تويت
البطاله تكسب/قصه قصيره حاول عرفه مرارا وتكرارا ان يجد عملا الا انه فشل تماما وبمعنى اوضح انه لا يرغب فى ان يكون منتجا له قيمه فقد اعتاد على عدم العمل طيله عشره اعوام منذ ان حصل على شهاده الليسانس وهو لا يعمل وقد نصحه رفاقه بانه لابد ان يعمل فالعمل ضرورى للانسان حتى وان كان ميسورا مثله الا انه رفض تماما دون مبرر يذكر
لقد الف الراحه والنوم ولعب الطاوله بصحبه الاصدقاء على مقهى ابو الروس بوسط البلد
المعتاد منه انه لا يملك روح المغامره ولكنه يسال نفسه بالحاح دوما نفس السؤال الممل
لماذا اعمل وقد ترك لى والدى عمارتان نعم احصل على ايجارهما شهريا وهو مبلغ مغرى ورهيب فى ظل هذه الظروف العصيبه التى يمر بها الوطن انها نعمه وهبه لم تعطى لاحد مثلى
لماذا اجهد نفسى فى عمل شاق او حتى مريح
ذلك السؤال الملح دوما على عرفه ذلك الشاب ذو الثلاثون عاما
لقد حاول معه خاله ان يوفر له عملا وزوجه الا انه كان يرفض دائما فقد الف واعتاد على ان يعيش بلا هدف او حتى قيمه تذكر
البطاله تكسب
باتت حقيقه واقعه وقائمه
فى الوقت الذى يعيش فيه عرفه على فيض ارث والده نرى شبابا ياكلون من اكوام الذباله كالكلاب الضاله وبلا عمل هم شباب كانهم فى منفى
اعتاد عرفه ان يحيا هادئا دون ادنى تفكير فى اى شىء هام
انه لا يحب ان يعرف احوال البلد كما لا يسمع نشره الاخبار والتى يصفها بالرتيبه كما لا توجد لديه اى اهتمامات اخرى كما انه لا يفكر لا فى عمل او حياه زوجيه كمعظم الشباب كما لا يهتم ان كانت هناك ثوره ام لا ولا يفهم كثيرا فى امور الخاصه وامور السياسه وان جلس مع رفاقه على المقهى لا يعرف غير صوت النرد ورائحه الدخان تملا المكان وصوت صديقه (تخشينه)وهو يهلل (راحت العب غيرها)
تبدو حياه عرفه مطمح اى شاب حيث انه لا يشعر بالعناء الذى يشعر به الاخرين
فعرفه لا يهتم بزحام الاتوبيس كما لا يهتم برغيف العيش كما لا تجد عنده اى مشكله ماديه كما لا يهتم بتعديل الدستور او قضيه الغاز او اى قضايا اخرى كما تبدو حياته فى الحقيقه ماساه وعند غيره من الشباب سعاده بالغه وكنز ثمين
ان عرفه يقبض كل شهر من ايجار العمارتين عشره الاف جنيه مبلغ مدهش لا يشاركه فيه احد انه ياكل كل يوم كما يردد رفاقه(خروفا )على الغداء كما لا ازمه عنده فى الخبز او السكر او الزيت او الطماطم او الثياب فالذى يملك المال لا تقدر عليه الازمات
وحينمايخبره احد اصدقاءا المقربين بازمه عند فلان او صديق لا يفعل شىء فقد تعهد لوالده بان لا ينفق مليما على احد الا لمصلحته فقط وقد عمل بالنصيحه الابويه قبل رحيل الاب
الا ان عرفه قد اغتاظ حينما سمع بان شباب السعوديه اصبحوا مثله
فقد جاء فى نشره الاخبار التى سمعها بالصدفه ان الملك امير السعوديه قد اعطى لكل شاب بدل بطاله حتى يحصل على العمل المناسب ويبدوا ان العمل المناسب هذا لن ياتى ابدا ويظل الشاب السعودى يحصل على الاف الريالات دون ان يعمل اذن فلماذا يتعب نفسه ويبحث عن عمل
لقد تالم عرفه حينما سمع هذا الخبر لانه ورث ذلك عن والده بتعب ونهم اما الشاب السعودى يقبض ثمن بطالته دون ارث او شقاء
الا ان عرفه حينما ذهب ليخلد الى النوم وقف يحدث نفسه بحديث معتاد عن ملله من تلك البطاله الا انه كلما امعن النظر فيما تراوده من وساوس الا انه فى النهايه ينظر لصوره والده ويبتسم ويقبل يده مترحما عليه شاكرا فضله فقد ترك له ارثا لا يجعله ابد الدهر فى حاجه لاحد ما ويخلد الى النوم مرتاحا ويكرر نفس الحكايه ينام فجرا ويصحوا عصرا ليبدا يوما جديدا من العمل المتكرر
والتعب اللذيذ ويذهب الىالمقهى ليضع راسه فى الطاوله ويصفق (تخشينه)بصوته الجهورى المزعج (راحت العب غيرها) ويكرر عرفه نفس القصه ونفس الحكايه من حكايته مع البطاله التى هى بالنسبه له مكسب كبير _____________
تعليق