هروب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    هروب

    منذ كنت صغيرا.. وأنا أرى الدم يطاردني كشبح يؤرقني يصيرني مجنونا لا يملك لنفسه قرارا، يحطم كل رغبة لي في البقاء، يميت كل أمل عندي، يسكن في داخلي خوفا مهينا، أفزع من كل سكين أراها تقترب مني..
    أهو رهاب جديد تزامن وصيرورتي..؟

    وكأنه يعيرني بخوفي وانهزاميتي ، فأحني رأسي كاسفا من تلك اليافعات وهنّ يعبرن أمامي، يتمايلن في غنج ودلال، لاهمّ لهن غير الأكل, يأكلن حتى ينعم الغير بهن فيتلذذون بلحم تفوح منه رائحة الرغبة المقرونة بالبقاء ، فهم ينهشون تلك الأجساد الغضة بلا أدنى رحمة.
    أشم رائحة أنوثتهن تعبق بأنفي تشدّني إليهن، رغبة أكيدة أن أكون أبا لولد قد لا أراه!

    - قتلنا عادة,هكذا قالت لي أمي.

    ذبح أبي وعلقت أمي من قدميها، وقطعوها إربا.. أربا,دمر الحاملون لألوية الظلام ربوعنا ، وأمتلأت الأرض بالجرذان أكلت خضرة الأرض وأحالتها إلى يباب،غزتنا أسراب الخفافيش تخرج من كهوفها وأنا شاهد على مأساة عصر يخجل من نفسه ، لم أبكِ حينها ولم أشكُ حالي، لكن لمن أشكو وغيري مثلي لا يملك حق الاعتراض أو البكاء. كم تمنيت أن يأكلني أحد تلك الذئاب الجائعة ، فيضمّني لحد واحدا لا أن أُوزّع على عشرات اللحود لكنها أماني ليس إلا ...! ، دراكولا يعتمر عمامة ليبعث قطعان الضباع الجائعة تلعق بقايا الدماءالمسفوحة .. ! كل ما تمر من أمامنا نذر الموت يضطرب خافقي، تعتريني رعشة:
    - هل أنا من ستكتب نهايته بهذه السهولة ..؟ هل أنا من ستهرس عظامه، و ستقطع أوداجه ...؟ لا أعرف متى تمر علي سكين أو ربما منشارا أو صفيحة صد ئة ، فبقائي رهين بها.. لازلت أبحث عن طوق النجاة محمولا على أجنحة الحمامات البيض ، ماعادت أسنة الرماح تحمل إلا الرؤوس
    في ذلك اليوم جاءت رسل الموت الملثمة ، نعيق الغربان ألغى أي بارقة أمل عندي ، نعم تحققت نبوءتي .! فهاهم يأخذونني مع عدد من رفاقي بعد أن أمعنوا النظر بهوياتنا وتأكدوا من مطابقتها للشروط المنصوص عليها بمعاهدة الذبح من خلاف، ودّعَنا الجميعُ بالنظرات، وأي نظرات تلك، لا نعرف أهي نظرات تشفٍّ..؟ أم إشفاق ..؟ أم فرحة بالنجاة ..؟

    ربطوني أعطوني جرعة مرّة من ماء وقليل من أكل بلا مقبلات تعينني على تجرع غصة الموت، وجاءوا بالسكين قدري المحتوم، فشحذوها أمامي، الله أكبر ، كبر المؤذن ، وقرأت لائحة الذبح على الطريقة الأسلامية ..
    هاهو صديقي الذي لم أفارقه يساق إلى الموت قبلي بعد أن ودّعني بنظراته، رأيت في عينيه حزنا
    قال قبل أن يفارقني:
    - أوصيك بأمي، ضحكت حينها حتى أغرورقت عيني بالدموع ، وعرفت كم كان مغفلا صاحبي ، ألم يعلم إنني سألحق به بعد لحظات بعد أن أعلن الذباح أن أدفئوا هؤلاء ..! كم كنا نلعب سوية ..؟

    ( يا إلهي أعنِّي على تجرع هذا البلاء)، قلت هذا وأنا أتذكّر تلك المراعي وتلك المروج نتقافز بفرح سوية، كل يبوح لصاحبه عن دفين أسراره، وعن طموحه الموءود.. وفي دوامة التفكير هذه جاء شبح الموت يسير بخطى واثقة ثابت الجنان، بلا رحمة طرحني أرضا، وضع يده على منحري. وتحسس رقبتي, نظرت إلى المارة لا أحد يعيرني اهتمامه، لاأحد ينقذني من تلك اليد القاسية، وقبل أن يضع السكين على عنقي سمعت دويا و قرقعة وقصفا . وهبطت علينا من السماء حجارة من نار لا أعرف مصدر تلك النيران، زج قاتلي بنفسه في لجة هذا المعترك فسقط مضرجا بدمائه، و في غفلة من الجميع هربت، أطلقت ساقيّ للريح،يممت وجهي نحو المجهول ، حتى وصلت هذه الصحراء.

    - أكثر من سنة وأنا أختبئ منك خائفا، مضطربا، مذعورا.

    وأنت تحوم حول المكان، إلى أن ظفرت بي. وها أنا بين يديك وتحت رحمتك، فافعل ماتشاء...
    هذه قصتي يا سيدي الذئب !


    رأيت الغضب يسكن في حمرة عينيه, ثم بكى بكاءً مرّا ترق له القلوب ..
    قال :

    - أيها المسكين ستكون أنت بحمايتي وسأنتقم لك من قاتل
    أمك وأبيك وأختك وأخيك.

    تركني وذهب مطرق الرأس كاسفا.. يتمتم بكلام لم أفهمه قد يكون مثل كلامي همهمة من وحي اللامعقول.......!!!
    التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 11-01-2012, 22:07.
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    #2
    استاذي سالم وريوش
    عرفت أنه خروفاً منذ البداية
    لذا لم نكن بحاجه إلي ايضاحها في النهاية
    قصة جميله وبها اسقاطات بديعة تصف حالنا العرب
    لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى الذئب يرق لحال الخراف..!!
    فإذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
    مع خالص تقديري واحترامي
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      جميلة هذه المكاشفة
      ألم يختلف الأمر ؟
      أنت تؤنسن الحيوان لتلقي بالأمر ذاته على بني البشر
      ربما لو غرت أكثر في المكنون لأتيت بما هو أعمق
      تجاه الذئب و الحمل
      و الذئب ذئب و إن لم يعتمد على المخالب و الأنياب
      و لا يقدم حججا لما يفعل أو أعذارا
      فهل يتساوى الاثنان .. عند سؤال الرب ؟!
      شكرا أخي الجمال سالم
      برغم كثيرة الأخطاء التي لن أصححها هذه المرة !

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        الرائع : سالم وريوش الحميد

        قصة ماتعة ، اعتمدت الرمزية وحملت اسقاطات أخرى بخلاف الخروف والذئب
        هناك حتماً ما خلفهما
        المفاجأة جاءت متوقعة أن المتحدث خروف ، لكن الغير متوقع كان المتحدث اليه : الذئب
        وهو دليل على تناقضات هذا العصر ، فقد يعطف عليك الذئب (عدوك ) بينما يذبحك حاكمك أو ولي أمرك
        نصٌ يحتاج قراءات متأنية ولا شك

        أحييك أديبنا المميز
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          نعم.. كشف النص نفسه مبكرا, وعرفنا أن المتكلم خروف,
          الغريب الذئب هو من رقّ لحاله, وهو أيضا طعامه الخروف والإنسان,
          العبرة في الموضوع ليست واضحة بالنسبة لي!
          لكنه بلا شك مسلي.

          دمت بخير الأستاذ سالم,

          تحياااتي وتقديري.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • وسام دبليز
            همس الياسمين
            • 03-07-2010
            • 687

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
            منذ كنت صغيرا.. وأنا أرى الدم يطاردني كشبح يؤرقني يصيرني مجنونا لا يملك لنفسه قرارا، يحطم كل رغبة لي في البقاء، يميت كل أمل عندي، يسكن في داخلي خوفا مهينا، أفزع من كل سكين أراها تقترب مني..
            أهو رهاب جديد تزامن وصيرورتي..؟

            وكأنه يعيرني بخوفي وانهزاميتي ، فأحني رأسي كاسفا من تلك اليافعات وهنّ يعبرن أمامي، يتمايلن في غنج ودلال، لاهمّ لهن غير الأكل, يأكلن حتى ينعم الغير بهن فيتلذذون بلحم تفوح منه رائحة الرغبة المقرونة بالبقاء، فهم ينهشون تلك الأجساد الغضة بلا أدنى رحمة.

            أشم رائحة أنوثتهن تعبق بأنفي تشدّني إليهن، رغبة أكيدة أن أكون أبا لولد قد لا أراه!

            - قتلنا عادة,هكذا قالت لي أمي.

            ذبح أبي وعلقت أمي من قدميها، وقطعوها إربا.. أربا, وأنا شاهد على مأساتهما ، لم أبكِ حينها ولم أشكُ حالي، لكن لمن أشكو وغيري مثلي لا يملك حق الاعتراض أو البكاء. كم تمنيت أن يأكلني أحد تلك الذئاب الجائعة ، فيضمّني لحد واحدا لا أن أُوزّع على عشرات اللحود .. لكنها أماني ليس إلاّ .. ! كل ما تمر من أمامنا نذر الموت يضطرب خافقي، تعتريني رعشة:
            - هل أنا من ستكتب نهايته بهذه السهولة ..؟ هل أنا من ستهرس عظامه، و ستقطع أوداجه ...؟ لا أعرف متى تمر علي تلك السكين، فبقائي رهين بها..

            في ذلك اليوم جاءت رسل الموت، نعم تحققت نبوءتي .! فهاهم يأخذونني مع عدد من رفاقي، ودّعَنا الجميعُ بالنظرات، وأي نظرات تلك، لا نعرف أهي نظرات تشفٍّ..؟ أم إشفاق ..؟ أم فرحة بالنجاة ..؟

            ربطوني أعطوني جرعة مرّة من ماء وقليل من أكل بلا مقبلات تعينني على تجرع غصة الموت، وجاءوا بالسكين قدري المحتوم، فشحذوها أمامي،
            هاهو صديقي الذي لم أفارقه يساق إلى الموت قبلي بعد أن ودّعني، رأيت في عينيه حزنا
            قال قبل أن يفارقني:
            - أوصيك بأمي، ضحكت حينها وعرفت كم كان مغفلا، ألم يعلم إنني سألحق به بعد لحظات؟ كم كنا نلعب سوية،

            - يا إلهي أعنِّي على تجرع هذا البلاء، قلت هذا وأنا أتذكّر تلك المراعي وتلك المروج نتقافز بفرح سوية، كل يبوح لصاحبه عن دفين أسراره، وعن طموحه الموءود.. وفي دوامة التفكير هذه جاء شبح الموت يسير بخطى واثقة ثابت الجنان، بلا رحمة طرحني أرضا، وضع يده على منحري. وتحسس رقبتي, نظرت إلى المارة لا أحد يعيرني اهتمامه، لاأحد ينقذني من تلك اليد القاسية، وقبل أن يضع السكين على عنقي سمعت دويا و قرقعة وشجارا. عراك لا أعرف مصدره، زج قاتلي بنفسه في لجة هذا العراك فسقط مضرجا بدمائه، و في غفلة من الجميع هربت، أطلقت ساقيّ للريح، حتى وصلت هذه الصحراء.

            - أكثر من سنة وأنا أختبئ منك خائفا، مضطربا، مذعورا.

            وأنت تحوم حول المكان، إلى أن ظفرت بي. وها أنا بين يديك وتحت رحمتك، فافعل ماتشاء...
            هذه قصتي يا سيدي الذئب!


            رأيت الغضب يسكن في حمرة عينيه, ثم بكى الذئب بكاءً مرّا ترق له القلوب ..
            قال :

            - أيها الخروف المسكين ستكون أنت بحمايتي وسأنتقم لك من قاتل
            أمك وأبيك وأختك وأخيك.

            تركني وذهب مطرق الرأس كاسفا.. يتمتم بكلام لم أفهمه قد يكون مثل كلامي همهمة من وحي اللامعقول.......!!!
            لو أسقطت القصة برمزية دون تسميات لكنت تلافيت ما وقف عليه الزملاء وغدت صالحة لكل زمان ومكان رغم أن
            تقمص دور الخروف جاء موفقا
            مودتي

            تعليق

            • سالم وريوش الحميد
              مستشار أدبي
              • 01-07-2011
              • 1173

              #7
              الأستاذ د. أشرف محمد كمال
              توقعك غير صحيح فلم يكن خروفا ، أنه أنسان ، تقمص صورة خروف ، ورغم ذا فقد عدلت في النص
              بعض التعديلات بناء على توجيهاتكم و توجيهات الأساتذة
              الأفاضل السديدة ، ليكون الرمز أكثر تقاربا مع ما أبتغيه من مدلولات ،
              أشكر حضورك الراقي ، تقديري وامتناني لك
              التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 10-01-2012, 22:01.
              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
              جون كنيدي

              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                الزميل القدير
                سالم وريوش الحميد
                لو تأنيت عليها
                لو قرأتها
                لو أخذت رأي الصادقين معك فيها
                لكانت ملحمية
                صدقني
                انقطعت الكهرباء
                لي عودة
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • سالم وريوش الحميد
                  مستشار أدبي
                  • 01-07-2011
                  • 1173

                  #9
                  أستاذنا الجليل ربيع عقب الباب
                  ربما استعجلت نشر هذه القصة وجاء في بنيانها ذلك القصور وهذه الأخطاء
                  أعددتها
                  لتكون أنسنة لحيوان يحكي بلغة البشر ، هو لم يكن حيوانا ،
                  بل كان إنسانا له مشاعر وأحاسيس ورغبات وآمال
                  وأهل يحزن لفراقهم ، وحبيبة ينتظر مرورها .
                  أستاذي
                  في ظهيرة يوم صيفي كنت أنا وصديق لي نسير على غير هدى
                  نظر صديقي إلى كلب كان يجلس تحت ظلل شجرة وارفة آمنا،
                  كانت الحرب مع إيران على أشدها كنا لا نعود لأهلنا
                  إلا بعد مضي شهرا أو أكثر على آخر إجازة لنا
                  نمضيها ونحن لا نملك من أمرنا شيئا كل شيئا مرهون بالصدفة
                  لا نعرف متى يأتينا الموت بغتة،وحمم من القنابل تمطر علينا دون رحمة
                  رنا هذا الصديق للكلب وتطلع إليه وقال وهو يتنهد مخاطبا أياه
                  _ ليتك أنا وليتني أنت ...!

                  نعم ياأستاذنا قد يرق قلب ذئب لبشر ولكن
                  هناك ذئاب بشرية بأنياب ومخالب وليس لها قلوب
                  كم أسعدني مرورك
                  أشعر بالفخر وأنا أقرأ ملاحظاتك القيمة
                  وهي تستفز بي دوما حالة من التغيير والتصحيح وإعادة النظر فيما
                  أكتبه ، وقد تكون هذه العقبة ( عقبة الأخطاء النحوي)
                  حائلا دون اكتساب نصوصي درجة من درجات الكمال الذي أنشده ،
                  وأنا معترف بقصوري لأني لم أكن مجتهدا بهذا الشأن ..
                  دمت لنا ظلا وارفا ، معلما ومرشدا وقائدا لهذا الرهط من الأدباء
                  وهم يستنيرون بأفكارك وينهلون من عطاءك وأدبك الكثير
                  لقد عدلت في القصة بعض الشيء لذا فهي تحتاج لقراءة أخرى
                  وأتمنى لك دوام السعادة والهناء
                  شكرا لك يا أبن النيل العظيم
                  التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 12-01-2012, 03:24.
                  على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                  جون كنيدي

                  الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                  تعليق

                  • رشا السيد احمد
                    فنانة تشكيلية
                    مشرف
                    • 28-09-2010
                    • 3917

                    #10


                    الرائع سالم

                    مساؤك عبق الورد والسلام كل حين
                    هذه المكاشفة الإنسانية لم وصل له حال الإنسان العربي
                    وهو يفر من الموت بين أنياب الذئاب
                    أضحى سمة مؤلمة لهذا العقد في العراق الحبيب ، وترافق الياسمين العربي
                    في ثورته الحرة
                    ما يؤلم أن الإنسان هناك فقد الأمان حتى بين ذويه وأهله وهوفي بيته
                    قد تقتحمه مخالب الموت مع أحبته لافرق
                    الموت يداهم كل شيء
                    حتى أنتشر هذا الوضع المهين للإنسانية بمعظم مساحة الوطن الكبير
                    الإسلوب جميل والطرح شيق
                    والعبارة سلسة والحبكة رائعة
                    السرد منذ البداية واضح جلي المعطيات تشرح حال الإنسان العراقي بلا لبس
                    وكيف هو الحال مريع مع جحافل رعاة البقر ومن يساندهم بسم التبعيات الدينية التي أنهكت الإنسانية
                    هناك وفي كل مكان

                    الرائع سالم رأيت نص جميل بكل إسقاطاته الرائعة
                    لا حرمنا من هذا الإبداع الذي يلامس إنسانيتنا بقوة .
                    https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                    للوطن
                    لقنديل الروح ...
                    ستظلُ صوفية فرشاتي
                    ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                    بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                    تعليق

                    • سالم وريوش الحميد
                      مستشار أدبي
                      • 01-07-2011
                      • 1173

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      نعم.. كشف النص نفسه مبكرا, وعرفنا أن المتكلم خروف,
                      الغريب الذئب هو من رقّ لحاله, وهو أيضا طعامه الخروف والإنسان,
                      العبرة في الموضوع ليست واضحة بالنسبة لي!
                      لكنه بلا شك مسلي.

                      دمت بخير الأستاذ سالم,

                      تحياااتي وتقديري.
                      الأستاذة ريما
                      لا أعرف السر الذي نفرني من هذا النص رغم إني حاولت أن أحمله أكثر من قصد حتى إني طلبت منك أن ترفعيه
                      وجدت نفسي بعيدا عنه رغم إني نشرته كمشاركة عابرة في موضوع أنسنة الحيوان والنبات والجماد ،
                      كنت أسير قرب محل قصابة فرق قلبي لمنظر الحيوان وهو ينظر بعين ترى الحزن فيها ينتظر مصيره المحتوم ، فتولدت لدي فكرة ماذا لو كان للخروف لسان يشكي به حاله ، ولسنا بأحسن منه حالا فكل منا يسير وشبح الموت يطارده لا يعرف أي مفخخة أو كاتم للصوت أو سكين تخترق أحشاءه و تكتم أنفاسه ، والغريب أننا حين نتناحر لا نصغي لصوت العقل بل نذهب إلى أعدائنا نشكو لهم حالنا فيرق حالهم لنا ويتباكى علينا ، لينتقم لنا من قاتلينا ، فما رق قلب الذئب لكنه راح يبحث عن وسيلة لينصب من نفسه الحاكم العادل الذي لا يرضى بالظلم وهو رمزا له ،
                      وحين رمزت إلى الخروف فهو رمز للخنوع والذل والهوان ولكنه قد ينتفظ عندما تصل السكين إلى منحره
                      لا ننكر إن كل الشعوب العربية مجدت حكامها وجعلت منهم آلهة وأولياء
                      وقدستهم ولكن ما أن يبلغ السيل الزبى حتى تراهم يتوسلون أمريكا لإنقاذهم من ذلك الكابوس الجاثم على قلوبهم ،
                      حملت النص أكثر من معنى ، لذا جاء غامضا وهذا ما دعاني أن أطلب منك رفعه ، وهو الذي دعا الأستاذة عائدة بقولها إني استعجلت النشر
                      يكفيك قراءة أخرى لتعرفي ما أردت البوح وانتظر منك إجابة
                      شكرا لك أستاذة ريما على هذه المكاشفة
                      يعجبني فيك صراحتك بنقل أفكارك
                      أشعر بك أحيانا، وكأن الطفولة لازالت تجري في عروقك
                      لما تحمليه من عفوية وبراءة وصدق نفتقده اليوم في كثير من الناس ...
                      شكرا لك من كل قلبي
                      ودمت .. ودام التواصل

                      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                      جون كنيدي

                      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة ريما
                        المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                        لا أعرف السر الذي نفرني من هذا النص رغم إني حاولت أن أحمله أكثر من قصد حتى إني طلبت منك أن ترفعيه
                        وجدت نفسي بعيدا عنه رغم إني نشرته كمشاركة عابرة في موضوع أنسنة الحيوان والنبات والجماد ،
                        كنت أسير قرب محل قصابة فرق قلبي لمنظر الحيوان وهو ينظر بعين ترى الحزن فيها ينتظر مصيره المحتوم ، فتولدت لدي فكرة ماذا لو كان للخروف لسان يشكي به حاله ، ولسنا بأحسن منه حالا فكل منا يسير وشبح الموت يطارده لا يعرف أي مفخخة أو كاتم للصوت أو سكين تخترق أحشاءه و تكتم أنفاسه ، والغريب أننا حين نتناحر لا نصغي لصوت العقل بل نذهب إلى أعدائنا نشكو لهم حالنا فيرق حالهم لنا ويتباكى علينا ، لينتقم لنا من قاتلينا ، فما رق قلب الذئب لكنه راح يبحث عن وسيلة لينصب من نفسه الحاكم العادل الذي لا يرضى بالظلم وهو رمزا له ،
                        وحين رمزت إلى الخروف فهو رمز للخنوع والذل والهوان ولكنه قد ينتفظ عندما تصل السكين إلى منحره
                        لا ننكر إن كل الشعوب العربية مجدت حكامها وجعلت منهم آلهة وأولياء
                        وقدستهم ولكن ما أن يبلغ السيل الزبى حتى تراهم يتوسلون أمريكا لإنقاذهم من ذلك الكابوس الجاثم على قلوبهم ،
                        حملت النص أكثر من معنى ، لذا جاء غامضا وهذا ما دعاني أن أطلب منك رفعه ، وهو الذي دعا الأستاذة عائدة بقولها إني استعجلت النشر
                        يكفيك قراءة أخرى لتعرفي ما أردت البوح وانتظر منك إجابة
                        شكرا لك أستاذة ريما على هذه المكاشفة
                        يعجبني فيك صراحتك بنقل أفكارك
                        أشعر بك أحيانا، وكأن الطفولة لازالت تجري في عروقك
                        لما تحمليه من عفوية وبراءة وصدق نفتقده اليوم في كثير من الناس ...
                        شكرا لك من كل قلبي
                        ودمت .. ودام التواصل

                        نعم الأستاذ سالم شرحت نصّك بأفضل طريقة ممكنة, ولقد أحببت فكرته
                        التي لم تكن واضحة لي قبلا, بل استمتعت هاهنا وانا اسمع شرحك,
                        أكثر من القصّة نفسها, ومن الواضح كم هي عميقة, مرات يحدث
                        معي هكذا يطالبوني القص بكل عمق وانا اؤكد أن جميع قصصي
                        عميقة ومن الحياة نفسها, وأبدا لم تكن لدواعي سطحية.
                        وكان جوابي لك وما زال أبق نصك لأنك أنت بالذات
                        قد أحببته عندما كتبته, لكن يمكنك التعديل عليه
                        لإيصال الفكرة بشكل أفضل وتوضيح أن الذئب
                        ما زال ذئبا مهما فعل أو تصرف!!

                        كن بخير وبصحة وعافية أستاذي الفاضل.

                        تحيتي وتقديري.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X