أحزان في زمن الغربة
"وا حرَّ قلباهُ" قد فاضتْ به العِـللُ = وراحَ يعبـثُ فيه الهمُّ و المــلــلُ
يبكــي على طلـل ٍ مـاتتْ أزاهـــرهُ = وفي لهيبٍ مـنَ الأحزان يغتسـلُ
ما عادَ يشربُ إلاّ الصمتَ من كدر ٍ = ويستقي الغصةَ الحرىّ و يعتملُ
كم أوصدتْ دونـّهُ الأيامُ مرفـأهــا = وآبَ في غـابــةِ الآلام ِ ينتقــــلُ
هذا حصادك يا "مجنونُ" من أمــلٍ =أضعتَ عمرك لا ( ليلى) ولا امل
قالت لكَ الناسُ: لا تركبْ عواصفها = ففي الرحيل جراحُ الكون تَشتَعلُ
ماذا تبـَقـّى سوى الأحـزانِ لاهثـــة ً = على مآقيــك يستذري بها الأجلُ
حتى القصائدُ قد غابتْ مطالعـــهــا = "مذْ حمَّلوها وسارت بالهوى الأبلُ
**************
يمضي الزمانُ و"بغدادُ" الهـوى قمرٌ = وثغرها العذبُ قد جُنّتْ به القـبلُ
حَسبُ القوافي إذا مالت ضفـائرهــــا = أن تستفزَّ وأن يحلو بهـا الغــزلُ
تمنيـــاً حـُـملـّــتْ أنفاسهــم حَســــداً = يا بِئسَ ما حملتْ يوماً وما حملوا
قالوا تسمَّر فيها الليلُ و احتـرقـــــت = رؤى النجوُمِ وأخفى سِحرها الكللُ
فلا "عيونُ المها" في الجسـرِ حـالمةٌ = ولا "الرصافةُ" بالأضـواءِ تكتحلُ
نامَ "النواسي" وكأسُ الحـبِ مترعةٌ = وعاجَ يسأل كيفَ الجُـرحُ يندملُ؟
ولابَ منْ أبصر الأعـمى قصائــــــدَهُ = على التسّهـــدِ لم تغمضْ له مُقلُ
يا مالــــئَ الكونِ أصداءً بصيحــتـــه = وشامخاً ، دونــهُ قد ينحني الجبل
تنامُ " أنتَ " وتبقى الخلـقُ ساهــرة ً = على شـــواردك العصمـاءَتقـتتلٌ
**************
كلُ المقاييس قـد صارت مُزيفــةً = فالحرُّ حافٍ وذاكَ العبدُ منتعـلُ
فكم (معرّي) يعيشُ العمرَ مكتئبــاً = وكم جهولٍ إليهِ العيسُ ترتحلُ
وكم تذمّر من عطرِ الشذى رَجـلٌ = ما كانَ في في العام والعامينِ يغتسلُ
طفنا الصحارى نرومُ الوِرد من ظمــــأ ً = وقد حمـلنا الذي ما ليس يُحتمـلُ
وكم صرخنا بـ"أهل الكهفِ"نوقظهــم = لكنهـمْ في كؤوسِ العارِ قد ثملـو
ماذا جرى ؟ ألفُ آهـاتٍ تمزقــنـــــــي = ماذا ؟ وتهربُ من أقدامي السُبلُ
خمسونَ عاماً دماءُ "القـدسِ" نـازفة ً = وفي العيونِ سؤالٌ صاغه الوجل
مـن ذا يَـــرّدُ لهـذي الـدارِ هـيـبـتــهــا = ومن يُعيدُ لها ما باعـهُ السَــــفَـل
ترنو إلى الثأر في أحـداقِ "عاربــةٍ" = واخجلتاه ، بهذي يُضربُ المثلُ
!
ماذا سوى الموتِ يغفو في عرائشهـا = ماذا ، ويخنقني التسآل و الخجلُ
يا صبـرَ أيوب لو يدريـك كم صبــرتْ = على الجراحِ جراحٌ عدتَ تبتهل
*******************
كم واعدونا بأنَّ الأرضَ راجعـــــة ً = وأوهمـونــا بأن العـارَ مُغتســلُ!
وصورّوا النصرَ احلاماً ملـــونـــة ً = وكل ما صورتْ أحلامهم دجـلُ
فـاللهَ اللهَ مــن هَـــــم ٍّ نكابــــــــــدُه = ومن زمان ٍ به يستنـوق الجملُ!
بالأمسِ "أعرابنـا" يحدونهم إِبــلاً = و اليوم "أعرابنا" تحدوهم الإِبــــــلُ
يا حاديَ الروح خذنا نحوَ شاطئنـا = فقد سئمنا وأضنى روحنا الختـــلُ
خـــذنا إليـكَ لعهـدٍ لا نغـــــــادرهُ = أن يُعبدَ الله لا( العُزّى) ولا (هبلُ )
جيل التحـدي إلى حاديهِ منتظــــرٌ = يا حاديَ الروح خذنا أيها البطـــلُ
**************
صلاح سعيد الحديثي ( المتنبي الصغير )
bs_992002@yahoo
"وا حرَّ قلباهُ" قد فاضتْ به العِـللُ = وراحَ يعبـثُ فيه الهمُّ و المــلــلُ
يبكــي على طلـل ٍ مـاتتْ أزاهـــرهُ = وفي لهيبٍ مـنَ الأحزان يغتسـلُ
ما عادَ يشربُ إلاّ الصمتَ من كدر ٍ = ويستقي الغصةَ الحرىّ و يعتملُ
كم أوصدتْ دونـّهُ الأيامُ مرفـأهــا = وآبَ في غـابــةِ الآلام ِ ينتقــــلُ
هذا حصادك يا "مجنونُ" من أمــلٍ =أضعتَ عمرك لا ( ليلى) ولا امل
قالت لكَ الناسُ: لا تركبْ عواصفها = ففي الرحيل جراحُ الكون تَشتَعلُ
ماذا تبـَقـّى سوى الأحـزانِ لاهثـــة ً = على مآقيــك يستذري بها الأجلُ
حتى القصائدُ قد غابتْ مطالعـــهــا = "مذْ حمَّلوها وسارت بالهوى الأبلُ
**************
يمضي الزمانُ و"بغدادُ" الهـوى قمرٌ = وثغرها العذبُ قد جُنّتْ به القـبلُ
حَسبُ القوافي إذا مالت ضفـائرهــــا = أن تستفزَّ وأن يحلو بهـا الغــزلُ
تمنيـــاً حـُـملـّــتْ أنفاسهــم حَســــداً = يا بِئسَ ما حملتْ يوماً وما حملوا
قالوا تسمَّر فيها الليلُ و احتـرقـــــت = رؤى النجوُمِ وأخفى سِحرها الكللُ
فلا "عيونُ المها" في الجسـرِ حـالمةٌ = ولا "الرصافةُ" بالأضـواءِ تكتحلُ
نامَ "النواسي" وكأسُ الحـبِ مترعةٌ = وعاجَ يسأل كيفَ الجُـرحُ يندملُ؟
ولابَ منْ أبصر الأعـمى قصائــــــدَهُ = على التسّهـــدِ لم تغمضْ له مُقلُ
يا مالــــئَ الكونِ أصداءً بصيحــتـــه = وشامخاً ، دونــهُ قد ينحني الجبل
تنامُ " أنتَ " وتبقى الخلـقُ ساهــرة ً = على شـــواردك العصمـاءَتقـتتلٌ
**************
كلُ المقاييس قـد صارت مُزيفــةً = فالحرُّ حافٍ وذاكَ العبدُ منتعـلُ
فكم (معرّي) يعيشُ العمرَ مكتئبــاً = وكم جهولٍ إليهِ العيسُ ترتحلُ
وكم تذمّر من عطرِ الشذى رَجـلٌ = ما كانَ في في العام والعامينِ يغتسلُ
طفنا الصحارى نرومُ الوِرد من ظمــــأ ً = وقد حمـلنا الذي ما ليس يُحتمـلُ
وكم صرخنا بـ"أهل الكهفِ"نوقظهــم = لكنهـمْ في كؤوسِ العارِ قد ثملـو
ماذا جرى ؟ ألفُ آهـاتٍ تمزقــنـــــــي = ماذا ؟ وتهربُ من أقدامي السُبلُ
خمسونَ عاماً دماءُ "القـدسِ" نـازفة ً = وفي العيونِ سؤالٌ صاغه الوجل
مـن ذا يَـــرّدُ لهـذي الـدارِ هـيـبـتــهــا = ومن يُعيدُ لها ما باعـهُ السَــــفَـل
ترنو إلى الثأر في أحـداقِ "عاربــةٍ" = واخجلتاه ، بهذي يُضربُ المثلُ
!
ماذا سوى الموتِ يغفو في عرائشهـا = ماذا ، ويخنقني التسآل و الخجلُ
يا صبـرَ أيوب لو يدريـك كم صبــرتْ = على الجراحِ جراحٌ عدتَ تبتهل
*******************
كم واعدونا بأنَّ الأرضَ راجعـــــة ً = وأوهمـونــا بأن العـارَ مُغتســلُ!
وصورّوا النصرَ احلاماً ملـــونـــة ً = وكل ما صورتْ أحلامهم دجـلُ
فـاللهَ اللهَ مــن هَـــــم ٍّ نكابــــــــــدُه = ومن زمان ٍ به يستنـوق الجملُ!
بالأمسِ "أعرابنـا" يحدونهم إِبــلاً = و اليوم "أعرابنا" تحدوهم الإِبــــــلُ
يا حاديَ الروح خذنا نحوَ شاطئنـا = فقد سئمنا وأضنى روحنا الختـــلُ
خـــذنا إليـكَ لعهـدٍ لا نغـــــــادرهُ = أن يُعبدَ الله لا( العُزّى) ولا (هبلُ )
جيل التحـدي إلى حاديهِ منتظــــرٌ = يا حاديَ الروح خذنا أيها البطـــلُ
**************
صلاح سعيد الحديثي ( المتنبي الصغير )
bs_992002@yahoo
تعليق