تويت
محج لعالم الفنان آرام خالد الرز
تكعيبية يكتبها بوكرش محمد
لو لم يكن آرام خالد بكل المواصفات إنسانا، ما كان أن يكون فنانا.. هذا اللقب البريء من كل.. الذي أصبح مميعا ينعت به من هب ودب وخاصة في عالمنا العربي... احمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، آيات منزلة تنزيلا، منها ما هو بالقول تصدرته آية القراءة (اقرأ) منها ما هو بالتجسيد وكانت به الطبيعة التي تحيط وما فيها بالمأمور، هذا الذي لا يجد لنفسه فيها راحة ولا استقرارا على شاطئ إلا بالصدق، بالعمل والاجتهاد.
آرام خالد الرز آية من بين الآيات الراسخة والمتجذرة في الكيان الإنساني.. قارئ جيد في صلواته التي لا يتسع لها سجاد تقليدي، سجدات لا تعد ولا تحصى هي الأخرى إلا بما جسده وقبض عليه وبالأحرى القبض على ظلاله، ظلال كانت بها اللحوحة وفلت منه ما أسس ويؤسس المتلاحق..
فنان عامل، دأوب مثله مثل نحلة نملة، نملة نحلة ، طاووس في كبريائه وجماله تناثر ريشه أقواسا قزحية تلألأ بها كل عمل.. ضياء ونور بأشعة ظلالها نسجت جميل ما عودنا على رؤيته وتنسج ما لا نتوقع وننتظر ولن نخيب معه أبدا..
متمكن من أدواته، من ذاته، متمكن من جمهوره ومنا نحن .. وبالأحرى متمكن من آفاق الفنانين وما اتسع لهم من الصفحات التاريخية البراقة.
أقول أني من المحظوظين يوم عرفت عمله، يوم عرفته وتحدثت إليه ، يوم عرفت أني لست وحيدا ، ألوانه وخربشاته تؤرجحني ذهابا وإيابا وكأني ذاك الطفل الذي ما زال ينعم بين ذراعي أم تجتهد لتغذيته حليب الصواب ،اليقظة والصحوة..
بالخربشات واللون مفكر، فيلسوف وحكيم في شعره التخطيطي البنيوي، لا تضاهي أعماله إلا العراقيات والقليل القليل من هنا وهناك بعالمنا العربي والغربي.
قفار... القصور والمتاحف التي لن تتبنى وتتسع لأمثال أعمال الفنان الجميل آرام خالد الرز، تراب ورماد العملة التي لا تثمن وتقيم الأدمغة العربية.
معدوم من لا رصيد فني ولا ذاكرة فنية له... أشكر الله أن الفنان آرام خالد الرز يمر بيننا يقاسمنا آلامنا وأفراحنا وهو على ذلك باجتهاده وعمله شاهد.
الفنان آرام خالد أكبر من أن يكون...
بوكرش محمد الجزائر 2/1/2012
تعليق