احزان الشاعر ( المتنبي الصغير صلاح سعيد الحديثي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المتنبي الصغير
    أديب و كاتب
    • 21-03-2008
    • 52

    احزان الشاعر ( المتنبي الصغير صلاح سعيد الحديثي)

    أحزان في زمن الغربة
    "وا حرَّ قلباهُ" قد فاضتْ به العِـللُ = وراحَ يعبـثُ فيه الهمُّ و المــلــلُ

    يبكــي على طلـل ٍ مـاتتْ أزاهـــرهُ = وفي لهيبٍ مـنَ الأحزان يغتسـلُ

    ما عادَ يشربُ إلاّ الصمتَ من كدر ٍ = ويستقي الغصةَ الحرىّ و يعتملُ

    كم أوصدتْ دونـّهُ الأيامُ مرفـأهــا = وآبَ في غـابــةِ الآلام ِ ينتقــــلُ

    هذا حصادك يا "مجنونُ" من أمــلٍ =أضعتَ عمرك لا ( ليلى) ولا امل

    قالت لكَ الناسُ: لا تركبْ عواصفها = ففي الرحيل جراحُ الكون تَشتَعلُ

    ماذا تبـَقـّى سوى الأحـزانِ لاهثـــة ً = على مآقيــك يستذري بها الأجلُ

    حتى القصائدُ قد غابتْ مطالعـــهــا = "مذْ حمَّلوها وسارت بالهوى الأبلُ
    **************
    يمضي الزمانُ و"بغدادُ" الهـوى قمرٌ = وثغرها العذبُ قد جُنّتْ به القـبلُ

    حَسبُ القوافي إذا مالت ضفـائرهــــا = أن تستفزَّ وأن يحلو بهـا الغــزلُ

    تمنيـــاً حـُـملـّــتْ أنفاسهــم حَســــداً = يا بِئسَ ما حملتْ يوماً وما حملوا

    قالوا تسمَّر فيها الليلُ و احتـرقـــــت = رؤى النجوُمِ وأخفى سِحرها الكللُ

    فلا "عيونُ المها" في الجسـرِ حـالمةٌ = ولا "الرصافةُ" بالأضـواءِ تكتحلُ

    نامَ "النواسي" وكأسُ الحـبِ مترعةٌ = وعاجَ يسأل كيفَ الجُـرحُ يندملُ؟

    ولابَ منْ أبصر الأعـمى قصائــــــدَهُ = على التسّهـــدِ لم تغمضْ له مُقلُ

    يا مالــــئَ الكونِ أصداءً بصيحــتـــه = وشامخاً ، دونــهُ قد ينحني الجبل

    تنامُ " أنتَ " وتبقى الخلـقُ ساهــرة ً = على شـــواردك العصمـاءَتقـتتلٌ
    **************

    كلُ المقاييس قـد صارت مُزيفــةً = فالحرُّ حافٍ وذاكَ العبدُ منتعـلُ

    فكم (معرّي) يعيشُ العمرَ مكتئبــاً = وكم جهولٍ إليهِ العيسُ ترتحلُ

    وكم تذمّر من عطرِ الشذى رَجـلٌ = ما كانَ في في العام والعامينِ يغتسلُ


    طفنا الصحارى نرومُ الوِرد من ظمــــأ ً = وقد حمـلنا الذي ما ليس يُحتمـلُ

    وكم صرخنا بـ"أهل الكهفِ"نوقظهــم = لكنهـمْ في كؤوسِ العارِ قد ثملـو

    ماذا جرى ؟ ألفُ آهـاتٍ تمزقــنـــــــي = ماذا ؟ وتهربُ من أقدامي السُبلُ

    خمسونَ عاماً دماءُ "القـدسِ" نـازفة ً = وفي العيونِ سؤالٌ صاغه الوجل

    مـن ذا يَـــرّدُ لهـذي الـدارِ هـيـبـتــهــا = ومن يُعيدُ لها ما باعـهُ السَــــفَـل

    ترنو إلى الثأر في أحـداقِ "عاربــةٍ" = واخجلتاه ، بهذي يُضربُ المثلُ
    !
    ماذا سوى الموتِ يغفو في عرائشهـا = ماذا ، ويخنقني التسآل و الخجلُ

    يا صبـرَ أيوب لو يدريـك كم صبــرتْ = على الجراحِ جراحٌ عدتَ تبتهل
    *******************








    كم واعدونا بأنَّ الأرضَ راجعـــــة ً = وأوهمـونــا بأن العـارَ مُغتســلُ!

    وصورّوا النصرَ احلاماً ملـــونـــة ً = وكل ما صورتْ أحلامهم دجـلُ

    فـاللهَ اللهَ مــن هَـــــم ٍّ نكابــــــــــدُه = ومن زمان ٍ به يستنـوق الجملُ!

    بالأمسِ "أعرابنـا" يحدونهم إِبــلاً = و اليوم "أعرابنا" تحدوهم الإِبــــــلُ

    يا حاديَ الروح خذنا نحوَ شاطئنـا = فقد سئمنا وأضنى روحنا الختـــلُ

    خـــذنا إليـكَ لعهـدٍ لا نغـــــــادرهُ = أن يُعبدَ الله لا( العُزّى) ولا (هبلُ )

    جيل التحـدي إلى حاديهِ منتظــــرٌ = يا حاديَ الروح خذنا أيها البطـــلُ

    **************
    صلاح سعيد الحديثي ( المتنبي الصغير )
    bs_992002@yahoo
  • محمد الصالح الجزائري
    عضو الملتقى
    • 30-03-2008
    • 207

    #2
    ... وأحجز المقعد الأوّل الأوّل.. للمتعة مرّة وللآه أخرى ثمّ أرتجلُ:
    كبير في عيني هذا المتنبي الصغير!!! قصيدة ولا أروع!! شممتُ فيها روائح زكية..عبق السنين المضمّخة بالأصيل من الشعر... تلاحقتْ ملامح الكثير من فطاحل شعراء العرب.. تضمين ذكي جميل .. واستعراض لأروع المشاهد الشعرية..كلّ القصيد يطفح بالروعة..أجدني لا أقوى على الجمع بين السّحر والشعرفي لفظة واحدة ..رائع أنت أخي المتنبي ..كل القصيد جميل راق ..لكن أستسمح بقية الأبيات لأقطف من الرياحين ريحانتين أسرني شذاهما:
    ماذا جرى ؟ ألفُ آهـاتٍ تمزقــنـــــــي = ماذا ؟ وتهربُ من أقداميَ السُبلُ
    مـن ذا يَـــرّدُ لهـذي الـدارِ هـيـبـتــهــا = ومن يُعيدُ لها ما باعـهُ السَــــفَـل

    تعليق

    • المتنبي الصغير
      أديب و كاتب
      • 21-03-2008
      • 52

      #3
      الاخ المبدع محمد صالح الجزائري

      تحياتي لك ولشعب الجزائر المضياف البطل اشكر لك مرورك واطراءك لقصيدتي وعسى ان توقظ في اهل الكهف سباتهم

      لقد عشت احلى ايام عمري في ربوع بلادكم العزيزه ما بين قسنطينه وتيزي وزو اربع سنوات وياليتها ما انقضت فما زالت في الذاكره
      مرة اخرى اشكر لك هذا الثناء
      المتنبي الصغير

      تعليق

      • محمد الصالح الجزائري
        عضو الملتقى
        • 30-03-2008
        • 207

        #4
        أخي صلاح...أنا من أبناء قسنطينة!! شرُفت المدينة بأخ كريم!! أتمنى أن تعود إليها يوما لتقيم بيننا ..فمدينة ابن باديس تتسع لكل أبيّ أصيل.فأهلا بك وأهلا بي في قصيدتك..تحياتي..

        تعليق

        • اخو هند الحديثي
          • 24-04-2008
          • 1

          #5
          رسالة شكر للمتنبي الصغير

          :~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~emot133~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
          :السلام عليكم فشاعرنا الكبير واستاذنا ابو ياسر صلاح سعيد عمر الحديثي يستلهم من عذوبة الفرات جمال ابياته الشعرية فهو ابن حديثة المدينة الجريحة ابنة العراق البلد الجريح ولكن جمال ابياته الشعرية كانت كالبلسم لجراح اهله هناك وابناء بلدته

          تعليق

          • أبو صالح
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 3090

            #6
            بالأمسِ "أعرابنـا" يحدونهم إِبــلاً = و اليوم "أعرابنا" تحدوهم الإِبــــــلُ

            يا حاديَ الروح خذنا نحوَ شاطئنـا = فقد سئمنا وأضنى روحنا الختـــلُ

            خـــذنا إليـكَ لعهـدٍ لا نغـــــــادرهُ = أن يُعبدَ الله لا( العُزّى) ولا (هبلُ )

            جيل التحـدي إلى حاديهِ منتظــــرٌ = يا حاديَ الروح خذنا أيها البطـــلُ



            تعليق

            • عبد الرحيم محمود
              عضو الملتقى
              • 19-06-2007
              • 7086

              #7
              أخي المتنبي وصديقي الغالي
              أنا أعرفك من زمن طويل ، واتمتع بشعرك
              الجميل ، لن أقول أكثر من أن درتك هذه
              وصرختك سيسجلها التاريخ عبر عصوره
              القادمة وستدرس إما في حياتك أو بهد عمر
              طويل ، قصيدة بها حكمة المتنبي وثورة
              الثائر وروح تحدي البطل لحظة اغتياله
              بأيدي الأقزام الخونة / تثبت
              نثرت حروفي بياض الورق
              فذاب فؤادي وفيك احترق
              فأنت الحنان وأنت الأمان
              وأنت السعادة فوق الشفق​

              تعليق

              • المتنبي الصغير
                أديب و كاتب
                • 21-03-2008
                • 52

                #8
                شكرا لكل من مروا وسجلو ملاحظاتهم شكرا للاخ ( اخو هند)و ( ابوصالح) وللمبدع الشاعر الحساس عبد الرحيم محمود . ان اوجاع الامه واحزانها اشعلت فينا روح التمرد حتى على انفسنا

                فمتىسنوقظ في ضمير الادعياء نار الغضب وصرخات الاجيال.

                المتنبي الصغير

                تعليق

                يعمل...
                X