(1)
أنتِ مني.. قبل بدء البدء.. في غيبي سكنتِ
في انتثاري.. وأنا تستافني الريح.. ارتحلتِ
في وحولي.. وأنا موج من الطين.. سربتِ
في سكوني.. وأنا صمت من الصلصال.. ذبتِ
ثم لما سالت الروح بودياني.. انعتقتِ
***
أنتِ مني.. فلتروي ظمأ الروح الولوعِ
ولتعودي.. شطك الأول ساجٍ في ضلوعي
**********************
( 2 )
واتبعيني.. في طريق الليل سكرانِ النجومِ
وازحفي زحف المحبين إلى السر العظيمِ
لا يصدنك شيطان دجى الذنب القديمِ
بعد درب الليل.. إشراق الصراط المستقيمِ
فإذا أبرقت الغاية فانسابي.. وهيمي
******
واخرجي من عالم الأرضِ.. ومن قاع الفناءْ
ما حياةٌ تشتهى للروح.. إلا في السماءْ
******************
( 3 )
مثلما تنداح رُوح النهر في البحر المديدِ
خُفيةً .. تنسل من أيامها.. نحو الخلودِ
تختفي من شكلها المحدود.. بين اللاحدودِ
تهجر الأسماء والأبعاد في ماضي القيودِ
مثلما تعشق أن تفنى.. لتحيا من جديدِ
***
اهربي من أمسك المغلولِ وانسابي بروحي
أنت إن تفني بذاتي تلهمي وحي الطموحِ
*******************
( 4 )
ما سراكِ اليوم.. في درب بلا وجه أليفِ
وارتحالي لا رفيقٌ.. غير وهمي وحفيفي
روحنا مستوحش في الأرض وهنانُ الدفيفِ
فلنكن في وَقدة الأيام.. كالظل الوريفِ
ولنكن عينين.. في وجه الدياجير الكفيفِ
****
ولنكن في آخر الترحال كالبدء.. سويًّا
إنني البحر الذي يشتاق .. فانسابي إليَّا
***************
( 5 )
هل رأيتِ النايَ في الأرواح.. ينساب ويفنى
إنه يحكي إليها سر هذا الكون.. حزنا
أنت مثلي أيها الناي.. غريبٌ ومُعَنَّى
ما يرى فيك الورى إلا .. فراغًا مطمئنا
بينما كل لهيب بثه حزنك فنا
****
انظريني.. في مدى الأيام كاللحن الحزينْ
من وراء الليل يبكي .. ويغني للسنينْ
*****************
( 6 )
ثم يسري.. في بلاد الطين يجتاح السكونا
يحمل الماضي إلى الآتي.. ويجتاز السنينا
يخرج الأنفسَ من صلصالها .. حتى تكونا
غارسًا في طينها الحي.. قلوبًا وعيونا
ظل يسقيها من الروح خيالاً ويقينا
******
علها إن مات عنها.. في ثراه تثمرُ
فيفوح العطر منها.. والضياء الأخضرُ
********************
( 7 )
كشعاعٍ.. في ضباب العمر مخنوق البريقِ
أزَّه الحلم.. فأكدى زحفه فوق الطريقِ
كلما كاد.. تناءى شبح الأفق السحيقِ
انظريه .. وهو يفنى في مدى الزحف العتيقِ
لم يعد منه سوى ومض .. كصرخات الغريقِ
****
يتمنى.. ربما أحيا بقاياه التمني
يتمنى .. كأنين الروح في الجذر المسنِّ
***********************
( 8 )
ها أنا في الأرض.. مثل الريح تهذي في البطاحْ
عمريَ التاريخ .. بيتي الكون .. دربي الاندياحْ
لم يعد لي مقلة تشتاق.. أنفاسَ الصباحْ
عدت مما هاضني روحًا.. تواريها الجراحْ
خائضًا للغاية الكبرى ظلا مًا لا يزاحْ
****
ماجتِ الأحلام في الأحلام.. أين المستقرْ؟!
قدمي مني ولكن.. دربها هذا القدرْ
***************
( 9 )
جويَتْني الأرض.. لا منفذَ حتى أعبرهْ
كلما أحمل قرباني لشط المغفرةْ
مهطعًا.. تغشى كياني ذكرياتُ الشجرةْ
فتدوخُ الأرض من تحت خطاي العثرةْ
يا أبي الأولَ.. كُنا سوأة مستترةْ
*****
إننا بعدك مجروفون للأرض البذيئةْ
كل روحٍ شبَّ في برعمها ماءُ الخطيئة
******************
( 10 )
ما وجودي.. أنا والأيام.. والكون الكبيُر
كبد الدنيا ظلام .. وأُوام وهجيرُ
عالم الأبعاد قيدٌ وأنا فيه أسيرُ
فسمائي ..وأنا المخلوقُ ..مخلوقٌ حقيرُ
كيف أني في شراك النقص يا رب.. أطيرُ
*******
إنما لي في حياة الرق.. مرعًى وخشاشْ
بين شوك الورد والورد.. تسابيحُ الفراشْ
****************
( 11 )
سوف أرضى من دجى الليل.. بنجم يبتسمْ
سوف أحيا.. كاخضرار النبت في الصخر الأصمْ
أشرب الأضواء نشوانَ.. وأسجو في الظلمْ
ملقيًا قلبي.. على الشطئان .. تابوتَ ألمْ
يقذف الموج مناه الخضرَ من يَمٍّ ليَمْ
****
فاتبعيني.. إن جهلتُ اليوم خَطْوِي ومسيري
فغدًا يفْترُّ هذا الغيبُ عن وجه مصيري
أنتِ مني.. قبل بدء البدء.. في غيبي سكنتِ
في انتثاري.. وأنا تستافني الريح.. ارتحلتِ
في وحولي.. وأنا موج من الطين.. سربتِ
في سكوني.. وأنا صمت من الصلصال.. ذبتِ
ثم لما سالت الروح بودياني.. انعتقتِ
***
أنتِ مني.. فلتروي ظمأ الروح الولوعِ
ولتعودي.. شطك الأول ساجٍ في ضلوعي
**********************
( 2 )
واتبعيني.. في طريق الليل سكرانِ النجومِ
وازحفي زحف المحبين إلى السر العظيمِ
لا يصدنك شيطان دجى الذنب القديمِ
بعد درب الليل.. إشراق الصراط المستقيمِ
فإذا أبرقت الغاية فانسابي.. وهيمي
******
واخرجي من عالم الأرضِ.. ومن قاع الفناءْ
ما حياةٌ تشتهى للروح.. إلا في السماءْ
******************
( 3 )
مثلما تنداح رُوح النهر في البحر المديدِ
خُفيةً .. تنسل من أيامها.. نحو الخلودِ
تختفي من شكلها المحدود.. بين اللاحدودِ
تهجر الأسماء والأبعاد في ماضي القيودِ
مثلما تعشق أن تفنى.. لتحيا من جديدِ
***
اهربي من أمسك المغلولِ وانسابي بروحي
أنت إن تفني بذاتي تلهمي وحي الطموحِ
*******************
( 4 )
ما سراكِ اليوم.. في درب بلا وجه أليفِ
وارتحالي لا رفيقٌ.. غير وهمي وحفيفي
روحنا مستوحش في الأرض وهنانُ الدفيفِ
فلنكن في وَقدة الأيام.. كالظل الوريفِ
ولنكن عينين.. في وجه الدياجير الكفيفِ
****
ولنكن في آخر الترحال كالبدء.. سويًّا
إنني البحر الذي يشتاق .. فانسابي إليَّا
***************
( 5 )
هل رأيتِ النايَ في الأرواح.. ينساب ويفنى
إنه يحكي إليها سر هذا الكون.. حزنا
أنت مثلي أيها الناي.. غريبٌ ومُعَنَّى
ما يرى فيك الورى إلا .. فراغًا مطمئنا
بينما كل لهيب بثه حزنك فنا
****
انظريني.. في مدى الأيام كاللحن الحزينْ
من وراء الليل يبكي .. ويغني للسنينْ
*****************
( 6 )
ثم يسري.. في بلاد الطين يجتاح السكونا
يحمل الماضي إلى الآتي.. ويجتاز السنينا
يخرج الأنفسَ من صلصالها .. حتى تكونا
غارسًا في طينها الحي.. قلوبًا وعيونا
ظل يسقيها من الروح خيالاً ويقينا
******
علها إن مات عنها.. في ثراه تثمرُ
فيفوح العطر منها.. والضياء الأخضرُ
********************
( 7 )
كشعاعٍ.. في ضباب العمر مخنوق البريقِ
أزَّه الحلم.. فأكدى زحفه فوق الطريقِ
كلما كاد.. تناءى شبح الأفق السحيقِ
انظريه .. وهو يفنى في مدى الزحف العتيقِ
لم يعد منه سوى ومض .. كصرخات الغريقِ
****
يتمنى.. ربما أحيا بقاياه التمني
يتمنى .. كأنين الروح في الجذر المسنِّ
***********************
( 8 )
ها أنا في الأرض.. مثل الريح تهذي في البطاحْ
عمريَ التاريخ .. بيتي الكون .. دربي الاندياحْ
لم يعد لي مقلة تشتاق.. أنفاسَ الصباحْ
عدت مما هاضني روحًا.. تواريها الجراحْ
خائضًا للغاية الكبرى ظلا مًا لا يزاحْ
****
ماجتِ الأحلام في الأحلام.. أين المستقرْ؟!
قدمي مني ولكن.. دربها هذا القدرْ
***************
( 9 )
جويَتْني الأرض.. لا منفذَ حتى أعبرهْ
كلما أحمل قرباني لشط المغفرةْ
مهطعًا.. تغشى كياني ذكرياتُ الشجرةْ
فتدوخُ الأرض من تحت خطاي العثرةْ
يا أبي الأولَ.. كُنا سوأة مستترةْ
*****
إننا بعدك مجروفون للأرض البذيئةْ
كل روحٍ شبَّ في برعمها ماءُ الخطيئة
******************
( 10 )
ما وجودي.. أنا والأيام.. والكون الكبيُر
كبد الدنيا ظلام .. وأُوام وهجيرُ
عالم الأبعاد قيدٌ وأنا فيه أسيرُ
فسمائي ..وأنا المخلوقُ ..مخلوقٌ حقيرُ
كيف أني في شراك النقص يا رب.. أطيرُ
*******
إنما لي في حياة الرق.. مرعًى وخشاشْ
بين شوك الورد والورد.. تسابيحُ الفراشْ
****************
( 11 )
سوف أرضى من دجى الليل.. بنجم يبتسمْ
سوف أحيا.. كاخضرار النبت في الصخر الأصمْ
أشرب الأضواء نشوانَ.. وأسجو في الظلمْ
ملقيًا قلبي.. على الشطئان .. تابوتَ ألمْ
يقذف الموج مناه الخضرَ من يَمٍّ ليَمْ
****
فاتبعيني.. إن جهلتُ اليوم خَطْوِي ومسيري
فغدًا يفْترُّ هذا الغيبُ عن وجه مصيري
تعليق