وحدي
شعر: محمد إسحاق الريفي
[poem=font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="http://wata1.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/20.gif" border="none,4," type=2
line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وحدي تدثِّر خافقي أحزاني=ويضمُّني سجنٌ بلا أركان
الأفْقُ من حولي كلَيلٍ أبهمٍ=والهمُّ في قلبي غدا سجَّاني
العينُ عَبْرَى والبكاءُ أنيسُها=والسُّهدُ والنَّجوى هما خِلاني
والروحُ ثكلى والفؤادُ مُكَلَّمٌ=والحُلمُ قد أمسى هشيمَ أماني
وحدي أجوبُ قِفارَ عمْري هائماً=تطوي مسافاتُ الزمانِ زماني
حرقَ الأسى آمالَ عمري والمُنى=فغدتْ رماداً في طُوى النسيان
الصَّحبُ من حَوْلي وما حَوْلي سوى=طيفٍ بِلَيلٍ حالكِ الألوان
والظلمُ أسدلَ ظلمةً حتى غدا=يومُ الشريفِ وليلُهُ سِيّان
مَنْ كان ذا مالٍ تملَّقَهُ الورى=حتى علا الأوغادُ في الأوطان
والناسُ إمّا ثائرٌ أو ظالمٌ=أو صامتٌ يرجو رضا السلطان
حسبي من الآلام لوعةُ غربتي=بين الصِّحابِ ولوعةُ التحْنان
لم يبقَ يحدو القلبَ في الدنيا سوى=صوتِ الضميرِ وجذوةِ الإيمان
ويحي أنا وكرامتي رغم العِدا=كالفرقدين فكيف يفترقان!
الصمتُ أوْمأ للمواجعِ باكياً=أنْ يا رماحَ الغدرِ طالَ هواني
لا يصمت الحرُّ الشريفُ على الأذى=إنْ كان فيه مذلةُ الإنسان
ما نالَ مِنِّي سيفُ عاتٍ إنّما=أدْمتْ رماحُ الغدرِ كلَّ كياني
ما فلَّ سيفي خوضُ ساحاتِ الوغى=يوماً وما هادنتُ في الميدان
لكنّني أغمدتُهُ رغم الأسى=صبراً على الأقرانِ والإخوان
يا ربِّ ظلمُ الأقربين غدا لظى=يشوي الفؤادَ ونارُه تغشاني
سأسلُّ سيفي رغم قيدٍ في يدي=والظلمُ مرتعُهُ لظى النيران
[/poem]
6/1/2012
تعليق