جمهوريّة الأرانب
مرض ملك الأرانب، فتذكّر الموت.. وتفكّر في مملكة معتمدة في تنفسها علىالملك!
وخشي عليها ما سيصير من بعده!!
فكّر لأول مرة في حياته في من يخلفه.
نمنمته فكرة التوريث.. وصار يتبسم وهو يرى صورته اسكتشات صغيرة متسلسلة إلىأبد الآبدين..
جمع مستشاريه.
قال لهم: سأحكمكم حتى الممات..
قالوا: "أطال الله عمر والينا..
لا حرمنا الله منك..
سنتيتم من بعدك..
سـ.."
قال: لا تخافوا.. سأحكمكم حتى بعد الممات.
فنجلوا عيونهم..
قال: من خلّف ما مات..
وارتفع التكبير والدعاء للأمراء أبناء الملك.
تهلل وجهه وجمع أولاده حوله..
عدد هائل من الأولاد والأحفاد، واولاد الأحفاد و...
تنططوا حوله.
تذكر حاكما يقتل أباه مستعجلا الحكم بعده.
تذكر من يطمس اسم أبيه من الشوارع والميادين ليكتب اسمه الذي ما هو إلا مااختاره له وكان امتدادا لاسمه!!
تلبدت الغيوم في سماه،
وضاقت الأنفاس.. فقد خانه الأكسجين معهم..
صرفهم بحركة من يده.
فكر في ملوك الأرانب في شمالي افريقيا.. وكيف كانت فكرة التوريث الحمقاءوبالا عليهم!
فكر في رحلة شتاء وصيف * .. قلبت حلّة التوريث إلى حلّة ملوخيّة بالأرانب!
فكر في أن يكون الأذكى..
فكّر كيف يخلّد في كتب التاريخ، وعقول الشعب؟!
فكّر في أن يسير على خطى أمير المؤمنين "عمر ابن الخطاب"..
فكّر في فتح باب الانتخابات!!
ليحكم الأصلح.
فتح باب الترشّح.
تقدم عدد هائل من الأرانب، كل يحسب أنه الأفضل.
تقدم مرمر "الذي كانت عظامه مرمر" فقد كان يملك اكبر اقطاعية فيالبلاد بعد الملك وأبنائه.
تقدم مشمش "حبيب الفقراء"..
إلا أنه شُطِب من المنافسة بعد نشر قصة خيانته
تغربل الجميع..
وفاز الأرنب الوفي دون منازع، في انتخابات حرة نزيهة، دارت لأول مرة فيتاريخ البلاد!
حفر الحاقدون له، وقالوا أن الأرنب الوفي "وفا" الذي يضرب بهالمثل في الوفاء قد مات شهيد الشهامة.
"الله يبشبش الطوبة اللي تحت راسه"..
لكنه أثبت بالدليل القاطع أنه لم يمت، وأن اللسعة دوّخته، ففقد الوعيلفترة..
ثم عاد للحياة وقد ملك مناعة للسموم.
--
--
في بعض الليالي السود..
وبينما يكون الرئيس "وفا" نائما على ريش النعام.
لابسا حلو الثياب.
متدثرا أحلى الـ..
كانت تمر في حلمه لمحة..
تصحيه من نومه..
وترسم على وجهه بسمة..
: "كان يقفز في البستان..
كان سوء انتباه.. وسوء تخطيط و..
وحسن طالع!
مر.. فأصابته لسعة لم تكن له.."
يحمد الله حمدا كثيرا طيبا..
يكبت هذه اللمحة في أعماقه. يحاول محوها!
يحاول أن ينسى أنه "رئيس الصدفة"!
: شششششش..
يقول لنفسه..
ويحاول محو حروف الصدفة من الأبجدية..
والتشبث بـ"الرئيس".
--
* رحلة الشتاء والصيف : وضع شام ويمن..
تعليق