قامات القصب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جودت الانصاري
    أديب وكاتب
    • 05-03-2011
    • 1439

    قامات القصب

    قامات,, القصب
    لكل منا ايام عصيبة بلون الكحل ,حمد الله على انقضائها فأصبحت من الماضي وقد خطّها على واجهة الذاكرة ,, شريطاً يجترها كلما بعدت به المسافات عن واحات الفرح , لتهوّن عليه قسوة الظروف ,,, فيردد لازالت الدنيا بخير , لازالت بخير قد رأينا ما هو اشد واقسى. قياسا بتلك الايام
    وقد اختزلها آباؤنا بقولهم : ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ,,, فرجت وكنت اضنها لا تفرج
    وطبعاً على طريقتهم الخاصة في القراءة بعد ان ترجموها مواويل وحكايات ,,, فلكل مصيبة :عزاء على السنتهم يسوقونه بلسماً يخفف وقع الامر على من قرصته الحياة هذه المرة ,,, فإذا سقط احدهم عن نخلة ابتسموا في وجهه وهونوا عليه رضوضه وآلامه فقصوا عليه حادثة فلان وسقوطه الذي لم يبق به عظماً سالماً وقد لفظ انفاسه , فهانت عليه سقطته فحمد الله لأنه لم يمت مثل فلان .
    كانوا يهونون الامر على بعضهم بذكر مصائب الاخرين ,,, ومن رأى مصيبة غيره, هانت عليه مصائبه , واذا ما استحكم الخطب وعظمت المصيبة على احدهم بفقد عزيز او اعزاء ولم يجدوا ما يذكروه مما وقع لهم في سالف الايام , ذكروا مصيبة الحسين (ع )وما للصابرين من مآب .
    والا كيف نبرر استمرار الحياة وتدفق الامل في شرايينها ,, رغم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراقيون اليوم,, ومنذ حفنة من السنين العجاف,, فلو حدث ما حدث لأعظم الدول لانهارت وتعطلت سبل الحياة فيها ,, وصحيح انك ترى سرادق العزاء منتشرة هنا وهناك ,, لكنك لا تغفل مواكب الاعراس وهي تجوب شوارعنا ,تزرع الامل بغد جديد.
    أستميحك عذراً صديقي القارئ اذا اطلت عليك مقدمتي لكنك ستعذرني اذا ما علمت انني وضعت اولياتها في بيت لأحد ضحايا التفجيرات التي حدثت اخيراً ,,, حيث بترت ساق رب العائلة في تفجير اعمى .
    لم تكن ربة البيت تدري او تعي ما تقول وهي تحمل صينية الشاي بيد , وتغطي بشالها جانب من وجهها حياء باليد الاخرى , وترد بارتباك على عبارات المواسات من الزوار بحمد ربها على سلامة المعيل الوحيد للعائلة .خيمة تظلل على الاطفال في هذا الزمن الصعب.
    كنت اجلس كالعادة مع باقي العمال ننتظر الرزق في احد المساطر في مدينة بغداد ,,, قالها الرجل المغطى حتى خصره بشرشف عليه بعض البقع واثار من المعقمات من الجرح الذي اودى بساقه ,,, ونحن نتدفأ على نار اشعلها بعض العمال من بقايا النفايات وصناديق الكارتون , فقد كان الجو بارداً في الصباح الباكر , ولم نشعر بوجود عبوة قريبة وضعها احد ابناء الحرام ,,,ولم نر إلا دخانا واشلاء تتناثر هنا وهناك,, سكت هنيهة ,وظلت الاسئلة جامدة على شفتيه وعيونه ترقب الشفاه علّه يحظى بتعليل لما حدث من الجالسين ,,, او مسوغ لذلك , واي دين او فكر يدعوا لقتل وتمزيق هذه الاجساد البريئة ؟ ,,, وهي خارجة كالطيور لا شيء الا اجنحة ومناقير, ولا تملك من حطام الدنيا سوى بعض القدرة والتحدي , وحاجة ملحة لإطعام افواه لم تعرف الشبع ,, ولا ذاقت حلاوة الدفء, مذ ولدت على هذه الارض, في بيته الصغير ,,وكأنه لصغره بيت زرار .
    كان يردد بعد خروج كل زائر, حيث يضع تحت وسادة المصاب ما تيسر من المال, على عادة العراقيين كواجب ومواساة ,,, يردد الحمد والشكر,, وذكر لطف الله به حيث ابقى له ساقا ورحمة ,في قلوب الاخرين ,,, وصغارا يتلاعبون كقطط صغيرة على جانب السرير وفي عيونهم بريق لغد افضل ,,, فما اسرع نمو القصب حين يقطع ,في ذاكرة البسطاء ,,, وما اسهله النسيان بل ما ابلغها الكلمات ,( قدّر الله وما شاء فعل ) على السنتهم ,, وستلحق اللعنة من خطط ودبّر,, وشرعن من علماء الفتنه.
    فلنقلها معا اخوتي,, اللهم آمين
    التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 05-01-2012, 17:18.
    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    #2
    كلنا نتألم لمصاب العراق وما آل إليه ..لاتجزع أخي ولا تحزن ..سنرى يوماً ترفرف فيه رأيات العزة والشرف وسيعود العراق لمجده كما كان دائماً.حفظ الله العراق .
    تقبل مروري أستاذي جودت الأنصاري.
    الحمد لله كما ينبغي








    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #3
      أ / جودت الأنصاري ... ابن العراق العريق ..

      إنه عريق سيدي وسيظل كذلك إلى يوم الدين بإذن الله .. إنه موطن العراقة والحضارة العظيمة منذ القدم ، هذا الثغر والبوابة الشرقية التي تصد الكثير والكثير .. ومن يقف دوما على البوابة هو الأخ الأكبر ليحمي أشقائه

      ( قامات القصب ) ما أبلغه من عنوان ! .. ( القصب ) على نحافتها وشحوب لونها إلا أنها متينة راسخة ناظرة إلى السماء تقف طويلا في الماء فما يذوب عودها !

      كم آلمني المشهد وأنت تصفه سيدي .. تقتل الأبرياء ولا يعبأ أحد بمستقبلهم وما سيحدث لهم ، فقط لنزعة عرقية أو لفتوى سمعها من جاهل !

      طبعا عظم الفكرة يلجمني عن الحديث عن أي شيء غيرها ، ولكن بما أنه نص أدبي ، فينبغي التطرق إلى أدبيته

      النص قوي في لغته وتصويره واختيار الكلمات الجزلة مناسبة للفكرة ، ولكن لاحظت بعض الخطابية للمتلقي والمباشرة في أسلوب السرد ، وكان بالإمكان استخدام الراوي بضمير المتكلم لأنه سيكون أوقع هنا وأكثر مصداقية في نقل الأحداث

      قدرتك رائعة على الوصف سيدي .. كأن المشهد يتحرك أمامي

      ربنا يحفظكم ويفك كربكم وكربنا جميعا
      ودام العراق سامقا

      تحياتي

      تعليق

      • عمرو محمد
        أديب وكاتب
        • 27-11-2011
        • 197

        #4
        حفظ الله العراق..
        جميل جدا الاسم..معبر..بحجم الألم..
        رأى المتواضع جدا ..ان دة مقال أدبى أكتر من أنة قصة ..
        مع وجود حدث ودراما..
        لكن كما قالت الزميلة /دينا نبيل..
        الاسلوب مباشر جدا جدا..
        ولكن الالم كبير جدا جدا ..ترك الاثر ..
        وفقك الله ..
        دمت بسلام..
        حكاوى بشر ببلاش!
        https://www.facebook.com/7KAWYB4R
        وما البشر إلا حكاوى تصلح للسرد..

        تعليق

        • جودت الانصاري
          أديب وكاتب
          • 05-03-2011
          • 1439

          #5
          الاخ العزيز احمد
          ليس لدي ما اضيّفك به في نصي المتواضع هذا ,سوى بتحيه كبير بحجم المواسات
          وجودك انت والطيبين يخفف الالم ويبعث املا اوسع
          اسعدني حضورك ونتواصل
          التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 06-01-2012, 06:40.
          لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

          تعليق

          • جودت الانصاري
            أديب وكاتب
            • 05-03-2011
            • 1439

            #6
            مرحبا اخت دينا ايتها العربيه الاصيله
            عظّم الله لنا الاجر جميعا , بمصائبنا
            كان كلامك بلسما للجرح ,, ومن يقف في مثل هذه الظروف غير الغيور؟
            اما ملاحظتك القيمه ,, فصدقيتي سيدتي لم يترك لي الالم من مساحة للابداع الادبي
            فقد اقتلعتني الحادثه من الاعماق ,, حتى شعرت امام اصرار هؤلاء البسطاء وايمانهم المطلق بالله,,وكانني شجرة من البلاستك
            ليس لها جذور ,, عاجز كيف اترجم مشاعرهم وحركاتهم وهم يواجهون العاصفه بصدور عارية ويبتسمون
            اهديك قصيدة (ارض العراق) علّها تشفع لي عندك
            اشكر مواساتك والكلمات
            ونتواصل
            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جودت الانصاري مشاهدة المشاركة
              مرحبا اخت دينا ايتها العربيه الاصيله
              عظّم الله لنا الاجر جميعا , بمصائبنا
              كان كلامك بلسما للجرح ,, ومن يقف في مثل هذه الظروف غير الغيور؟
              اما ملاحظتك القيمه ,, فصدقيتي سيدتي لم يترك لي الالم من مساحة للابداع الادبي
              فقد اقتلعتني الحادثه من الاعماق ,, حتى شعرت امام اصرار هؤلاء البسطاء وايمانهم المطلق بالله,,وكانني شجرة من البلاستك
              ليس لها جذور ,, عاجز كيف اترجم مشاعرهم وحركاتهم وهم يواجهون العاصفه بصدور عارية ويبتسمون
              اهديك قصيدة (ارض العراق) علّها تشفع لي عندك
              اشكر مواساتك والكلمات
              ونتواصل
              أ / جودت الأنصاري ..

              ربنا يسلمكم ويسلمنا في أوطاننا أجمعين

              أدري كم أن المصاب كبير .. وكيف أحيانا يشل القلم فلا يستطيع الجريان ، بل ويشل التفكير أمام هول ما يرى !

              أشكرك سيدي على الإهداء .. ( أرض العراق ) .. قصيدة كبيرة مثلكم ، رائعة كعراقكم .. وهكذا دوما القلم العراقي الذي أغبطه كثيرا .. قوي جسور حتى وهو ينزف .. صراخه يدوي .. لا يحتاج لهوية تعريف به

              صدقني سيدي اقشعر جلدي وأنا أقرأها وسرت في برودة خاصة لما قرأت :"


              متى راعت الحرب اهل العراق ؟--- وهل أرعب القتل فتيانها؟
              فوا عجبا هل يضير الديوك؟ -------- صراخا لأتفه صيصانها
              بليل تولت فلول المغول ---- ------- وغادرت الجو غربانها
              وعادت عرينا يضم الجميع ------------- وهمُّ العروبة عنوانها
              فما وهنت في السنين العجاف-- ----- ولا خدش الطرق سندانها
              ولا فارقتها أكف الدعاء --------------- عسى الله يجمع ألوانها
              ستعوي بعيدا كلاب الطريق ------------ وقد ثلّم الشحذ اسنانها

              .. وصدقت سيدي الوطن وطننا والأرض أرضنا ، هم يمرون ونحن باقون !

              تحياتي لكل ذرة تراب في عراقكم

              تحياتي شاعرنا القدير

              تعليق

              • جودت الانصاري
                أديب وكاتب
                • 05-03-2011
                • 1439

                #8
                الغالي , عمرو محمد تحيه كبيره
                ايها القلب العربي الكبير
                يا سيدي,, ستعوي بعيدا كلاب الطريق ---- وقد ثلّم الشحذ اسنانها
                حمى الله وطننا الكبير من هذه الهجمه الشرسه لقوى الشر
                فهؤلاء لم يكتفوا بسلب ثرواتنا , فعادوا يسرقون البسمة من الشفاه والعنفوان بطريقة او باخرى
                اشكرك اخي ونتواصل بود
                لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                تعليق

                • د .أشرف محمد كمال
                  قاص و شاعر
                  • 03-01-2010
                  • 1452

                  #9
                  أخي جودت قلبي معك
                  فكلنا هذا الرجل ياصديقي يد الارهاب والفساد والفتنة قد طالت الجميع
                  فنسأل الله العظيم الصبر والسلوان وأن يتغمد الشهداء برحمته والمبتلين بالسكينة والإيمان
                  دمت بخير يا صديقي ودامت بلادنا حرة أبية آمنة مستقرة
                  إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                  فتفضل(ي) هنا


                  ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                  تعليق

                  • جودت الانصاري
                    أديب وكاتب
                    • 05-03-2011
                    • 1439

                    #10
                    مرحبا صديقي الغالي
                    دكتور اشرف
                    كم هي جميلة كلمات المواسات حين تصدر من صادق مثلك
                    اسعدني مرورك
                    واهديك قصيدتي بمناسبة الجلاء,بعنوان ارض العراق
                    وبود نتواصل
                    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #11
                      زميلي الغالي جودت الأنصاريّ:
                      نصّ خرج من جرحٍ ساخنٍ ..
                      فانهمر على السطور بكلّ هذا الوجع ..
                      شرياننا العربيّ يأبى إلاّ أن يبقى صامداً
                      حتى آخر قطرة من أنفاسنا..
                      ولك الله يا أمتنا الصامدة في وجه كلّ من أراد النيل منك، ومن عظمة تاريخك.
                      لكم في القلب مكانة كبرى يا أهلنا في العراق ..سلمتم لهذا الوطن الذي يكبر بكم..
                      وحيّااااااااااكم ..
                      شكراً لقلم يكتب من القلب، إلى القلب، أخي المبدع جودت.

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • جودت الانصاري
                        أديب وكاتب
                        • 05-03-2011
                        • 1439

                        #12
                        مرحبا سيدتي الغاليه ايمان
                        حمى الله بلاد المسلمين من كل سوء
                        والله اعتصرني الالم فشلّ القلم , فجاء النص مباشرا جافا
                        فقد جفّ ضرع الحروف امام المصائب المتكررة لهؤلاء البسطاء من غير جرم
                        كانت كلماتك بلسما فشكرا بحجم المواسات سيدتي
                        اهديك نصي ,, ارض العراق ,, علّه يعوّض جفاف النص
                        ونتواصل
                        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                        تعليق

                        • صالح صلاح سلمي
                          أديب وكاتب
                          • 12-03-2011
                          • 563

                          #13
                          الأستاذ..جودت الأنصاري
                          لا يسعني في هذا المقام
                          وهذه المئاسي التي تتوالى على أهل العراق المظلومين
                          الا أن أقول
                          اللهم أرحم شهداءهم وخفف عنهم هذه الهجمة
                          التي أشد من يكتوي بنيرانها.. البسطاء
                          فلعنة الله على من يقتل الناس لا لشي الا للقتل المريض
                          العراق أكبر مما يتصور كثيرين
                          شكرا لك
                          التعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 14-01-2012, 14:16.

                          تعليق

                          • جودت الانصاري
                            أديب وكاتب
                            • 05-03-2011
                            • 1439

                            #14
                            احييك اخي صالح
                            وتأكد ان الدماء ستغرق هؤلاء الوحوش البشريه
                            التي تم غسل ادمغتها بمياه المجاري
                            فتحولت الى مخلوقات لا تمت الى البشرية بصله
                            والا ماذا تسمي من يفجّر جسده القذر بين مجموعه من طلاب مدرسه ابتدائيه
                            او موكب من زائري الحسين ع
                            وعلى مقربه منه قوات عسكريه فيختار موكب النساء والاطفال فيفجره,, والله لم نعد نفهم ما يحصل
                            فلا حول ولا قوة الا بالله
                            ونتواصل
                            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                            تعليق

                            • البكري المصطفى
                              المصطفى البكري
                              • 30-10-2008
                              • 859

                              #15
                              الأستاذ جودت الأنصاري تحيتي وتقديري .
                              قرأت واستمتعت لكني تألمت.. ..أجدد لك التحية.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X