنا غيوم ممطرة
                            على روح الشعر
                            ضياء
                            كل التقدير

                            الأخت العزيزة وفاء عرب
                            السلام عليكم
                            شكرا جزيلا لك هذا الحضور الجميل
                            والشعور النبيل
                            شكرا مرة اخرى
                            وتقبلي مني كل مودة وتقدير
                            صفحتي في مركز النور
                            http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                            ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                            http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                            صفحتي في دروب
                            http://www.doroob.com/?author=1386
                            الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                            تعليق

                            • محمد الصاوى السيد حسين
                              أديب وكاتب
                              • 25-09-2008
                              • 2803

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فجر عبد الله مشاهدة المشاركة
                              " ما ردّدته الأزقة " عنوان الديوان - كما أشار الشاعر - الذي يضمّ بين أفيائه هذه القصيدة الوارفة
                              والشاعر حين يختار عنوانا لديوانه يختاره ليكون واسطة العقد .. ليكون الزمردة التي تدور في فلكه باقي الجواهر .. ليكون الحلقة الأقوى في سلسلة قصائده ..
                              وليكون أيضا الزاوية التي ينظر من خلالها للقصائد نظرة سداسية الأبعاد .. فهوالنبع الذي تتزمزم منه القافية لترسم ملامح كل قصيدة بألوان مختلفة .. لتشكل لوحة قزحية ..
                              وضمن هذا الديوان الذي يحمل هذا العنوان الرائع " ما رددته الأزقية " نجد هذه القصيدة الماتعة لتحمل بدورها عنوانا هو : " قارئ الروح " ترى ما العلاقة ما بين " قارئ الروح " و " ما رددته الأزقة " ..؟
                              شدتني القصيدة حين قرأتها الآن لذا سأحاول أن أجد العلاقة ما بين هذا وذاك

                              " قارئ الروح " قصيدة رسم الشاعر فيها مشاعره على جدار الشعر بألوان الروح .. وما أدراك ما الروح ! ..
                              وهناك في الطرف المقابل جدارا آخر يتكئ عليه يحمل اسم " قارئ الروح " يكتب الشاعر ويزخرف القافية ليقرأ ما كتبه ذاك الذي يريد أن يوصل إليه ما في عمق روحه
                              لكن من هذا " قارئ الروح " أتراه صديقا أم عدوا أم حبيبا ؟
                              لنحاول معرفة ذلك من مقدمة القصيدة

                              يا قارئ الروح رتّل سورة الفلق
                              والناس
                              واسجد
                              تجدني شاهرا قلقي

                              الشاعر يطلب من " قارئ الروح " أن يرتّل سورة الفلق وسورة الناس ويسجد .. ترى لماذا هذا الطلب الغريب ؟ !
                              لماذا يطلب الشاعر من – الآخر – أن يرتل ويسجد وهذه طقوس للعبادة يستطيع أن يقيمها هو ؟.. لكن لماذا لم يقل الشاعرمثلا " اقرأ " وقال : " رتّل " ونحن نعرف أن الترتيل معناه : القراءة بتؤدة وطمأنينة وتدبر وبمعنى آخر هو التجويد .. يطلب منه أن يجوّد سورة الفلق وكذلك سورة الناس .. لماذا هاتان السورتان بالذات ؟
                              لو تعمقنا في القصيدة نجد الشاعر استعمل كلمة الغسق عدة مرات
                              " عناد الليالي " .. " يصفرّ آخره في أول الغسق " .. وسجدة الليل " .. والليل والغسق منظومة واحدة
                              الغسق : هو أول ظلمة الليل

                              إذاً الشاعر طلب من " قارئ الروح " أن يرتّل السور الصحيحة التي تلائم الزمان والمكان ..
                              ففي سورة الفلق نجد الآية الكريمة " ومن شرّغاسق إذا وقب " وفي سورة الناس " من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس "
                              الشاعر يطلب لا من عدوه ولا من صديقه ترتيل القرآن .. العدو لا يقرأ الروح لأن الأرواح جنود مجندة .. العدو لا يتبادل مع عدوه لغة الروح .. لا جسر للتواصل بينهما – الجسر الروحي – هناك حواجز فولاذبية بين الأرواح التي تتنافر والأعداء أرواحهم متنافرة .. حتى ولو كان صديقا فالصداقة لا تعني أنه شقيق الروح ليقرأ الروح .. الشاعر يطلب الترتيل من شخص آخر .. إنه يطلبه من الحبيبة نعم هو يطلب من حبيبته وليس من أحد آخر .. يطلب منها أن تقرأ المعوذتين وهو وسط زحام من جحافل الليل التي تداهمه .. وحين يُقبل الغسق يشهر الشاعر – بطل القصيدة – في وجه هذا الجيش العرمرم سيفه لكن أيّ سيف .. إنه يشهر القلق .. لا سلاح يتقي به جحافل الليل الذي يخشاه إلا القلق .. ولهذا يطلب من حبيبته أن ترتّل القرآن ليكون بدوره درعا يقيه كما تقيه وتحميه دعوات أمه - قد أورد ذلك في آخر القصيدة -
                              " تجدني شاهرا قلقي "
                              يطلب من الحبيبة أن ترتل وتسجد لأجل أن لايداهمه الغسق ويكون سجنا بقضبان ظلامه يفترس روحه التي يقتات عليها الهمّ و الحزن .. يطلب من حبيبته أن تصلي من أجله وتدعو له بالحماية – من الوساوس والهموم والأحزان - الشاعر منذ صغره والهمّ يصبّ عليه ولا يتقيه إلا بالورق .. وهنا كناية على أن الهم يمطره ويهمي عليه بغزارة ولا يتقيه إلا بالورق .. ترى هل الورق يستطيع أن يقاوم المطر ؟ ! ربما .. لا.. بل أكيد إذا عرفنا أن الشاعر هنا يتقي انصباب الهمّ والأحزان التي تنصبّ عليه منذ الصغر .. بالورق .. ورق مقاوم لمياه الأحزان .. إنه الشعر ورق الشاعر هو الشعر والقافية التي يكتبها لتكون مضادا تحميه ويتقي بها مطر الأحزان والهمّ

                              واكتب على الرمل ماءً
                              تختصر زمنا
                              يقيم مملكة الدنيا على طرقي

                              ثم ينتقل الشاعر ليطلب من قارئ الروح – حبيبته - أن يكتب على الرمل ماءً .. يكتب على الرمل ماءً؟! .. هل يُكتب الماء على الرمل ؟ !
                              الشاعر لم يقل " اكتب على الرمل بالماء " حرف الباء لا وجود له هنا .. بل قال : " اكتب على الرمل ماءً "
                              الماء هو كلمات وحروف
                              الشاعر يطلب من حبيبته أن تكون موجة وهو البحر
                              أن تكون موجة تكتب الماء على الرمل تسكب كلماته على الرمال .. أن تكون موجة تهمس للرمل وتكتب ما في أعماق البحر - أعماق الشاعر - عليه فالموجة لأنها قرأت - الحبيبة - وتعرف ما في عمقه كما تعرف الأمواج ما في عمق البحر .. يطلب من حبيبته أن تكون موجة تحمل ما في عمقه من الأحزان لتسكبها على الرمل فيتشربها وتريحه ..

                              وينتقل إلى طلب آخر إذ يطلب منهاأن تختصر الزمن لتقيم مملكة الدنيا على طرقه .. مملكة الدنيا ..
                              أهي بلقيس أيها الشاعر ذو القافية الوارفة ؟
                              لو ربطنا بعض الكلمات نجد الشاعر فعلا في صوره الشعرية يشبه ويجعل حبيبته كما بلقيس ..
                              البحر ، الليل ، الهدهد ، المملكة
                              الملكة التي تستطيع أن تلج لجة البحر وتكون تحت أمره وتعينه على استقامة مملكته - حياته - فهي القادرة على هذا وهي التي تعرف كيف تفعل هذا دون غيرها .. مملكة حياته في حاجة لمكة هي " قارئ الروح "

                              ومن الحبيبة والهمّ والأحزان وترانيم الموج على الرمل حاملا ما في عمق البحر- عمق الشاعر - من الشجن وما في طريقه من إقامة مملكة الدنيا إلى لحن الأرض الذي في عنقه ينتقل بنا الشاعر إلى الأمومة .. إلى أمه .. إلى دعوة أمه الخرساء ..
                              دعوة خرساء لا صوت لها .. لأنها انطلقت من قلب الأمّ في صمت وهدوء .. تشبيه رائع من الشاعر أن يجعل الدعوة خرساء ليقول لنا أن دعوة أمه كانت في صمت تام لا يعرف بها إلا الله تعالى .. الأم تدعو له في غرفة قلبها في حشاشة روحها .. لتنطلق الدعوة إلى السماء مباشرة دون أن تثير ضجيج الكلام ودون أن تترك لها صدى بين الجدران .. تنطلق الدعوة في هدوء الروح كما تكون السجدة في جوف الليل هادئة لا يعلم بهما إلا الله عز وجل .. دعوة أمه وسجدة في جوف الليل هما مجدافين لزورق أيامه لتسير في طمأنينة وسكينة دون أن تعكّر صفوها رياح الغسق رغم ما يحمله الغسق - الليل - من أحزان منذ الصغر يمطره بوبيل أشجانه وهمّه وما فيه من وساوس تسدل ظلمتها على نفسه . لكن ترتيل الحبيبة ودعوة الأم وسجدة .. نور يقتل جحافل الليل ..

                              ويضيف الشاعر في آخر القصيدة أن أمه كما صبح يشرق على الريف بكل خضرته ونسائمه ووروده .. بكل ما يعنيه الريف من هدوء وسكون وجمال فتان ..
                              " قارئ الروح " قارئ لأزقة روحه التي تنعرج ذات الشمال وذات اليمين ما بين الهمّ والأحزان وما بين الطمأنينة والسكينة والهدوء ..

                              لنجد أن علاقة " قارئ الروح " مع عنوان الديوان " ما رددته الأزقة " علاقة واسطة العقد بقفل العقد .. لا يكون أحدهما إلا بالآخر .. أزقة روحه وأزقة حياته وأيامه .. لا يقرأها ويجيد قراءتها إلا " قارئ الروح " - الحبيبة - إنهما .. الشاعر وقارئ الروح مثل البحر وأموجه ..أمواجه التي تعرف تفاصيل أزقة العمق وما فيها وما تخفي وما تشتاق وما يفرحها وما يحزنها ..
                              ليجعل الشاعر الحبيبة والأم درع يحميه كلّ منهما له دور معين في حمايته
                              في ديوان " ما رددته الأزقة " ترديد لما في أزقة روحه وحياته لتكون قصيدة " قارئ الروح " توأم الديوان

                              الشاعر المبدع أخي الفاضل عبد الكريم تقبل مروري على وارفتك
                              دمت مبدعا
                              قصيدة رائعة
                              تقديري
                              تحياتى البيضاء

                              كم هى ثرية هذى القراءة الواعية الذواقة وكم أسعدتنى ، وهذا ربما ما يدفعنى للرغبة أستاذة فجر فى الاستزادة من هذى الذائقة الثرية فأجدنى أسألك عن ملاحظتين يدوران فى بالى

                              - أولهما ما قراءتك لتذكير الحبيبة فى التجربة الجميلة التى بين أيدينا حيث نتلقى " قارىء الروح " كعلاقة نداء للمذكر ، لماذا فى ذائقتك لم يكن السياق مؤنثا خاصة فى خطاب الحبيبة خاصة وأننا نتلقى سياقا لمخاطبة الأم فى النص سياقا مؤنثا دالا بجلاء على الأم فلماذا كان التذكير فى المفتتح للحبيبة

                              - كما أود أن أرى وجهة نظرك الفنية فى سياق

                              يا قارئ الروح رتّل سورة الفلق
                              والناس
                              واسجد
                              تجدني شاهرا قلقي

                              حيث نتلقى علاقة الفعل " تجدنى " مجزومة " بينما الجزم هنا دال على أن الشرط الطلبى جوابه محبب ، وهو سياق " تجدنى شاهرا قلقى " أترين فى ذائقتك أن البطل يستعذب سيفه الذى صاغه من قلق أم ماذا ؟

                              تعليق

                              يعمل...
                              X