بوحٌ في الغرفة الحادية والأربعين ـ محمود عثمان ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود عثمان
    شـاعــر
    • 30-03-2010
    • 334

    بوحٌ في الغرفة الحادية والأربعين ـ محمود عثمان ـ


    بوح في الغرفة الحادية
    والأربعين بين يديها


    تقولين: " أنت كثيرٌ عَليْ "
    وأنتِ الكثيرُ وأنت النعيم
    وأنتِ الورود وأنت الأريج
    وأنتِ صفاء الليالي
    وأنتِ وسادات طهري
    وأنتِ الحنان الذي في يدي
    (2)
    قطار الهناء أتى فائذني
    بالجلوس جواري لأشدو
    لقلبك عذب القصيدْ
    أيا قرة العين هلا قبلت
    حياتي فؤادي
    دمائي التي في الوريد؟
    (3)
    تلبّدَ سقف النفوس ظلاماً
    فيا نور كل الوجود أهيلي عليّ الضياءْ
    وقومي لنرقص رقصة عشقٍ
    لتهوي الثمار فينثال منها السكون
    ويسري على جسدينا الرخاء
    (4)
    أنا يا وجودي صريعْ
    صريعٌ أقاضي قديمي
    الذي قد أضاع من القلب أوج الربيع
    أنا يا حياتي قضيت صِباي عذابًا
    أناجي وما من مجيب سوى كاذبات الهزيع
    (5)
    لماذا تنامين أنتِ على هدهداتي
    لماذا أنام على وقع أنفاسك المُسكراتِ... !
    وأصحو على دلِّ صوتك، كيف أنام
    إذا كان صوتٌ من الروح آتِ ...؟!
    (6)
    لماذا إذا ما مشيتِ جواري
    أغار عليك كثيرًا كثيرًا
    من الكون حتى أتاني الجنونْ
    أنا يا ترانيم صبحي أخاف عليك كثيرًا
    لأنك إن ضعتِ مني
    فسوف تضيع الحياة بصمت السكون
    (7)
    ببعدك يا نسمات الصباح أخافُ
    يعرج فوقي الضياع
    فأنساق في الهوة المظلمة ْ
    وأخرج مثل وليدٍ
    إذا ما بدوتِ إليّ بطلعتك الحالمة
    (8)
    أهيلي عليكِ العطورْ
    لاستنشق الحلم في راحتيكِ
    لأعزف لحن الهيام
    وتجري مساحات عشقي على شفتيكِ
    (9)
    إذا الليل أقبل في جانبينا
    وجئتِ إليّ بعرسٍ
    من الشاي أخضرْ
    فقومي وهزي إليَّ
    بجذعك هذا المُخصَّـر
    (10)
    أرتني الليالي
    عذابًا كثيرا كثيرْ
    وكنتُ المثابر كنت الصبور
    و ذاب العذاب بوجهٍ
    أفاق ضياؤه كل البدور
    (11)
    تدَلَّيْ رويدًا رويدًا
    كعنقود كرْم ٍ
    تدّلى
    ككـْـرز ٍ بمائدة قد تغنى
    (12)
    أيا آية الحسن
    نادي السعادة بيت الجمالْ
    إذا النفس آلت
    بحمل ثقيل عليكِ
    فبالله ضمي لقاء المآل
    (13)
    تناغي كطفلٍ تناغى لدى أبويه
    إذا مال صوب اليمين
    تلقاه والده باليمينْ
    إذا مال صوب الشمال تلقاه
    بيت الحنان بحضن أمين
    (14)
    إذا المرء لم يرتبط بالحبيبِ
    فدثره بالثرى والنحيبْ
    حياة ُالوحيد مماتُ حياةٍ ...
    رعى الله قيسًا بدار اللحود
    سقى قبر "قيس"
    ويوم اللقاء تـَلاقى بليلى
    وأسكن فيه الجوى واللهيب
    (15)
    إذا العمر يا عمرُ دونك
    يمضي
    "حقيق على الكون أن ينتهي
    وتخبو بهذي الحياة رُؤاه" (*)
    ويُسحق كل جمال على كل أرض ِ
    (16)
    مدائن شوقي عليك تقيم
    حرائقَ عشقي
    أيا امْرأة ً ضاع في ساحتيها
    لدى مقلتيّ جمال الإناث
    تعالي وضمي مدائن شوقي
    (17)
    بعينيكِ سحرٌ أكاد
    على ساحتيها أموتُ
    بجيدك بحر أيا ليت قلبي
    به لاجئ مزمن قوته موجه ...
    ويا ليت قلبي بمحراب قلبك
    نفسا تمدد في راحتيها القنوتُ
    (18)
    إذا انهمر الدمع يوما
    على لين قلبك قولي عليّ عطوف
    رقيق الشعور - كما تعلمين -
    على الرغم من أنني يافعٌ شامخٌ
    تحت وطأة عينيك جدُّ ضعيف
    (19)
    متى في دياري
    تكونين هلا قدمتِ
    لنعزف لحن الجمال
    لنأنس في كل وقت
    (20)
    أناجي إلهيَ في كل حين:
    لك الحمد ربي وشكري العميمْ
    على نعمةٍ بعدها لا أريـد
    سوى رؤية الله ربي العظيم

    المتقارب
    (*) من قصيدتي "نهاية الكون"
    وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ ...

    سيجزون ما كانوا يعملون ...

    وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كمتلق أجد هذا النص نصا جميلا غزليا حافلا بالتخييل ، معبرا بصدق عن وجدان شاعره ، ربما سياق " أفاق ضياؤه " ولفظة " يرتبط " فى ذائقتى الشخصية بحاجة لمراجعة ، لكن يظل النص جميلا فنيا معبرا واعدا بما هو أجمل وأجمل

    تعليق

    • محمود عثمان
      شـاعــر
      • 30-03-2010
      • 334

      #3
      بورك هذا المتلقي المكين

      دمت بخير يا أخي الكريم محمد

      إليك ودي وتقديري الكبير
      وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ ...

      سيجزون ما كانوا يعملون ...

      وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

      تعليق

      يعمل...
      X