هذه أبيات أنشأتها في رثاء فقيد الأمة الإسلامية الفقيه الأديب سيدي عبد الله التتكي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . وهي بعنوان :
دمعة على أديب سوس
مالي أرى القلب الكئيب توجعا *** واستنزل العبرات حولا أجمعا
قد حل رزء بالجنوب فمذ مضى *** عبد الإله لقى القريض المصرعا
فسكبت دمعا لا على طلل ولا *** رسم غدا مستنفرا ومضيعا
بل عالم أعيت مذاهبه الورى *** فبدا أديبا مستنيرا مبدعا
هذي هي الدنيا تقول لطالبيــ *** ـها : احذر فثغري غادر يا من سعى
فهمومها لا تنقضي وسرورها *** يأتي كمثل العيد يمضي مسرعا
رزئ الجنوب بشاعر متألق *** شاد القريض مزينا و مرصعا
فقد الأحبة خلهم عبد الإلــ *** ـه الشاعر القطب الأديب المصقعا
حلف الزمان ليأتين بشاعر *** مثل الفقيد العاطفي وأروعا
إن كان حقا يا زمان كلامكم *** فلتخبرن عن الأديب المدعى
ساد الجنوب بنهضة علمية *** و أئمة كانوا شموسا لمعا
يا باحثا في الشعر أقبل واستفد *** حكما تزين المنتهى والمطلعا
عرج على سوس العتيدة واقرأن *** ديوان آمال وآمال معا
فالشعر ليس يناله متكلف *** ذو همة قعساء لم تستجمعا
لا يستخف به سوى من أحرقت *** نيران حقد قلبه فتقطعا
صرح القريض تهدمت أسواره *** برحيل من كان الهزبر الأشجعا
شهدت قصائده بموهبة بدت *** بلسانه ويراعه لم يفزعا
فأعاد مجد الجشتميين الألى *** شادوا القريض منمقا ومصرعا
قد أحزن الإخوان طول فراقه *** فبدا الفؤاد مقطعا متوجعا
فالله يرحمه ويرزق أهله *** صبرا جميلا واصطبارا أنفعا
يا شاعر القطر الجنوبي رحمة *** تغشاك من رب الأنام مشفعا
سر نحو جنات الخلود ستتقي *** إن شاء رب العالمين المفزعا
ولتهنأن بجنة ونعيمها *** ورضى المهيمن والورى وتمتعا